سفير بابـــل

[ابن حوران]

سَفيْرُ بابِلْ...!!؟؟؟

سـامٌ .. !! أمامُكَ فُرْصَـةٌ ذهبِيـَةٌ

هّيَّا اقْتَنِصْ حالاً .. بِدون توانِي .. !!

خُـذْها سَـريعَا ً.. دونَ أيِ تباطُـؤٍ

فاعْقـِلْ وقرِرْ في غُضـونِ ثوانِي..!؟

هـذا وإِلا .. قـدْ نَدِمْـتَ لِفَقـْدِها

بل عِشْـتَ حُـزناً ، قـَدْ بـدِا لِعَيـانِ

أو رُبَمـا أهْـرَقتَ دمُـعٍِاتِ الأسـى

فالدمـعُ يَجلـو حَسْـرَةَ النَدْمـانِ ..

لكـن دمـوعَ العالَمـين وحُـزنَهُم

لن تَقـوى فينا.. العَـودَ بِالأَزمانِ..!؟؟

ما فاتَ وَلّـى وانْتهـى مـن دَهْـرِنا

يا سـامُ فاسْـمَعْ من أبي عُثمانِ..!؟؟

خُـذ قـَولَ يأتي من رشـيدٍ عاقـِلٍ

قـد زانَ هـذا القـولِ فِي الْمـِيزانِ

إنِّـي أرى فِي مُقْبِلٍ .. مـا لا تـَرى

فَأنا بنُ بابِلِ.. قَادِشٍ.. وعُمـانِ ..!!

إنِّـي أراكَ بِما يَلـي .. فـوقَ الرُبَـى

مُتَرامـِياً مـن سَـطْوةِ الصُــقرانِ

شَـدوك شَـداً بالْمَـخالِبِ عِنْــوةً

ورَمـوكَ قَسـراً عن مَـدَى أوطانِي

فَعـلام تَنظُـرُ آتيـاً حَمـَلَ العَنـا

أو تَرنـو نَصْراً.. ليسَ بِالإمكانِ..!؟؟

خُـذ مـن سَــديدٍ لا تَكُــنْ مُتَعَنِثاً

واقْبَلْ ذليـلاً .. رَغبـةَ الشُـجعانِ..!؟

إقْبَـلْ بعَـرْضٍ للنـجاةِ كمـا تَرى

من حَـدِّ أهـلِ العَـزْمِ فِـي الْعُـربانِ

هـذا وإلا سـوفَ تُمسـي نادِمـاً

فيـما سَـيَأتِي.. سـامُ مـن أزمـانِ

بـل وارتَكَـبتَ حَمـاقَةً مـا جـاءَها

خِبـْلٌ من الإِنسـانِ .. أو مـن جـانِ

إِيـاكَ .. أن تُخْطـي بـِرَدِ رِسـالَتي

واحْـذَرْ بأن تُصْـغي إلى البُهْتانِ..!!

راقِب مَلِيـاً فُرصَـةً قـد أَومضَـتْ

لا تَـدَّعِ الإِبصـارَ فـِي العُِمــيانِ

دَعْ عِـزَةَ .. قــد تَحْتَبيكَ بِإِثْمِـها

واتْـرُكْ لِمَـرةِ سَـطْوَةَ الطُغيانِ..!؟

وانْظُـرْ بأُُمْـرِكَ فـي عِنـايةِ.. هادِئاً

بل دَعْ حِـوارَ الْبُكـمِ للطُرْشـانِِ..!؟

وَاحـَذرْ.. بأن تـودي بِآخـِرِ فُرصَـةٍ

لاحَتْ َلكـي تَنجُـو من الطـوفانِ..!؟؟

*****

إن العِــراقَ ِتكَرُمـاً. قـد خَصَنـي

شَـرفاً عَظيـماً.. لَفَنِي وكَسـاني..!!

