مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #11  
قديم 24-05-2007, 05:17 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الإسلام في الدساتير العربية

بعد السكون المؤقت الذي خيم على نشاط أصحاب الخطاب الديني، في الربع الثاني من القرن العشرين، أي بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وإنهاء دولة الخلافة العثمانية على يد (كمال أتاتورك)، واستعار لهيب المقاومة العربية من أجل التحرر والاستقلال من المستعمرين الذين تقاسموا تركة الدولة العثمانية، وبروز تيارات وطنية قومية .. عاود الخطاب الديني للظهور، بعد نكسة حزيران 1967، وما فضح من خلالها العجز الحكومي العربي والذي كانت غالبية حكوماته تتبنى الخطاب القومي.

وكانت النقاشات المنصبة على ضرورة العودة لتبني الخط الإسلامي، لم تتعرض الى معاندة و مخاصمة واضحة المعالم، من أي قوة فكرية أخرى، فالكل يتفق على أن سمو القرآن الكريم (كتاب الله) يتفوق على كل الدساتير المكتوبة، ولكن عاود النقاش بين أنصار اعتماد دساتير مكتوبة وأنصار اعتماد القرآن والشريعة ليلتحم مع النقاش الذي حسمه (مدحت باشا) الذي كان له الفضل في بروز أول دستور مكتوب في المشرق الإسلامي، وعليه فقد حسمت مسألة اعتماد وقبول دستور مكتوب، مع بقاء النقاط المثارة والمهمة في هذا الموضوع:
1ـ هل بإمكان الدولة الإسلامية العصرية أن تجد في القرآن الكريم والشريعة كل ما تحتاج إليه من تشريعات وأنظمة وقواعد لمختلف مجالات الحياة؟
2ـ هل يتنافى وجود الدستور المكتوب مع وجود القرآن الكريم؟
3ـ ألا يمكن اعتبار الدستور المكتوب وثيقة تنظيمية مكملة للتعاليم الدينية؟
4ـ ألا يمكن تضمين الدستور كل المبادئ الروحية والأخلاقية والاجتماعية التي ينص عليها القرآن؟

هذا الجدل الذي استمر طويلا ـ وما زال ـ ترك آثاره في نصوص الدساتير العربية ..

أولا: وصف الدولة لنفسها بأنها إسلامية ..

1ـ هناك عدة دول تضع صفة العروبة باسمها (جمهورية مصر العربية، الجمهورية العربية اليمنية، الجمهورية العربية السورية، اتحاد الإمارات العربية) ودولة واحدة تضع صفة الإسلام باسمها ( الجمهورية الإسلامية الموريتانية) .. ودولة واحدة أخرى هي (المملكة المغربية) تتضمن ديباجة دستورها بأنها دولة إسلامية ..

2ـ هناك دولتان هما البحرين واليمن تضعان صفة الإسلام مقرونة في دستورهما مع انتمائهما العربي ..

3ـ إذا كانت هناك دول عربية تضع في دستورها بأنها جزء من الأمة العربية، فإنه لا توجد دولة عربية واحدة، ينص دستورها على أنها جزء من الأمة الإسلامية ..

ثانيا: النص على أن الإسلام دين الدولة:

• الدستور الموريتاني لا ينص على أن الإسلام دين الدولة، ولكنه يعلن في المادة الثانية على أن الإسلام هو دين الشعب.. والفرق واضح في الصيغتين.
• الدستور اللبناني يخلو من أي نص يشير الى دين الدولة، ولكن لا يعني ذلك اتجاه الدولة للنمط العلماني.. فهو يشير بمواده الأخرى على حماية حقوق الطوائف الدينية، ويجيز لكل طائفة فتح مدارس دينية (المادة العاشرة).
• الدستور السوداني يتبنى صيغة توفيقية، تسترعي الانتباه محاولا إرضاء المسلمين والمسيحيين معا، فالمادة السادسة تقول:
أ ـ في جمهورية السودان الديمقراطية، الدين الإسلام، ويهتدي المجتمع بهدي الإسلام، دين الغالبية وتسعى الدولة للتعبير عن قيمه..
ب ـ والديانة المسيحية في جمهورية السودان الديمقراطية لعدد كبير من المواطنين، ويهتدى بهديها وتسعى الدولة للتعبير عن قيمها ..
ومن خلال هذا الغموض، لا نستطيع الاستنتاج بأن الإسلام هو دين الدولة.

• الدستور السوري يكتفي بتحديد ديانة رئيس الدولة (إن دين رئيس الجمهورية الإسلام) دون التعرض لذكر دين الدولة..

ثالثا: اعتبار الشريعة أو الفقه مصدرا للتشريع :

لقد لاحظنا أن نصوص الدساتير العربية، من خلال الظرف الذي تعيشه النخب الحاكمة والتي تقوم بصياغة الدساتير، والتي تحاول من خلالها التعامل مع الفضاء الذهني الذي تشغله قضية الانتماء القومي والديني وكيفية التعامل معها من خلال صيغ توفيقية تحاول إرضاء الأطياف المختلفة من أبناء كل قطر، وتبقى مسألة الاعتماد على الدين أو الشريعة أو الفقه كمصدر وحيد أو مصدر مساعد في التشريع .. فبعد أن نفضت تلك النخب عن كاهلها مسئولية الانتماء للدين الإسلامي باعتباره دين الدولة، واكتفت بذلك، وهذا حال معظم الدساتير العربية، فإن إشكالية (الحكم بالإسلام أو بما أنزل الله) لا بد من مراعاتها في بعض النصوص ..
فالدستور الكويتي مثلا بمادته الثانية قد وضع نصا يحاول من خلاله حل تلك المسألة ( دين الدولة الإسلام والشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع) أما المادة الثانية من دساتير كل من الجزائر والمغرب والعراق تكتفي على أن (الإسلام دين الدولة) .. وفي الوقت الذي تتفق فيه مجموعة من الدساتير العربية على ذكر الشريعة الإسلامية، يفضل الدستور السوري استعمال (الفقه الإسلامي) .. وينفرد الدستور المصري بذكر (مبادئ الشريعة الإسلامية) .. أما الدستور السوداني فينص (أن الشريعة الإسلامية والعرف مصدران رئيسيان للتشريع، والأحوال الشخصية لغير المسلمين يحكمها القانون الخاص بهم).

خلاصة (العروبة والإسلام في الدساتير العربية)

حاولنا إلقاء الضوء على محورين أساسيين في مسألة الوحدة، وهما العامل القومي و العامل الديني، وهما لا يزالان يحتلان قمة جدول قضية التقارب العربي وتوحده، وقد اخترنا الدساتير لأنها صنيعة نخب ثقافية عربية، كانت في المعارضة في عينة من الوقت واستلمت الحكم في عينة أخرى، وهي تشكل عينة أكثر واقعية لوصف الحالة الأيديولوجية في الساحة العربية.. ولم نتوقف عند الكثير من التفصيلات، حتى لا يخرج الموضوع عن مساره ..
__________________
ابن حوران
  #12  
قديم 04-06-2007, 04:41 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

التوجه للوحدة يتناسب طرديا مع الرقي

لو تجرأ أحد المدعوين لحضور لقاء مع رئيس دولة أو مسئول كبير فيها، وخرج عن صمته، وقال بعض ما يجول في خاطره، وما كان قد سكت عنه ـ هو ـ وما كان قد سكت الآخرون عنه مدة طويلة، لانتابه شعور فوري بُعيد كلامه، بالتمني من أنه لو لم يقل ما قاله، لأن وقع كلامه على من يجلس في المنصة كان من الرداءة بمكان، كما أن رجاله المنتشرون في المكان قد تحفزوا لإسكات مواقع من ينغص هدوء سيدهم..

