مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 04-01-2002, 12:46 AM
عساس العساس عساس العساس غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 245
Lightbulb أَصلبٌ أَم خلبْ؟– الفصل الرابع. ( مقتطفات مزلزلة ).

الفصل الرابع. التعبئة للجهاد – أحكام أخرى.

بسم الله الرحمن الرحيم،

الحمد لله رب العالمين، الهادي إلى الحق وسواء السبيل، وإلى صالح الأعمال، وإلى خير الدنيا والآخرة، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، محمد بن عبد الله الذي أخرج اللهُ به الناس من عبادةِ العباد إلى عبادتهِ وحدهِ، ومن جورِ الأديان، إلى عدلِِ الإسلام، والذي أبان اللهُ عزَّ وجل َّ بهِ الحقِ من الباطلِ، والضلالَ من الهدى، أما بعد:

التعبئة للجهاد - أحكام أخرى.

لَمْ يكن يسوع المسيح لِيقبل بأن يكون هدفاً سهلاً، فيُمَكِنَ اليهود من إلقاء القبض عليه سراً. بل أخذ بحذر يُهيئُ تلاميذه، بالكشف عن الفزعْ الوشيك الوقوع. فتلطف بتلاميذه، عندما طرح موضوع الدفاع والتصدي، حتى لا يجفلوا، وبعناية بدء:

" وقال لهم، حين أرسلتكم بلا كيس دراهم ولا مزود ولا حذاء، فهل أعوزكم شيء؟ قالوا: لا فقال لهم أما الآن فمن كان عندهُ كيس دراهم فليأخذه. وكذلك من كان عنده مزود. ومن لم يكن عنده سيف فليبع رداءه ويشتره. " (لوقا 22: 35-36).

هذه تعبئة للجهاد - حرب مقدسة- يهود ضد يهود! – لماذا؟ ما سبب هذا التغير المفاجئ (عقباً على رأس) في الأحكام السابقة؟ ألم يشرع لهم خلاف ذلك، فيما مضى؟ " سمعتم أنه قيل: العين بالعين، والسن بالسن. أما أنا فأقول لكم: لا تقاوموا الشرير، بل من لطمك على خدك الأيمن، فعرض له الآخر. " (لوقا 18: 38-39) ، " فدنا منه بطرس وقال لهُ: يا ربُ كم مرة يُخطئُ إلى أخي وأغفر لهُ؟ أَسبع مرات؟ فقال يسوع: لا أقول سبع مرات بل سبعين مرة سبع مرات. " (لوقا 18: 21-22) --- أي 70×7= 490. --- أولم يرسل تلاميذه الاثنى عشر المنتخبين وأشار عليهم بأن:

" ها أنا ذا أُرسلكم كالخراف بين الذئاب، فكونوا كالحيات حاذقين وكالحمام ساذجين. " (لوقا 16:10).

هبوا إلى سلاحكم ، هبوا إلى سلاحكم:

أي قائد عسكري حصيف يوافق على أنه طالما تغيرت الظروف والمواقع، يجب تغير الخطة. وقد كان التلاميذ مسلحين فعلاً. لم تعزهم البصيرة. فلم يأتوا من الجليل خلي الوفاض، بل أجابوا:

" فقالوا يا ربُ، هاهنا سيفان. فقال لهم: كفى. " (لوقا 38:22).

حرصاً من الباباوات وعلماء المسيحية، على الإبقاء على صورة يسوع المسيح " باراً مخلصاً وضيعاً " (زكريا 9:9) ، " رئيس السلام " (أشعياء 5:9) ، " وديع متواضع القلب " (متى 29:11) ، " كخروف سيق إلى الذبح وكحمل صامت " (أعمال الرسل 32:8) ، فإنهم يلتمسون منا أن نفهم أن السيوف كانت روحانية! أي وهمية، غير حقيقية! بل أن كل شيء وهمي وغير حقيقي، كل هذه استدراكات، لتصويب الأخطاء، والتناقضات. فمتى كانت السيوف روحانية، فحتماً ستكون " الأردية " (لوقا36:22) روحانية، وطالما كان على كل واحد من تلاميذ يسوع المسيح أن يبيع رداءه الروحاني ليشتري سيفاً روحانياً، فلا بد أنهم أصبحوا جميعاً روحانياً عراة.! لذلك فعوراتهم الفكرية مكشوفة حتى هذا اليوم، بل وإلى قيام الساعة. ألا تتفقون معي على هذا؟ فلا تستغربوا ذعرهم وفزعهم من بحث هذه المواضيع.

