الــــكـــرامــــات...عـــنـــد أهــــل الـــســـنـــة و الـــجـــمـــاعـــة

[الباز الأشهب]

الحمد لله المعروف بالمعروف الموصوف بالكمال في الآزال والآباد المتقدس عن النقص والمثل والشريك والضد المنفرد بالعظمة والكبرياء والعزة والبقاء الملك الحنان المنان الجواد الذي هدى بفضله من شاء من العباد ونبه في كتابه الكريم على وفق ماسبق في علمه القديم من الإشقاء والإسعاد فقال عز من قائل :{ من يهدي الله فهو المهتد }وقال تعالى : { ومن يضلل الله فما له من هاد }الذي اذاق حلاوة طاعته ولذاذة مناجاته من شغله به من الزهاد والعباد ونور قلوب أوليائه بنور معرفته وسقاهم بكأس محبته شراب الوداد , أماتوا نفوسهم فأحياهم الحي القيوم الحياة الطيبة قبل يوم المعاد وأطعمهم من تحف فواكه جنات الوصل , جنوا ثمرات المقامات العالية والأحوال الغالية ...فسبحان من أنعم عليهم بفضله ومنّ عليهم بسنى العطايا وجاد.

نحمده تعالى على ماهدانا للإسلام وخصنا بسيد الأنام وسراج الظلام سيدنا محمد الماحي بنوره ظلام الكفر والعناد ,المخصوص بالمقام المحمود واللواء المعقود والحوض المورود والشرف المشهود يوم يقوم الأشهاد وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له له شهادة خالصة سالمة من الشرك والإلحاد والتشبيه والتجسيم وأشهد أن محمدا عبده المصطفى ورسوله المرتضى الهادي إلى سبيل الرشاد صلى الله عليه وسلم وعلى آله الغر الكرام و أصحابه النجباء الأمجاد .

ظهور الكرامات على الأولياء جائز عقلا و واقع نقلا ,أما جوازه عقلا فإنه ليس بمستحيل في قدرة الله عز وجل بل هو من قبيل الممكنات كظهور معجزات الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم , هذا مذهب أهل السنة من المشايخ والعارفين والنظار الأصولين والفقهاء والمحدثين رضي الله عنهم أجمعين وتصانيفهم ناطقة بذلك شرقا وغربا وعربا وعجما.

وأما وقوعها نقلا فقد جاء في القرآن الكريم وفي الأخبار والآثار بالإسناد ما يخرج عن الحصر والتعداد فمن ذلك في القرآن ما أخبر الله تعالى عن مريم بنت عمران رضي الله عنها في قوله عز وجل :{ كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب } وقوله سبحانه تعالى لمريم :{ وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا }وكان في غير أوان الرطب كما جاء في التفسير ,(ومن ذلك) ما أخبر الله عز وجل من العجائب على يد الخضر عليه السلام مع سيدنا موسى صلى الله عليه وسلم(وكذلك)قصة ذي القرنين رضي الله عنه وتمكين الله سبحانه وتعالى له ما لم يمكنه لغيره(وكذلك)قصة أهل الكهف رضي الله عنهم أجمعين والأعاجيب التي ظهرت من كلام الكلب معهم(وكذلك)قصة آصف بن برخيا رضي الله عنه مع سليمان صلى الله عليه وسلم في عرش بلقيس في قوله تعالى :{ قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك } وكل هؤلاء المذكورين ليسوا بأنبياء .

من كتاب روض الرياحين للإمام اليافعي رحمه الله تعالى المتوفي سنة(768 هـ)

( وقد ورد ) عن السلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم ما بلغ حد الاستفاضه وسنذكر منها ماستطعنا و من كان عنده المزيد فليتكرم علينا وجزاكم الله خيرا.

[الصوفى]

جزاك الله عنا كل خير بهذه الحجج الواضحة

[الباز الأشهب]

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على الحبيب سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

لقد كثرت في هذه الايام موجات الإلحاد والمادية وتيارات التشكيك والتضليل , فأثرت في عقول كثير من أبناء المسلمين وأضلت العديد من مثقفينا وحملتهم على الوقوف من الكرامات موقف المنكر الجاحد , أو الشاك المتردد , أو المستغرب المتعجب تيجة لضعف إيمانهم بالله وقدرته وقلة تصديقهم بأوليائه وأحبابه .

وسنعالج هذا الموضوع إظهارا للحق ونضرة لشريعة الله تعالى بسرد أدلته من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة و آثار الصحابة والحكمة من اجراء الكرامات على يد الأولياء و الفرق بين الكرامة والاستدراج وموقف السادة الصوفية من الكرامات .

*الدليل عليها من كتاب الله تعالى :

1- قصة أصحاب الكهف وبقائهم في النوم أحياء سالمين عن الآفات مة ثلاثمائة وتسع سنين , وأنه تعالى كان يحفظهم من حر الشمس :{وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال}. إلى ان قال تعالى:{وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد}. إلى ان قال تعالى:{ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا}.

2- هز مريم جذع النخلة اليابس ,فاخضر وتساقط منه الرطب الجني في غير أوانه ,قال تعالى :{وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا}.

3- قصة زكريا عليه السلام كلما دخل على مريم المحراب وجد عندها رزقا, قال الله تعالى :{ كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا, قال يا مريم أنى لك هذا, قالت هو من عند الله }.

4- قصة آصف بن برخيا مع سليمان عليه السلام في قوله تعالى :{قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك }.فجاء بعرش بلقيس من اليمن الى فلسطين قبل ارتداد الطرف.

نقلا من كتاب حقائق عن التصوف للشيخ عبدالقادر عيسى رحمه الله.