لقد تبخرت آمال المتكلم في أن جموع الجالسين أو الواقفين الذين ظنهم أنهم سيؤازرونه، سيقومون بتلك المؤازرة وضم أصواتهم الى صوته.. كيف لا؟ وهو كان يعتقد أنه يتكلم باسم الجماهير الكادحة!.. لا بل أن آماله تحولت الى أن لا يقوم أحد من تلك الجماهير الكادحة بضربه بعد رمقته عيونهم بغضب ممزوج بنفاق قسري، وسيقف أحد هؤلاء ويهتف بأعلى صوته ( يعيش القائد ..) ولن يتخلف أحد من الحضور بترديد الهتاف، حتى صاحبنا المخذول ..

هذا جانب من الرغبة الدفينة في مشاعر الناس بالتوحد ..

لو مات رجل ثري ترك لأولاده مساحات شاسعة من الأرض الزراعية، التي تزرع بالقمح والمحاصيل الحقلية والبساتين، وترك لهم أعدادا من المواشي، فإنهم ما أن يواروه التراب، حتى يبادروا باقتسام التركة، لينعموا بحرية التصرف بحصصهم وفق أهواء كل منهم، دون حساب، ودون رقيب. وهذا جانب من الرغبة الدفينة في عدم التوحد..

ألم يكن بإمكان هؤلاء الورثة أن يقتسموا ما تنتج أراضيهم ومواشيهم، تحت إدارة موحدة لأملاكهم التي ورثوها، ويوفروا على أنفسهم تشتيت الجهد، وتشويه الأرض والتركة، ويحس كل منهم بارتقاء مسئوليته لأنه جزء من مجموع؟ .. فقد تجعل الأرض المقسمة مسافة عرض الأرض قليلة، فيضطر صاحبها أن يحرثها باتجاه واحد، قد يصبح تكرار الحرث فيه مجرى للمياه فتعريها فتقل خصوبة الأرض، خصوصا إذا كانت من الأراضي المنحدرة..

إن السلوك الأخير، سلوك بدائي يبتعد عن الرقي، ولا يتقدم كثيرا عما كان عليه الإنسان الأول عندما يسكن في الكهوف، أو أنه يكاد يكون مطابقا لما كان عليه مجتمع الرعاة عندما يكتشفون غديرا من الماء، لا يسرهم أن يكون هناك شركاء لهم فيه..

هذا يجعلنا غير مندهشين عندما لا نجد أيا من الكتاب خلال قرن ونصف، لا يتكلمون عن فوائد الوحدة، بل تتركز أعمالهم على معوقات الوحدة، وشكل تلك الوحدة، فمنهم من يريدها عربية ومنهم من يريدها إسلامية، لكنهم يتفقون على استحسان أي عمل وحدوي يقترب مما يرنو إليه كاتب الخطاب ..

سلاح النقد .. أم نقد السلاح ؟

بإمكان أي رجل من دول العالم الثالث ـ وهو متكئ على جنبه ـ أن يخرج ورقة وقلم ويكتب سلسلة يصل عدد مفرداتها الى ألف من الانتقادات لأكبر وأرقى دول العالم.. وهذا يحدث في بلادنا، فلا نترك دولة عظمى أو غير عظمى أو وزيرا أو كاتبا أو أديبا أو لاعب كرة قدم، دون أن نضعه تحت باب النقد الشديد الذي يصل الى الاستهزاء والتحقير، وهي ظاهرة يعتقد من يمارسها، بأنه يتفوق على من ينتقده، حتى لو كان الناقد قد تجاوز عمره السبعين عاما، وأصيب في ساقيه، فلم يعد يقتدر على النهوض، لكنه لا يتورع من السخرية من مهاجم أضاع فرصة إحراز هدف في مباراة كرة قدم ..

أين العيب؟ هل العيب فيمن يُنتقد(بضم الياء) أم العيب فيمن يَنتقد (بفتح الياء) أي في الناقد أم المنقود؟ أم في سلاح النقد نفسه؟ أي في الموازين التي نستخدمها في المفاضلة بين صورتين؟ .. وقضية المفاضلة تلك تتمثل جليا في موضوع الوحدة.. فمن يوحد من؟ ومن أجل ماذا؟ وكيف؟ أي ما هي الوسيلة التي ستسخدم في التوحيد؟ ومن يحمل لواء التوحيد؟ هل هم ملوك وأمراء ورؤساء الجمهوريات للدول القائمة؟ أم هل هم أفراد وإن علا وزنهم وزادت ثقافتهم يقبعون في مناطق متفرقة داخل الوطن أو خارجه، يكتبون بلغة قد لا يطلع عليها إلا من هم مثلهم من القابعين في مناطق أخرى؟ عشرات بل مئات الأسئلة التي لو أثيرت لوجد الكتاب برنامجا لهم يغطي بقايا أعمارهم.. وما أن ينتهوا من كتابة ما جال في خواطرهم، حتى تتغير الظروف بحيث تصبح وصفاتهم التي كتبوها، لا تصلح للظرف الذي أنهوا كتابتهم فيه؟ هذا على افتراض أن المعنيين من الناس قد اطلعوا على ما كتب هؤلاء..

إن السلاح الذي نقصده هنا، هو حصيلة المعرفة التي كونت تلك المفاهيم المؤدية لكتابة مناهج تفكيرية في قضية الوحدة.. وهناك من المفكرين من يحبذ استخدام مصطلح (العقلية) التي أنتجت تلك الصيغ من المناهج ..

إن المعرفة الراهنة لأي كاتب أو مفكر عربي أو إسلامي، هي نتيجة تراكم ثقافة تنتمي للماضي في معظمها ـ ولا عيب في ذلك ـ وتتخذ موقفا غير متصالح مع ما هو حاضر، سواء كان الحاضر محليا (عربيا) أم عالميا لا يكن الود لنا ويتربص بوجودنا تربصا عدوانيا، فتتكون المناهج الذهنية لدى الكُتَاب بشكل انتقائي، تنتقي من الماضي ما تود استخدامه من معلومات، وتسكت عن القسم الأكبر، الذي لو تم تسليط الضوء عليه بتروي دون أن نجلد ذاتنا لكانت النتيجة أكثر فائدة، حيث سنتتبع مكامن الخطأ ونوازع الانفصال منذ بداياتها الأولى..

ليس هذا فحسب، بل يتناسى الكُتاب، وعن قصد، الواقع الراهن، بما فيه من مناهج تعليمية قطرية، وما فيه من قوى محلية لها مصلحة في بقاء الحالة القطرية المذعورة من التوحد غير الواضح، وعدم وضوحه ـ وحده ـ يجعل منه شبحا يخيف القوى الحاكمة ـ الراهنة ـ من السعي نحوه ..

