الشيخ السدلان يفند مزاعم وأعمال الإرهابيين:الفئة الضالة تتحرك بفتاوى مارقة عن الدين

[داع الحق]

الشيخ السدلان يفند مزاعم وأعمال الإرهابيين:الفئة الضالة تتحرك بفتاوى مارقة عن الدين

حوار : خالد الزيدان

بيّن فضيلة الشيخ صالح بن غانم السدلان رئيس لجنة العناية بالمساجد والأئمة والخطباء أستاذ الفقه، الحكم الشرعي في مزاعم وأعمال "الفئة الضالة" وما تقوم به من ترويع للآمنين والبلاد بأنه منافٍ للإسلام وانتهاج مماثل لسابقيهم من الخوارج.. مشيراً إلى أن قيامهم بأداء صلاة الجمع والخوف وجمع وقصر الصلوات وفقاً لفتاوى الجهاد عمل باطل لأنهم على باطل وليس جهاد كما ظنوا وأجازته لهم الفتاوى المضللة.
وأكد فضيلته أن رجال الأمن الذين يذهبون ضحايا للمواجهات مع هذه الفئات الضالة والإرهابية هم المجاهدون وفقاً لما قررته الشريعة الإسلامية وأقره العلماء الأجلاء.

وأجاز فضيلته أن يكون هناك قنوت في الصلوات والدعاء حتى يزيل المولى سبحانه البلاء الذي داخل البلاد مع هذه الفئات الإرهابية كما يقنت للمسلمين في العراق وفلسطين وإن أجازه ولي الأمر فهو المطلوب.
وشدد فضيلته أن حجة هؤلاء من الفئة الضالة أن بيوت العلماء ولقاءاتهم في المساجد والجوامع والمراكز والمنشآت الحكومية والخاصة لم تكن مغلقة عنهم وان زعموا ذلك الزعم الباطل.
تفاصيل أوسع في نص الحوار التالي مع فضيلته:

@ "الرياض": فضيلخ الشيخ الدكتور السدلان: تزعم "الفئة الضالة" من الإرهابيين الذين يقومون بمواجهة رجال الأمن وترويع المسلمين أن حجتهم هي: الإصلاح وأنهم "في جهاد" وعلى ضوئه يؤدون صلوات الخوف والجُمع والقصر للصلوات في مخابئهم والأماكن التي يتنقلون بها من هذا المبدأ فما تعليق فضيلتكم ونصيحتكم لهذه الفئة؟

- د. الشيخ السدلان: ليس كل من يدعي دعوى أو قولاً شرعياً يقبل منه إلا بدليل من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يزعم أنه من اتباع محمد عليه الصلاة والسلام ولا يجوز أن يكذب على دين الله وعلى الله ورسوله ولا يقول بشيء من عنده وإنما بدليل من كتاب الله، ودين الإسلام دين عدل وشمولية ووضوح لا دين تكلف وتشدد وافراط وتفريط،

فما يزعمه هؤلاء إذا عرضناه على كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام من أن ازهاقهم للأرواح وترويع الآمنين واتلاف الأموال يحمل اسم "الجهاد" واجازتهم لتلك الأفعال الشرعية المصاحبة لذلك من هذا الباب - على حد زعمهم - فإن ذلك ليس بصحيح وباطل، فتسألهم: من أي عُرف وبأي كتاب وسنة، فإذا رجعنا إلى كتب اللغة فإن ذلك ليس بجهاد وإن رجعنا للمعاني الاصطلاحية فليس بجهاد، وان رجعنا إلى الدليل من الكتاب والسنة فليس هذا العمل بجهاد، وإن رجعنا إلى قواعد الدين وما أجمع عليه علماء الدين المسلمون فإن هذا العمل من ازهاق الأرواح وترويع الآمنين والخروج على ولي الأمر بحجة الإصلاح كل هذا انحراف عن الصراط المستقيم.. فلا يقبل كلامهم ومزاعمهم إلا من هو مثلهم صاحب رأي شاذ وغير مقبول وغيرعاقل .

ويضيف فضيلته: ولهؤلاء أمثال في التاريخ فهم ليسوا أول من شذّ وخالف ونسب هذا للدين وهم "الخوارج" فالله عز وجل يقول:
{قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا}.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:" كلكم يدخل الجنة إلا من أبى، قالوا: ومن يأبى، قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى".

فهذه المزاعم باطلة، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن مثل هؤلاء وهم "الخوارج" فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: إنكم تحقرون صلاتكم عند صلاتهم، وصيامكم عند صيامهم وقال: يقرأون القرآن لايجاوز حناجرهم، يقيمونه كما يقام السهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميّة".

فالمروق من الدين معناه :مخالفة الكتاب والسنة وإجماع الأمة وما اتفق عليه العقلاء والإتيان بأمور جديدة لايعرفها الناس وليس لها دليل ولا يؤيدها العقل ولا النقل.

@ "الرياض" فضيلة الشيخ البعض يقول ومنهم بعض هؤلاء الفئات الضالة إن العلماء ورجال العلم لم يحتووهم ولم يفتحوا أبوابهم وصدورهم لاستقبالهم وتنويرهم، فما رأي فضيلتكم؟

- الشيخ السدلان: أبداً.. وهؤلاء لم نعرفهم وجميع من قبض عليهم أو قتلوا لم نشاهدهم وبيوتنا مفتوحة والمساجد مفتوحة بها المحاضرات واللقاءات فأنا أحدث عني لدي في مسجدي بالرياض برامج ودروس يحضرها العديد من طلبة العلم والشباب ولدينا جلسات وحوارات مفتوحة كما في بعد صلاة العصر كل يوم اثنين، وهناك جلسة مفتوحة بعد صلاة الجمعة لمدة ساعة كاملة فأين هؤلاء.

@ "الرياض":هل قابلتهم أنت شخصياً أولم تستقبلهم؟
- أنا لم أقابل أحداً منهم والله العظيم لا أعرفهم ولم أشاهدهم.

@ "الرياض" فضيلة الشيخ المدنيون الذين يروحون ضحايا في تلك المواجهات مع تلك الفئات الضالة، هل يمكن القول عنهم بأنهم شهداء خاصة ان الكثير منهم قتل غدراً؟

- الشيخ السدلان: نعم هؤلاء هم المجاهدون فالعلماء يذكرون أن المرابطين في الثغور يعدون من المجاهدين، ومنهم رجال الأمن ورجال مكافحة المخدرات ورجال المباحث وكل رجال الأمن وحرس الحدود إذا اخلصوا أعمالهم لله، ثم قصدوا حماية الوطن والمواطنين فإنهم يعتبرون مجاهدين في ذلك.

@ "الرياض": فضيلة الشيخ وأنتم رئيس للجنة العناية بالمساجد والأئمة والخطباء.. يلحظ هذه الأيام القنوت في الصلوات لأوضاع المسلمين في الخارج كما في العراق وفلسطين ألا يدخل في ذلك ومن باب أولى القنوت لأن يزيل المولى سبحانه الابتلاء القائم في المملكة من خلال مواجهة هذه الفئات الضالة والارهابية؟
- الشيخ السدلان: نعم يجوز وندعو بذلك وهذا يستحق القنوت والدعاء فإن أذن به ولي الأمر كان أمراً مطلوباً، وإن لم يؤذن به لدرء أمور قد تحدث فإن ذلك راجع له وتصدر الفتوى على ضوء ذلك.

الرياض / الخميس 25 صفر 1425العدد 13082