مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة التنمية البشرية والتعليم
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 02-05-2006, 09:52 AM
muslima04 muslima04 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
المشاركات: 872
إفتراضي " بعض أخطائنا في التربية " ( كتاب قيم )..

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد،

إخواني اخواتي في الله،احببت ان أضع بين أيديكم هذا الكتاب الرائع بكل ما يحتويه إن شاء الله تعالى لمن أراد ان ينتفع بإذن الله..ففيه من الدرر الشيء الكثير..نفعنا الله وإياكم بها وجزى الله عنا شيخنا الكريم خير جزاء آمين..

***************

بعض أخطائنا في التربية.


فضيلة الشيخ سلمان ابن فهد العودة.

بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه.ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.واشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا. أما بعد أيها الأحبة الكرام فسلام الله تعالى عليكم ورحمته وبركاته.

أيها الأحبة:

إن الإنسان لا يكون أحقر في عين نفسه منه في مثل هذا الموقف، فإن هذه الأعداد الكبيرة منكم التي أسرفت وأحسنت الظن فجاءت لتستمع إلى مثل هذه الكلمات.
إنها تـُنبأ عن فقر عظيم في هذه الأمة، فقر إلى الرجال الأكفاء، وفقر إلى العلماء، وفقر إلى المصلحين، وإلا فأي معنى لأن تتهالك هذه الأمة على كل متحدث وكل قائل وكل مبين أو متكلم لمجرد أنه ألقى درسا، أو قام بمحاضرة أو أنه تكلم.
إن ذلك لدليل على فقر الأمة إلى الرجال الأفذاذ الحقيقيين وأنها تعيش فعلا في فترة من أحلك فتراتها.
وإنني أقولها لكم صريحة، ويعلم الله تعالى حقيقة ما أقول حسب ما أعتقده:

أننا على يقين أن الله تعالى لا يدع الصحوة ولا يدع الدعوة لأمثالنا من المقصرين والمسرفين على أنفسهم، بل إن الله تعالى يختار لها من الصادقين المخلصين من يكون فيهم الرشد والكفاية، إلى أن يصلح الله الأحوال ويتدارك بمنه وفضله وذلك فضل الله يأتيه من يشاء.

أما بعد فحديثي إليكم هذه الليلة هو عن بعض أخطائنا في التربية:

** النقطة الأولى مفهوم التربية:

التربية أيها الأخوة لها مفهوم أوسع وأعمق، إن التربية هي الحياة بكل تفاصيلها، وبكل أشخاصها، وبكل مؤسساتها، والحياة تعني وجود الإنسان من يوم أن ظهر على الأرض وإلى أن يغادرها، فهي تبدأ مع الإنسان في شهادة الميلاد، وتنتهي مع الإنسان بشهادة الدفن.
وإذا عرفنا أن التربية هي المعنى الشامل للإنسان من يوم أن ولد إلى يوم أن يموت أدركنا أن الحياة هذه أو التربية ليست أمرا مقصورا على وجود الإنسان في منزله، أو بيته، ولا وجوده في مدرسته،ولا وجوده في حارته أو في حيه أو مسجده.
بل هي وجود الإنسان في الحياة كلها بكل مؤسساتها من بيت ومدرسة ومسجد وإعلام وصحة وغير ذلك، بل وجود الإنسان من خلال الأناسي الذين يقابلونه في حياته بكل تناقضاتهم.
فهذا يحييه ويسلم عليه، وذاك يعيره ويشتمه، وهذا يحادثه وهذا يبايعه أو يشاريه وهذا يعلمه أو يتعلم منه، وهذا يوافقه وهذا يخالفه، وهذا يمدحه وهذا يذمه.فالتربية تشمل الحياة كلها.
وإذا أدركنا هذا أدركنا أنه لا يمكن أن يستقل جهاز من الأجهزة أو مؤسسة من المؤسسات بتربية الإنسان، فإن الإنسان كائن مؤثر متأثر، ولا يمكن أن نستهين بشيء يواجه الإنسان.
فالجو العام في المجتمع مثلا هو عبارة عن تيار كتيار الماء أو تيار البحر يجتاح الإنسان وأحيانا يكون الإنسان مخالفا للتيار فيكون كأنه يسبح ضد الموج يتقدم بقوته الضعيفة أمتارا ثم يدفعه الموج إلى الوراء عشرات الأمتار.
ولهذا جاء الشرع بتحميل الإنسان مسئوليته الفردية بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجاء الشرع أيضا بتحميل المجتمع مسؤولية القيام بالحسبة كأمة مؤمنة لا يميزها إلا الإيمان بالله الذي عليه اجتمعت ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي به قوامها وبقائها:
(كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، وتؤمنون بالله).
(والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم)ولذلك فإن الإنسان محتاج إلى المجتمع كله ومن حوله ليتأثر بهم وينتفع منهم وينظر ما عندهم من خير فيقتبسه، أو خطأ فيتجنبه، نصيحة يعمل بها.
ثم هو محتاج أيضا إلى المؤسسات الموجودة في المجتمع والتي يتربى من خلالها، فهو يتربى قاعدا في المسجد ينتظر الصلاة، ويتربى وهو في مدرسته، ويتربى وهو في سوقه، ويتربى وهو في بيته، حتى والإنسان في متجره هو يتربى، يتربى على الأخلاق الإسلامية في المعاملة والبيع والشراء والأخذ والعطاء، وغير ذلك.
وحين يفسد الزمان وبمعنى أصح وبالاصطلاح الشرعي ينحرف الناس يؤمر الإنسان باعتزالهم حتى يسلم الإنسان من شرهم أو يسلموا هم من شره، كما في الحديث المتفق عليه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وأرضاه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سُئل أي الناس خير قال:
(مؤمن مجاهد في سبيل الله تعالى بماله ونفسه، قيل ثم أي قال مؤمن في شعب من الشعاب معتزل يعبد ربه ويدع الناس من شره).

