المهم القيمة
الورد ينبت أحيانا في الوحل دون أن يشينه ... دون أن ينتقص من أريجه وشذاه ...
ومثله الشوك أيضا فانه يتسلل أحيانا وسط حديقة غناء تملؤها الورود وتغطيها الرياحين .
من هنا فإن الأرضية أية أرضية قد لاتكون وردا كلها ... ولا شوكا كلها ... وانما هي مزيج من الورد والشوك ولكن بنسب متفاوتة.
وكما هي أرضية التراب تأتي أرضية البشر متفاوتة الخصوبة ... بل ومتباينة الخصوبة أيضا في المنبت الواحد ... وفي البيت الواحد ... في الأسرة الواحدة يعطر أنفاسك شذى وردة أو اكثر00 وتلسع أناملك شوكة حادة تربض إلى جوارها ...
قد يكون الورد اكثر ... وقد يكون الشوك اكثر ... وفقا لخصوبة التربة أو خصوبة الأرض ... إلا أن البنية الواحدة من هذا ومن ذاك واردة ... قائمة لامكان لتجاهلها ...
من هنا فإن حكمنا على الأشياء يجب أن لا يكون عمومياً ... أن لا نربطه بما حوله وبمن حوله وانما ننتزعه من عينية الشيء نفسه دون سواه فكم نبتة صالحة برزت في محيط تحكمه الشبهة .. والأوحال ... دون أن ينال ذلك من خصائصها ... ونموها ... ونقائها ...
وكم شوكة مدببة المخلب مسيلة للدم نبتت وسط غابة من الورود ... ، والفل دون أن تطعم من أريجها وعطرها ...
حتى في المنبت الواحد ... وفي البيت الواحد تختلف الثمار ... وتتفاوت الأشجار ولكن بنسب متفاوتة متباينة .
بل حتى وفي المجتمع الواحد 00 والوطن الواحد
|