" وإذا واحد من الذين مع يسوع قد مد يده إلى السيف وضرب خادم عظيم الكهنة، فقطع أُذنه. " (متى 51:26).

وعلى نفس المنوال، لا يمكن أن نتصور أنه يمكن لأي شخص، أن يقطع آذان الناس البدنية، بسيوف روحانية. ولكنه تخبط الشيطان ، وتلبيس إبليس. كلما أرادوا أن يرقعوا خرقاً، ازداد اتساعاً. ثم يجرؤن على عرض فكرهم الضعيف على الغير، هداهم الله إلى الحق واتباعه. فالغرض من حمل السيوف والخناجر، هو البتر والتدفيف والقتل. لم يدون أن الناس في زمن المسيح كانت تحمل السيوف بقصد تقشير التفاح والبرتقال.!

لِمَ سيفان يكفيان.

فإذا ما كانت هذه تعبئة لحرب، فلِمَ سيفان و " كفى " (لوقا 38:22) ؟ الجواب أن السبب هو أن يسوع المسيح لمْ يكن يتوقع أن يواجه الفيالق الرومانية. فطالما أن تلميذه " الذي أحبه يسوع " (يوحنا23:13) ، على صلة بحكماء الهيكل، فإنه كان يتطلع لأن ينفذ اليهود القبض عليه بأنفسهم، وسراً. وهي سلطات اليهود الأقلية المستضعفة، ثم يقومون باحتجازه. تقدير الأمر، لا يعدو أن يكون شأناً خاصاً، يهود ضد يهود، ففي مواجه من هذا القبيل، ضد خدام المعبد ومعهم دهماء المدينة، ستتحقق له السيطرة عليهم، ويتمكن من الكيد لهم. بل لا غرابة أن يكون مطمئناً ومتيقناً من انتصاره على هذا المستوى. أفلم يكن معه سمعان بطرس " الصخر " (متى 18:16) ويعقوب ويوحنا " أبني الرعد " (مرقص 17:3) ، " والثمانية الباقون، الذين يتنافسون في ما بينهم، كلٌ يريدُ أن يفديه، ويموت بلاً عنه، ويدخل السجن عنه. " ؟ " لقد كانوا كلهم من الجليل، التي اشتهر أهلها بفرط الحماسة والغيرة على معتقداتهم، وأنهم إرهابيون كثيروا العصيان والتمرد على الدولة الرومانية.

لقد تيقن المعلمُ، بعد ما أعلنه تلاميذه، وهم مسلحون بالعصي والحجارة، والسيفين، ومغمورين بروح التضحية والفداء الذاتية، أنه سوف يفتح لهم باباً على الجحيم، لكل من يجرؤ على أن يقترب منه، من سفهاء اليهود القادمون وحدهم.

حنكة قتالية بارعة.

لقد أثبت يسوع المسيح أنه مقاتل ماهر، برسم الخطط ووضع التدابير، بالقيضة والتحصن والتترس. عَلِمَ أنه يجب عدم إضاعة الوقت بالجلوس ساهماً، يفرقع أصابعه، ويندب حظه. لم يقبل بأن يجعل من نفسه وتلاميذه أهدافاً للتدريب، أو أن يُضَيَقَ عليه الخناق معهم في العلية الكبيرة. لا يرضى بأن تكون هذه مناقبه، بل قاد كتيبته القتالية بهدوء، في منتصف الليل، وتحت جنح الظلام الساتر، إلى ضيعة جستمانية، وبها معصرة زيتون بساحةٍ فسيحةٍ، وجدرانها من الصخر، وتبعدُ حولي خمسة أميال خارج المدينة.