إذ قـال لـي إِحْمـِلْ لِسـامَ رِسـالةًََ

ولَقَـدْ حَمَلْتُكَ، ما ارتـَأى إِخوانـي..

فأنـا سَـفيْرٌ صـادِقٌ،.. ومُحَـلَفٌ

وأنا الرسَـولَُ لِمن أبُوا.. بِمَجانِ..!؟؟

قـد أرسَــلَتني بابِـلٌ لِغواصِِــبٍ

دونَ العِبـادِ.. وهـذا قـد أشـجانِي

وأنـا مُصِـرٌ .. فِـي إداءِ مُهِمَتـِيَ

أن أتلـو دونْـكَ رَغْبـَةَ الشُـجعانِ

إنْ تَرعـوِ.. تَخْـرجْ بِذيلٍ سـالِماً

هـذا وإلا تَجـري.. كالْحَسـرانِ َ..!!

من غَيـرِ ذيلٍ قـد هَرَبَتَ كَأزْعَـرٍ

تَعـوي عـواءً.. ما جَرى بِمكانِ..!!

ولَرُبَمـا أمسـى.. عُـواؤكَ ِ خالِـدِاً

يَروي بِصِـدقٍ.. نَهْضَةَ العُـربانِ..!؟

*****

ســامٌ أتَيْتـُكَ دونَ إِذنٍ مُسْـبَقٍ

ما كان مِثْلُكَ أن يَعَََـضَّ بَنانـي..!؟؟

أو يُغْلِـقُ الأبـوابَ دونَ مَشــيئَتي

وأنا العَصـيُ ألآتـي عن عُصـيانِ.

في القـُدسَِ إِنـي قـد ولِـدتُ وإِنَما

أبدو بِجُـلِ مَلامِحـي.. تَطْـوانِِي..!؟

دَيْجـورُ شَـعري من دُبَـيَ جَلبتـُهُ

أما السَـمارُ فِمـن رُبـى السُـودانِ..

ونُحـولُ خَـدي فالكَنـانةُ أورَثتْ

ولَدي بَعْـضُ الشـيءِ من عَمّـَانِ..!!

وبَريقُ عَيْنـي.. مـن حجـازٍ جاءَني

وَسَـدادُ رأيـي.. من بَني غَسـانِ..

والعَـزمُ مـن مِكْـناسَ إنِّـي جِئتَهُ

وصـفاءُ قلبـي من رُبَى تَطوانِ..!!

والشــامُ أورَثنـي الثباتَ بِرُؤيتـى

والشـامُ حَـيٌ فاسـعوا لِلْبُرهـانِ..!؟

والقـدسُ أَهـدتني تَمَنـُعَ نَخْــوتي

قد فاضَ منها كـي بـدِا لِعِيـانِ..!؟؟

قَيسـيُ إِنـي من يَمـان إذا تَسَـلْ

فالأمـرُ يَبقـى فِـي بَني قَحـطانِ..

عَبْسـيُ إنِّي مـن كِـلابَ.. وَمـُرَةً

ما دامَ أصـلُ الْجَذْرِ فـي العُـربانِ..

جِيناتُ أجـدادي الأعـِزَةِ فـي دَمـي

تَجري بِكِـبْرِ الصـيدِ مـن عـدنانِ..

وَقصَـيُ جَـدي مـع لُـؤيَِ وهاشِـمٍ

مع جَـدَةٍ.. نُسِـبَت بَني غَسـانِ..!!؟

أنـا يَعـرُبِيٌ مـن صَمـيمِ أعـاربِ

سـاموا الْـوِرادَ.. وهَللـوا لِطِـعانِ..

ولإِجـل هـذا قـد جَعـلتُ إِقامتـي

من بعْـضِ حيـنٍ شَـرقَ من عَمَّانِ..

