مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 06-06-2005, 11:20 AM
tijani tijani غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: Netherlands/Marocco
المشاركات: 32
إفتراضي هل المهاجرون المغاربة بإسبانيا ضحية الشراكة أم التبعية المغربية للإسبان؟ - 1 -


التجاني بولعوالي
شاعر وكاتب مغربي مقيم بهولندا
tijanib@yahoo.com

المغرب وإسبانيا؛ نفس الرهان والنتيجة مختلفة!

قبل حوالي ربع قرن كان المرء يستطيع أن يقارن بين المملكة المغربية الكائنة في أقصى شمال القارة الأفريقية السمراء، والمملكة الإسبانية الواقعة في أقصى جنوب القارة الأوروبية الحمراء! حيث لم تكن الهوة عميقة ولا الشرخ واسعا، إذا ما وازنت بين درجة نمو كلا المملكتين اقتصاديا أم ثقافيا أم سياحيا أم غير ذلك، لكن انطلاقا من أواسط سبعينيات الألفية المنصرمة بدأت الهوة تتعمق والشرخ يتسع، إذ كان الإسبان يندفعون إلى المستقبل، حيث الأفق الرحب الذي يعد بالنماء والازدهار والإنتاج، بسرعة النمر، في حين كان المغاربة يندفعون، وهم مكبلون بأغلال الماضي، بسرعة السلحفاة!

وبعد تولي الربع قرن من تلك الألفية، وولوج ألفية جديدة، راح الإسبان يجنون ثمار المستقبل التي خدموها بكل جدية وعقلانية وتخطيط، حتى صاروا قبلة مفضلة ليس للسياح فقط، وإنما للمستثمرين والطلبة والمهاجرين وغير ذلك، وهذا أمر جد عادي ما دامت كل الأسباب قد تهيأت، وكل الوسائل قد توفرت، وكل الطاقات قد شحنت، حتى أصبحت إسبانيا مضربا للمثل كما كانت الأندلس؛ فيطلق عليها بلاد الشمس التي تفردت بكل أسرار الحسن، من بحر وخضرة ورمال وجزائر وجمال ومآثر وغير ذلك، وكيف لا تستهوي بني البشر سياحا كانوا، يقطفون أسرار حسنها الناضجة، أم مهاجرين، يتسولون عبر شواطئها الآهلة ومدنها المزدحمة، مستثمرين كانوا، يتحينون الفرص ليبيضوا سيولتهم في شتى المشاريع والإنجازات، أم طلبة، يغترفون من جامعاتها ومعاهدها أنواع المعارف والعلوم والفنون، التي ازدانت بوشوم الذاكرة الأندلسية، التي ما زالت تحكي عن غرائب وعجائب الماضي العربي والإسلامي، الذي منح أوروبا سر الانطلاق نحو المستقبل.

في حين وجد المغاربة أنفسهم أكثر تقهقرا من أي زمن مضى، وهم يرون جارهم المتوسطي وقد تلقن كيف يشق منعرجات الماضي نحو الأمام بلا سقوط أو مزلة، بل وتمكن من تملك المفاتيح السرية التي بها يفهم تلك المعادلات المستجدة التي يطرحها التاريخ من حين لآخر. إذ ظل كل فرد من أفراد المجتمع المغربي الخارج من عرى الاحتلال يحلم بوطن آمن، ولما تحقق هذا الحلم بنار البنادق التي زغردت في الريف والأطلس وسوس وكل شبر من الوطن، ودم الشهداء الذي لون الصخور والأشجار والرمال... بدأ المغاربة يحلمون ببيت يتسترون فيه، وعيش كريم يعوضهم ما قد قاسوه أيام الاستعمار والمقاومة، لكن هذه الأمور التي من حق كل مواطن ليس أن يحلم بها حسب، وإنما أن يطالب بها وبصوت عال، بدأت مع كل خطوة نحو الأمام تستعصي، وبعد عقود معدودة من الاستقلال أصبحت تستحيل، في الوقت الذي كانت فيه هذه الأمور نفسها عند جارنا المتوسطي تتيسر وتهون، وتفعل في ألباب وأبدان المواطنين الإسبان فعلها العجيب، فيطفق الجميع، سلطة وشعبا، نحو البناء والإسهام، وهم مسكونون بفكرة واحدة وموحدة، وهي تحقيق إسبانيا متقدمة. وبعدها انتقلت تلك الفكرة من نطاق القوة إلى مجال الفعل، حيث صارت هدفا محققا على الواقع. فاحتضنت إسبانيا كل أبنائها الذين كانوا خدما لأقرانهم الأوروبيين الشماليين والغربيين، ولم تبخل عنهم بالرفاهية والتقدم الذي جنته من غراس الماضي.

الإسبانيون الذين كانوا مثلنا مهاجرين في البلدان الأوروبية التقليدية المتقدمة رجعوا إلى وطنهم الأب، أما المغاربة الأوائل الذين هاجروا حيث هاجر الإسبان، وزاولوا معهم شتى الأعمال جنبا إلى جنب، وعانوا مثلهم من قسوة الطقس وغصة الغربة ومرارة العنصرية، لم يرجعوا! بل وسلك مسلكهم مغاربة آخرون لم يتحملوا بؤس الوطن أو لم يتحمل الوطن بؤسهم! فهاجروا إلى الأندلس القديمة ليسوا فاتحين، وإنما مقهورون يسعون خلف سراب عيش كريم، لم يوفره لهم ذلك الوطن الذي أريقت على جوانبه دماء آبائهم وأجدادهم المجاهدين، مما يضعهم أمام مفارقة مستعصية عن الفهم، بالبارحة كانوا ينازلون الإسبان باعتباره عدوا سرق أرضهم وأشجارهم وبحرهم وأرواحهم... والآن يتهافتون على امتطاء قوارب الموت، وهم ينفلتون من الوطن الذي حلموا به طويلا في الماضي، نازحين نحو المنفى الذي أضحى يشكل حلم المستقبل الواعد.

