مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 10-04-2004, 06:17 PM
أيمن العتوم أيمن العتوم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 10
إفتراضي قصيدة إيهٍ عراق المجد ( بكائيّة على بلدٍ إسلامي يُستباح )

[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
إِيْهٍ عِرَاقَ الـمَجْدِ *

** القصيدة التي ألقيت في مهرجان المربد الشعري الحادي عشر في بغداد، في قاعة ابن النديم يوم 29 / 11 / 1995 م .

شعر : المهندس أيمن العتوم

هَلْ بَعْدَ لَيْلِكَ أَنْ يَـجِـيْـئَ ضِــــــيَاءُ
أَمْ عــــــادَةُ اللَّيْلِ الطَّويلِ ثَوَاءُ ؟!
أَمْ غَابَتِ الأَقْمَارُ وَاسْـــــــتَرْخَتْ عَلَى
أُفُقِ السَّــــــمَاءِ غِلالَةٌ سَوْدَاءُ ؟!
أَمْ غَــــــارَ نَهْرُ الصُّبْحِ في وَادِي الدُّجَى
فَإِذَا الرُّبُوعُ تَلُفُّهَا الظَّـــــلْمَاءُ ؟!
أَمْ لَـمْ يَعُدْ في الفَجْرِ فَضْـــــــلَةُ قُوَّةٍ
حَتَّى تُطِلَّ الشَّمْسُ حِينَ تَشَــــاءُ ؟!
مَاذَا أُغَـنِّـي وَ الـجِـرَاحُ قَصَـــائِدِي
وَلَقَدْ يَبُوحُ بِنَزْفِهِنَّ غِــــــنَاءُ ؟!
لي أَلْفُ بَائِسَـــــــةٍ إِذَا شَكَتِ الضَّنَا
سَكِرَتْ بِلَحْنِ نَشِيْدِهَا الأَحْشَــاءُ
إِنِّي أَتَيْتُكَ يَا عِـــــــرَاقُ وَفي دَمِي
نَارٌ وَ بَـيْـنَ جَـوَانِحِي الـبُرَحَاءُ
فَلَعَلَّني أُطْفِي لَـهِـيـبَ مَــــوَاجِعِي
وَ تُرِيـحُـنِـي مِنْ رَوْضِكَ الأَشْـذَاءُ
وَلَعَلَّ " بَغْدَادَاً " سَــــــتَفْتَحُ قَلْبَهَا
بَعْدَ الرَّدَى كَيْ يَـخْـرُجَ العُظَــمَاءُ
وَلَعَلَّني أَفِدُ " الرُّصَافَةَ " مُسْـــــعَدَاً
وَتُذِيعُ عَذْبَ الشَّــــدْوِ "سَامُرَّاءُ "
وَلَعَلَّني أَلْقَى "الخَلِيلَ" فَأَنْتَشِــــــي
بِعَرُوضِـــــــهِ أَوْ يَظْهَرُ "الفَرَّاءُ "
وَلَعَلَّني " لأَبِــي حَـنِـيْـفَـةَ " ذَاكِـرٌ
أَنَّ الـحَـيَـاةَ مَـــوَاقِـفٌ غَـرَّاءُ
وَلَعَلَّ " هَارُونَ الرَّشِـــــيدِ " أَتَى هُنَا
فَأَرَاحَ نَفْسَــــــــاً مَا بِهَا إِعْيَاءُ
وَلَعَلَّ " مَأْمُونَاً " يُعَلِّمُ أُمَّــــــــةً
في اللهِ كَيْفَ تَوَاضَـــــــعَ العُلَمَاءُ
وَلَعَلَّ " مُعْتَصِمَاً " يُعِيدُ لِـخَاطِـــــري
زَهْوَ الـخِلافَــــةِ يَعْتَلِيْهِ إِبـَـــاءُ
أَوْ تَلْتَقِي " بِابْنِ الـحُسَــيْـنِ " خُيُولُهُ
وَاللَّيْلُ وَالقِرْطَــــــــاسُ وَالبَيْدَاءُ
وَ"الكَرْخُ" هَـــلْ "بِأَبِي العَلاءِ" تَزَيَّنَتْ
لَــمَّـا أَتَـــــــى أَمْ أَنَّهَا نَكْرَاءُ ؟!
فَاسْـــــــــتَقْبَلَتْهُ بِنَشْوَةٍ وَحَفَاوَةٍ
أَمْ كَانَ فِيهَا حِينَ جَاءَ جَـــــــفَاءُ ؟!
