المكياج في المسرح(1)

[السهم البارز]

إن الواقع الذي نعيشه اليوم أشبه بمسرحية هزلية سمجة تتكرر فصولها يوميا أمام أسماعنا وأبصارنا بنفس الأسلوب الممل وتقنيات الإخراج المفروضة على المشاهد ولكنها بين الفينة والأخرى تقوم باستعراض صارخ لفنون المكياج المسرحي الذي يلمع به بعض كومبارسات المسرحية أهل الأدوار الثانوية ويتخطون في أدائهم أبطال العرض وبعد ذلك يستطيع مقدمو الحفل أن يجمدوا عقولهم ويضربوا بكل قواعد التقديم عرض الحائط ويستطيع الأطفال شرب كوكاكولا الأخلاق العفنة ويغسلوا رؤوسهم من ذلك الصنبور الكريه ويجلد الكهول الأميين بسوط تفرضه الإيقاعات المصاحبة للواقع المسرحي الهازل الذي يعيشونه.
استخدمت في مسرحنا أسوء أنواع الخداع البصري وتم التعتيم الممل أسكتت مكبرات الصوت وعزفت نواقيس الخطر ذلك الصمت الرهيب واستُلهبت مشاعرنا الجامدة كبرودة الثلج في القطب الجنوبي بتلك الخطب الرنانة التي جعلت منا مخلوقات هي ابرد في ذاتها من كتلة ثلج في قاع المحيط الشمالي فلم نتحرك ولم نعي ما يدور حولنا ومالذي تسحقه الرحى القديمة تحت ذلك الشمعدان الكريه بين أشجار الزيتون الخضراء على خشبة المسرح وعليها إضاءة صفراء تنبئي عن موقف ينضح بالخبث والكراهية ومع هذا الإخراج المقيت وقفنا نحن المشاهدين نصفق بأيدي متورمة وأرجل فرس أدمها طول الوقوف فهل آن للمخرج أن يقول كلا كيت ثاني مرة ونرى عرضا جديدا؟.........
آمل ذلك وطابت أوقاتكم
أخوكم
السهم البارز