ماذا جرى في الرياض ؟ واحسرتاه

[دايم العلو]

ذهبت إلى الرياض لأمر طاريء والحمد لله أنتهت مهمتي ..
عدت إلى البيت ، وأحسست أن الوقت مازال مبكرا فالساعة
الآن تشير إلى الحادية عشرة والنصف مساء ..
فقلت في نفسي لماذا لا أذهب واتجول في هذه العاصمة
بل الدولة المترامية الأطراف . بحق مدينة الرياض ليست
مدينة فقط بل هي دولة في حجمها ومساحتها ، وتطورها ونهضتها
فانا منذ زمن لم أزر هذه العاصمة العامرة ،،
توكلت على الله وركبت سيارتي سالكا الطريق الدائري الجنوبي
ثم بدا يميل بي إلى الدائري الغربي
توجهت إلى الجسر المعلق ووقفت عنده لأتفكر
يا سبحان الله هذا الجسر الذي لا يبلغ طوله إلا مئات الآمتار
وهو معلق بين السماء والأرض تمسكه مجموعة من الأنابيب
المصنوعة من الحديد والفولاذ ، فسبحان من علم الإنسان ما لم يعلم ثم وقفت أتفكر في أسفل
هذا الجسر في هذا الوادي العميق الفسيح ، الممتليء بالسيارات
( حجز المرور ) وكنت أتأمل في هذه السيارات وكأنها قطع
من اللؤلؤ المتناثر مع أنوار الطريق المتساقطة عليه من أعلى الجسر .
بعد ذلك توجهت نحو الغرب قليلا وبينما كنت أهم بالعودة إلى المنزل
خرجت مع مخرج ( حي السفارات ) لأعيد أدراجي من حيث اتيت
وما إن أضائت الإشارة الخضراء معلنة لي بالمسير وما إن نزلت من المخرج
وسلكت الطريق السريع ، إلا وبدوي انفجار هز كيان سيارتي فوقفت جانبا ونزلت من السيارة وظننت أن أحد الإطارات قد انفجر ولكن كان الأمر اعظم وأعظم التفت ذات اليمين وذات الشمال إذا بسيارة ثانية وثالثة وعاشرة
كلها توقفت في هذا المكان ونزل الجميع مذهولين ومرعوبين من هذا الصوت ، وماهي إلا بضع دقائق وبعض لحظات إذ بطائرات الهيلكوبتر
تطوف حول رؤوسنا
وصوت سيارات الإسعاف وأصوات ومكبرات صوت ، ايقنا أن هناك أمر
عظيم وخطب جليل وقع حولنا .
زادت السيارات على حافتي الطريق وزاد المتجمهرون ثم رأيت سيارات الأمن بالعشرات تطوق المكان مع كل الاتجاهات ..
قلت في نفسي لا حول ولا قوة إلا بالله ،،
أخذ رجال الأمن يبعدون الناس شيئا فشيئا
على الرغم من أن الانفجار كان قريبا جدا منا إلا أننا لم نرى شيئا ، لأن المجمع الذي وقع فيه الانفجار أسفل الوادي ونحن فوق والجبال تحيط بالوادي مع كل الاتجاهات ..
وضعت يدي على المذياع وإذا بأذني تسمع ( خبر عاجل : انفجار يهز مجمع في غرب الرياض …
فقلت لا حول ولا قوة إلا بالله ، اللهم احفظ بلادنا وأمننا ..
ذهبت إلى البيت وجلست أمام جهاز التلفاز الذي بدأ يعرض لقطات من الانفجار ففجعت ماهذا !!!
أهو في بلادي !!!
أهو في الرياض !!!
لم تصدق عيني مارأته ،، جلست تلك الليلة ضائق الصدر متكدر الفؤاد
ياسبحان الله لحظات ودقائق تحول ذلك الأمن إلى خوف ورعب ،،
جلست أخاطب نفسي ..
يانفس ماهذا الذي يجري في بلادي ؟
ومن الذي يقوم بهذا ؟؟
ولماذا ؟
ومن المستفيد ؟!
وماذا يريدون ؟!
وماذنب الأبرياء الغافلين ؟!
أين حرمة هذا الشهر عند هؤلاء ؟!
أهاذا هو الجهاد ؟!
أنحن كفار تستباح دمائنا وأموالنا ؟!
ألهذه الدرجة يأتي اقوام يضحون بارواحهم من أجل معتقد فاسد وشبه ضالة ؟!
اهانت عليهم أرواحهم حتى يقدمونها فداء للهوى والشيطان ؟!
ألم يعلموا أنه لا يجوز الخروج على الإمام مهما فعل إلا أن نرى كفرا بواحا؟!
أين هذا الكفر في بلاد التوحيد ؟!
هل إعلان تطبيق الشريعة كفر في نظر هؤلاء ؟!
هل أمر الناس بالمعروف ونهيهم عن المنكر كفر في نظر هؤلاء ؟!
هل الأمن والخير الذي نعيشه بفضل الله ثم بدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب
هل هذا كدر صفو هؤلاء وقض مضجعهم فجعلهم يقدمون ما أقدموا عليه ؟!

أسئلة كثيرة دارت في مخيلتي وطرحتها على نفسي في تلك الحظات الحاسمة ..

لم تستطع نفسي المكلومة الإجابة على تلك الأسئلة .
فأيقنت أن هؤلاء عندهم شبه خطيرة وهم يعيشون في ضلال فزين لهم الشيطان أعمالهم ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا .
فواحسرتاه على من ضحى بدينه ودنياه وحياته من أجل
أن ولي الأمر لبس صليبا !! فهو يحاول التغيير ولم يعرف الأمور !!
وواحسرتاه على من ركب راسه وفكره وبدأ يصدر الأحكام والفتاوي
ويكفر الناس بسبب ذنوبهم ومعاصيهم ، ثم بدأ يحل دمائهم وأموالهم .
وواحسرتاه على من جعل الشيطان والهوى يقوده إلى جهنم وهو يظن
أنه على الطريق المستقيم ..
رحم الله أموات المسلمين ، ورد كيد أعداء الدين في نحورهم
وهدى ضال المسلمين إلى مايحبه ويرضاه .