مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 23-05-2002, 01:10 AM
بنغازي بنغازي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2002
المشاركات: 35
Post رسائل الشهيد محمد مصطفى رمضان إلى العقيد معمر الـقذافي [ 1 ]

الأخ العقيد / معمر القذافي
سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركات، وبعد...
ليست هذه هي المرة الأولى التي أكتب لكم فيها من لندن حيث أقيم بداعي العمل مع هيئة الإذاعة البريطانية، فقد سبق وأن كتبت لكم موضحا لبسا وقعت فيه بعض الصحف البيروتية والليبية بصدد ما ادعي من أنني قرأت – بحكم عملي كمذيع في القسم العربي – خبرا يشتم منه العداء لكم.

أما اليوم فأنا أكتب بدافع آخر.. دافع يتمثل فيما قاله الخليفة الثاني عمـر للمسلمين وهو على المنبر: "فإن أصبت فأعينوني، وإن أخطأت فقوموني"، ذلك أنني قرأت سلسلة التحقيقات الصحفية التي نشرتها مجلة "الصياد" اللبنانية في شهري ذي القعدة وذي الحجة الماضيين عن ليبيا، ولفتت إنتباهي إجاباتكم الصريحة الحاسمة على أسئلة مندوب المجلة في تحقيقه الخامس الذي كان – في الواقع – مقابلة معكم، والتي أعاد أغلبها إلى أذهاننا – نحن الذين نعمل للإسلام - صورة لرجل الدولة المسلم الذي يؤمن بالإسلام عقيدة ونظام حياة، والذي انمحى أو يكاد من تاريخ هذه الأمة. وهذه الأسطر ليست - بأي حال – إشادة بما قلتموه، أو إشادة بشخص معمر القذافي، وإنما هي من قبيل الإعانة على الحق كما قال الخليفة عمر رضي الله عنه. فمن واجبات المسلمين أن يعينوا أولي أمرهم – إذا أصابوا – على المضي في طريق الحق، حتى لا يشعروا أنهم معزولون عن الأمة.
الأخ العقيد: أعجبتني في ردودكم تلك إشارتكم إلى اللعبة السياسية في لبنان، والتناقض التي تتسم به مواقف كمال جنبلاط.. وهو تناقض مفهوم بالستناد إلى درزيته، فعقيدة الدروز مهلهلة جدا، وهي خليط عجيب من الأديان السماوية والفلسفات البشرية، ولعلها في ذلك تشبه البهائية، وأعجبتني ملاحظاتكم المرحة عن "التبرع" الذي تمثل في كمية من "اليوسقى – ليم الكينيا" حين قلتم: "تبرع ؟... وماذا كان بوسعه – أي صاحب اليوسفي – أن يفعل غير ذلك وقد دخلتم عليه بمسدساتكم، فمثل هذه الملاحظة إنما تعكس خلقا إسلاميا صميما وهو تحري الرزق الحلال.
ولفت نظري قولكم إنكم تناقشون مجموعة من الإقتراحات بصدد الأراضي الزراعية التي استردت من الإيطاليين. وهنا أريد أن أشير إلى أن الحل الأمثل – في مثل هذه الحالات – هو الحل الذي جاء به الإسلام. وهذا الحل لخصه عالم مسلم من هلماء الإقتصاد المعاصرين البارزين حين قال: "إذا كان الاقصد هو مساعدة المزارع وتخليصه من ربقة صاحب الأرض لإإن التأميم لا يجدي، لأن الفلاح عموما أفقر من أن يصلح الأرض بنفسه، وأضعف من يقف مرفوع الرأس أمام السلطات الإدارية. أضف إلى ذلك انعدام الحافز الشخصي وهو الملكية.
والحل الصحيح هو ما جاء به الإسلام من تحريمه الكراء بجُعلٍ ثابت سواء أكان ذلك أجرا نقديا أو حصة عينية محدودة من ناتج الأرض. ويمكن تطبيق ذلك عم طريق تحديد نفقة إنتاج المحصولات التي قد تزرع، وإسهام صاحب الأرض في هذه النفقة سواء بالبذر أو الري أو السماد أو الآلة أو غير ذلك، وتحديد نسبة العمل في هذه النفقة. فإذا ما خرج المحصول أعطى صاحب الأرض ما يقابل ما ساهم به من نفقة في الإنتاج، أما إذا هلك المحصول كله فيخسر صاحب العمل والعامل ما بذلاه في اإنتاج. وبهذا يتحقق المبدأ الإسلامي " الغنم بالغرم " وينعدم حصول صاحب الأرض على كراء دون جهد ".
وشد انتباهي حديثكم عن الصراع الديني والقومي الذي يتسم به تاريخ البشرية، وليس الصراع الإقتصادي كما زعم اليهودي كارل ماركس. ولكن نظرة الإسلام إلى هذا الصراع كانت دوما نظرة عقيدية محض. لأن العقيدة هي محوره، والبشرية في نظر الإسلام طائفتان : حزب الله، وحزب الشيطان. والصراع بينهما صراع إيمان وكفر مهما كان شكل هذا الكفر أو مظهره. فالصليبية كفر واليهودية المعاصرة كفر والماركسية كفر والقومية اللادينية كفر.. وهكذا.