ويتناسى الكُتاب، المشاكل الكامنة في الإثنيات من قوميات متعايشة مع العرب ومن طوائف وديانات تتعايش مع المسلمين. لا بل يذهب الكاتب في كثير من الأحيان الى التزلف والتملق لرؤية قديمة تستصغر تلك الإثنيات وتتعالى عليها، على غير وجه حق ..

كما يتناسى الكاتب الوضع الدولي والمصالح العظمى التي تفضل الحالة القطرية الراهنة لضمان انسياب خيرات المنطقة دون إزعاج..

إن التوفيق بوضع الحلول لكل تلك المحاور الهامة، هو ما يجعل من سلاح النقد وسيلة حديثة ملائمة للتوجه نحو الوحدة بهمم عالية يشترك فيها الحاكم الحالي الممثل للقوى الراهنة المستفيدة من الحالة القطرية وتلتف حوله الجماهير التي تقدم لها المناهج الوحدوية إجابات واضحة وحاسمة وقاطعة لما تنشده تلك الجماهير ..
__________________
ابن حوران
  #13  
قديم 18-06-2007, 06:50 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

بيئة نمطية التفكير السياسي وعلاقتها بموضوع الوحدة والنهوض
تناول الغذاء وارتداء الملابس وتصاميم الأبنية، تخضع لعوامل معقدة، تجعل من سيادة نمط في فترة ما على بقية الأنماط، التي تختفي وتتنحى عن شاشة ملاحظة الناس لها لمدة من الوقت، قد تطول، وقد لا تعود نهائيا، وقد تعود مرة أخرى عندما تعود الظروف التي ساد بها النمط .. وتسمى (المودا أو الموظة) ..

قد يضجر من يقرأ تلك الكلمات، ويتساءل: ما علاقة ذلك بموضوع الوحدة؟ ولكن لو تأمل أي مثقف ـ من خلال اطلاعه ـ على الكتابات التي عبر عنها مفكرون وأدباء وسياسيون منذ نهاية القرن التاسع عشر وتابع ما كتب بعدها حتى أيامنا هذه، لأدرك على الفور مطابقة ما تم الإشارة إليه مع تلك الحالة ..

نستطيع تقسيم تطور الكتابات السياسية والتفاف النخب حولها منذ نهاية القرن التاسع عشر ليومنا هذا الى ثلاثة أقسام: الأول: إسلامي إصلاحي ليبرالي، والثاني: اشتراكي قومي، والثالث: المشروع الإسلامي الجديد ..

أولا: زمن التوفيق بين الإصلاحية الإسلامية والليبرالية الغربية :

سادت منطقة المشرق الإسلامي في نهايات القرن التاسع عشر، مشاعر تتحفز للخلاص مما هي فيه من فساد وانحطاط في الأداء، من حكومتين إسلاميتين أو تدعيان التمسك في الإسلام، (العثمانية: ممثلة للمذهب السني) و(القاجارية في إيران ممثلة للمذهب الشيعي) .. في حين كانت السلطات في البلدين الإسلاميين تُضَمِن الولايات لولاة مقابل مبالغ يدفعونها لحكومة المركز أو للسلطان، والوالي يقوم ببيع القرى والمدن والقصبات لمسئولين محليين، فانحطت الخدمات التعليمية والصحية، وانحط أداء الجيوش المركزية، وكثرت ديون الحكومات في عهد السلطان (عبد العزيز 1861ـ1876) في الدولة العثمانية، والسلطان (ناصر الدين شاه 1848ـ 1896) في الدولة القاجارية في إيران. وعندما أصبح الدائنون من الدول الأوروبية يتدخلون في الصغيرة والكبيرة في الدولتين، وبالذات فرض نظام المجالس النيابية أو المشرفة على شؤون الدولة، وكيفية دس عناصر صهيونية موالية للغرب، في الدولة العثمانية ـ بالذات ـ لم يستطع السلطان عبد الحميد الثاني من التخلص منها بشكل كامل عندما استلم الحكم، ولم يستطع أن يرتفع بشأن الولايات التابعة لإمبراطوريته، وفي تلك الأثناء كانت ولايات إفريقيا العثمانية تدخل بعلاقات مع الغرب، دون علم (المركز)، والحملات التبشيرية والطلاب الدارسون في أوروبا الذين كانوا يلحظون الفروق في نمط الحياة الغربية عنها في كل من إيران وتركيا وولايات تركيا، مما جعلهم يشكلون نخبا يكون لها دور في رسم شكل البلاد المستقبلي ..

عند كل ذلك ظهرت نخب إسلامية متأثرة بالطابع الغربي، تريد مزاوجة الطابع التراثي الإسلامي الشرقي مع الطابع الليبرالي الغربي، فظهر شكلان منهجيان في هذا الشأن:
أ ـ شكل يريد أن ينفذ من مدخل الثورة على كل ما هو قائم، أو يتبع أسلوب النصح للحاكم مع تحريض الناس على عدم القبول بالوضع القائم، وقد مثل هذا الشكل (جمال الدين الأفغاني) من خلال نصحه للسلطان العثماني، والسلطان القاجاري، (وقصته مع السلطان القاجاري معروفة) .. إضافة لكتاباته ومقالاته الكثيرة بشرح ما يريد ..

ب ـ شكل يريد أن يصل من خلال إقامة الدولة الدستورية المرتكزة على مبدأ الشورى، وهو الخط الذي سلكه المفكرون والفقهاء المؤمنون بالحرية والوحدة أو الجامعة الإسلامية، وهؤلاء على اختلاف قومياتهم ومذاهبهم الدينية اجتمعوا حول مبدأ هو أن الديمقراطية البرلمانية ممثلة الأمة تساوي الشورى، وأن صيغة أهل الحل والعقد تساوي صيغة البرلمان .. وأن الاستبداد السلطاني هو صورة دخيلة على الإسلام .. وقد مثل هذا الشكل (عبد الرحمن الكواكبي) و (رشيد رضا) من (السنة) و(حسن نائيني) (شيعي نجفي إيراني) ..

وقد تطور هذا الشكل من دعاة التغيير والإصلاح، حتى أفرز مفكرين مختلفين، مثل (محمد عبده) و (خالد محمد خالد) و (علي عبد الرازق) وحتى (طه حسين).
وقد ابتهج الغرب لظهور مثل هذا الخط، فوافقوا على جزء من مطالبه، ورفضوا الجزء الآخر، مما دفع بظهور خط يؤيد التصادم مع النظم القائمة ويفرز حركات ثورية لحد ما، كحركة أحمد عرابي وسعد زغلول وغيرهم .. هذا الشكل قد تعايش مع المحتل وطور أداءه ضامنا عدم اصطدامه مع المحتل أحيانا وينوي التطور والنهوض أحيانا أخرى، فيقي الفساد مستترا وظهرت نخب استفادت من وجودها في السلطة لتصبح طبقة (باشوات وبهوات)، استمر تأثيرها في الحياة السياسية المصرية لوقت طويل .. هذا وينسحب الوضع على باقي البلدان العربية وبأسماء تختلف أحيانا، ولكن الشكل هو نفسه ..

