أنـــــــــــا الــــــوطـــــــــن

[ساري111]

قمة المشاعر والإحساس المرهف وهو بحالة (الصفاء الروحي) بين بساتينه الخضراء وارضياتها الرائعة الخضرة وزهورها العابقة بأريج العطور الربانية .. وهو بهذا الصفاااااء الجميل ولانعلم هل اكملها بما (يرفع عنه) هموم (الأمة) أم الوضع (طبيعي) ومجرد من عوامل (التأثير) ..

وصحفي خبيث التوجه يرافقه في المشي في وسط بساتينه ، سيدي كيف نظرتكم لشعبكم حفظكم الله بعد ماجرى من أحداث لأيادي آثمة متطرفة وتعليلهم لذلك بوجود قوات أجنبية صديقة ؟؟

أولاً يجب أن تعرف أننا ما كنا إلا بهذا (الدين) وأننا نعلم أن الشعب المسلم هو خير الشعوب (بعقيدته) و (بدينه) منذ أن تولينا (على رقابكم) وحتى يومنا هذا فلذلك نحن نطور ونمشي (بخط) متوازي مع الحضارة !!
نأخذ منها ما يوافق عقديتنا ويوافق مجتمعنا ونترك مالا يوافق ذلك ونحن (نثق) (ثقة) (مطلقة وعمياء) في أبناء وطننا وهو يتولى المسؤلية الآن في كل مجالات (الحياة) و (التطور) وهو (معتدل) ويرفض (العنف) و (الإرهاب) ويدعوا للسلام والإسلام ولا يؤيد من يقوم بأعمال (مخلة) بالأمن والأمان ، أما القوات الأجنبية الصديقة فهي . صديقة ..!!

وينصرف صحفي الجهل والنفاق بعد أن ثبت (كرسيه) بهذا اللقاء وحضي بمبلغ لابأس به ليعينه على تطوير (المجتمع) بثقافة (عالية المستوى) ..

يأتي إليه (أحد الأشقياء) ألا تعساً لهم ، سيدي !! هناك بالباب من يريد مقابلتك .. أتسمح له بذلك ؟

من هو وماذا يريد ؟! ..

رجل بسيط مجرد رجل بسيط يريد مقابلتك ربما يسترفد مالاً وربما يشكي من مظلمة !! .. (حفظك الله وأبقاك) ..

رجل بسيط ؟ ألم أقل لكم لا أريد (الأوباش ببابي) ؟؟!!
ماذا تفعل هنا انت وامثالك يا (........)
اقلب سحنتك يا (.....) هل نسيت الموعد الذي بعد قليل !!
الموعد يا (....) أوليس أتى بعد جهد طويل ؟؟
كأني لم أنبه عليك !!
كأنك لم تكن تسمع !!
إذهب إذهب يا (.....)
صرّفه (بقرشين) وإذا لم يذهب (فتوظأ) من دمــه !!

ويلهج ذلك (البائس الكبير) :
(حفظك الله) ما اكرمك ..
(حفظك الله) ما احلمك على عبيدك ورعاياك وأبنائك ..
(يقبل يده) يمرغها على (وجهه) كمن يقبل أغلى مافي الوجود (كتاب الله) ..
وينسحب هذا (البائس الكبير) مشياً إلى الوراء حتى لايدير له (حفظه الله) ظهره فهو غير مأمون على ذلك ..
وكم من طعنة في (ظهور المطحونين) أنفذتها تلك الأيادي (الطاهرة) أيادي لا تتوضأ إلا (بماء زمزم) زيادة في التقى والورع ..

إييييه يا موطني ، آآآآآه يا وطني ضقت على ملامحي ..

فجأة ومن غير مقدمات إذا بذاك (البائس) يقف أمام وزير (ما خف حمله وغلا ثمنه) .. عمت مساءاً يا أبا رغال الصغير (يمازحه) .. يرد عليه بمزحه أحلى وابتسامة عريضة اهلاً بحامل الاثقال (الحمار) .. هاه ؟ هل من جديد؟ ..

نعم ..اوامر (مولاي) تقضي بأن نعطي أحد المحتاجين بالباب (قرشين) ..
ممتاز هذا يوم طيب جداً فقد احترت كيف افعل هذا اليوم بمبالغ ناقصة في (دفاتر) الحسابات ، فأنت تعلم أن (أبا فلان) احتاج لتغيير (أثاث منزله) و (أبا فلان) إحتاج لسيارة جديدة غير التي معه !! تخيل .. لقد اعطاها إبنه الذي يدرس في أمريكا على حساب (مولانا) يا له من ماكر لكنه يستحق فهو معنا منذ زمن طويل و (صامت) إن وصله شيء فكان بها وإن لم يصله شيء لا يأتينا منه ضرر ..

أووووه يا (أبا فلان) لا أعلم بهذه الأمور ولا أريد أن أعلم بها ، إعطني مبلغاً محترماً لأعطيه ذلك (الواقف بالباب) فلدي أعمال أخرى ..!! وفي المساء نلتقي سوية وحدثني بما تريد ..

أراك مستعجلاً لابأس هذا شيك بمبلغ 1000 ريال ..
ألف ريال ؟!! هل تستغفلني ؟
اللص لا يلعب مع لص مثله !! ثم من قال لك ان حال الادمي يعرف البنوك ؟!!
إسمع إعطني (50000) خمسين ألفاً عداً ونقداً فحاله بائس ولديه أطفال ولديه ولديه ... ألخ

(نظرة غضب ودهشة) أراك زدت المبلغ قليلاً !!