إنه إنسان غير قادر على التربية لا يستفيد من الناس علما وعملا وأخلاقا، ولا يستفيد الناس منه أيضا، فهذا كان الأجدر في حقه أن يعتزل الناس، يدع الناس من شره، ليس من الناس إلا في خيره.
فالتربية إذا عملية ضخمة وكبيرة تبدأ مع الإنسان من يوم ولد، لا بل أقول تبدأ قبل الميلاد، ومن الطرائف والنكت أن رجلا جاء لأحد العلماء فقال له:
أنا قد تزوجت، وحملت زوجتي وهي في الشهر الرابع، وأريد أن تعطيني بعض التعليمات في أسلوب تربية هذا الطفل، فقال له:
هذا الطفل قد فات عليك ما دام في الشهر الرابع، لكن أعطيك تعليمات للطفل القادم.
وهذه لا شك نكتة ولكنها لها دلالتها ولها معناها، والمقصود أن التربية تبدأ حتى من يوم اختيار الزوجة، فإن الزوجة هي الحضن السليم المناسب الذي ينشأ معه الطفل ويتربى في أحضانه ويقبس من أخلاقه، فهي تبدأ حتى قبل أن يولد الإنسان.
وفي صحيح البخاري عن أبن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن قضي بينهما ولد لم يضره الشيطان).
فالشيطان يفر من ذكر الله، فالتربية تبدأ مبكرة جدا، إنها تبدأ من هذا الأوان ولا تنتهي إلا بأن يموت الإنسان قال الله عز وجل:
(واعبد ربك حتى يأتيك اليقين)، الموت.
ثم هي ليست عملية مقصورة على جانب واحد من جوانب النفس الإنسانية، فهي تربية تتعلق بالخُلق وتتعلق بالعقيدة وتتعلق بالعلم وتتعلق بالعمل وتتعلق بالجسم وتتعلق بالعبادة.
وهي أيضا ليست مسؤولية جهة بعينها فحسب، فالبيت وحده لا يمكن أن يستقل بالتربية.
والمسجد وحده لا يستقل بها.
والمدرسة وحدها لا تستقل بها.
والزملاء والأصدقاء الصالحون أيضا، وإنما المجتمع كله بكل مؤسساته وكل أفراده وكل أجهزته هو مسؤول عن التربية، هذه واحدة.

