مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 10-09-2002, 08:48 PM
rahma rahma غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 24
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى rahma
إفتراضي الفأر والأشياء الأخرى.. (قصة قصيرة)

- استلم السيد الرئيس صباح اليوم برقية تهنئة هذا نصّها …
يتململ أبو مرزوق في جلسته وهو يتابع نشرة أخبار منذ ما يزيد عن الساعة؛يتأفف ثم يأمر أم الأولاد فتجيئه :
- أطفئي التلفاز؛ لم أعد أحتمل . وراح يلعن ، ربما انفلتت من فمه بعض الشتائم ، هي شتائم على حالته قبل أن تكـون علـى نشـرة الأخبـار؛ حالـة عامل يومي يشتغل حمّالا في الميناء ؛ لم يدخل مدرسة في حياته ولم يلبس جديدا ؛ بل منذ درجت خطواته على الأرض لا يذكر أنه حلم يوما بغير الرغيف والماء حتى أن زواجه لم يكن عن سابق اختيار أو تخطيط وكل ما في الأمر أن أمه – عليها رحمة الله – قالت له أن الزواج سترة للرجل واستقامة ، وكان أن اختارت له ابنة خالته يتيمة الأبوين - يقال وافق شن طبقة - واليوم يترك لنفسه فسحة الحلم بغير الرغيف والماء فواصـل قائلا : لو كان لدينا برابولا (دشًّـا) لما كنا مضطرين إلى إطفاء التلفاز . ثم اِستغفر ربه ، الإمام يحذرهم ؛ يقول أن البرابول حرام .
وكان ابنه مرزوق في ركن الحجرة خلف بابها كعادته يراقب جحر فأر، إنه يُمنّي نفسه باصطياده ذات يوم ، ولم يأت هذا اليوم .. ولم يملّ أيضا ، وكل ما في الأمر – هكذا يقول لوالده – أن الفرصة لم تأت بعْدُ وكذلك الأجل ، هو اِبن العاشرة يفهم في الأجل ، ويقهقه والده كلما سمـع منه هذا الكـلام ، ثم لا يلبث أن يُؤنّبه ويطلب منه الإلتفات إلى دروسه ولا فائدة من الفأر .. إلا أنه لا يستمر في التأنيب أو مراقبته وكأنما من الواجب أن يُؤنّبه فقط ..
- يا امـرأة – لا يذكر حتى اسمها ؛ لقد ورث هذا الأمر عن أبيه وأبوه عن جده – ماذا تقولين لو نشتري برابولا ؟ ..
- وهل لدينا ما يكفينا حتى نشتري البرابول !..
- أبي .. أبي .. يقولون أن كل ما يأتي من السماء نعمة .
- ألا زلت هنا ؛ اِذهب إلى فراشك .
- يقولون أيضا … ولم يتركه حتى يُتِم جملته :
- اللعين قلت لك اِذهب إلى فراشك .
ينزوي مرزوق كما كان أول الأمر دون أن ينبسَّ ببنت شفة وراح يتلصّص على فأره . ويتلصّص أيضا من زاوية عينه اليمنى على والديه. هو يعلم أن القضية ليست في شراء البرابول إنما في شاوروهن وخالفوهن ، فأبو مرزوق يؤمن إيمانا أعمى بأن المرأة كائن بليد ولا يشير بالصواب لذلك فهو من باب شاوروهن وخالفوهن يشاور زوجته – أم الأولاد – ثم يخالفها في رأيها ولو طلبت منه شراء الهوائي المقعّر – البرابول – لما استمع إليها ولسدّ أذنيه وتظاهر بالطرش – عادةٌ درَج عليها الأجداد للتهرب من طلبات النساء – ثم واصل كلامه دون أن ينتبه إلى أن أم الأولاد تستعدّ للنوم :
- في الصباح سمعت جارنا مختار يروي العجب عن هذا القادم الغريب .. يقول أنه يستحضر الأرواح من كل مكان ولا يستعصي عليه أحد حتى أنك إذا أردت أن تذهب أنت إلى أي مكان فيكفي فقط أن تضغط زرا صغيرا وتحصل على النتيجة .
- يا رجل أتصدق هذا الهراء ؟
- لكن الإمام طلب منا مقاطعة كل هذه النجاسات؛هو يقول عنها نجاسات؛وأنّ مَن يَسير خلفها سيدخل النار .
- أنا لا أفهم في أمور الدين .
- أنا كنت أقول لمرزوق لاتلعب في الشارع عندما كان صغيرا وإلا دخلت النار .
- أبي .. معلّمنا يقول أنه مِن أحسن المبتكرات العلمية التي تفيد الإنسان .
وظل أبو مرزوق محتارا أيشتري الهوائي المقعر أم يكتفي بتلفازه الأبتر؛ تلفازه العقيم . وكان مرزوق ما يزال يتابع باهتمام جحر الفأر ، لقد قرر أن يمسكه حتى يثأر منه ، في الليلة السابقة سمع خرخشة وتكتكة علم منها أنه الفأر خرج يعيث في الحجرة فسادا وتذكر يوم حمل إلى والده سرواله وهو يبكي ، سرواله الجديد الذي يلبسه من العيد إلى العيد وقد أتى عليه الفأر فجعل فيه ثقبة بوسع كفه ، جاء إلى والده ويده داخل الثقب يُريها له قائلا :
- أبي أرأيت إلى اللعين لقد أفسد سروالي العزيز،أبي إنه يأكل كل شيء،يخرب كل شيء ، يأتي على الأخضر واليابس . أبي ماذا ستفعل ؟ أنا لن أستسلم له .
تأسّف أبو مرزوق للحادثة؛ وعده بشراء سروال آخر وبالإنتقام؛ ولحد الساعـة لم يشتـر السروال كمـا لم ينتقم .وما عاد مرزوق يُذكِّره كما كان يفعل في الأيام الأولى ، وقرر الإنتقام بمفرده وطلب من الله أن يُسلِّط على أبيه فأرا حتى يُحسّ فداحة فِعلته .
- حضِّري مَصُوغاتك – ليس إلا سلسلة من الذهب الرديء المطعم بالفضة – سأرهنها غدا عند صَرُّوف الصايـغ؛ صروف لن يمانع أبدا ؛ صحيح أنه يبخسني القيمة ويزيد في الفائدة غير أنه سيتفهمني .. لذا سأشتري البرابول؛ لا يمكنني أن أظل دون الجيران؛ الكل اشترى واحدا أو اشترك مع آخرين في واحد أما أنا فلأنني ظللتُ بعيدا عنهم ظللتُ دونهم ؛ لم أدخل هذه الدنيا الجديدة التي يحكون عنها .. غدا .. ندخل هذه الدنيا .
- أبي .. جارنا يقول البرابول كالفأر .. يثقب المخ ويأكل ما فيه .
- قلت لك اِنهض إلـى فراشك . ثم نظر ناحية أم الأولاد – لهما ولد واحد ويناديها أم الأولاد – بدأ الولد يستعصي ، إنك لا تنتبهين إليه كما يجب .
- وما عساني أفعل له ، أنت أبوه وأنت المطالب بتربيته .
- حسنا سنرى الأمر بعد شراء البرابول .