داري أنـا بَغـدادُ مـن حيـنٍ مَضى

مُذْ سـامُ عَرْبَدَ في رُؤى نيسـانِ..!؟

بيتـي هـناكَ وعِـزْوتِي وعَشـيرتِي

قُـربَ الفُراتِ لِمن يَسَـلْ عُنواني..!؟؟

*****

هَبَّ العِـراقُ وقـامَ يَهْـدُرُ ِحـازِماً

ما عـادَ يَرضَى الذُلَ فِي الأوطانِ..!!

قامَ الأعِـزِةُ كـي يُعـودَ عـراقُنا

عَجِبَاً. ويشـفى مـن جُـراحِ يُعاني..

ولقد دعـاني.. كَـي أكـونَ سَـفيرَهُ

وأنا السَـعيدُ.. إذْا العِـراقُ دعاني..!؟

إنِّـي الْمـُكَلَفُ مـن أُبـاةِ.. عـراقِنا

ولقـد آتيتُ.. بِمـا ارتأى أقرانِي..

هُـم كَلَّفـوني أن أرومـَكَ غاضِـباً

كـي أُمْلي فوقَكَ رغْبـَةَ الإخوانِ..!؟

هاهُـم تنــادوا للطِـعانِ فَأقبـَلوا

مـن أجـلِ دَكِ. مَـعاقِلِ الطُغــيانِ..

وأنـا لِهـذا.. قـد قَصَـدتُكَ مُنـذِراً

لو شِـئْتَ أن تنجُـو من الطوفانِ..!!

فـارنُ إلـى أجـنادِقد لفُـظَ الثـرَى

قـد جِئتَ فيـهم قاصِـداً أوطـاني

وحَملتَـهُم أشــلاءَ مـن جَنَباتِنـا

وأنـا أرى بالعِـيْنِ.. كَيـفَ تُعـانِي

فاذْهَـبْ عـن الأحْـرارِ دون تَمَـهِلٍ

وارْجِـعْ بِجُـندٍ باتوا كالنسـوانِ..!!

واذكُـر بِأنّـَك أنت أَهـرَقَت الدِمـا

يَـومَ ابْتَغـيتَ الْصــيدَ بالأقيـانِ

بـل أن أيضـاً مـن رَمَـيْتَ لِغَفـْلَةٍ

فِي نـارِ غَضـبَى. ليسَ كالنيْرانِ ..!؟

دُفعـاتِ من أغْـرارِ تِحْمـِلُ وِزرهُـمْ

لا تَخْلُــطْ الأعــذارِ.. بالنُكــرانِ

يا ذا الرقيـعُ فَـإن تَقُلْـنا.. لا تَقُـلْ

إنَّـا بَِرِمْـنا الزيـفَ.. فِـي البُهـتانِ

بـل هاتِنـا سَـمعاً.. وهاتِنـا طاعَـةً

أُنْصـتْ لِحَـدٍ وأفْـضِ بالإذعانِ..!؟؟

*****

ســامٌ أتيـتُكُ مُقْطِـباً ومُزَمْجِــراً

قُمْ واقِفاً. في الدربِ كـي تَلْقـاني..!؟

إنِـي النَـذيرُ.. مـن الكـِرامِ بِيعْـرُبٍٍ

قـد جِئتُ أُنْـذِرُ إخـوةَ الشـيطانِ..!؟

فأنـا السَـفيْرُ لبـابلٍِ.. مـن بِكْـرَةٍ

والأمـرُ هذا.. شَـد مـن أركـانِي

هـل بعـدُ هذا .. مـا أتـوقَ لِنيلِهِ

ما بعدُ هذا الفَخْـرُ.. يا إخـوانِي..!!؟

إني غَدوتُ سـفيرَ بابـلِِ فـي الْرُبَـى

والْمجـدُ أعَطـاني لِكـي أكَفـانِي..!؟

سـامٌ.. سَــأُملي دونَ أي تَرَاجُـعِ

ِِمـا قالـهُ شـعبٌ أَبَـى.. بِلِسـانِيِ

يـا سـامُ: أنت مُخـيَرٌ .. ومُسـيَرٌ

قُلِنا.. فـلا تَعْمَلْ.. علـى الروَغَـانِ..