"وَأَبُو نُوَاسٍ" هَـــــــلْ يَزَالُ مَعَ الهَوَى
يَلْهُو تُـحَرِّكُ شِـــــــعْرَهُ الأَهْوَاءُ ؟!
أَمْ تَابَ بَعْدَ رَحِيلِ عُمْرٍ ضَــــــــائِعٍ
وَ أَتَى يُـحَرِّقُ وَجْـنَـتَـيْـهِ بُــــكَاءُ ؟!
**********

إِيْهٍ عِرَاقَ الـمَجْدِ لَيْسَ عَـلَى الـمَدَى
إِلاَّ قَوَافِلُ عِزَّةٍ وَ مَضَـــــــــــاءُ
أَسْــــــــتَنْطِقُ التَّارِيخَ رُوحَ خُلُودِهِ
وَ تَـمُورُ في وُجْـــــــدَانِيَ الـخُيَلاءُ
وَ الشِّــعْرُ يَذْبَـحُـنِـي وَيُدْمِي خَاطِرِي
وَتَهُزُّنِي كَلِمَاتِي الـجَوْفَـــــــــاءُ
عَــــــيَّتْ حُرُوفي أَنْ تُـحِيطَ جَلالَهُ
مَاذَا تُفِيدُ حُروفيَ الـخَرْسَــــــــاءُ ؟!
مَاجَـــــــتْ عَلَى الآَفَاقِ رَايَاتُ العُلا
وَاسْــــــــتَـقْبَلَتْهَا الأَنْـجُمُ الزَّهْرَاءُ
أَنَا لَسْــــــتُ أُوفي بَعْضَ مَـجْدِكَ حَقَّهُ
مَهْمَا تَرَنَّحَ في دَمِي الإِطْـــــــــرَاءُ
حِقَبٌ مِنَ التَّارِيخِ أَكْبَرُ مِــــــــنْ يَدٍ
تُـمْلِي ، وَأَنْ يَرْقَى بِهَا اسْــــــتِجْدَاءُ
أَنَا مَــــــا أَتَيْتُ لِكَيْ أُبِـيْـنَ مَآَثِرَاً
لا يَسْتَطِيعُ سُــــــــمُوَّهَا الشُّعَرَاءُ
لا مِيْزَةُ التَّمْدَاحِ في شِــــــعْرِي وَلا
تَـخْـتَـالُ بَـيْـنَ قَصَائِدِي الأَسْـــمَاءُ
لي في رُبَاكَ هَــــــوَىً لَعَلِّي لَـمْ أَزَلْ
أَشْــــــــــقَى بِهِ ، وَبِهِ يَزِيدُ عَنَاءُ
فَلَقَدْ شَـــــــقِيْتُ بِـحُلْمِ وَحْدَةِ أُمَّتي
هَلْ في تَـمَـنِّـي الـحَالِـمـيـنَ شَــقَاءُ ؟!
مَـــجْدُ العُرُوبَةِ في الـعُـرُوقِ حَـمَـلْـتُـهُ
وَ لَــــهُ بِـقَـلْـبِـي وَاحَــــةٌ غَنَّاءُ
غَنَّيْتُ لِلأَمْـجَـــــــــادِ حَالِيَةَ الرُّؤَى
وَعَلَى لِسَانِي زَهْــــــــــوَةٌ وَحُدَاءُ
وَلَقَدْ رَوِيْتُ الحُبَّ مِنْ شُـــــــــطْآَنِهَا
وَاليَوْمَ أَيْـــــــــنَ الـحُبُّ وَالإِرْوَاءُ ؟!
اليَوْمَ جِئْتُكَ مِنْ بِلادِي ظَـــــــــامِئَاً
وَيَدَيَّ صِـــــــــــفْرٌ لَيْسَ فِيهَا مَاءُ
اليَوْمَ جِـئْـتـُكَ وَالفُؤَادُ مُـــــــعَذَّبٌ
وَدَمِـــــي اللَّهِيبُ وَمُـقْـلَـتِـي العَمْيَاءُ
**********
"يَابْنَ الوَليدِ" فَدَيْتُ بَأْسَــكَ مَا الذي
شُــــــغِفَتْ بِهِ مِنْ نَفْسِكَ الـهَـيْجَاءُ ؟!
