مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 02-10-2002, 12:23 AM
بشائر النور بشائر النور غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 9
إفتراضي ألإنتصــــــــــــــــــــــــــــــــــار

هبت نسمات الصيف الحاره تلهب الأرض وتزيدها أشعة الشمس الحارقه التهابآ وحراره….كان سعد في الطريق الى منزله عائدآ من دوامه اليومي
كان في حالة من الاعتياديه اليوميه…المدرسه وضجيح الصغار….ثم الطريق الملتهب بحرارة الصيف القاسيه…واخيرآ الوصول للمنزل وهو في حالة من القرف الامنتهي….نادى وهو يدخل الى المنزل :نوره….وينك….
0ياهلا ….يا هلا….تقبل نوره بأبتسامتها ….التي إعتاد عليها…تتناول (شماغه) وتبادره بذالك السوأل اليومي…:احط الغدا..
يهز راسه….ويتحلق حوله صغيرين….يحمل احدهما ويمسك بيد الاخر….كان يبدوا صامتآ …وكانت هي تبدوا كمن اعتاد على هذا الصمت واعتبرته امر مسلم…لا نقاش فيه…بدأت في إعداد الطعام وكانت تتنقل بشكل دوري بين المطبخ والصاله حيث إستقر المقام بزوجها مع صغيريه…
في المره الاخيره لعودتها وجدت الصغار في يديه بعض الحلوى…: الله يهديك ياسعد….كم مره نبهتك لا تعطيهم حلاو وقت الاكل…
لم يجبها 0 عادت ترسم إبتسامتها ….على وجهها وكأنه يوجه لها كلمات ضاحكه
جلست امامه بعد وضعت الطعام…وبادرته بالكلام
:…وش اخبارك …عساك بخير…
الحمد لله……الله يتوب علينا من ذا الحر…
0صادق الصيف ذا السنه فظيع….
0كل سنه على ذا الحال….
إنشغلت نوره في اطعام الصغيرين…..بعد ان سحبت الحلوى من بين إيديهم…بنما أنهمك سعد في تناول طعامه…
كان الروتين هو الغالب على حياة الزوجين.وكان سعد يألف هذا الروتين .ويأنس به فهو لا يحب التغيير….وكيف لا وهو الذي ترك الرياض بكل سحرها
وضجيجها و جمال الحياة فيها وانزوى بعيدآ في قرية صغيره…كل ما ير بطه بها انها مسقط رأس ابويه…ولديه فيها بعض الاصدقاء والمعارف…
تزوج من بنات هذا القريه….واستأجر بيتآ….يتناسب مع دخله المادي…المتوسط.. كان إنسانآ جادآ علمته الحياة الكثير…ورضي منها بالقليل…
امضى حياته هناك في الرياض….في بيت عمته الكبير….لالم يكن بيت ….كان قصرآ مهيبآوكانت عمته تلك المرأه الغنيه… التي تكفلت به…هو واخته بعد وفاة أبويهما….كم كانت الحياة هناك مترفه!….وكم كره سعد هذا الترف…..


-----------------------------
يتبع
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 04-10-2002, 11:26 PM
بشائر النور بشائر النور غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 9
إفتراضي

