ان تنصروا الله ينصركم

[عنتر الهوني]

السلام عليكم ورحمة الله

قال تعالى :

(يَاأَيُّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اتّقُواْ اللّهَ حَقّ تُقَاتِهِ وَلاَتَمُوتُنّ إِلاّ وَأَنْتُمْ مّسْلِمُونَ) ، ( يَآأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوْا رَبَّكُمُ الَّذِيْ خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيْراً وَنِسَآءً وَاتَّقُوْا اللَّهَ الَّذِيْ تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيْباً)، (يَاأَيُّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اتّقُواْ اللّهَ وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً).

أردت أن أبدأ الرسالة بآيات من كلام الله وأطلب من الإخوة التمعن جيداً والوقوف عندها ودراستها جيداً فهي تحمل الكثير والكثير لمن له قلب وعقل.

قيل أنه شكى بعض الطلاب إلى شيخه كثرة النوم فقال له الشيخ : إن لله تعالى نفحات بالليل والنهار تصيب القلوب المتيقظة، وتخطيء القلوب النائمة، فتعرضوا لتلك النفحات فقال له: يا أستاذ، تركتني لا أنام ليلا ولا نهارا. فكم منا لم يستقيظ لسنين طوال؟ من منا إلا من رحم الله لم يأخذ السلفة الربوية مع علمه بها، ولقد قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الربا 72 بابا أقلها إثما كأن يزني الرجل بأمه". من منا لم يقفز من فوق الطوابير لأن لديه واسطة؟ من منا لم ينه عن منكر بدعوى (يلي خاف سلم)؟ من منا لم ير ماذا يفعل أزلام الطاغوت في بيوت الله من انتهاك لحرمات الله؟ قال الحسن: "أدركت أقواما وصحبت طوائفا ما كانوا يفرحون من الدنيا بشيء أقبل، ولا يتأسفون على شيء منها أدبر، وكانت عندهم أهون من هذا التراب، كان أحدهم يعيش عمره كله ماله ثوب زائد فيطوى، ولا جعل بينه وبين الأرض شيئا، أدركتهم عاملين بكتاب الله تعالى وبسنة نبيهم، إذا جنهم الليل فقيام على أطرافهم يفترشون وجوههم، تجري دموعهم على خدودهم، يناجون ربهم في فكاك رقابهم، إذا عملوا حسنة فرحوا بها وداموا على شكرها وسألوا الله تعالى أن يقبلها، وإذا عملوا سيئة حزنوا على فعلها وتابوا إلى الله منها، وسألوا الله تعالى أن يغفرها لهم، والله مازالوا كذلك ووالله ما سلموا من الذنوب ولا نجوا إلا بالمغفرة". قال رجل لبعض الصالحين: إني عاجز عن قيام الليل، فقال: لا تعص الله بالنهار. قال الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه: "حب الدنيا يخرج حلاوة الإيمان من قلبك". قال إبراهيم بن أدهم: "قلب المؤمن نقي كالمرآة فلا يأتيه الشيطان بشيء إلا أبصره، فإن أذنب ذنبا ألقى في قلبه نكتة سوداء، فإن تاب مُحيت، وإن عاد إلى المعصية ولم يتب بقيت النكتة حتى يسود القلب فقل ماتنفع فيه الموعظة".

قال عمر بن الخطاب: "لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسو قلوبكم، والقلب القاسي بعيد من الله، ولكن لا تعلمون وانظروا في ذنوبكم كأنكم عبيد، ولا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب، فإنما الناس معافى ومبتلى، فارحموا أهل البلاء، واحمدوا الله على العافية.

قام شاب من الأنصار والرسول على المنبر فقال: يارسول الله لا تحرمني دخول الجنة، والله الذي لا إله إلا هو لأدخلن الجنة. فقال صلى الله عليه وسلم: بم تدخل الجنة. فقال: بأني أحب الله ورسوله ولا أفر يوم الزحف. فدمعت عيناه صلى الله عليه وسلم وقال: إن تصدق الله يصدقك. فصدق الله واستشهد رضي الله عنه.

أود من إخواني الكرام التمعن فيما قد ورد وأنهي بقول الحسن البصري: "ياابن آدم إنما أنت الدهر، فإذا ذهب يومك ذهب بعضك". فكم ذهبت من سنين مليئة بالإثم.

منقول