أَسْرَجْتَ أَشْــــرِعَةَ الضُّحَى وَسَلَبْتَهَا
وَمَضَيْتَ ، مَـــــــا نَاءَتْ بِكَ الأَعْبَاءُ
وَوَرَدْتَ وَجْـــــهَ الشَّمْسِ تُثْبِتُ رَايَةً
فَهَوَتْ عَــــــــلَى أَكْتَافِكَ الـجَوْزَاءُ
فِيْمَنْ خَرَجْتَ مِـــــنَ الـجَزِيْرَةِ ثَائِرَاً
وَبِـمَـنْ تُبَارِكُ حَرْبَكَ الأَشْـــــــلاءُ ؟!
لا " القَادِسِــيَّةُ " أَنْكَرَتْ لَكَ نَصْرَهَا
أَبَدَاً ، وَلا غَــــــــدَرَتْ بِكَ الصَّحْرَاءُ
هَــــــــذِي الوُجُوهُ تَغَيَّرَتْ وَتَبَدَّلَتْ
مَـــــــــــنْ كَانَ يَعْرِفُ أَنَّهُنَّ طِلاءُ ؟!
**********
خَمْسُونَ عَامَاً يَا فِلَسْــــــطِينُ انْقَضَتْ
وَاللَّيْلُ أَلْيَلُ ، وَالـحَـيَـاةُ هُــــــــرَاءُ
وَالـبَـائِـعُونَ تُـرَابَنَا لَـمْ يَـنْــتَــهُـوا
وَتَكَاثَرَ الشُّـــــــــــرَكَاءُ وَالأُجَرَاءُ
وَالعَارِضُـــــــونَ عَلَى الـمَـزَادِ دِمَاءَنَا
وَالـخَـائِـنُـونَ الـعَـهْـدَ وَالـعُـــمَلاءُ
خَـمْـسُــــــــونَ عَامَاً كُلَّمَا رَاجَعْتُهَا
شَـــــــــــرِقَتْ بِدَمْعِي أَكْبُدٌ قَرْحَاءُ
خَـمْسُــــــــــونَ عَامَاً لَيْسَ في أَيَّامِهَا
إِلاَّ الـهَـوَى وَالبُغْضُ وَالشَّــــــــحْنَاءُ
بِالأَمْسِ نَاصَــــــــــبْنَا اليَهُودَ عَدَاءَنَا
وَاليَوْمَ قَدْ جَـمَـعَ القُلُوبَ إِخَــــــــاءُ
فَـلِـمَـنْ دَفَنَّا في الثَّرَى أَشْــــــــلاءَنَا
حَـــتَّى ارْتَــــوَتْ بِـدِمَائِنَا الـغَـبْـرَاءُ ؟!
وَلِــمَـنْ دُمـُـــــوعُ الأُمَّهَاتِ تَقَطَّرَتْ
وَتَــفَـرَّقَ الأَهْـــــــــلُونَ وَالنُّدَمَاءُ ؟!
هَـــلْ بِاللِّقَاءَاتِ الـحَـمِـيْمَـةِ يُرْتـَجَى
حَقٌّ لِـيَـرْجِـــــــــعَ أَوْ يَكُونُ وَفَاءُ ؟!
لا تَأْمَنُوا غَـــــــــدْرَ اليَهُودِ وَمَكْرَهُمْ
لَنْ يُرْجِعَ الـحَقَّ السَّـــــــــلِيْبَ لِقَاءُ
آَمَنْتُ يَبْنِي الـمَـجْـدَ كُلُّ مُنَاضِــــــلٍ
وَيَشِيْدُ صَــــــــرْحَ شُـمُوخِهِ الشُّهَدَاءُ
آَمَنْتُ بِاللَّهَبِ الـمُقَدَّسِ ثَـــــــــوْرَةً
تَرِثُ الـمُنَى ، وَ وَقُودُهَا الشُّـــــــرَفَاءُ
آَمَــــنْــتُ أَنَّ العَدْلَ يَبْنِي دَوْلَـــــةً
الأَمْنُ مِـنْ ثَـمَرَاتِــهِ وَرَخَــــــــاءُ
وَالظُّلْمُ يَهْدِمُ كُلَّ صَــــــــــرْحٍ سَامِقٍ
مَهْمَا تَعَالَى ، فَالأَسَــــــــــاسُ خَوَاءُ
**********
يَا "قُدْسُ" حُبٌّ مِنْ قَدِيْمٍ لَـمْ يَـــــزَلْ
رَيَّانَ تَسْــــقِـيْـهِ الضُّـــــلُوعَ دِمَاءُ
يَا " قُدْسُ" يَا أَحْلامَنَا وَرَجـَــــــاءَنَا
مُذْ كَانَ فِيْنَا لا يَـخِـيْـبُ رَجَـــــــاءُ
فِيكِ الـمَلايِـيْـنُ الذينَ تَسَـــــاقَطُوا
وَإِلَيْكِ كَانَ الـحَـجُّ وَالإِسْــــــــرَاءُ
ذَرَّاتُكِ السَّــــــمْرَاءُ ضَــمَّتْهُمْ فَهَلْ
سَـــــتَـضُـمُّـنِـي ذَرَّاتُكِ السَّــمْرَاءُ ؟!