ربما لأنه كان يبحث عن ود أكثر….وترابط أكثر أو أنه كان يبحث عن حلمه المفقود…..ألأم والأب…والبيت الخالي من كل ضوضاء…..
في بيت عمته كان يفتقد كل هذا…..أعداد من الخدم… وقصر …مليئ بالغرف…..حفلات ….ضيوف مناسبات….
بريق يتلالئ حول كل شيئ….الطعام بكل صنوفه وأنواعه .الملابس الفاخره….وللحق كان يحتفظ لعمته بكثير من العرفان وكان يعلم أنها صاحبة قلب كبير
ولكنه لم يستطع التكيف مع نمط حياتها …ربما لأن أبويه غرسا في ذاكرته حياة أجمل قبل أن يموتا في ذالك الحادث الفظيع…نعم كانت ذاكرته مليئة بصور متسلسة لا تنتهي كان انذاك في في السادسة عشر من عمره بينما كانت أخته… في الرابعة عشر من عمرها …مضى وقت طويل قبل أن يستوعب ما حدث
او ربما كان كل الامر رفض لواقع مرير…هكذا فجأه ينتهي كل شيئ….وتتبدل الحياة والاماكن والوجوه….مضت أيام العزاء .والايام التي تليها
وسعد في حالة من الذهول إنطوى بعدها على نفسه أيام وأيام… لكنه مالبث ان عاد الى حياته الطبيعيه ……ولكن بقي في قلبه الكثير من ألأاسى والحزن الذي ظل ملازمآ له باقي عمره…..وتمثل ذالك في صمته وحنينه الدائم وذالك العقد الاثير الخاص بأمه كان يخبئه كما يخبئ البخيل كنزه ويظل يتذكر كان اول يومآ من ايام عيد الفطر في ذالك اليوم رفضتأمه أن يخرجوا من المنزل بعد عودتهم من صلاة العيد واعدت لهم إحتفال غاية في الجمال والبساطه كانت
تقول أبي اشوف االعيد في عيونكم لاحقين على الناس …..في نفس هذا اليوم قدم أبيه هذا العقد الى أمه…. كانوا في منتهى السعاده…. وبقيت معه هذه الذكريات رصيد يعود إليه كلما اشتد الحنين وضاقت به الحياة….
اما أخته سلمى فقد اخذتها جمال الحياة في القصر…. وكانوا أبناء عمتها في مثل سنها او اكبر منها بقليل…شاركتهم في كل شيئ واندمجت مهعم حتى بدت فرد من العائله… كبروا معآ وكان سعد يرقب اخته وهو عليها خائف وجل ويعجب من قدرتها على الانسجام السريع مع الحياة الجديده…
ذات مساء وبعد مضي عام كامل على رحيل والديه…. إستبد به الفكر وتسائل بينه وبين نفسه….ترى ماذا يريد هو من الحياة؟؟!!
كان السوأل أكبر منه …..ومن كل ما يستطيع التفكير فيه…
لكنه أصر على البحث عن إجابه…..وكثيرآ ما أعياه التفكير في كل ليلة يضع رأسه على الوساده….كان يتسائل : هل أريد ان اصبح مثل أبي؟
او مثل أمي ….ولكني رجل….كان دائمآ يرددفي داخله هذه المقوله….أنا رجل….
آه لو كان أبي هنا…..كم كان أبي قويآ….هل أريد ان أكون انا قويآ……ام أكون غنيآ…..لا لا ليس المال هو من يجعلني أرتقي قمة الجبل
أريد ان اكون في أعلى مكان….وأنظر للدنيا من بعيد لأرى كيف ستكون….
كان يكتب كل هذه الافكار في دفتر اسود صغير….شغله هذا التسائل وقت كبير من حياته ذات مساء سئل اخته سلمى نفس السوأل الذي ملك عليه فكره
ماذا تريدين من الحياة؟
قالت وهي تتأمل قسمات وجهها في مرآة جدارية كبيره: يوه يا سعد ابي اشياء كثيره….ابي اتعلم ….واكبر…..واكون بنت حلوه…
عندها ضحك سعد كثيرآ تسائل بينه وبين نفسه ترى هل كل الفتيات هكذا ربما لانها ما زالت صغيره او ربما انها لم تفهم الحياة بعد
تسائل سعد وهل فهم هو الحياة ؟
حمل هم هذا السوأل في داخله واصر على أن يجد ألأجابه…واجتمع في راسه كم من الافكار المتنا قضه …واحتار كثير آ …
ولكن ابدآ لم يداخله يأس او ملل من البحث والمحاوله الدائمه للغوص في اعماق الدنيا ….لجأ سعد الى الكتابه والقراءه…. وشغلته افكاره وتحدياته للنفسه وللحياة ان يعيش مثل اقرانه … فبدأ عليه الصمت والتأمل
حتى ان عمته كانت تحاول ان تدخل ألأنس الى قلبه بأي صوره وكانت تكبر وتجل فيه هذا التحدي والعنفوان لأنها كانت تأمل
منه الكثير وكان تطلعها اليه مشوب بكثير من القلق على مصيره …ولم تكن تخشى عليه سوى تلك النفس ألأبيه التي تضطرم بين جوانحه وكان سعد يرقب كل ذالك في صمت كثيرآ ما كانت تطلبه وتحاوره وتسأله كان سعد في البدايه يستثقل هذا القاء …
ولكن العمه بذكائها وخبرتها في الحياة عرفت كيف تجعله هو من يبحث عنها….ويشتاق الى الحوار معها …. حتى انه بدأ يشعر برابط روحي وفكري كبير يجمع بينهما لم يكن يتخيل أن عمته تملك هذا الكم المذهل من الثقافه والعلم …والقدره الرائعه على الحوار وعجب سعد من عمته كيف إستطاعت أن توازن بين أشياء كثيره في حياتها وكيف أن المال لم يكن سبب في إ نشغالها عن طلب العلم والمعرفه …
.سألها ذات يوم : عمتي وانتي بسني وش كان أكثر شي يشغلك ….؟؟
. وانا بسنك كنت غير ….ما تشوفني الحين … وانا عمتك الشباب له صبوه…. له مواويله…ومن يتبع الموال يتوه…
.عمتي ما فهمت ..
.يا سعد عش حياتك …ليش تشغل نفسك في اسئله لها اول مالها تالي …
.مدري والله يا عمتي ….بس صدقيني اللي تشوفينه انتي مشغله …امارسه انا بكل لذه… احس اني قدام بحر …..
واني غواص واحاول اجمع اجمل الاشياء وانفعها…
.بس البحر مثل مافيه الؤلؤ فيه الوحل….ومثل ما فيه السمك الصغير …فيه القرش اللي ياكل بلا رحمه….وتذكر ان امواج البحر يوم تبحر بك ويوم تغدر بك …
0اليوم اللي تبحر بي الامواج هو يومي ….فرصتي ….اعاند البحر …اتحداه…..الين احس اني انا المنتصر …
وقبل ما يغدر بي اتركه….اطالعه من بعيد واضحك عليه….
.ابتسمت عمته ….وقالت هذي مواويل الشباب ….وهذي صبوته …إياني وإياك يا سعد …تعطي نفسك اكبر من حجمها