والإيمان هو الإيمان بصرف النظر عن الوطن إو اللون، فالمؤمن بالله قد يكون روسيا أو صينيا أو زنجيا... إلخ.
أما موقفكم من التآمر الروسي على دولة باكستان، وتنديدكم بالأطماع الإستعمارية لاتحاد الجمهوريات الإشتراكية السوفييتية – كما يسمى علميا ! – فهو وقفة رائعة كان من المفروض أن يحتذ بها رؤساء آخرون ينتسبون زرورا إلى هذا الدين، ولا أخفيك أنها المرة الأولى التي كنت أقرأ فيها لرئيس مسلم قوله: " إن الإتحاد السوفييتي لا يساعدنا بالمجان أو حسنة لوجه الله "ذلك هو ما يجب أن يفهمه كل رئيس مسلم... ودعك من الملوك، فلا ملكية في الإسلام. وأيضا يجب أن يفهموا – كما قلتم بالحرف الواحد – أننا كمسلمين نرفض كل دكتاتورية بما في ذلك دكتاتورية البروليتاريا ونرفض حكم العسكريين لأنه سيتحول بالتأكيد إلى فاشيستيه" ونرفض حكم المثقفين ما لم يكونوا مناضلين في سبيل هذا الدين.
أما ملاحظاتكم عن الإشتراكية فأود أن أقول بصددها إنني أفهم من أقوالكم عنها أنكم تقصدون عدالة الإسلام الإجتماعية، وذلك شئ رائع طالما افتقدناه من ولاة أمور المسلمين في الخمسين سنة الأخيرة على الأقل.
ولكن ألا تعتقدون أن إطلاق لفظ "الإشتراكية" – وهو لفظ حديث – على العدالة الإجتماعية في الإسلام سيحدث بلبلة في أذهان المسلمين. خاصة وأنهم يلتفتون حولهم فيرون كل الدول الشيوعية بلا استثناء تسمي نفسها دولا إشتراكية؟ وأقرب مثل على ذلك روسيا التي تسمي نفسها رسميا "اتحاد الجمهوريات الإشتراكية السوفييتية" ثم إن الإشتراكية هي علم على الشيوعية، فماركس وإنجلز كانا يتحدثان دائما عن الإشتراكية وليس عن الشيوعية باعتبار أن الشيوعية هي المرحلة الأخيرة من مراحل الإشتراكية.
ومن جهة أخرى فلا أظن أنه يجوز لنا أن نسمي الإسلام دينا إشتراكيا لمجرد أن الإشتراكية تتفق معه في بعض التفاصيل، وإلا فما الذي يمنعنا من أن نسمي الإسلام نصرانيا أو يهوديا لأنه يشترك مع كلتيهما – أي النصرانية واليهودية – في أشياء كثيرة. على الأقل في الأصول. أو نسمي الإسلام إسلاما شيوعيا لأنه يلتقي مع الشيوعية التي هي في حقيقتها المرحلة الأخيرة من الإشتراكية في تملك الدولة لبعض المصالح العامة.
ثم ما هذه الإشتراكية التي نعنيها حين نقول "إشتراكية إسلامية"؟ إن هناك مدارس عديدة للإشتراكية في عالمنا اليوم منها مثلا إشتراكية بعض الأحزاب الرأسمالية في أورب كحزب العمال ومنها إشتراكية تيتو واشتراكية نهرو وحتى اشتراكية إسرائيل التي تزعم أنها دولة إشتراكية ! هذا إذا صرفنا النظر عن أن الإشتراكية لفظ من اختراع البشر ولا يصح لنا كمسلمين أن نضيف أوصافا من بنات أفكارنا القاصرة المعرضة دوما للخطر إلى نظام إلهي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
نعم إن تأثير الأيمان الديني كان أقوى من الذهب وكنوز الأرض كما قلتم. ولهذا فنحن مطالبون بأن نقيم حياتنا كلها على ركائز الإ يمان بالله وشريعته فقط. ونحن مطالبون بالدعوة أيضا إلى دين الله في المشرق والمغرب: "إن الدين عند الله الإسلام".
"ومن يتبع غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين". ومعنى ذلك أن ندعوا المسيحي واليهودي، إلى جانب البوذي والهندوكي والوثني، إلى الإسلام. فالمسيحية واليهودية كانت مرحلتين في تاريخ البشرية ونسخهما الإسلام. ثم إن المسيحية واليهودية المعاصرتين ليستا بدينين سماويين، فقد تحولتا منذ عهد بعيد إلى وثنية فيها ملامح باهتة لإصول سماوية. إن دور المسلم في هذا العالم أن يخرج الناس من الظلمات إلى النور ليفئ الجميع إلى حكم الله.
أقوالكم عن رجعية الفكر الماركسي، وعن أسالين جوزيف ستالين في الحكم التي أهدرت كل المعايير اإنسانية والأخلاقية؟ وعن عمالة الشيوعيين لموسكو أو "بكين" هي كلمات أقل ما يقال عنها أنها يجب أن تنشر على نطاق واسع بين جماهير الأمة، وفي المجال العالمي، فهي كلمات حق طال انتظار المسلمين لها في هذا الخضم من الدجل السياسي والغوغائية الإعلامية.