ثانيا: زمن الاستقلالات والاشتراكية القومية :

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وخروج دولتين قويتين منتصرتين، هما الولايات المتحدة الأمريكية ممثلة لانتصار الإرادة الليبرالية الإمبريالية الغربية، والاتحاد السوفييتي، الذي استفاد من حروب التحرير ضد النازية في دول أوروبا الشرقية. في حين قدم الأمريكان لدول أوروبا الغربية الخارجة منهكة من الحرب، مشروع (مارشال) الذي أوصل في النهاية الى قيام حلف شمال الأطلسي لحماية منجزات الدول الغربية، قام الاتحاد السوفييتي بتشكيل ما سمي ب (المنظومة الاشتراكية) .. وتشكلت حدود فاصلة بين المعسكرين طالت ألمانيا نفسها من خلال (حائط برلين) .. ولكن لم تصل تلك الحدود والفواصل الى مختلف بقاع العالم، فقد قامت ثورة بالصين زاوجت بين الاجتماعي والاقتصادي لتحجز ربع سكان العالم عن المعسكرين، كما قامت إصلاحات وتطورات هائلة في الهند، وانشغلت أوروبا خلال عقد ونصف من الزمان في لملمة جراح الحرب العالمية الثانية، واستغلت بقية دول العالم التي كان معظمها يتوزع بين استعمار تلك الدولة أو تلك، ومن بين تلك الدول المستعمَرة دولنا العربية ..

لم يكن سجل الدول الغربية نظيفا ونزيها للتعامل مع قضايانا العربية خلال النصف الأول من القرن العشرين، بل كان يعتمد الاستغفال والعدوانية المتذاكية. فمن اتفاقية سايكس بيكو الى وعد بلفور الى نقض عهود الغرب مع من وقف معهم من العرب في الحرب العالمية الأولى، الى قيام الكيان الصهيوني، والاعتراف به وتزويده بعوامل البقاء .. كل هذا أوجد حالة صدود من الارتكاز على معاونة الغرب، فكانت فترة الانقلابات العسكرية في منطقتنا العربية، ترفع شعارات معاداة الغرب والصهيونية وأعوانهما في المنطقة، وكان لا بد من تقوية وضعها العسكري والتأسيس لمرحلة نهضوية علمية تقنية اقتصادية، فكان الميل الى الكتلة الاشتراكية ومحاكاة شعاراتها المطروحة وبالذات تلك المتعلقة بالاشتراكية والتأميم وغيرها ..

ولو وقفنا قليلا مع نموذج (الحالة المصرية) وبالذات في الفترة بين عامي 1954 و1962 أي بين (فلسفة الثورة) والميثاق، واطلعنا في أدبيات الحالة المصرية في تلك الفترة، والكيفية التي نظرت بها الى ماضي مصر القريب لاستطعنا تكوين صورة كافية عما نتحدث عنه.. فالميثاق الذي نسب الى جمال عبد الناصر يرى في تتابع الأحداث داخل مصر كما يلي :

إن المأساة في عهد (محمد علي باشا) هي أنه لم يكن يؤمن بالحركة الشعبية التي مهدت له حكم مصر، إلا بوصفها نقطة وثوب الى مطامعه.

ويضيف: وهذه نافذة أوقعت مصر في براثن الاستعمار الذي كان قد تطور في ذلك الوقت من (مجرد احتلال المستعمرات واستنزاف مواردها الى مرحلة الاحتكارات المالية لاستثمار رؤوس الأموال من المستعمرات) [النص من الميثاق] و( كان مدخل ذلك وركائزه الاحتلال المباشر، والاعتماد على الأسرة الحاكمة والإقطاع) [ أيضا نص من الميثاق]

أما الثورة وقوى الإصلاح من عرابي الى سعد زغلول فهذه القوى (لم تستطع أن تمد اندفاعها الى ما بعد المواجهة السياسية الظاهرة من طلب الاستقلال) وبالتالي يضيف الميثاق (لم تصل الى أعماق المشكلة الاقتصادية والاجتماعية).

وهذه القوى أيضا (لم تستطع أن تمد بصرها عبر سيناء وعجزت عن تحديد الشخصية المصرية، ولم تستشف من التاريخ أنه ليس هناك صدام على الاطلاق بين الوطنية المصرية وبين القومية العربية) [من الميثاق]

لقد أسست الحالة المصرية نموذجا يكاد يكون متشابها في أكثر الدول العربية التي انتهجت نهجها .. وتعتمد ركيزتين أساسيتين : الأولى: المراهنة على الالتفاف الجماهيري، والانتباه الى موضوع التعبئة العامة والتحفز لمقارعة الاستعمار والقوى الخارجية. والثانية: مسألة تتعلق بدوائر الانتماء، وفي الخطاب الناصري، هناك وضوح في التعامل مع تلك الدوائر الثلاث(العربية، الإفريقية، الإسلامية) .. وما لبث الشعور بالثقة المفرطة في هذا الخطاب، إلا أن يتمطى نحو التأثير والتأسيس لمجموعة (دول عدم الانحياز) كقطب ثالث، لا مع الغرب ولا مع الشيوعية ..

ولما كانت الشعارات المطروحة في الخطاب الناصري، أوسع من أن تلبس بثوب الإمكانيات الضيق، الذي سرعان ما تفتق وظهرت من خلاله عيوب هذا الجسم المختل في بناءه، فلم تكن عملية بناء التقنيات والاقتصاد والكوادر تتلاءم مع الشعارات المطروحة، وبمجرد ما (نغز) دبوس (الكيان الصهيوني) هذا الثوب الضيق عام 1967 حتى تفتق الثوب القومي والاشتراكي وحتى حركة عدم الانحياز نفسها ..

ثالثا : عودة طرح المشروع الإسلامي :

عندما يتعرض فرد، ذكرا كان أم أنثى، الى مصيبة فإن عودته الى الله ستكون طبيعية، فنرى دعوات (الملحدين) جنب غرف العمليات لله عز وجل لإنقاذ مريضهم من الموت. وهكذا الأمم كلما تعرضت الى مصيبة وإحباط تكثر الأصوات المنادية بالعودة لله وللدين ..

ظهرت في العقود الأخيرة، التي تلت (نكبة) 1967 الثانية، تيارات تعتمد الرجوع للدين كمنقذ وحيد لما تمر به الأمة، وتبدو تلك التيارات لمن يراقبها من الخارج وكأنها طيف واحد لا خلاف فيما بينها، وهذه خدعة لا تنطلي على من يتمعن في أداء تلك التيارات ويراقب أداءها وسلوكها السياسي اليومي أو الدوري أو الذي يظهر في مناسبات دون غيرها .. فمنها من يعتمد أسلوب المواجهة العنيفة مع الخصوم ومنها من يعتمد أساليب حديثة ويقر بالوصول الى الحكم من خلال النضال الحزبي البرلماني .. وسنؤجل الحديث والخوض في تلك التفاصيل الى حين ..

لقد تأثرت تلك الجماعات كلها وعلى اختلاف طرقها في العمل وتحديد الأهداف، بكتابات سيد قطب، الذي تأثر هو الآخر بكتابات (أبو الأعلى المودودي) صاحب مقولة المجتمع الجاهلي.. وقد تلقيت (شخصيا) وأنا في صفوف (حزب التحرير) في أواسط الستينات من القرن الماضي، منهاجا تعليميا داخل الحزب، يعتمد (ظلال القرآن لسيد قطب) .. وكذلك تفعل جماعة الأخوان المسلمون ..