أَرْضَ الــنَّـبِـيِّـيْـنَ الذينَ تَـــوَافَدُوا
وَعَلَى ثَـــــــــرَاكِ تَـمَنَّتِ "العَذْرَاءُ "
غَافٍ عَـلَى الـحُلْمِ الـهَـنِـيِّ وَلَيْسَ لي
إِلاَّ رُؤَى الأَحْــــــــــلامِ وَهْيَ غُثَاءُ
فَمَتَى يَعُودُ إِلَيْكِ نُـــــــورُ "مُـحَمَّدٍ"
وَمَتَى تُصَــــــــــفِّقُ لِلْهُدَى الأَرْجَاءُ ؟!
**********
إِيْهٍ عِرَاقَ الـمَجْدِ كَمْ مِــــــنْ حِقْبَةٍ
مَــــــــــرَّتْ عَلَيْكَ وَلِلْحُروبِ لِوَاءُ ؟!
أَفَكَانَ دَيْنَاً أَنْ تُسَــــــــاقَ إِلى الرَّدَى
وَتُقِيْمُ فَوْقَ رُبُوعِــــــــــكَ الأَرْزَاءُ ؟!
جَاؤُوكَ مِنْ شَــــــتَّى البِقَاعِ يَسُوقُهُمْ
حِقْدٌ عَلَيْكَ وَهَجْمَةٌ هَـــــــــــوْجَاءُ
وَأَخُوكَ يُشْهِرُ سَـــــــــيْفَهُ مُتَنَكِّرَاً
وَعَـــــلَى الـمَصَـالِـحِ تَلْتَقِي الـحُـلَفَاءُ
وَدِمَاءُ هَاتِيكَ الضَّــــــحَايَا لَـمْ تَزَلْ
تَدْعُو فَـتَـرْجُفُ لِلدُّعَاءِ سَـــــــــمَاءُ
مَا ذَنْبُ أَطْـــــــفَالِ العِرَاقِ لِيُحْرَمُوا
آَبَاءَهُمْ ، وَيُشَـــــــــــــرَّدَ الأَبْنَاءُ ؟!
مَــــــــــا ذَنْبُهُمْ حَتَّى تَسِيلَ دُمُوعُهُمْ
فَوْقَ الـخُدُودِ سَـــــــــخِيْنَةٌ حَـمْرَاءُ ؟!
مَـــــــــا ذَنْبُهُمْ حَتَّى يَـمُوتُوا خِلْفَةً
لا خُـــبْــزَ يـُطْـعِـمُـهُـمْ وَلَـيْسَ دَوَاءُ ؟!
مَــــــــــا ذَنْبُهُمْ حَتَّى يُكَدِّرَ عَيْشَهُمْ
فَقْرٌ ، وَجُوعٌ صَــــــــــارِخٌ ، وَغَلاءُ ؟!
أَمْشِي وَفي عَـيْـنَـيَّ أَمْوَاجُ الأَسَــــــى
أَنَّى الْتَفَتُّ يَرُوعُـنِـي البُؤَسَـــــــــاءُ
يَا رَبِّ مِـــــــنْ أَجْلِ الطُّفُولَةِ فَاحْبُهُمْ
أَمْنَاً ، وَلا تَفْتِكْ بِهِمْ أَوْبـَــــــــــاءُ
وَاغْمُرْ فُؤَادَ الأَبْرِيَاءِ سَـــــــــعَادَةً
لِيُظِلَّهُمْ ــ رَغْمَ الـحِصَــــــارِ ــ هَنَاءُ
**********
إِيْهٍ عِرَاقَ الـمَجْدِ لي قَلْبٌ عَــــــــلَى
جَـمْرِ الغَضَــــــــــــا مُتَقَلِّبٌ بَكَّاءُ
فَإِذَا كَتَبْتُ فَمِنْ دِمَائِي حُـــــــــــرْقَةً
وَإِذَا رَثَيْتُ فَمَا يُفِيْدُ رِثَــــــــــــاءُ ؟!