بغـدادُ قــد بَعـثَتْ إليـكَ لِتَنْتَقـي

من واحـِدينِ على رُؤى الأقعيان..!؟؟

هـي خَـيَرَتْكَ لتَنْتَقـي مـا قَـرَرتْ

ولكَ الْخـيارُ الْحُـرُ فِي الإذعانِ..!؟

فِـي أولٍ .!! غـادرْ ثَرانـا حاسِـراً

بلْ واجْلـو عَنا فـي الِْْْخِيارِ الثاني..!؟

هـذي الرسـالةُ مـن أُبـاةِ عـراقِنا

كُتِبَتْ بيـومِ السِـبعِ مـن رمضـانِ

والفِطـرُ قالـوا فهـو آخـرُ فُرصـةٍ

خُذْها ولا تَطْمـعْ.! بِنيلِ أَمـانِي..!؟

لَـن تَلْقـى فـي بغـدادَ.. إلا أَسْـيُفَا

ولَظَـى سَـعيْرٍ.. فاضَ مـن بُركانِ..

فاتْـرُكْ بـلادَ الرافـدينِ . ولا تَعُـدْ

وارْجِـعْ بِخَيبةِ خاسِـرٍ.. ومُـهانِ..!؟

لـن تَلقـى سـاعَةَ راحـةٍَ مـا بَيننا

أو تلقى ظِـلاً وارِفَـاً.. بِمـكانِ..!؟؟

إحـزِمْ عُلوجَـكَ عاجِـلاً عـن آجِـلٍ

واصْـدُرْ كما أَورَدْتَ بِالْخُسـرانِ..!!

*****

بغـدادُ هَبَتْ فـي وِجُـوهِ غَواشِـمِ ِ

وإليها خَفَ الصـيد ُ في العُـربانِ..!؟

باتـوا بِليـلِ المُعــتدين صــواعقاً

من فوقِ جُنـدٍ مـا احْتَمـوا بِمـكانِ

نـارُ الأعٍـزةِ قـد فَشَـتْ بِهَـبائِهِم

مثـلَ السـعيْرِ بِيـابِسِ العِـيدانِ..

هلـوا علـى مَتنِ الريـاحِ جَـوارِحاً

عـادوا ضَحـايا.. لُفـوا بِالأكـفانِ.

هذي البِـدايَةُ مـن رِيـاحٍ زَمْجَـرَتِْ

في صَـدرِ قومٍ سادوا في الأزمانِ..!؟

هـي قــد تَزيـدُ إذا بَقـيتَ بِحَـيِنا

ويَزيـدُ فيـنا.. مـا بَقيت َ تَفانِـي..

لَمْلِـمْ بَقـايا مـن جُنـودٍ أرجَـفوا

واعْلَمْ بِدَهرِكَ.. لن تَفُـزْ بِرِهـانِ ..!؟

خُـذْ تونـي ذيـلاً لـو نَويتَ بِمُعْتِمٍ

وارجِـعْ بِمَـنْ.. غَـرَرْتَ بِالطِليانِ..

عُـد فـوقَ أقـدام ٍ قبيلَ مَصـيرِها

نُتَـفاَ َعلـى الأحجـارِ والأَغْصـانِ..

واشـكُرْ إِلــهَ الكَـونِ إِذ غادَرْتَنـا

فِي جِنْـحِ ليلٍ تَجـري بالبُهتانِ..!!؟

بغـدادُ كانَتْ فـي الزمـانِ كَقَلعَـةٍ

وتَظَلُ قَلْـعَةَ َفي حِمـى الرحمـنِ..!؟؟



رشيد الْجشي
تاريخ الماده:- 2006-10-17

[على رسلك]

المشاركة الأصلية بواسطة ابن حوران

سَفيْرُ بابِلْ...!!؟؟؟

سـامٌ .. !! أمامُكَ فُرْصَـةٌ ذهبِيـَةٌ

هّيَّا اقْتَنِصْ حالاً .. بِدون توانِي .. !!