او تثق فيها ….
عند هذه النقطه إستوقفها سعد :عمتي اذا ما اثق في نفسي اصير انسان مهزوز….. والإنسان المهزوز ما يقدر يتجاوز ذاته
ولا يقدر يصنع شي في حياته….
0ثق في نفسك من مبدأ انك تقدر تسوي شي …..لكن لاتثق في نفسك اذا شارت عليك …او اذا غلبها الهوى…
ولا تنسى إن النفس أماره بالسؤ……. السؤ اللي هو سم الحياة…
0السؤ هو سم الحياة…قالها مستفسرآ0
0ايه يا سعد احيانآ السؤ ما يتبين لك انه سؤ الا في نهايته …بعد ما يا خذ منك الكثير …وقت …فكر ….مشاعر
اشياء كثيره …عندها ما ينفع الندم ….
0 يعني وشلون يا عمتي ….يعني تبيني اخاف من الدنيا لدرجة اني ما ادخل معها في تجارب ….صعب اجل وشلون افهمها
0وانت ليش شايف ان الدنيا لغز ….ولا زم تحله …
0انا مو هذا اللي في راسي ….انا ابي احدد شي واحد ….انا وش أبي من الدنيا
0 و والى ألأن انت ما عرفت وش تبي من الدنيا …
0لا الى ألأن في راسي اشياء كثيره ….لكن ماهي مقنعه …وعشان كذا اقول ان مصارعة الحياة ….هي اللي بتحدد انا وش ابي منها
0لا …انت غلطان ……لازم تحدد الهدف …قبل ما تمشي الطريق ….
0 رأي جميل واوعدك يا عمه اني افكر فيه