أَهْـــــــــــلُوكَ أَهْلُونَا ، وَدَاؤُكَ دَاؤُنَا
وَالكُلُّ أَنْتَ ، وَ إِنَّنَا الأَجْــــــــــزَاءُ
فَاصْــبِـرْ سَــــــيَنْدَحِرُ الظَّلامُ وَيَنْتَهِي
غَسَقُ الدُّرُوبِ ، وَتُشْرِقُ الأَرْجَــــــــاءُ
وَاحْلُلْ سَـمَاءَ الـمَجْدِ حُرَّاً شَـــامِـخَاً
وَاهْنَأْ ، فَقَدْ فَخَرَتْ بِـــــــــكَ العَلْيَاءُ




بغداد / العراق
28 / 11 / 1995 م .




[/poet]
__________________
نحب بلادنا ونموت فيها
ولا نرضى لها صُلحاً مُشينا
ونحفر لليهود بها قبوراً
ونحمل ضدّهم حقداً دفينا
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 11-04-2004, 04:14 AM
أبو معاذ أبو معاذ غير متصل
العبد الفقير
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2001
المشاركات: 87
إفتراضي

[poet font="Traditional Arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=200% align=center use=ex length=100 char="" num="0,black" filter=""]
هَلْ بَعْدَ لَيْلِكَ أَنْ يَجِيءَ ضِيَاءُ=أَمْ عَادَةُ اللَّيْلِ الطَّويلِ ثَوَاءُ ؟!
أَمْ غَابَتِ الأَقْمَارُ وَاسْتَرْخَتْ عَلَى=أُفُقِ السَّمَاءِ غِلالَةٌ سَوْدَاءُ ؟!
أَمْ غَارَ نَهْرُ الصُّبْحِ في وَادِي الدُّجَى=فَإِذَا الرُّبُوعُ تَلُفُّهَا الظَّلْمَاءُ ؟!
أَمْ لَمْ يَعُدْ في الفَجْرِ فَضْلَةُ قُوَّةٍ=حَتَّى تُطِلَّ الشَّمْسُ حِينَ تَشَاءُ ؟!
مَاذَا أُغَنِّي وَ الجِرَاحُ قَصَائِدِي=وَلَقَدْ يَبُوحُ بِنَزْفِهِنَّ غِنَاءُ ؟!
لي أَلْفُ بَائِسَةٍ إِذَا شَكَتِ الضَّنَا=سَكِرَتْ بِلَحْنِ نَشِيْدِهَا الأَحْشَاءُ
إِنِّي أَتَيْتُكَ يَا عِرَاقُ وَفي دَمِي=نَارٌ وَ بَيْنَ جَوَانِحِي البُرَحَاءُ
فَلَعَلَّني أُطْفِي لَهِيبَ مَوَاجِعِي=وَتُرِيحُنِي مِنْ رَوْضِكَ الأَشْذَاءُ
وَلَعَلَّ " بَغْدَادَاً " سَتَفْتَحُ قَلْبَهَا=بَعْدَ الرَّدَى كَيْ يَخْرُجَ العُظَمَاءُ
وَلَعَلَّني أَفِدُ " الرُّصَافَةَ " مُسْعَدَاً=وَتُذِيعُ عَذْبَ الشَّدْوِ "سَامُرَّاءُ "
وَلَعَلَّني أَلْقَى "الخَلِيلَ" فَأَنْتَشِي=بِعَرُوضِهِ أَوْ يَظْهَرُ "الفَرَّاءُ "
وَلَعَلَّني " لأَبِي حَنِيْفَةَ " ذَاكِرٌ=أَنَّ الحَيَاةَ مَوَاقِفٌ غَرَّاءُ
وَلَعَلَّ " هَارُونَ الرَّشِيدِ " أَتَى هُنَا=فَأَرَاحَ نَفْسَاً مَا بِهَا إِعْيَاءُ
وَلَعَلَّ " مَأْمُونَاً " يُعَلِّمُ أُمَّةً=في اللهِ كَيْفَ تَوَاضَعَ العُلَمَاءُ
وَلَعَلَّ " مُعْتَصِمَاً " يُعِيدُ لِخَاطِري=زَهْوَ الخِلافَةِ يَعْتَلِيْهِ إِباءُ
أَوْ تَلْتَقِي " بِابْنِ الحُسَيْنِ " خُيُولُهُ=وَاللَّيْلُ وَالقِرْطَاسُ وَالبَيْدَاءُ
وَ"الكَرْخُ" هَلْ "بِأَبِي العَلاءِ" تَزَيَّنَتْ=لَمَّا أَتَى أَمْ أَنَّهَا نَكْرَاءُ ؟!