وقد نمت تلك الجماعات الدينية بشكل أساسي في مناخ تعثر التجارب اليسارية والقومية في الوطن العربي، لا بل اعتمدت (تصيد) أخطاء النماذج القومية واليسارية كمحور أساسي في بناء خطابها الأيديولوجي الفضفاض .. وتلك الجماعات التي لم تختلف عن غيرها في مسألة الفعل ورد الفعل، فإن كانت التجربة القومية قد سفهت وقللت من قيمة ما سبقها من تجارب، فإن التيارات الإسلامية تسفه منذ الآن ما هو قائم من تجارب، ولا تذكر أي إنجاز للدولة القومية، بل تركز على السلبيات وتسهب في الحديث عنها، كيف لا وسجلها نظيف من أي تجربة يمكن أن تنتقد عليها!. يتهيأ لها أنها ستقوم بدور فريد لا تشوبه شائبة ..

لقد غاصت تلك الجماعات الإسلامية والقومية، ونخب الدول الحاكمة ـ أي الناطقين باسم الدول الحاكمة الراهنة ـ في سجال مقيت، لا يقدم ولا يؤخر، لا بل قد يؤخر ويؤذي ويعيق أي محاولة جادة للخروج مما نحن فيه..

ومع ذلك هناك فرصة لتكون هناك فضاءات يتم بها نقاش الوضع القائم وكيفية الخروج منه، من خلال القبول بالآخر والاستماع للرؤى التي تحدد الكيفية التي يتم بها بناء الدولة، والكيفية التي يتم بها مراقبتها وضبط حالات الفساد فيها واجتثاثها وفق ضوابط يتم الاتفاق عليها من خلال خطاب أكثر وضوحا وأكثر تسامحا ..

هذه هي البيئة التي يتم من خلالها بحث شؤون مصيرية للأمة ومنها الوحدة والمشروع النهضوي ..
__________________
ابن حوران
  #14  
قديم 29-06-2007, 05:35 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

شروط تحقيق الوحدة ..

لم نطل الحديث في فوائد الوحدة، لاعتقادنا أن أعداءها هم من القلة بمكان، ولكن استخفاف الكثير من الناس بإمكانية تحقيقها، هو ما يجعلها خالية من الفوائد، أو أن الحديث بها خال من الفوائد. وإن كنا مررنا على تجارب (كعينات) من الأشكال الوحدوية في العالم، والحقيقة أن كل دول العالم القائمة الآن هي نتاج عمل وحدوي، وأكبر مثال على ما نقول هو أن تنحي سيادة المفهوم الوحدوي لا تضمن بقاء دويلة واحدة دون محاولات تجزئتها وتفكيكها، (لبنان، فلسطين، دارفور) ..

لذا سنتكلم عن شروط تحقيق الوحدة، كوننا قد تجاوزنا تساهل الآخرين في قبول فكرتها ـ حتى ولو على مضض ـ . وسيلاحظ القارئ الكريم الذي سبق له أن اطلع على مادة من هذا النوع، أن هذا الفصل وما يليه، سيكون متأثرا تأثرا كبيرا بما طرحه (د نديم البيطار) في أواخر السبعينات من القرن الماضي في كتابه الموسوم : (من التجزئة الى الوحدة ) ..

لقد وضع الدكتور نديم البيطار ثلاثة شروط لتحقيق الوحدة، ابتدأها بشرط أو عامل مهم هو إقليم القاعدة .. وقد عنى المفكر العربي بذلك القوة الأكثر تأثيرا في عينة من الوقت والتي تملك إرادة التوحيد أو تذويب ما هو خارجها فيها، وهذا الكلام، يصلح أن يُنظر إليه مجازا، ففكرة إقليم القاعدة أو القوة الأكبر، قد تكون تندرج:
1ـ تحت الشكل العشائري، حيث كانت نويات الدول تنشأ إما على ضفاف الأنهر أو في الموانئ ـ على البحار والمحيطات ـ أو على مقربة من المراعي والمياه في المناطق ذات الطبيعة الصحراوية ـ كمنطقتنا ـ وكانت تلك القوة الأكبر بمثابة إقليم قاعدة لرضوخ القبائل الأقل قوة لها والقبول بالتعايش معها ..

2ـ وقد تكون قوة إقليم القاعدة، قوة فكرية عقائدية، تكتسح في فورتها كل ما هو أقل شأنا منها، أو يتطوع من هو أقل شأنا منها لإعلانه بالرضوخ لها تحت باب الولاء والتعاون وغيره، وهو ما حدث في الفتوحات الإسلامية، وما حدث مع الاتحاد السوفييتي إثر انتهاء الحرب العالمية الثانية، وتلوينه أوروبا الشرقية بلون قد يكون لأبنائها رأي فيه لو كان عن رضا .. وهو ما رأيناه بعد تفكك المنظومة الاشتراكية التي كانت تتلون بلون واحد، استنكرته كل الأطراف بعد التفكك حتى إقليم القاعدة نفسه (روسيا) ..

3ـ وقد يكون إقليم القاعدة مجسدا بشخص واحد يمتلك صفات (كاريزمية) جاذبة، كما كان يحدث مع قيادات المسلمين، فكان يقال: دولة الرشيد، ودولة المنصور، أو كما كان يحدث قبلهم مع الفراعنة أو بعدهم مع (هولاكو وجنكيز خان) .. أو كما حدث في العصر الحديث مع (جورج واشنطن وهتلر و موسوليني ولينين وستالين و ماوسيتونغ وكيم إيل سونغ) .. فقوة رمز البلاد تعطي للشخص أهمية وكأنه هو (إقليم القاعدة) .. ألم تختف دولة (بروسيا) عن الوجود باختفاء رمزها (فريدريك) .. أو لم يعبر الشيوعيون بأشعارهم عن تلك الدالة عندما كانوا يتغنون .. فقد كتب (دجابيف) وكان من أهم شعراء الاتحاد السوفييتي في وصف ستالين بقصيدة أثارت إعجاب حتى أعداء الشيوعيين فقال :

لكنت قارنته بالجبل الأبيض، ولكن للجبل قمة.
لكنت قارنته بأعماق البحر، ولكن للبحر قاع
لكنت قارنته بالقمر الوضاء، ولكن القمر يضيء في نصف الليل
وليس عند الظهيرة
لكنت قارنته بالشمس البراقة، ولكن الشمس ترسل أشعتها عند الظهيرة
وليس عند منتصف الليل ..


وقد بقي هذا النمط من الأشعار سائدا ليس في حياة ستالين بل حتى بعد مماته، وليس في الاتحاد السوفييتي، بل حتى عند شيوعيي العالم أجمع، حتى جاء خورتشوف وسفه من يعبد الشخص ويؤلهه، ونشر أخطاء ستالين التي وضع بنشرها نهاية لتلك الموجة من التأليه، وقد نعود الى ذلك النمط من التعلق بالأشخاص وأهميتهم في دعم فكرة الوحدة في حينه ..

4ـ كما أن انتشار لغة أصحاب السلطة، تشكل عاملا إضافيا لجعل (إقليم القاعدة) يمتد الى ما يحيط بكل الناس الذين تحت إمرة قيادته، فيضطر السكان لتعلم لغة أسيادهم .. وهو شكل من أشكال التوحد والانضواء ..