وفي أثناء الطريق أفضى يسوع المسيح لتلاميذه بمدى خطورة الموقف في الوضع الراهن الذي هم فيه، والعواقب الوخيمة التي تمخض عنها انقلابهم الفاشل. والآن، لا مفر من تحمل النتائج المتمثلة في كافة السلطات الدينية والدنيوية. إنها عواقب الفشل وتكاليفه المريرة.

لا يلزم أن تكون ذو خبرات عسكرية عبقرية، لتدرك مدى حنكة يسوع المسيح القتالية، وذلك من أسلوب نشر قواته. هذا الأسلوب يُكسبُ أي ضابط من خريجي " كلية ساند هرست " الاحترام والتقدير العسكري، ونحن لن نضن عليه بذلك. لقد حشد ثمانية من تلاميذه الاثنى عشر على مدخل الساحة، آمراً لهم:

<<<<< " امكثوا هنا، ريثما أمضي واصلي هناك. " (متى 36:26). >>>>>

إن التساؤل الذي سيطرحه كلُ مفكر فطن هو: " ما السبب الذي حدى بهم جميعاً للذهاب لجستمانية؟ " ، " أَ لصلاة ؟ " ، " أَلم يتمكنوا من أداء الصلاة في العلية الكبيرة ؟ " ، " وإذا كان همهم أداءُ الصلاة فعلاً، فلمَ لم يتوجهوا للهيكل، الذي لم يكن يبعدُ من مكانهم مرمى حجر؟ " ، كلا! لقد ذهبوا للضيعة، حتى يكونوا في موضع أكثر ملائمة للدفاع عن أنفسهم.

لاحظ، أن يسوع المسيح لم يأخذ الثمانيةَ معه للصلاة. لقد حشدهم على مدخل الساحة، في موقع استشرافي. وعلى مقدار ما سمحت به إمكانياتهم، مسلحين بشكل جيد:

" ومضى ببطرس وببني زبدي، وجعل يشعر بالحزن والكآبة. فقال لهم نفسي حزينة حتى الموت امكثوا هنا اسهروا معي. " (متى 26: 38-39) .

ومضى ببطرس، ويعقوب ويوحنا ابني زبدي، إلى أين؟ إلى جوف الضيعة أكثر! أَ لصلاة؟ كلا! بل لِيُعد صفاً دفاعياً في العمق. كان قد وضع ثمانية على المدخل، والآن هؤلاء الغلاة المتحمسون في الداخل. ( وهم مقاتلو زمانهم الأشاوس ) مسلحين بالسيوف، كي .... " امكثوا هنا واسهروا معي " أي حتى راقبوا ويحرسوا. " ثم ابتعد (وحده) قليلاً وسقط على وجهه يصلي. " (متى 39:26) هنا صورة واضحة، لم يترك لنا يسوع المسيح مها شيئاً لِتخيلاتنا، فقد ذهب يصلي وحدهُ . على الهيئة التي يصلي بها العبد المسلم لربه الجواد الكريم.

يسوع المسيح يتضرع طلباً للنجاة.

" ... وجعل يشعر بالحزن والكآبة. فقال نفسي حزينة حتى الموت. ... " ، " ثم ابتعد قليلاً وسقط على وجهه ( تماماً كما يفعل المسلم في هيئة السجود ) يصلي فيقول: يا أبتِ إن أمكن الأمر فلتُبعد عني هذه الكأس، ولكن لا كما أنا أشاء، بل كما أنت تشاء !. " (متى 26: 37-39). وهكذا المسلم، إنها تصوير بديع لسلوك المسلم الحق، رضاً تاماً بقضاء الله وقدره، وإذعاناً شديداً لمشيئة الله، يسأله العون ويطلبه الصفح والغفران، ولكن لا يسخط ولا يجزع مما قدره عليه ربه ومولاه. فلما لا يقر المسيحيين ببشريته وأنه نبي على دين الأسلم؟

" وأخذه الجهد فأمعن في الصلاة، وصار عرقه كقطرات دم متخثر تتساقط على الأرض. " (لوقا 44:22) .