فَاسْتَقْبَلَتْهُ بِنَشْوَةٍ وَحَفَاوَةٍ=أَمْ كَانَ فِيهَا حِينَ جَاءَ جَفَاءُ ؟!
"وَأَبُو نُوَاسٍ" هَلْ يَزَالُ مَعَ الهَوَى=يَلْهُو تُحَرِّكُ شِعْرَهُ الأَهْوَاءُ ؟!
أَمْ تَابَ بَعْدَ رَحِيلِ عُمْرٍ ضَائِعٍ=وَأَتَى يُحَرِّقُ وَجْنَتَيْهِ بُكَاءُ ؟!
**********
إِيْهٍ عِرَاقَ المَجْدِ لَيْسَ عَلَى المَدَى=إِلاَّ قَوَافِلُ عِزَّةٍ وَ مَضَاءُ
أَسْتَنْطِقُ التَّارِيخَ رُوحَ خُلُودِهِ=وَتَمُورُ في وُجْدَانِيَ الخُيَلاءُ
وَ الشِّعْرُ يَذْبَحُنِي وَيُدْمِي خَاطِرِي=وَتَهُزُّنِي كَلِمَاتِي الجَوْفَاءُ
عَيَّتْ حُرُوفي أَنْ تُحِيطَ جَلالَهُ=مَاذَا تُفِيدُ حُروفيَ الخَرْسَاءُ ؟!
مَاجَتْ عَلَى الآَفَاقِ رَايَاتُ العُلا=وَاسْتَقْبَلَتْهَا الأَنْجُمُ الزَّهْرَاءُ
أَنَا لَسْتُ أُوفي بَعْضَ مَجْدِكَ حَقَّهُ=مَهْمَا تَرَنَّحَ في دَمِي الإِطْرَاءُ
حِقَبٌ مِنَ التَّارِيخِ أَكْبَرُ مِنْ يَدٍ=تُمْلِي ، وَأَنْ يَرْقَى بِهَا اسْتِجْدَاءُ
أَنَا مَا أَتَيْتُ لِكَيْ أُبِيْنَ مَآَثِرَاً=لا يَسْتَطِيعُ سُمُوَّهَا الشُّعَرَاءُ
لا مِيْزَةُ التَّمْدَاحِ في شِعْرِي وَلا=تَخْتَالُ بَيْنَ قَصَائِدِي الأَسْمَاءُ
لي في رُبَاكَ هَوَىً لَعَلِّي لَمْ أَزَلْ=أَشْقَى بِهِ ، وَبِهِ يَزِيدُ عَنَاءُ
فَلَقَدْ شَقِيْتُ بِحُلْمِ وَحْدَةِ أُمَّتي=هَلْ في تَمَنِّي الحَالِمينَ شَقَاءُ ؟!
مَجْدُ العُرُوبَةِ في العُرُوقِ حَمَلْتُهُ=وَ لَهُ بِقَلْبِي وَاحَةٌ غَنَّاءُ
غَنَّيْتُ لِلأَمْجَادِ حَالِيَةَ الرُّؤَى=وَعَلَى لِسَانِي زَهْوَةٌ وَحُدَاءُ
وَلَقَدْ رَوِيْتُ الحُبَّ مِنْ شُطْآَنِهَا=وَاليَوْمَ أَيْنَ الحُبُّ وَالإِرْوَاءُ ؟!
اليَوْمَ جِئْتُكَ مِنْ بِلادِي ظَامِئَاً=وَيَدَيَّ صِفْرٌ لَيْسَ فِيهَا مَاءُ
اليَوْمَ جِئْتكَ وَالفُؤَادُ مُعَذَّبٌ=وَدَمِي اللَّهِيبُ وَمُقْلَتِي العَمْيَاءُ
**********
"يَا ابْنَ الوَليدِ" فَدَيْتُ بَأْسَكَ مَا الذي=شُغِفَتْ بِهِ مِنْ نَفْسِكَ الهَيْجَاءُ ؟!