5ـ العامل الاقتصادي .. فمع تطور الحضارة، لم تعد القبائل تتبادل ما تنتجه مع من يجاورها، بل تجاوزت الأمور ذلك، فأصبح العامل الاقتصادي عاملا مهما يجبر الناس على عدم رفض التوحد لارتباط الوحدة بأسباب معيشتهم .. ولو راقب أحدنا ما يجري اليوم في لبنان أو كردستان العراق، لأدرك أن هناك من لا يريدون قطع الأواصر لا مع العراق بالنسبة للأكراد ولا مع سوريا بالنسبة للبنانيين، فمصالحهم الاقتصادية تقتضي التساهل في نزعة التفاخر القطرية أو (الإثنية) ..

وهذا الشكل من التوجه الوحدوي بهدف (الاقتصاد) ساد معظم مناطق العالم، من جنوب شرق آسيا، الى دول أمريكا اللاتينية، الى أوروبا التي تعززت توجهات توحدها الاقتصادي لتتقدم في طريق توحيد رؤاها السياسية و العسكرية والبرلمانية، حتى غدت كأنها كتلة اقتصادية سياسية عسكرية واحدة، مع الاحتفاظ بالسيادة القطرية في بعض أشكالها التي تضمن بعض الخصوصيات الوطنية..

لكن هل يمكن لإقليم القاعدة أن يقود حركة التوحيد دون اعتراف الآخرين له بالقوة؟

من يتتبع نماذج التوحيد في بلدان العالم، سيجد لا القوة البشرية ولا الاقتصادية ولا الأيديولوجية، هي ما كانت تعطي زخما لإقليم القاعدة أن يقوم بعملية التوحيد.. بل كان لا بد أن يكون مع كل من تلك العوامل منفردة أو مجتمعة، عامل آخر وهو مهم جدا وحاسم، وهو القوة العسكرية، وأهمية هذا العامل تبرز في درء أخطار قوى خارجية لا يروقها موضوع التوحيد، وهذا جرى مع (يوسف بن تاشفين) في توحيده لإمارات الأندلس، حيث كان يجب عليه درء أخطار (القشتاليين ) وهو يقوم بعمليات توحيد الإمارات، كما كان يحدث مع الفارس (صلاح الدين الأيوبي) وهو يسكت ويحيد ويوحد حكم الأتابكة، وهو في نفس الوقت يحارب الصليبين، فقد انتزع كل من القائدين أهلية (إقليم القاعدة) باعتراف الجميع ..

هذا أيضا حصل مع جورج واشنطن، وهو يتخلص من المحتلين البريطانيين، ويخوض حروبا لتوحيد الولايات المتحدة. كما حدث مع ماو تسي تونغ في توحيد الصين .. إذ كان يحارب قوى متعاونة مع المحتلين، وهو في طريقه لتوحيد الصين ..

كيف يمكن تطبيق موضوع إقليم القاعدة على حالتنا العربية؟

يمكننا القول أن تجربة محمد علي في مصر في بداية القرن التاسع عشر، كانت تمثيلا أكيدا لإقليم القاعدة، حيث اعتبر مصر إقليم قاعدة (جغرافي) .. كما اعتبر نفسه (وهو الألباني الأصل) (رمزا لإقليم قاعدة) .. كما أنه بادر الى توضيح خطابه القومي من خلال انتقاده للدور العثماني الذي لم يستطع درء حملة نابليون على مصر، فجاء انتقاده للفساد الذي دب في جسم الإمبراطورية العثمانية، ورغم المكائد التي صنعت له في السودان والجزيرة العربية، والتي تم تكليفه بإخماد الثورات فيها، بوحي من معشر الدائنين للدولة العثمانية، والذين لم يرق لهم وجود مثل هذا النموذج الطموح في تعطيل خططهم باقتسام ممتلكات الدولة العثمانية، فقد نجح محمد علي بواسطة جيوش قادها ابنه ابراهيم في تعطيل من كان يريد تعطيل مشروعه، وكاد مشروعه أن يتحقق لولا التحالف الاستعماري الغربي (من سبع دول غربية استعمارية) الذي أجبره على تفكيك مصانع السلاح والذخيرة، و تقليص جيشه من (540 ألف) مقاتل الى 12 ألف فقط ..

كان نموذج محمد علي قد أوحى لقادة في القرن العشرين من تكرار التجربة، التي حاولت قوى محلية تعطيلها نيابة عن الغرب، ولكن في كل مرة كان الغرب يضطر للتدخل في معالجة الوضع بنفسه، هذا ما حصل مع مصر (جمال عبد الناصر) وما حصل مع عراق (صدام حسين )

بالمقابل فإن القوى المتصدية لقوى التوحيد، لا تملك مقومات تحولها الى إقليم قاعدة، لا من حيث التقنيات ولا الرموز ولا القوة العسكرية .. فكانت تكتفي بتصيد عثرات من يملكون خصائص إقليم القاعدة، بل أن قوى محلية هزيلة تتماطى وتمثل دور العمالقة مستفيدة من ظروف دولية معروفة، وتحل محل قوى إقليم القاعدة ولو الى حين ..
__________________
ابن حوران

آخر تعديل بواسطة ابن حوران ، 29-06-2007 الساعة 05:54 AM.
  #15  
قديم 21-07-2007, 03:57 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

هل بالقوة العسكرية أم بالرغبة السياسية يتم التوحد؟

إذا سلمنا بأثر إقليم القاعدة، في عملية التوحد، وهي مسألة يكتنفها بعض الغموض وقد نخضعها في مرحلة متقدمة لنقد يشذب مفهومها، أو على الأقل نبين فيه زعمنا بعدم اكتمالها، فإن مسألة تسهيل مهمة الداعين للوحدة منطلقين من إقليم القاعدة، ستمر عبر طريقين، هما : طريق القوة العسكرية، والثاني طريق القبول والتوافق السياسي السلمي، بطلب من دولتين أو أكثر في قبول التوحد والاندماج بشكل إرادي وطوعي ..وإن هذا التعميم نفسه ليس بتلك الأهمية، حيث لم تثبت وحدة بلاد بالقوة العسكرية وحدها، ولم يكن هناك نماذج كثيرة لإرادة التوحد السياسي الصرف بقبول كل شرائح الدولة المطروح عليها فكرة التوحد، فسيبقى هناك من الرافضين لسبب اقتصادي أو عِرقي أو ديني أو غيره ..

لم تشهد دول الشرق النموذج السياسي في طلب التوحد إطلاقا(إذا استثنيا تجربة وحدة اليمن حديثا) .. وكذلك فإن أوروبا لم تشهد مثل هذا النموذج، إلا في حالتين هما هولندا وسويسرا .. ولكن التجربتان الأسترالية والكندية تعتبران نموذجان على عملية التوحد السياسي ..

نماذج التوحد العسكري المتبوع بالتوحد السياسي:

كانت نواة ذلك التوحد موغلة بالقدم، تقوم بها قبائل بدوية تهاجم المزارعين في أقاليم معينة وتبيدهم عن بكرة أبيهم، كما حدث في غزو القبائل المنحدرة من شمال بحر قزوين الى بلاد (فارس الحالية) وإحلال شعب مكان شعب، أو إذابته نهائيا. ثم تطورت فكرة الغزو للقبائل البدوية في الإبقاء على شعوب الأقاليم المحتَلَة، مع إخضاعهم بالقوة والقسر، واستثمار جهدهم في الزراعة والصناعة واقتسام إنتاجهم بين الغزاة، مع إبقاء القليل من ذلك الإنتاج للسكان الأصليين. ولكن الأمور أخذت شكلا مختلفا في القرون الوسطى ..