هكذا يكشف جارنا المتوسطي عن إرادة خارقة مكنته من التحول من دولة عادية، كنا نستطيع أن نتماثل معها ولو من باب المقارنة المجازية، إلى دولة متميزة، لما نجيل النظر في التاريخ الذي يربطنا بها، والجغرافيا التي توحدنا بها نستحيي من أنفسنا، لأنه في ظرف قياسي استطاع الإسبان أن يتقدموا على سائر الأصعدة، واستطاع المغاربة أن يتأخروا على جميع الأصعدة، إنها حقيقة مريرة، لكن ينبغي أن نقبلها، ما دام أننا قبلنا أن نرضخ لأهوائنا ومصالحنا الذاتية، غير آبهين بقيمة هذا الوطن الذي لم يحرره الدف ولا العود ولا الخطابة... وإنما العزيمة والإرادة والتحدي، والذي لم نورثه كما الأمتعة والعقارات والجواهر... حتى صرنا مثلنا مثل ذلك الطفل الذي يعثر على ورقة مالية، وهو لا يعرف قيمتها، فيتعامل معها كما يتعامل مع أي ورقة عادية؛ فيطويها ويثنيها، فيمددها ويجمعها، فيقطع منها جزءا ويمزقها إربا إربا، فيلقي بها أمام رجليه ويخلطها بالتراب والحصى... إن هذه الصورة الاستعارية تجعلنا نستكشف أمرا هاما، وهو أن ذلك الطفل لا يدرك قيمة تلك الورقة المادية التي سقطت بين يديه، في حين أننا ندرك غاية الإدراك قيمة الوطن الذي وهبته لنا إرادة أجدادنا التي لم يقهرها هوى النفس ولا حديد الخصم!

لذلك ليس من الأهمية بما كان طرح السؤال المتداول: لماذا تقدم الآخر وتأخرنا نحن؟ ولكن طرح السؤال البديل: من المسؤول عن تقدم الآخر وتأخرنا نحن؟ وهذا المقال ليس مهمته التنقيب عن التفسير المفحم لهذه المعادلة الإشكالية، أو توجيه الاتهام للذين يملكون الإجابة الوافية والشافية عن ذلك السؤال البديل. لأن هذا ليس من شأنه إلا أن يحرق أعصابنا وأوقاتنا، فنظل ندور في دائرة مغلقة تنضاف إلى الدائرة المغلقة الأولى التي سقط فيها الذين سبقونا، فنجد أنفسنا حبيسي دائرتين مغلقتين، كلما انفلتنا من إحداهما وقعنا في الأخرى. فالحقيقة واضحة وضوح الشمس في كبد السماء، حيث تقول أن الذين تناوبوا طوال حوالي نصف قرن على حكم المغرب وتسييره، راهنوا طويلا على مغرب متطور، لا يلج الألفية الجديدة إلا وقد اكتسب كل مقومات النهضة والديموقراطية والمساواة، وهو رهان شريف يحلم به كل مواطن مغربي قاسى الحرمان، لكن التاريخ كشف خبايا أولئك المراهنين؛ فالرهان كان قائما، والدعاية له كانت على أشدها، غير أن الذي عرقل تحقق الأماني الوردية التي كان ينضح بها ذلك الرهان، هو غياب أي غاية ملموسة تخدم الصالح العام من المخطط الذي تبناه ذوو الرهان. في المقابل ارتكز رهان المسؤولين الإسبانيين على غايات ملموسة ينبغي تحقيقها في ظرف زمني ملموس، فكان لهم ذلك.

وبعدها أدركنا أن المغرب استطاع حقا أن يتطور، لكن إلى الوراء، وأن يكسب الرهان، لكن على مستوى شاشة التلفزة الرسمية التي تصور لك المغرب وقد ازدهر واخضر، في حين عندما تتجاذب أطراف الحديث مع مواطن مغربي عادي، تكتشف حجم المعاناة وعمق اليأس، إلى درجة أن ذلك يحفزه على التفكير في الهجرة باعتبارها خلاصا ولو كان مخادعا، إلا أنك إذا ما تحدثت مع مواطن إسباني عادي، غابت رائحة ذلك الشعور المسكون بالتذمر والقنوط والتعاسة، فأصغيت إلى خطاب مشحون بالوطنية والتعالي والاجتهاد، على هذا الأساس تفهم أن المغربي لم يمتط خيار الهجرة المادية أو النفسية إلا لأن ثمة دواع إلى ذلك الخيار الصعب، وأن الإسباني لم يكتف بمتعة الاستقرار والاطمئنان إلا لأن هناك ما يسعفه على اقتطاف تلك المتعة.
__________________
التجاني بولعوالي
شاعروكاتب مغربي مقيم بهولندا
  #2  
قديم 06-06-2005, 12:01 PM
تيمور111 تيمور111 غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
المشاركات: 822
إفتراضي


مع أحترامى لكاتب المقال

المواطن المغربى ضحية الحسن الثانى رئيس لجنة القدس
الذى مهد و جهز لكامب ديفيد بالاشتراك مع الرئيس المدمن
أنور السادات و من قبله أبوه محمد الخامس و من بعده
الطفل الصغير حاكم المملكة
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م