أَسْرَجْتَ أَشْرِعَةَ الضُّحَى وَسَلَبْتَهَا=وَمَضَيْتَ ، مَا نَاءَتْ بِكَ الأَعْبَاءُ
وَوَرَدْتَ وَجْهَ الشَّمْسِ تُثْبِتُ رَايَةً=فَهَوَتْ عَلَى أَكْتَافِكَ الجَوْزَاءُ
فِيْمَنْ خَرَجْتَ مِنَ الجَزِيْرَةِ ثَائِرَاً=وَبِمَنْ تُبَارِكُ حَرْبَكَ الأَشْلاءُ ؟!
لا " القَادِسِيَّةُ " أَنْكَرَتْ لَكَ نَصْرَهَا=أَبَدَاً ، وَلا غَدَرَتْ بِكَ الصَّحْرَاءُ
هَذِي الوُجُوهُ تَغَيَّرَتْ وَتَبَدَّلَتْ=مَنْ كَانَ يَعْرِفُ أَنَّهُنَّ طِلاءُ ؟!
**********
خَمْسُونَ عَامَاً يَا فِلَسْطِينُ انْقَضَتْ=وَاللَّيْلُ أَلْيَلُ ، وَالحَيَاةُ هُرَاءُ
وَالبَائِعُونَ تُرَابَنَا لَمْ يَنْتَهُوا=وَتَكَاثَرَ الشُّرَكَاءُ وَالأُجَرَاءُ
وَالعَارِضُونَ عَلَى المَزَادِ دِمَاءَنَا=وَالخَائِنُونَ العَهْدَ وَالعُمَلاءُ
خَمْسُونَ عَامَاً كُلَّمَا رَاجَعْتُهَا=شَرِقَتْ بِدَمْعِي أَكْبُدٌ قَرْحَاءُ
خَمْسُونَ عَامَاً لَيْسَ في أَيَّامِهَا=إِلاَّ الهَوَى وَالبُغْضُ وَالشَّحْنَاءُ
بِالأَمْسِ نَاصَبْنَا اليَهُودَ عَدَاءَنَا=وَاليَوْمَ قَدْ جَمَعَ القُلُوبَ إِخَاءُ
فَلِمَنْ دَفَنَّا في الثَّرَى أَشْلاءَنَا=حَتَّى ارْتَوَتْ بِدِمَائِنَا الغَبْرَاءُ ؟!
وَلِمَنْ دُموعُ الأُمَّهَاتِ تَقَطَّرَتْ=وَتَفَرَّقَ الأَهْلُونَ وَالنُّدَمَاءُ ؟!
هَلْ بِاللِّقَاءَاتِ الحَمِيْمَةِ يُرْتجَى=حَقٌّ لِيَرْجِعَ أَوْ يَكُونُ وَفَاءُ ؟!
لا تَأْمَنُوا غَدْرَ اليَهُودِ وَمَكْرَهُمْ=لَنْ يُرْجِعَ الحَقَّ السَّلِيْبَ لِقَاءُ
آمَنْتُ يَبْنِي المَجْدَ كُلُّ مُنَاضِلٍ=وَيَشِيْدُ صَرْحَ شُمُوخِهِ الشُّهَدَاءُ
آمَنْتُ بِاللَّهَبِ المُقَدَّسِ ثَوْرَةً=تَرِثُ المُنَى ، وَ وَقُودُهَا الشُّرَفَاءُ
آمَنْتُ أَنَّ العَدْلَ يَبْنِي دَوْلَةً=الأَمْنُ مِنْ ثَمَرَاتِهِ وَرَخَاءُ
وَالظُّلْمُ يَهْدِمُ كُلَّ صَرْحٍ سَامِقٍ=مَهْمَا تَعَالَى ، فَالأَسَاسُ خَوَاءُ
**********
يَا "قُدْسُ" حُبٌّ مِنْ قَدِيْمٍ لَمْ يَزَلْ=رَيَّانَ تَسْقِيْهِ الضُّلُوعَ دِمَاءُ
يَا " قُدْسُ" يَا أَحْلامَنَا وَرَجاءَنَا=مُذْ كَانَ فِيْنَا لا يَخِيْبُ رَجَاءُ
فِيكِ المَلايِيْنُ الذينَ تَسَاقَطُوا=وَإِلَيْكِ كَانَ الحَجُّ وَالإِسْرَاءُ
ذَرَّاتُكِ السَّمْرَاءُ ضَمَّتْهُمْ فَهَلْ=سَتَضُمُّنِي ذَرَّاتُكِ السَّمْرَاءُ ؟!