-----------------------------------
يتبع
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 07-10-2002, 12:17 AM
بشائر النور بشائر النور غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 9
إفتراضي

0عند هذا الحد من الحديث احس سعد انه بحا جة الى الاختلاء بنفسه إستأذن عمته ….خرج الى حديقة القصر الواسعه وظل يمشي بلا هدف غير التفكير في كلام عمته توقف في ذالك المكان الذي يحب بجوار شجرة السدر الكبيره ….نظر الى فروعها المتشابكه
وجذعها الجاف…مد يده حاول ان يمسك بأحد اغصان الشجره …لكن شوكة صغيره إنغرست في إصبعه …فتراجع عن مكانه وهو
يتأوه…قطع ألألم حبل أفكاره وتعكر مزاجه…. وتعجب كيف إستطاعت تلك الشوكه التي لا تكاد تبين أن تقلب لحظات الصفاء والفكر الى الضد …..جلس واستند بظهره إلى جذع السدره ورفع رأسه الى حيث تشابكت غصونها وغطت اوراقها الصغيره
ضوء القمر…استشعر روعة المكان همس بصوت مسموع: يالا عضمة الله…..كل شيئ خلق بقدر ….
كان هذا المكان يعني له الكثير منذ ان قدم هنا الى بيت عمته وهو يختلي فيه بنفسه …كان يشعر فيه براحة كبيره لا يعلم سرها ربما بعدها عن الضو ضاء والناس …وبعدها عن يد البشر …وعيون المتطفلين …كانت هذه السدره في اطراف الحديقه وكان بأمكان الجالس هناك مشاهدة القصر من بعيد…القصر الجميل الذي بنته العمه …على احدث طراز معماري وكان بحق قصر جميل …
وبينما هو غارق في افكاره وتأملاته …سمع صوت البستاني العم يحيى…كم كان سعد يحب مشاكسته شعر انه يقترب ….
هب سعد واقفآ وهو يصرخ بصوت عالي …انتفض العم يحيى وهويردد بسم الله ….بسم الله الرحمن الرحيم…..
غرق سعد في ضحك متواصل …
قال العم يحيى بلكنته اليمانيه الجميله: الله يهديك يا سعد ….الله يهديك…قول آمين
0آمين ياعم آمين….ترى انا امزح….انت زعلت…
0 لو من غيرك كان زعلت ….لكن منك لا…
0الله يخليك يا عم …
ما تمل من القعده لحالك ..
0لا …بالعكس…استانس ..وش اخبار الحديقه
0الحمد لله الامور زينه ….النخل كله بركه …
قالها العم يحي وهويبتعد عن سعد وسدرته وأخذ سعد يتأمله ويعجب من ذالك النشاط الذي يظهر ه رغم مرور العمر وكبر السن
تمنى انه سأله …ان كان لهذا النشاط من سر ….سيطرة عليه الفكره نهض من مكانه …واسرع خلف الرجل …
يا عم
خير يا سعد
0 ابي اسألك سوأل ….
0هات وش عندك …
0على انك يا عم ما انت صغير ألا انك قوي ونشاطك عجيب ….وش السر؟
0ما في ألأمر اسرار….احفظ جوارحك في الصغر …يحفظها لك الله في الكبر…
0كيف يعني احفظها ؟
0من المعاصي وانا عمك…المعصيه وهن…0
0 وغيرها يا عم …
0غيرها ما في شي ينقال…0
لم يكن العم يحيى يحب كثرة الكلام عند هذا الحد من الحديث …اكمل طريقه بين نخلات الحديقه….وسعد لايزال يحاول استجماع المعنى في ذهنه….سار وهو يفكر الى ان وصل الى داخل القصر …اعجبه المعنى ورسوخ المبدأ من انسان بسيط كالعم يحيى وهمس في داخله : هذه احدى الدرر……
.--------------------------------------------------------

يتبع
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م