06 أوت 1999 .
__________________
رقراق السراب

آخر تعديل بواسطة rahma ، 10-09-2002 الساعة 08:49 PM.
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 11-09-2002, 10:27 AM
عدنان حافظ عدنان حافظ غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2002
المشاركات: 91
إفتراضي قصة ممتازة

هذه القصة في غاية الروعة والإتقان الفني.
فقط كنت أتمنى أن لا تعاود الكاتب عادة المثقفين غير الحميدة ويقوّل الأبطال ما لا يمكن أن يقولوه بلغتهم ومفاهيمهم.
وذلك حين قوّل الولد مقولة لجار مجهول، سيكون فيلسوفاً خطيراً لو صح وجوده، وهذا أمر قليل الاحتمال، فلا معنى للقول إلا أنه تسلل لوجهة نظر الكاتب.
وهذا التسلل محظور في الأصول الفنية للقصة:" أبي .. جارنا يقول البرابول كالفأر .. يثقب المخ ويأكل ما فيه "

آخر تعديل بواسطة عدنان حافظ ، 11-09-2002 الساعة 10:31 AM.
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 26-09-2002, 09:58 AM
rahma rahma غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 24
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى rahma
إفتراضي من أجل أدب جديد

سيدي الكريم
بداية أنوه بردك الطيب وأشكر لك شعورك النبيل
وعن الكتابة فهي فن المتجدد وكم أحب دائما أن أخوض في الجديد وإن كنت أشرت إلى أنني أقوِّل الطفل ما لا يقوله فأنا لم أفعل ذلك فما ردده الطفل لا يفوق ما يردده بقية من في سنه
وأحيانا تكون قيمة الشيء من حيث لا نحتسب
كما أنبه إلى أنني أحب التحرر من كلاسيكية القصة فاليوم ليس مثل الأمس ويسرني أنني أسعى إلى تأسيس أسلوب جديد في القصة العربية هو قصة الحركة.
دمت أخي
__________________
رقراق السراب
الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 26-09-2002, 03:20 PM
عدنان حافظ عدنان حافظ غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2002
المشاركات: 91
إفتراضي

أنا قلت إن القصة ممتازة.
ولكنني بعد ردك مضطر أن أضيف أنها في الوقت نفسه "قصة كلاسيكية" ولا يعيبها ذلك إلا عند كاتبها أو كاتبتها على ما يبدو!
ولم أزل على رأيي أن الطفل لن يبلغ من التجربة بل والثقافة الفلسفية النقدية التي تجعله يقول ما قوله إياه الكاتب-الكاتبة.
مع التحية.
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م