أخيرا.. إذا جاز لي أن أطلب بشئ فأرجو بإلحاح أن تولوا كل اهتمامكم لصياغة منهج التعليم صياغة إسلامية. فعدونا لم يتمكن منا إلا حين استعبدنا فكرا وثقافة، وأزاح الإسلام من عقولنا كعقيدة ومنهج حياة، وأبقاه في مجتمعاتنا صور باهتة من طقوس وأعياد وصياغة منهج التعليم هي الركيزة الأساسية بل هي الركيزة الأولى التي لن يقوم المجتمع اإسلامي الذي ننشده جميعا إلا بها.
ولا تنسى أيها الأخ العقيد أن اليهودية والصليبية والماركسية تراقب جميع خطواتكم وهي تدرك أن تغيير المنهج في أي بلد مسلم معناه - في المدى القريب – أنها ستخسر المعركة حتما ولهذا فالعمل لتنشئة أجيال مسلمة يجب أن يتم بعيدا عن تلك الأعين والأذان المنبثة هنا وهناك والمتحفزة للوقوف في طريقكم مهما كلف ذلك سادتها من ثمن.
وسلام من الله عليكم ورحمة ونه وبركات..
لندن في 13/1/1392 الموافق 18/2/1972


المصدر:
http://www.akhbar-libya.com/article...order=0&thold=0



لمـــــاذا قتل محمد مصطفى رمضان أضغط هنــــا :
http://www.akhbar-libya.com/article.php?sid=1204
__________________
[c] [/c]
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م