خُـذْها سَـريعَا ً.. دونَ أيِ تباطُـؤٍ

فاعْقـِلْ وقرِرْ في غُضـونِ ثوانِي..!؟

هـذا وإِلا .. قـدْ نَدِمْـتَ لِفَقـْدِها

بل عِشْـتَ حُـزناً ، قـَدْ بـدِا لِعَيـانِ

أو رُبَمـا أهْـرَقتَ دمُـعٍِاتِ الأسـى

فالدمـعُ يَجلـو حَسْـرَةَ النَدْمـانِ ..

لكـن دمـوعَ العالَمـين وحُـزنَهُم

لن تَقـوى فينا.. العَـودَ بِالأَزمانِ..!؟؟

ما فاتَ وَلّـى وانْتهـى مـن دَهْـرِنا

يا سـامُ فاسْـمَعْ من أبي عُثمانِ..!؟؟

خُـذ قـَولَ يأتي من رشـيدٍ عاقـِلٍ

قـد زانَ هـذا القـولِ فِي الْمـِيزانِ

إنِّـي أرى فِي مُقْبِلٍ .. مـا لا تـَرى

فَأنا بنُ بابِلِ.. قَادِشٍ.. وعُمـانِ ..!!

إنِّـي أراكَ بِما يَلـي .. فـوقَ الرُبَـى

مُتَرامـِياً مـن سَـطْوةِ الصُــقرانِ

شَـدوك شَـداً بالْمَـخالِبِ عِنْــوةً

ورَمـوكَ قَسـراً عن مَـدَى أوطانِي

فَعـلام تَنظُـرُ آتيـاً حَمـَلَ العَنـا

أو تَرنـو نَصْراً.. ليسَ بِالإمكانِ..!؟؟

خُـذ مـن سَــديدٍ لا تَكُــنْ مُتَعَنِثاً

واقْبَلْ ذليـلاً .. رَغبـةَ الشُـجعانِ..!؟

إقْبَـلْ بعَـرْضٍ للنـجاةِ كمـا تَرى

من حَـدِّ أهـلِ العَـزْمِ فِـي الْعُـربانِ

هـذا وإلا سـوفَ تُمسـي نادِمـاً

فيـما سَـيَأتِي.. سـامُ مـن أزمـانِ

بـل وارتَكَـبتَ حَمـاقَةً مـا جـاءَها

خِبـْلٌ من الإِنسـانِ .. أو مـن جـانِ

إِيـاكَ .. أن تُخْطـي بـِرَدِ رِسـالَتي

واحْـذَرْ بأن تُصْـغي إلى البُهْتانِ..!!

راقِب مَلِيـاً فُرصَـةً قـد أَومضَـتْ

لا تَـدَّعِ الإِبصـارَ فـِي العُِمــيانِ

دَعْ عِـزَةَ .. قــد تَحْتَبيكَ بِإِثْمِـها

واتْـرُكْ لِمَـرةِ سَـطْوَةَ الطُغيانِ..!؟

وانْظُـرْ بأُُمْـرِكَ فـي عِنـايةِ.. هادِئاً

بل دَعْ حِـوارَ الْبُكـمِ للطُرْشـانِِ..!؟

وَاحـَذرْ.. بأن تـودي بِآخـِرِ فُرصَـةٍ

لاحَتْ َلكـي تَنجُـو من الطـوفانِ..!؟؟

*****

إن العِــراقَ ِتكَرُمـاً. قـد خَصَنـي

شَـرفاً عَظيـماً.. لَفَنِي وكَسـاني..!!

إذ قـال لـي إِحْمـِلْ لِسـامَ رِسـالةًََ

ولَقَـدْ حَمَلْتُكَ، ما ارتـَأى إِخوانـي..