** النقطة الثانية، الإنسان موضوعا.

لقد بُعث الرسل عليهم السلام، وأنزلت الكتب من السماء إلى البشر من أجل تقويم هذا الإنسان، من أجل أن يترقى حتى يتأهل لجنة عرضها السماوات والأرض، بل حتى يتأهل لرؤية الله تعالى في جنة عدن، قال الله تعالى:
(وجوه يومئذ ناظرة إلى ربها ناظرة).
فهي تتمتع بالنظر إلى وجه الله تعالى الكريم في جنة عدن.
إن الإنسان يترقى بالتربية حتى يتأهل لهذا المستوى الرفيع، وقد ينحط حتى يصبح حطبا ووقودا لجهنم مع الحجارة وشبيها بالأنعام قال الله عز وجل:
(وقودها الناس والحجارة). وقال سبحانهإن هم إلا كالأنعام بل هم أضل). وفي الآية الأخرى:
(بل هم أضل سبيلا).
إذا بالتربية يرتقي الإنسان حتى يصبح أهلا لرؤية الله تعالى في الجنة، وبنقص التربية أو تضييعها ينحط حتى يصبح حطبا لجهنم.
إذا بناء الإنسان – أيها الأحبة – هو محط الاهتمام، وهذه القضية الكبرى التي يجب أن نرفع شعارها ونتحدث عنها ونملئ بها مجالسنا هي قضية الإنسان.
إن بناء الإنسان أهم من بناء الجسور وأهم من تعبيد الطرق.وأهم من تشييد العمارات الشاهقة.
وأهم من توفير الخدمات مع أنني لا أهون من بناء الجسور وتعبيد الطرق وتشييد العمارات وتوفير الخدمات، ولكن لا قيمة لهذه الأشياء كلها في ضل غياب الإنسان.
إن هذه الأشياء كلها لا تعدُ أن تكون تيسيرات للإنسان وتسهيلات.
فقل لي بربك أي معنى لإنسان حسن البزة حسن الثياب جميل الهيئة بهي الطلعة ممتلئ الجسم معتدل الصحة ولكنه يرصف في قيوده في أسره وسجنه.
وأي قيمة لإنسان هذا شأنه إذا كان بلا عقل.
وأي قيمة لإنسان هذا شأنه إذا كان بلا دين ولا خُلق ولا عقيدة.
إن الإنسان هو المقصد الأول من الوسائل التربوية كلها، ولا قيمة لإنسان لا يعبد ربه ولا يسجد لله تعالى ولا يمرغ جبهته خضوعا لرب العالمين، ولا يسبح بحمد ربه عز وجل.
إنه في دنياه يعيش الشقاء بكل صوره وألوانه وفي أخرته إلى نار لا يخبو أواره:
(كلما خبت زدناهم سعيرا).
إن تحقيق وجود الإنسان بالمعنى الشرعي يحقق كل المكاسب الأخرى.
فلنفترض مثلا أننا أمة فقيرة، ليس همنا أن نطلب المال لأن بناء الإنسان الصالح سيجعله قادرا بأذن الله على تحصي المال.
لنفترض أننا أمة متأخرة في المجال الصناعي والتقني كما هو الواقع فعلا
إن بناء الإنسان الصالح العاقل العالم الرشيد هو السبيل إلى تطويع الصناعة وإلى الحصول على أسرار التصنيع، وإلى الوصول إلى أعلى المستويات في الحضارة المادية.
لنفترض أننا أمة متخلفة في كافة مجالات الحياة، الاجتماعية والمالية والاقتصادية وغيرها، فإن الإنسان إذا بُني وأُصلح وأعُد إعدادا صحيحا هو الذي يستطيع أن يخطو تلك الخطوات التي تحتاجها الأمة. فهو الذي يحصل على المال وهو الذي يبني ويصنع ويفكك أسرار العلم ويستطيع أن يطوعها بأذن الله عز وجل.
إذاً، المخرج من كل أزماتنا ومصائبنا التي نعيشها وتعيشها الأمة معنا هو بناء الإنسان، تتعدد لحلول ولكنها تتفق على أن الذي يمكن أن يتولى تمثيل هذه الحلول هو الإنسان ذاته.وأقولها لك صريحة لن يحصل الإنسان على كرامته الحقيقة إلا بالتزامه بدين الله تعالى، وذلك بسبب واضح تزيدنا به الأيام بصيرة وهو أن الإسلام هو كلمة الخالق:[/COLOR]( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير).على حين تعترف كل الدراسات النفسية والتربوية في هذا العصر تعترف بجهلها بحقيقة الإنسان وعجزها عن إدراك خفاياه وأسراره وأنها تبحث في ميدان مجهول.
أما الشرع فنزل من عند حكيم حميد يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير.

**يتبع إن شاء الله**

آخر تعديل بواسطة muslima04 ، 02-05-2006 الساعة 10:00 AM.
الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م