المسيح يتفجع على قومه.

لِمَ كل هذا العويل والنحيب؟ هل يبكي يسوع المسيح لِيفرَ بجلده وينجو بحياته؟ إذا لكانت هذه نقيصة في حقة!. ألم يوصي الآخرين بأن:

" فإذا كانت عينك اليمنى سبب عثرة لك، فاقلعها والقها عنك، فلأن يهلك عضو من أعضائك خير من يُلفى جسدك كله في جهنم. وإذا كانت يدك سبب عثرة لك فاقطعها والقها عنك، فلأن يهلك عضو من أعضائك خير من أن يذهب جسدك كله إلى جهنم. " (متى 5: 29-30) .

أولاً: أود أن أبحث هنا أمراً هاماً، من خلال طرح هذا التسأل: " ألا تتناقض هذه التعاليم المسيحية مع عقيدة الصلب والفداء؟ ، " كيف يمكن التوفيق بينهما والإجابة على هذا التناقض الذي يعتبر واحد من كثير من الاختلاف الذي في نصوص كتابهم المقدس بزعمهم، وتعاليمهم شرائعهم؟ " .

ثانياً: سيكون ظلماً فاحشاً منا، إذا ظننا أن يسوع المسيح كان يبكي كالنساء، طالباً النجاة بنفسه من أذى بدني. لقد كان يبكي من أجل قومه، بني إسرائيل ( اليهود ). فقد كان لهم منطق مهوس، ومعايير شيطانية، فحتى يتحقق لهم التفريق بين المسيح الحق من المسيح المزيف المدعي، فيجربوا قتله. فإن لم يمكنهم الله عزّ وجلّ من قتله، اطمأنوا أنه المسيح الحق، وإلا فقد تخلصوا منه بلا رجعة، إن كان زائفاً: " ولكن أي نبي اعتد بنفسه فقال باسمي قولاً لم آمره أن يقوله، أو تكلم باسم آلهة أخرى، فليقتل ذلك النبي " (التثنية 20:18).

ومن هنا يتبين لنا سبب إصرار الشعب اليهودي بالإجماع، كأمة، على إنكار أن يكون يسوع المسيح بن مريم، هو المسيح الموعود. إنكاراً خالداً لا يحيدون عنه أبداً. وهم عند ما سعوا في هذا الزمان على التنصل من المسؤولية عن دم المسيح عيسى بن مريم النبي، فأنهم لا يرغبون في تكذيب حادثة وقوع القتل نفسها. وإلا فسوف يضطرون للاعتراف بأنه المسيح الحقيقي، وبالتالي الاعتراف ببشارته، أي بظهور النبي الخاتم.

الرواية الخلابة.

قصة البكاء والنحيب بدموع منهمرة، والعويل المُجهد الذي صير عرق يسوع المسيح كطرقات الدم المتخثر، ترقق قلوب ومشاعر أقسى القلوب. والمنصرون المتحمسون، وهذار الأناجيل، لا يتورعون في استغلال تأثيرها البالغ. فلقد أخبرنا بأن يسوع المسيح قُدر له أن يموت تكفيراً لخطايا البشر. وأنه تمت تهيئته لأن يكون الضحية البديلة، قبل تأسيس العالم. بل قبل أن يكون لِلكون المادي وجود، كان هنالك ميثاق بين " الآب والأبن " يقضي بأنه في العام 4000 بعد خلق أدم، سيُعرضُ " الإله " ذاته العلية لِلقتلِ صلباً، في صورة يسوع المسيح وهو الأقنوم الثاني، من أقانيم الثالوث المحير، حتى يُطهر البشرية من " الخطيئة الأصلية " وخطاياهم الفعلية.