فأنـا سَـفيْرٌ صـادِقٌ،.. ومُحَـلَفٌ

وأنا الرسَـولَُ لِمن أبُوا.. بِمَجانِ..!؟؟

قـد أرسَــلَتني بابِـلٌ لِغواصِِــبٍ

دونَ العِبـادِ.. وهـذا قـد أشـجانِي

وأنـا مُصِـرٌ .. فِـي إداءِ مُهِمَتـِيَ

أن أتلـو دونْـكَ رَغْبـَةَ الشُـجعانِ

إنْ تَرعـوِ.. تَخْـرجْ بِذيلٍ سـالِماً

هـذا وإلا تَجـري.. كالْحَسـرانِ َ..!!

من غَيـرِ ذيلٍ قـد هَرَبَتَ كَأزْعَـرٍ

تَعـوي عـواءً.. ما جَرى بِمكانِ..!!

ولَرُبَمـا أمسـى.. عُـواؤكَ ِ خالِـدِاً

يَروي بِصِـدقٍ.. نَهْضَةَ العُـربانِ..!؟

*****

ســامٌ أتَيْتـُكَ دونَ إِذنٍ مُسْـبَقٍ

ما كان مِثْلُكَ أن يَعَََـضَّ بَنانـي..!؟؟

أو يُغْلِـقُ الأبـوابَ دونَ مَشــيئَتي

وأنا العَصـيُ ألآتـي عن عُصـيانِ.

في القـُدسَِ إِنـي قـد ولِـدتُ وإِنَما

أبدو بِجُـلِ مَلامِحـي.. تَطْـوانِِي..!؟

دَيْجـورُ شَـعري من دُبَـيَ جَلبتـُهُ

أما السَـمارُ فِمـن رُبـى السُـودانِ..

ونُحـولُ خَـدي فالكَنـانةُ أورَثتْ

ولَدي بَعْـضُ الشـيءِ من عَمّـَانِ..!!

وبَريقُ عَيْنـي.. مـن حجـازٍ جاءَني

وَسَـدادُ رأيـي.. من بَني غَسـانِ..

والعَـزمُ مـن مِكْـناسَ إنِّـي جِئتَهُ

وصـفاءُ قلبـي من رُبَى تَطوانِ..!!

والشــامُ أورَثنـي الثباتَ بِرُؤيتـى

والشـامُ حَـيٌ فاسـعوا لِلْبُرهـانِ..!؟

والقـدسُ أَهـدتني تَمَنـُعَ نَخْــوتي

قد فاضَ منها كـي بـدِا لِعِيـانِ..!؟؟

قَيسـيُ إِنـي من يَمـان إذا تَسَـلْ

فالأمـرُ يَبقـى فِـي بَني قَحـطانِ..

عَبْسـيُ إنِّي مـن كِـلابَ.. وَمـُرَةً

ما دامَ أصـلُ الْجَذْرِ فـي العُـربانِ..

جِيناتُ أجـدادي الأعـِزَةِ فـي دَمـي

تَجري بِكِـبْرِ الصـيدِ مـن عـدنانِ..

وَقصَـيُ جَـدي مـع لُـؤيَِ وهاشِـمٍ

مع جَـدَةٍ.. نُسِـبَت بَني غَسـانِ..!!؟

أنـا يَعـرُبِيٌ مـن صَمـيمِ أعـاربِ

سـاموا الْـوِرادَ.. وهَللـوا لِطِـعانِ..

ولإِجـل هـذا قـد جَعـلتُ إِقامتـي

من بعْـضِ حيـنٍ شَـرقَ من عَمَّانِ..