النماذج القديمة في التوحد

الحالة السومرية :

كانت المدن العراقية القديمة تتبارز في إظهار الشكل الحضاري المتقدم على مثيلاتها، فاستغل سرجون قوة مدينته باعتبارها (إقليم قاعدة) وأخضع المدن العراقية أولا، ثم أنشأ أول إمبراطورية بالتاريخ امتدت حتى بسطت نفوذها على كل غرب آسيا .. حتى أطلق على نفسه ملك (جهات العالم الأربع) .. لكن تلك الإمبراطورية انهارت بعد قرن من الزمان، حيث لم تستطع القوة العسكرية وحدها أن تصنع أمة موحدة .. كما انهارت بعدها محاولات سلالة (أور) الثانية.

الحالة المصرية :

تتكرر الحالة السومرية في مصر، عندما وحد الملك الإمبراطور (مينيس) كل مصر، بعد أن انطلق من مصر العليا من مدينة (نيس) باعتبارها (إقليم قاعدة) وعرشه كان المحور الرئيس الذي اعتمد عليه في بناء مشروع الوحدة المصرية. ولكن المصريون وجدوا رفاهيتهم في وحدتهم، فمهما تقلب على مصر من حكام، سواء محليين أو غزاة، فإن الشعب المصري دافع عن وحدة البلاد، وانصهرت العروق الداخلية وتعايشت الديانات فيه، باعتبار أن وحدة البلاد، هي مسئولية شعبية أكبر من كونها مسئولية سياسية ترتبط بمحور رئيسي هو العرش أو شكل الحكم. وهذا الاعتقاد انتقل للغزاة أو الطامعين في مصر، فتعاملوا معها كوحدة واحدة ..

حالات أخرى عديدة :

كانت هناك حالات هي عبارة عن سيادة قبيلة ترغم قبائل أخرى، على الخضوع والاندماج بها، لا تفتأ تلك القبائل الخاضعة أن تنسى ماضيها، وتتعايش مع الحالة الجديدة التي تشبع قرارة نفسها وتحسسها بقوة وانتماء هو أكثر أهمية من إعادة التفكير بخصوصياتها القبلية الأخرى .. تلك الحالات وجدت بالقبائل المغولية والتركية ، وحتى العربية في العصور الإسلامية في آسيا، والسلافية في شرق أوروبا، وقبائل إفريقيا. وقد تكون إمبراطوريات تلك القبائل التي أصبحت بفعل سيادتها لفترات طويلة على مساحات شاسعة من البلاد، أمما لها شخصيتها الحضارية والدينية والثقافية، قد انهارت وزال سلطانها أو ضعف، لكن خصائصها كأمة وأحلام أبناءها، لا زالت قائمة، وتحتل مساحة مؤثرة في صياغة خطاباتها الأيديولوجية ..

أما في العصور الحديثة :

الحالة البريطانية :

سيطرت بريطانيا مثلا، على (ويلز) سنة 1282 عسكريا، ولكن القوانين والإرادة السياسية لم تتوحد إلا عام 1485.. فلم يحقق الاحتلال العسكري الوحدة والاندماج إلا بعد مرور قرنين من الزمان .. ثم تطورت فكرة الإخضاع باعتبار أن بريطانيا هي إقليم القاعدة والعرش الملكي فيها هو المحور الأساسي الذي كان ينتبه في مصاهرة الأقاليم بتزويج بنات الملك من أمراء تلك الأقاليم أو زواج أبناء الملك أو الملكة من بنات أمراء تلك الأقاليم، فكان العمل العسكري مقدمة لم تثبت أواصر الوحدة، إلا في إتباع طرق مساعدة أخرى، مع التوجه الاستعماري فيما بعد الذي أسهم في وحدة القوى الاقتصادية والسياسية في ترسيخ أركان تلك الوحدة. وإن كانت (ايرلندا) لغاية الآن تساور أبناءها أفكار انفصالية جدية ..

الحالة الأمريكية :

لو تم سؤال أي مواطن من مواطني (الولايات المتحدة الأمريكية) قبل عام 1865 عن وطنه لأجاب : إنه كارولينا، أو فرجينيا أو تكساس، ولن يجيب أي منهم أنه من الولايات المتحدة الأمريكية.. إن الشعور بالقومية الأمريكية صنعته حالة الوحدة، وليس العكس، أي أنه لم تصنع المشاعر القومية الوحدة. لكن كيف تم ذلك؟ فلقد كانت أجزاء الولايات المتحدة الأمريكية مستعمرات، منفصلة تماما عن بعضها، وكل واحدة كانت تعتبر عالما صغيرا معزولا عن غيره، ولقد كتب أحد الزائرين الأوروبيين آنذاك يصف الحالة التي كانت بين تلك الأجزاء من الولايات المتحدة (الحالية) يقول : { إن الماء والنار لا تختلفان كما تختلف المستعمرات الموجودة في شمال أمريكا فليس هناك من شيء يستطيع أن يزيد من درجة الحسد والمنافسة القائمة بينها} .

وفي المناقشات التي كانت تتم حول الدستور الأمريكي قبل تبنيه عام 1787 كانت الفروق الإقليمية عنصرا مهما. وكان الكثير من المراقبين يعتقدون أنه لا يمكن لوحدة حقيقية أن تتحقق أبدا في تلك البلاد*1

قبل الثورة الأمريكية لم يكن هناك ولاء لأمريكا، بل كانت الولاءات للمنطقة (الولاية) وما يحمل أبناؤها من آمال وأحلام للتخلص من المستعمر الإنجليزي، فقد قاد النصر في تلك الثورة الى شعور بالوحدة، ولكنه غير مرسخ في نفوس السكان، فأخذت الصراعات تتكرر بين السكان وبالذات أولئك في الولايات الجنوبية ضد الأغنياء، ولم يمنع الدستور الموحد وتشكيل الأحزاب التي تضم كل أبناء الولايات في منع المحاولات العديدة للانفصال .. فقد كانت الوحدة الأمريكية تحتاج المزيد من الوقت للتعود عليها.. وقد كانت الحرب الأهلية عام 1860 عاملا قويا في تشكيل الدولة الفيدرالية الاتحادية التي راعت في تفاصيل بنود صلاحيات الحكام الفرعيين ما كان يجعل الأمريكان يناصبون العداء للوحدة.. ومنذ ذلك اليوم فإن تقاليد الدولة التي اعتمدت احترام الدستور أحيانا وتنصيب عدو خارجي يجعل الأمريكان يفضلون الوحدة، كما أن الإحساس في إشباع التفاخر بالانتماء الى الولايات المتحدة سواء من حيث بروزها كقوة عسكرية أو اقتصادية قد دعم هو الآخر روح التمسك بالوحدة ..