ألم يطلع يسوع المسيح على الميثاق السماوي؟

تتبع تفاصيل الرواية من بداية الدعوة إلى حمل السلاح في العلية الكبيرة، وإلى النشر البارع للقوات في ضيعة جستمانية، وحتى صلاته المجهدة ذات التعرق الدموي إلى إله الرحمة، طلباً للغوث، يدل على أن يسوع المسيح لا علم له بالميثاق الخاص بالصلب، ولم يشارك في الإعداد له. تناقضات، تحريفات، تلاعب في كل شيء جل أو قل. فتذكرنا بالرواية الكتابية عن أبو الأنبياء، وكيف أنه ساق أبنه بالخدعة للذبح، ولم يشركه في الرأي، واهماً إياه أن الله يرى لنفسه الحمل للمحرقة، يا بُني. على عكس الرواية القرآنية الطاهرة.

الفداء الكارة.

إذا افترضنا جدلاً، أن هذه فعلاً كانت إرادة الله، أ يختارُ فداءً بديل، يطهرُ به آثام أبناء آدم، أي كافة البشر، فإننا نلاحظ من سياق الرواية، أنه أخطاء في اختيار البديل، سبحان الله عما يصفون. فإن المرشح ليكون الفداء كارهٌ للاستسلام للموت بشدة. قارن انفعالات يسوع المسيح وترتيباته، ... التسلح، والبكاء، والعويل، والتعرق، والتذمر. بالعبارة الخالدة لبطل الحرب الإنجليزي اللورد نيلسن عندما أسلم الروح قائلاً: " أشكرك يا ربُ أن أديت واجبي " . واليوم مازال هنالك ملاين مستعدون للتضحية بأنفسهم عن طيب خاطر، وهم سعداء فداءً للدين والوطن، والبسمة مرتسمةٌ على شفاههم، ومع هتافات العزة " الله أكبر زلله الحمد " وليس أبناء فلسطين الأُباة عنا ببعيد، وهم في مقتبل العمر وزهرته. أو حتى لدى البعض الأخر بالهتاف " ليحفظ الله الملكة " . بينما يظهر لنا يسوع المسيح " كفداء كاره، لأداء هذا الواجب، وكيف ينسجم هذا مع كونها " إرادة الله " للتكفير عن أثام البشر. بل إنها تبدو على هذه الصورة، مؤامرة عديمة الرحمة. إنها جريمة قتل من الدرجة الأولى. ولا يمكن أن تكون تضحية ذاتية، وعن طواعية.

ويُسفه الميجور جنرال يتس براون، عقيدة التكفير عن الذنب اللاهوتية المسيحية، في كتابه " حياة قناص بنغالي " “ Life of A Bengal Lancer “ بإجاز بليغ قائلاً : " لم يسبق ولا لقبيلة وثنية واحدة، أن توصلت إلى مثل هذه الفكرة الهزلية السمجة، والتي تتضمن أن الإنسان ولد موصوماً بالخطيئة ( التي لم يكن مسؤولاً عنها شخصياً )، وأن هذه الوصمة يجب التكفير عنها، وأن الخالق للكون وكل ما فيه، عليه هو أن يضحي، بابنه الوحيد المولود له، حتى يمحو هذه اللعنة الغامضة. " .

وبرغم كونه مُستنكراً بهذا القدر، إلا أنه وقع.

ونعود ليسوع المسيح، الذي يُناضل للنجاة من الصلب، فبعد كل ضراعة سخينة، يرجع يسوع المسيح ليجد تلاميذه نيام في سبات عميق على فرشهم، مرة تلو الأخرى، يسألهم متنهداً: " أهكذا لم تقووا على السهر معي ساعة واحدة!. " (متى 40:26).

" ثم مضى ( يسوع ) ثانية يصلي فيردد الكلام نفسه. ورجع أيضاً فوجدهم نائمين لأن النعاس أثقل أعيناهم، ولم يدروا بماذا يجيبونه. " (مرقص 14: 39-40) . البائس القديس مرقص، يرثي للتلاميذ لما عجزوا أن يقدموا عذراً لَوهنهم، وتحركهم وهم في غيبوبة، فيسجل لنا : " ولم يدروا بما يجيبونه " . وكيف ما كان الأمر، فإن القديس لوقا، يجازف بافتراض حالة نفسية، لهذا الشذوذ، مع أنه أكثر كتبة الأناجيل، وعياً، ونير العقل، ومتجانس التفكير واللغة، قائلاً:

" ثم قام ( يسوع ) عن الصلاة فرجع إلى تلاميذه، فوجدهم نائمين من الحُزن " ( لوقا 45:22).