داري أنـا بَغـدادُ مـن حيـنٍ مَضى

مُذْ سـامُ عَرْبَدَ في رُؤى نيسـانِ..!؟

بيتـي هـناكَ وعِـزْوتِي وعَشـيرتِي

قُـربَ الفُراتِ لِمن يَسَـلْ عُنواني..!؟؟

*****

هَبَّ العِـراقُ وقـامَ يَهْـدُرُ ِحـازِماً

ما عـادَ يَرضَى الذُلَ فِي الأوطانِ..!!

قامَ الأعِـزِةُ كـي يُعـودَ عـراقُنا

عَجِبَاً. ويشـفى مـن جُـراحِ يُعاني..

ولقد دعـاني.. كَـي أكـونَ سَـفيرَهُ

وأنا السَـعيدُ.. إذْا العِـراقُ دعاني..!؟

إنِّـي الْمـُكَلَفُ مـن أُبـاةِ.. عـراقِنا

ولقـد آتيتُ.. بِمـا ارتأى أقرانِي..

هُـم كَلَّفـوني أن أرومـَكَ غاضِـباً

كـي أُمْلي فوقَكَ رغْبـَةَ الإخوانِ..!؟

هاهُـم تنــادوا للطِـعانِ فَأقبـَلوا

مـن أجـلِ دَكِ. مَـعاقِلِ الطُغــيانِ..

وأنـا لِهـذا.. قـد قَصَـدتُكَ مُنـذِراً

لو شِـئْتَ أن تنجُـو من الطوفانِ..!!

فـارنُ إلـى أجـنادِقد لفُـظَ الثـرَى

قـد جِئتَ فيـهم قاصِـداً أوطـاني

وحَملتَـهُم أشــلاءَ مـن جَنَباتِنـا

وأنـا أرى بالعِـيْنِ.. كَيـفَ تُعـانِي

فاذْهَـبْ عـن الأحْـرارِ دون تَمَـهِلٍ

وارْجِـعْ بِجُـندٍ باتوا كالنسـوانِ..!!

واذكُـر بِأنّـَك أنت أَهـرَقَت الدِمـا

يَـومَ ابْتَغـيتَ الْصــيدَ بالأقيـانِ

بـل أن أيضـاً مـن رَمَـيْتَ لِغَفـْلَةٍ

فِي نـارِ غَضـبَى. ليسَ كالنيْرانِ ..!؟

دُفعـاتِ من أغْـرارِ تِحْمـِلُ وِزرهُـمْ

لا تَخْلُــطْ الأعــذارِ.. بالنُكــرانِ

يا ذا الرقيـعُ فَـإن تَقُلْـنا.. لا تَقُـلْ

إنَّـا بَِرِمْـنا الزيـفَ.. فِـي البُهـتانِ

بـل هاتِنـا سَـمعاً.. وهاتِنـا طاعَـةً

أُنْصـتْ لِحَـدٍ وأفْـضِ بالإذعانِ..!؟؟

*****

ســامٌ أتيـتُكُ مُقْطِـباً ومُزَمْجِــراً

قُمْ واقِفاً. في الدربِ كـي تَلْقـاني..!؟

إنِـي النَـذيرُ.. مـن الكـِرامِ بِيعْـرُبٍٍ

قـد جِئتُ أُنْـذِرُ إخـوةَ الشـيطانِ..!؟

فأنـا السَـفيْرُ لبـابلٍِ.. مـن بِكْـرَةٍ

والأمـرُ هذا.. شَـد مـن أركـانِي

هـل بعـدُ هذا .. مـا أتـوقَ لِنيلِهِ

ما بعدُ هذا الفَخْـرُ.. يا إخـوانِي..!!؟

إني غَدوتُ سـفيرَ بابـلِِ فـي الْرُبَـى

والْمجـدُ أعَطـاني لِكـي أكَفـانِي..!؟

سـامٌ.. سَــأُملي دونَ أي تَرَاجُـعِ

ِِمـا قالـهُ شـعبٌ أَبَـى.. بِلِسـانِيِ

يـا سـامُ: أنت مُخـيَرٌ .. ومُسـيَرٌ

قُلِنا.. فـلا تَعْمَلْ.. علـى الروَغَـانِ..