لا كثيراً ولا قليلاً لم أزد المبلغ ولتحمد الله أني لم أطلب أكثر من ذلك وتركت لك مجالاً وااااسعاً لتجعل المبلغ مائة ألف فهي أقرب للتصديق عند (مولانا) (الأبله) ...

أششششش هل تريد أن تخسف بنا الأرض ؟!! إمسك لسانك يا رجل ، ولا تتكلم بهذه الطريقة عندي هنا أو معي فهو (ولي نعمتنا) يرفع يديه للسماء (يارب إحفظه) (يارب أدخل الجنة) (يارب لا تدخله النار) كما يطلب الأشرار ... ويفتح (درجه) ويخرج مئتا ألف ريال ... هذه خمسين كما طلبت ... يأخذها ويغادر مستعجلاً فرحاً جذلاناً هذا (البائس السائس) ..

وأمام باب (قصر العدل والنظام) يقف ذاااااااك الـفقير المعدم يرجو اللقاء !!
وما علم أن اللقاء قد حُرِم منه بقدرة (عادل معتدل) ..
ونظراته مصوبة لذلك (البائس) الواقف يحمي حمى (العدل والنظام) و (أبناء الشرع المطهر)..
ويأتي (البائس الكبير) هاه !! أراك لازلت واقفاً هنا ؟
ألم يبلغك (حراس الفضيلة) بأن (مولانا) مشغول بأمور عظيمة ولديه اجتماع بعد قليل مع وفد عالي المستوى !!
هل أبلغتموه ؟
لا يا سيدي لم نبلغه لأنه كان ينتظر عودتك له ..
هاه طيب ..
إسمع يا (بائس الصغير) هاك ..
هذه ألف أمر بها مولانا لك وأما اللقاء فلا يمكن الآن فكما قلت لك هناك لقاء وفد عالي المستوى ..

يأخذ ذلك (البائس المسكين) المال بيده المرتجفة من المرض وكبر السن وشيخوخة القهر والغبن من سنين الذل والهوان حين توحدت بلاد على الظلم لا على شرع الله وحين قتلت أنفس زكية طاهرة في أول التأسيس لينعم (السائس) بعباد له حيثما يوجههم يقصدون وحيثما يأمرهم يأتمرون ...
إييييييييه ما أشبه الليلة بالبارحة !! ما أشبه كليب بهم وما أشبه البلاد بجساس .. طفح الليل وحشفة وسوء كيل وتغييب للشرع القويم ..

قال (البائس الكبير) إسمع ..لا أريد أن أراك هنا مرة أخرى خذ هذا المبلغ وانصرف إلى أهلك ..

فهز رأسه ذلك (البائس الصغير) ومضى لحاله فهو يعلم أن لاحيلة له وإخوانه هم من ينظر للظلم وهم من يحميه ويقدسه ويشرعه ويعلم أن مظاهر (الحضارة الكاذبة) ليست إلا ذر رماد في عيون المساكين ويعلم أن هناك من بعض أبناء النخب الفاسدة من يدافع عنهم !! كيف لا وقد امتص معهم كل كرامة الأمة ، كيف لا وقد مال معهم ميل الجائرين ، كيف لا وقد هدأ بعباراته (المنمقة) كل من قال لسيده ومولاه ( لا ) للظلم والفساد والتخبط والدجل والنفاق والعمالة والإستعلاء والكذب والزور .. ويعلم أن الفساد له من يحميه وله من يدافع عنه داخل جدران (المحكمة) ..

ويعلم أن ما كان في الخفاء حلفاً ليس له في نصيب ، ما أحلم الله علينا وما أرأفه بحالنا ، نظرات إلى ذلك البناء الشامخ بالكذب والزور والنفاق يصوبها (البائس الصغير) قبل أن تغادر عينه ذلك المكان ..
وإذا بعربة فاخرة عائلية التصميم تعبر من جانبه بسرعة البرق كادت أن تدهسه ، ويشتم عطراً في حياته كلها لم يرح رائحة مثلها .. أووووه ماهذا ؟ لا علي ربما هو الوفد ..
ويغادر المسكين غير مأسوف عليه إلى حاله ، نعم يستحق ماهو فيه حين نسي تراثه العربي الذي يرفض الزيف والكبر والإستعلاء والظلم ، نعم يستحق ماهو فيه حين خنع وخضع لطغمة تذله وتهينه وتمتطيه مثل الدواب .. نعم يستحق نعم يستحق ..

ويدخل الوفد (الـعـالــــي المستوى) من أبواب (العدل) إلى حيث ينتظره (العادل المعتدل) ويدخل قاعة (المفاوضات) وليبدأ فتح من فتوح الأمة في هذا الوطن العزيز علينا ..

بارك الله سعيكم وحفظكم لنا ولكم يا خير من أنجبت الأرض ، سيروا وعلى بركة الله في فتوحاتكم فالشرق والغرب كله آذان صاغية لصراخات وهمسات (التهليل) والله أكبر فوق كيد المعتدي ... سيروا وبارك الله فيكم من أسفلكم إلى أعلاكم ..

[النقيب]

كان معكم ساري 11

متحدثا بلسان حال الحاكم العربي الامير والرئيس والملك والسلطان والجماهيري