هوامش
ـــ
القوانين الأساسية لتجارب التاريخ الوحدوية/ نديم البيطار/ مركز دراسات الوحدة العربية/ بيروت/ ط1/ صفحة 63/ وضع هامشا أخذه عن :
Carl Joachim Friedrich/Trends of Federalism, in Theory and Practice/ New York/1960 p 54
__________________
ابن حوران
  #16  
قديم 21-08-2007, 05:14 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الرغبة الجماهيرية أم الإرادة الجماهيرية

تكون الأحلام باستمرار بلا قيمة فعلية إن لم تتحول لإجراء وتأخذ طريقها للتنفيذ وِفق تصور جماعي يتضمن إرادة فعالة تتلاءم مع حجم الحلم .. فلو سألنا ملايين الشباب عما إذا كانوا يحلمون بإيجاد عمل ومنزل وتكوين أسرة، لما وجدنا بينهم من يعارض تلك الأحلام، بل سيتنهد ليؤكد موافقته من أعماقه، كذلك هم الفقراء الذين يشاهدون برامج سياحية على التلفزيون، سيطير كل منهم محلقا في أحلامه ليحط في جزيرة جميلة شاهدها بالتلفزيون أو يركب سيارة فخمة أو يرتدي ملابس كالتي تعرضها محلات الملابس أو يرتديها ممثلون وإذاعيون .. بل يحلم كل مشتهي من العزاب أن تكون له زوجة كتلك التي تطل بابتسامتها المشرقة على المشاهدين ..

حسنا، لكن هل كل الأحلام بلا قيمة، ولا يمكن تحقيقها؟ أم أن الحلم مرحلة هامة وأساسية لعمل عظيم؟ .. فالإمبراطوريات والمشاريع النهضوية والاختراعات والمصانع والشوارع، كلها بدأت بحلم، في وقت الصحوة وليس في المنام. صحيح أن كثيرا من الأحلام لم ولن يتحقق، ولكن ليس هناك مشروع ضخم لم يبدأ بحلم..

في عام 1992 قام مجموعة من الباحثين الأردنيين بدراسة استطلاعية*1 حول موضوع الوحدة العربية من وجهة نظر المثقفين العرب، وبشكل ميداني، ومن يعيد الاطلاع على تلك الدراسة بعد مرور خمسة عشر عاما، سيجد الكثير مما نشير إليه حول موضوع الحلم وإمكانية تحقيقه!

صحيح أن العينة التي شملتها الدراسة الميدانية لم تكن عينة ممثلة تمثيلا حقيقيا للمجتمع العربي، فقد كان 60% منها من الأردنيين والفلسطينيين حيث بلغ عددهم 608 أشخاص .. وعلى وجه التحديد كانت العينة تمثل (الأردن 399 ، فلسطين 209، سوريا 130، العراق80، مصر70، عُمان 50، اليمن 39، لبنان10، المغرب10 )
ومن ناحية التوزيع المهني (أستاذ جامعة198، طالب دراسات عليا100، طبيب 105، مهندس104، كاتب 15، أعمال خاصة385، أخرى غير محددة90)
ومن حيث الأعمار(أقل من 24(37)، من 25ـ34(299)، من 35ـ44(301)، 45ـ54(210)، 55ـ64(100)، أكبر من65سنة(50).

وكانت الإجابات على الأسئلة كالآتي:

السؤال الأول: هل ترغب بتحقيق الوحدة بين الدول العربية (نعم98ـ لا 2)
السؤال الثاني: هل تعتقد أن الوحدة العربية ستتحقق فعلا؟(نعم68 ـ لا 32)
السؤال الثالث: هل تعتقد أن الوحدة ستتحقق من خلال القوة؟48 أم الشورى والديمقراطية 52%.
السؤال الرابع :هل تعتقد أن مجالس التعاون العربية تشكل بديلا عن الوحدة العربية؟ نعم 5% ولا 95%
السؤال الخامس : هل تعتقد أن الجامعة العربية تشكل بديلا عن الوحدة العربية؟
نعم 8% و لا 92%
السؤال السادس: هل تعتقد بإمكانية قيام الوحدة العربية في ظل النظام العالمي الجديد؟ نعم 3% لا 95% لا أعلم 2%
السؤال السابع: هل تعتقد أن أسباب عدم تحقيق الوحدة العربية يعود لِ:
*تضارب المصالح السياسية العربية32%
*فروق ناتجة عن وجود عرب أغنياء وآخرين فقراء 10%
*وجود النفط 20%
*النزعة الإقليمية التي تكرست في العقود الأخيرة 10%
*كل ما ذكر 28%
السؤال الثامن: هل تعتقد أن الأصولية الدينية تشكل عائقا أمام الوحدة العربية؟
نعم : 16.5% .. لا : 83.5%
السؤال التاسع: هل تعتقد أن الأحزاب القومية العربية التي نشطت على الساحة العربية في السنوات الماضية كانت من عوامل تقارب العرب أم تباعدهم؟
تباعدهم : 85.1% .. تقاربهم 14.9%
السؤال العاشر: هل تعتقد أن الأحزاب الوطنية (المحددة في مجال عملها داخل القطر الواحد) قادرة على صياغة فكر وحدوي قابل لتحقيق الوحدة العربية؟
نعم: 69% .. لا: 31% [ الإجابة على هذا السؤال تأثرت بأعداد الأردنيين والفلسطينيين].
السؤال الحادي عشر: هل تعتقد أن الدولة القطرية قادرة على مجابهة المخاطر التي تهدد كيانها (إن وجدت هذه المخاطر؟) نعم:6% .. لا 94%
السؤال الثاني عشر: إذا كانت مصادر الخطر التالية تشكل تهديدا للدولة القطرية فما درجة الخطر باعتقادك؟ طلب من الشخص أن يضع أعلى درجة 10 نقاط
*اجتياح عسكري إسرائيلي أو قلاقل تثيرها إسرائيل 7.8 نقطة
*اجتياح عسكري غربي أو قلاقل يثيرها الغرب 7.9 نقطة
*الاستيلاء على موارد المياه والطاقة 7.9 نقطة
*حصار اقتصادي يشمل على السلاح والغذاء 6.4 نقطة
*انفجار اجتماعي (صراع طبقي) 7.0 نقطة
*المديونية الخارجية 7.1 نقطة
* التكتلات السياسية والاقتصادية والعالمية 6.9 نقطة

لن نطيل الشرح على تلك المقتطفات من الدراسة الميدانية، تاركين المجال للقارئ أن يتأمل ما جاء فيها مستفيدا من الخمس عشرة سنة التي تفصلنا عن تاريخ تلك الدراسة وما حدث خلالها من أحداث، ابتداء من الحصار على العراق ومؤتمرات السلام والتسوية وأوسلو والانتفاضة ومقتل رابين وانتصار المقاومة في لبنان واحتلال أفغانستان والعراق والعدوان على لبنان .. وغيرها من الأحداث الجسام وتطور القوانين .. ولو أجريت تلك الدراسة اليوم وفي أقطار عربية أخرى، فهل ستتغير النتيجة كثيرا؟ أم تبقى الأحلام منتعشة تبحث عن إرادة قوية لترجمة تفصيلاتها؟

هوامش
ـــ
*1ـ دراسة قام بها فريق ترأسه الدكتور عبد الرزاق بني هاني مدير مركز الدراسات الأردنية في جامعة اليرموك، تم تمويلها من مركز الدراسات الأردنية، وساعده فيها مجموعة من الباحثين منهم محمد جهاد الشريدة ومحمد الروابدة وعزت حجاب و محمد الهزايمة .. تم نشرها في مجلة المستقبل العربي الصادرة عن مركز دراسات الوحدة العربية/بيروت/ العدد164/ شهر10/1992
__________________
ابن حوران
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م