أَرْضَ النَّبِيِّيْنَ الذينَ تَوَافَدُوا=وَعَلَى ثَرَاكِ تَمَنَّتِ "العَذْرَاءُ "
غَافٍ عَلَى الحُلْمِ الهَنِيِّ وَلَيْسَ لي=إِلاَّ رُؤَى الأَحْلامِ وَهْيَ غُثَاءُ
فَمَتَى يَعُودُ إِلَيْكِ نُورُ "مُحَمَّدٍ"=وَمَتَى تُصَفِّقُ لِلْهُدَى الأَرْجَاءُ ؟!
**********
إِيْهٍ عِرَاقَ المَجْدِ كَمْ مِنْ حِقْبَةٍ=مَرَّتْ عَلَيْكَ وَلِلْحُروبِ لِوَاءُ ؟!
أَفَكَانَ دَيْنَاً أَنْ تُسَاقَ إِلى الرَّدَى=وَتُقِيْمُ فَوْقَ رُبُوعِكَ الأَرْزَاءُ ؟!
جَاؤُوكَ مِنْ شَتَّى البِقَاعِ يَسُوقُهُمْ=حِقْدٌ عَلَيْكَ وَهَجْمَةٌ هَوْجَاءُ
وَأَخُوكَ يُشْهِرُ سَيْفَهُ مُتَنَكِّرَاً=وَعَلَى المَصَالِحِ تَلْتَقِي الحُلَفَاءُ
وَدِمَاءُ هَاتِيكَ الضَّحَايَا لَمْ تَزَلْ=تَدْعُو فَتَرْجُفُ لِلدُّعَاءِ سَمَاءُ
مَا ذَنْبُ أَطْفَالِ العِرَاقِ لِيُحْرَمُوا=آَبَاءَهُمْ ، وَيُشَرَّدَ الأَبْنَاءُ ؟!
مَا ذَنْبُهُمْ حَتَّى تَسِيلَ دُمُوعُهُمْ=فَوْقَ الخُدُودِ سَخِيْنَةٌ حَمْرَاءُ ؟!
مَا ذَنْبُهُمْ حَتَّى يَمُوتُوا خِلْفَةً=لا خُبْزَ يطْعِمُهُمْ وَلَيْسَ دَوَاءُ ؟!
مَا ذَنْبُهُمْ حَتَّى يُكَدِّرَ عَيْشَهُمْ=فَقْرٌ ، وَجُوعٌ صَارِخٌ ، وَغَلاءُ ؟!
أَمْشِي وَفي عَيْنَيَّ أَمْوَاجُ الأَسَى=أَنَّى الْتَفَتُّ يَرُوعُنِي البُؤَسَاءُ
يَا رَبِّ مِنْ أَجْلِ الطُّفُولَةِ فَاحْبُهُمْ=أَمْنَاً ، وَلا تَفْتِكْ بِهِمْ أَوْباءُ
وَاغْمُرْ فُؤَادَ الأَبْرِيَاءِ سَعَادَةً=لِيُظِلَّهُمْ رَغْمَ الحِصَارِ هَنَاءُ
**********
إِيْهٍ عِرَاقَ المَجْدِ لي قَلْبٌ عَلَى=جَمْرِ الغَضَا مُتَقَلِّبٌ بَكَّاءُ
فَإِذَا كَتَبْتُ فَمِنْ دِمَائِي حُرْقَةً=وَإِذَا رَثَيْتُ فَمَا يُفِيْدُ رِثَاءُ ؟!
أَهْلُوكَ أَهْلُونَا ، وَدَاؤُكَ دَاؤُنَا=وَالكُلُّ أَنْتَ ، وَ إِنَّنَا الأَجْزَاءُ
فَاصْبِرْ سَيَنْدَحِرُ الظَّلامُ وَيَنْتَهِي=غَسَقُ الدُّرُوبِ ، وَتُشْرِقُ الأَرْجَاءُ
وَاحْلُلْ سَمَاءَ المَجْدِ حُرَّاً شَامِخَاً=وَاهْنَأْ ، فَقَدْ فَخَرَتْ بِكَ العَلْيَاءُ

[/poet]

لله درك يا أخي
يبدو أنني ذكرتك بالقصيدة فأثرت أشجانك القديمة فأخرجتها من دفتر الذكريات
أنا الذي طلبت منك القصيدة على بريدك وأنا عضو قديم في الخيمة لكن مشاركتي في الكتابة فيها صارت نادرة جداً
وشاء الله أن يجمعنا هنا (يعني وراك وراك)
__________________
إن صافحت يدهم أيدي صهاينة *** حسبي من الفخر أني ما مددت يدي
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م