مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 06-01-2001, 08:13 AM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post حوار في ظل البيت العتيق

(فإن عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً. أَوْ حَجَّةً مَعِي) حديث شريف يشد قلوب المؤمنين إلى البيت العتيق، يؤمه مئات الألوف من الناس من الطائفين والركّع السجود، لاسيما في العشر الأواخر من رمضان المبارك، في حالة من الانصهار التام. وترى كتلاً بشرية تتحرك باتساق تام محورها البيت العتيق، أول بيت وضع لعبادة الله تعالى في الأرض، وأول قبلة توجه إليها أبو الأنبياء إبراهيم (عليه السلام).

وأوليات البيت العتيق كثيرة، منها العلمي ومنها الروحاني، فهي أول أرض انحسر عنها الثلج والماء وجفت واستقرت وارتادها الإنسان، وأقام فيها تجمعاً بشرياً مميزاً. وهي المنطقة الوحيدة التي لم تتوقف فيها حركة الحياة منذ سكنها بنو آدم. ارتبط فيها التاريخ بالقيم بالإنسان في علاقة متينة وقفت في وجه عواصف التغيير، وكانت تستجيب دائماً وأبداً لحركات التصحيح، ببركة البيت العتيق نفسه ورسالته الروحية والحضارية.

كحّل عينيك بمشهد البيت وما حوله وأعمل فكرك فيه ولا تكتف بآداء المناسك بشكل آلي خال من الحياة، فلكل ركن من أركانه معنى عميق في تاريخنا ونفوسنا ومسيرتنا الحضارية. أنظر إلى البيت وتذكر الجهد الذي بذله إبراهيم وولده إسماعيل في رفع الأركان وتحديد المناسك، وتيسير المعالم لأجيال وأجيال قادمة، في وادٍ غير ذي زرع، وفي ظروف تدفع بالإنسان العادي إلى اليأس، وتدفع خصومه إلى الاستهزاء، فمن الذي سيأتي إلى وادٍ تتحاشاه الطير والوحش لأنها لا تجد فيه رزقاً؟ ولم لا يكتفي المؤمن بعبادة الله في موطن إقامته {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة/115]، ولم يتحمل وعثاء السفر ليلبي دعوة إبراهيم؟ أسئلة وأسئلة تكاد لا تنتهي عندما تربط ما تراه بالتاريخ الذي نعرفه عن ظروف عمارة البيت العتيق.

ثم اسرح ببصرك تجاه زمزم، البئر الذي فجر الأمل في قلوب كل من عرف قصة هاجر ورضيعها إسماعيل (عليهما السلام)، وأيقن أن رحمة الله تعالى أوسع من أن تكلف بني آدم ما لا يطيق، فهاجر، الأم الرؤوم، الخائف على رضيعها، وهي لا تجد من معالم الحياة ما يبشرها بخير، تسعى بين الصفا والمروة، وتقف فوق الصخرات هنا تقلب النظر لعل وعسى، وتقف فوق الصخرات هناك وتدعو الله تعالى، والطفل البريء يحرك قدميه بعصبية الأطفال فتتفجر المياه، سبب الحياة، تحت القدمين الصغيرتين، وتكون سبباً في عمارة الوادي القاحل، وتتحقق دعوة إبراهيم (عليه السلام): {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} [إبراهيم/37]

أنظر إلى أمواج البشر تتدفق على البيت من أبواب المسجد الحرام، وتزدحم بهم الردهات وتضيق بهم مساحات التوسعة الهائلة، وتمتلئ بهم طرقات مكة وبيوتها وفنادقها فلا تجد موضع قدم إلا وفيه عابد أو ساجد أو ذاكر لله تعالى، مشهد تقشعر منه القلوب والبدان.

حرك ناظريك يمنة ويسرة، وكن على ثقة بأن دموع الفرح ستتساقط كحبيبات الندى بسبب الحبور العارم بإقبال هذه الأمة على تلبية نداء ربها بالرغم من كل الظروف الصعبة التي تعيشها، ولعلك تذكر في خضم ذلك كله أهمية العدد في تحقيق آمال الأمة.

امتلكني شعور بالفخر بالانتماء إلى هذه الجموع العفوية، فقلت بين منطقتي الوعي واللاوعي: (لا تغلب هذه الأمة من قلة). فقال صاحبي في المجلس: (ولكنها غثاء كعثاء السيل)، يعني لا أثر لها ولا تأثير، فرددت بعفوية خالصة: (كلامك غير صحيح). قال: (هو حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم). قلت: نعم، غير أنك استشهدت به على غير ما يعنيه. قال: كيف؟ وتحلق حولنا بعض من كان معنا من شباب اجتمعوا دون سابق معرفة. قلت: من يبصر بعين الحقيقة سيرى أمة تعطي يلاحدود، وأفراداً يقدمون أقصى ما يمكن، وأعلى ما يطلب من تضحية لتحقيق حياة كريمة، وتجنيب الأبناء ما وقع من ذل للآباء. انظروا إلى قضية فلسطين واقرأوا بتمعن مفردات التحدي في القدس وغيرها، واسترجعوا شريط الأحداث منذ كانت المؤامرة الأولى، فهل من أمة تحملت كما تحملت هذه الأمة، وهل من أمة صمدت كما صمدت؟ ومثل هذا يقال في قضايا حية أخرى ككشمير والفلبين والشيشان؟

لقد واجهت أمتنا منذ مطلع القرن الماضي تحديات كبيرة فقدت معها استقلالها السياسي والاقتصادي، وتوزعت على عدد من الدول القطرية، وتم تقييدها بعدد من الاتفاقات الجائرة. ومع ذلك رأيناها تستيقظ وتعمل على توظيف ما تبقى من طاقات. والناظر في حركة أمتنا العلمية والسياسية يلمس حضوراً نوعياً، قد لا يلامس الطوحات، ولكنه مؤشر جيد على مستقبل واعد.

وبالعودة إلى المشهد العارم في رحاب البيت العتيق رأيتنا نتحرك وسط ألوان وأجناس من جميع أنحاء المعمورة، ولكن الوحدة في الهدف والتلبية عنوانها الرئيس الذي يحركها ويخرجها من روتين الحياة اليومي إلى حالة الفعل بالرغفم من كل الكيد الذي نعاني منه. وصدق الله القائل:

{وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ* وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ* لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} [الحج/26-28].
  #2  
قديم 06-01-2001, 06:21 PM
الشيخ أبو الأطفال الشيخ أبو الأطفال غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 1998
الإقامة: من بلاد الرجال الاحرار-الجزائر- رغم الداء و الاعداء
المشاركات: 3,900
Post

السلام عليكم.
فأين بالله عليكم نجد مثل هذا المؤتمر العالمي بلا برتوكولات ولا عصبيات ولا و لا...مؤتمر اختلفت فيه الألوان والألسنة والمكانة ولكن توحدت فيه القلوب والحناجر و الأرواح... و أمة هكذا شأنها...حتما لن تغلب أبدا ...مهما سقطت وسقطت حتما يوما ستقوم وتقف من جديد...بعونه تعالى
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م