بغـدادُ قــد بَعـثَتْ إليـكَ لِتَنْتَقـي

من واحـِدينِ على رُؤى الأقعيان..!؟؟

هـي خَـيَرَتْكَ لتَنْتَقـي مـا قَـرَرتْ

ولكَ الْخـيارُ الْحُـرُ فِي الإذعانِ..!؟

فِـي أولٍ .!! غـادرْ ثَرانـا حاسِـراً

بلْ واجْلـو عَنا فـي الِْْْخِيارِ الثاني..!؟

هـذي الرسـالةُ مـن أُبـاةِ عـراقِنا

كُتِبَتْ بيـومِ السِـبعِ مـن رمضـانِ

والفِطـرُ قالـوا فهـو آخـرُ فُرصـةٍ

خُذْها ولا تَطْمـعْ.! بِنيلِ أَمـانِي..!؟

لَـن تَلْقـى فـي بغـدادَ.. إلا أَسْـيُفَا

ولَظَـى سَـعيْرٍ.. فاضَ مـن بُركانِ..

فاتْـرُكْ بـلادَ الرافـدينِ . ولا تَعُـدْ

وارْجِـعْ بِخَيبةِ خاسِـرٍ.. ومُـهانِ..!؟

لـن تَلقـى سـاعَةَ راحـةٍَ مـا بَيننا

أو تلقى ظِـلاً وارِفَـاً.. بِمـكانِ..!؟؟

إحـزِمْ عُلوجَـكَ عاجِـلاً عـن آجِـلٍ

واصْـدُرْ كما أَورَدْتَ بِالْخُسـرانِ..!!

*****

بغـدادُ هَبَتْ فـي وِجُـوهِ غَواشِـمِ ِ

وإليها خَفَ الصـيد ُ في العُـربانِ..!؟

باتـوا بِليـلِ المُعــتدين صــواعقاً

من فوقِ جُنـدٍ مـا احْتَمـوا بِمـكانِ

نـارُ الأعٍـزةِ قـد فَشَـتْ بِهَـبائِهِم

مثـلَ السـعيْرِ بِيـابِسِ العِـيدانِ..

هلـوا علـى مَتنِ الريـاحِ جَـوارِحاً

عـادوا ضَحـايا.. لُفـوا بِالأكـفانِ.

هذي البِـدايَةُ مـن رِيـاحٍ زَمْجَـرَتِْ

في صَـدرِ قومٍ سادوا في الأزمانِ..!؟

هـي قــد تَزيـدُ إذا بَقـيتَ بِحَـيِنا

ويَزيـدُ فيـنا.. مـا بَقيت َ تَفانِـي..

لَمْلِـمْ بَقـايا مـن جُنـودٍ أرجَـفوا

واعْلَمْ بِدَهرِكَ.. لن تَفُـزْ بِرِهـانِ ..!؟

خُـذْ تونـي ذيـلاً لـو نَويتَ بِمُعْتِمٍ

وارجِـعْ بِمَـنْ.. غَـرَرْتَ بِالطِليانِ..

عُـد فـوقَ أقـدام ٍ قبيلَ مَصـيرِها

نُتَـفاَ َعلـى الأحجـارِ والأَغْصـانِ..

واشـكُرْ إِلــهَ الكَـونِ إِذ غادَرْتَنـا

فِي جِنْـحِ ليلٍ تَجـري بالبُهتانِ..!!؟

بغـدادُ كانَتْ فـي الزمـانِ كَقَلعَـةٍ

وتَظَلُ قَلْـعَةَ َفي حِمـى الرحمـنِ..!؟؟

بغـدادُ كانَتْ فـي الزمـانِ كَقَلعَـةٍ

وتَظَلُ قَلْـعَةَ َفي حِمـى الرحمـنِ..!؟؟

[صمت الكلام]

شكرا جزيلا لك