تبرير منكر.

مع أن القديس لوقا، لم يكن من التلاميذ الاثنى عشر المنتخبين ليسوع المسيح، إلا أنه حظي بمناقب عديدة متميزة، اعتماداً على تقديرات مصادر المسيحيين ووثائقهم. ومن بينها أنه " الأدق تأريخاً " (مقدمة إنجيل لوقا 1: 1-4) ، " الطبيب المحبوب " (قولسي 14:4) ، ... وكطبيب فإن نظريته، التي تفترض أنهم " نائمين من الحزن " فريدةً جداً في نتائجها.

فإن البكاء والعويل، والتفجع والأسى، واللوعة والنشيج، المتدفق على شفتي يسوع المسيح، من بيت المقدس إلى ضيعة جستمانية، كفيل بأن يهز وجدان أي شخص سوي ومستيقظ، ولم يصب خمراً. كيف يمكن لهذه التأوهات والزفرات، أن تجلب لهم النوم وأن ترغبهم فيه. هل كان خلقهم الحيوي وتركيبهم البدني مختلف، عن إنسان العصر الحديث؟ فإن أساتذة علم وظائف الأعضاء، يرون أن الإنسان تحت وطأة الفجيعة، وبتأثير الخوف والقلق، لا يعود قادراً على النوم. لأن الغدة الكظرية تفرز هرمون في مجرى الدم، وبصورة طبيعية لا إرادية، تتسبب في يقظة المرء وتحفزه. بل إنه يجعله عاجزاً عن النوم.

المبرر الوحيد، والسبب الرئيس لحالة الغيبوبة الشديدة التي كانوا فيها، هي السُكْر. فقد أفرطوا في شرب الخمر، ولا ننسى أنه كان يقدم خلال الاحتفال بالعيد بوفرة، بكميات سخية خاصة لأصحاب الحظوة والمقربين من أشباه التلميذ المنتخبين، كما لا ننسى أن الأمر ذاته ينطبق على الطعام، الذي أكلوا منه لحد التخمة، فبتأكيد أن الخمر والطعام كانا بالمجان. فقد صرف التلاميذ النجباء اهتمامهم بفعاليات العيد ومجرياته، اكثر من اهتمامهم بما يبيت لمعلمهم وربهم!!!.

لقد تم الفصل الرابع، وإلى اللقاء في الفصل الخامس. وجزى الله الجواد الكريم شيخنا الغالي خيراً كثيراً على هذا الجهد العظيم. فلا شك أنه بذل الكثير من الدراسة والبحث، ليقدم لنا هذه الحقائق المذهلة، التي عاش المسيحيين دهوراً، ومازالوا في أوهامها. إلا من رحم الله وكتب له النجاة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
مع تحيات أخوكم المحب في الله / أبو محمد ؛ عساس بن عبد الله العساس.

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وسيد الأولين والآخرين محمد بن عبد الله، الذي ما بعث نبي الله الكريم عيسى بن مريم إلا مبشراً به، معلنً عن قرب ظهوره. وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
__________________
" المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير. " ؛ " يعجبني الرجل إذا سيم خطة ضيم قال لا بملئ فيه. "

  #2  
قديم 04-01-2002, 12:25 PM
WITH U WITH U غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2001
المشاركات: 87
إفتراضي

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الموضوع رائع جدا و فيه ثقافة جميلة

شكرا جزيلا لك
__________________
معاك .. لأخر العمر ..
  #3  
قديم 04-01-2002, 03:50 PM
اليمامة اليمامة غير متصل
ياسمينة سندباد
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
الإقامة: السعودية
المشاركات: 6,889
إفتراضي

الاخ عساس العساس
جزاك الله خير
بحق انت دائما تقدم لنا موضوعات هادفه ومميزه 00 وبصراحه دائما اطبعها واقراها على مهل00
__________________

آخر تعديل بواسطة اليمامة ، 04-01-2002 الساعة 03:54 PM.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م