مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 20-08-2007, 06:49 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي هوايــــــات

هوايات



من يتتبع جذر (هوا) في القواميس العربية، يجد أن هذا الجذر يفضي الى الكثير من الألفاظ والكلمات ذات المعاني المختلفة .. فمن الهواء، حيث يخرج أحدهم ليشم الهواء من غرفته الضيقة سيئة التهوية، ثم يخرج ليشم الهواء متمشيا في الشوارع المفضية الى الحقول وقد تتطور الأمور مع أحدهم فلا يعرف أن يشم الهواء إلا في سويسرا أو (هونولولو) ..

ومن تصريف الجذر (هوا) يخرج لنا لفظ ( الهوى) أي العشق و الحب، ففلان يهوى فلانة، أي يرنو قلبه نحوها فيهواها.

وطائرة (تهوي) أي تنحدر من علياءها لترتطم بالأرض و تتحطم. وأمه هاوية أي أن رأسه ستهوي به الى جهنم و بئس المصير، كون الرأس هي أم الأفكار والأفعال عند البشر، فهي تقود صاحبها الى الهاوية .. وحيث إن (الهوة) هي الفجوة والحفرة، فالهاوية هي من يسقط فيها من لم ينتبه ..

وفي المعاملات يطلب الموظف من المراجع إبراز هويته وهي البطاقة الشخصية التي يُكتب فيها معلومات عن الفرد من هو وأين ولد ومتى واسم والدته وفصيلة دمه الخ ..

وفي تقديم الفرد لنفسه، سيذكر ـ زيادة في التعريف ـ عن هواياته فهذا يجمع طوابع وهذا يجمع عملات نقدية قديمة، وهذا يهوى الصيد وهذا يهوى السفر، وهذا يهوى جمع السلاسل الحديدية أو الولاعات الخ ..

وقد تتدخل الحالة المادية في اختيار الهواية، فلن يفكر رجل فقير أن يمارس هواية التزلج على الجليد، أو اقتناء سيارات السباق. وأحيانا تتدخل الحالة النفسية أو الجسمية في اختيار الهواية، فتجد طفلا تعرض للضرب من أقرانه في المدرسة يهوى جمع السكاكين أو السلاسل الحديدية ويصبح مولعا بمشاهدة أفلام الكاراتيه و الكاوبوي. كما ستجد رجلا أزال ( غدد البروستاتا) يراقب طيور الحمام بشغف شديد!

ومن النماذج التي سنمر عليها، سنرى أن هناك من يجعل من هوايته أفضل ما تخصص به الجذر (هوا) وهناك من يجعل من هوايته أسوأ ما تخصص به .

(1)

البحث عن الذهب :

تعتبر ظاهرة البحث عن الدفائن والكنوز، ظاهرة ملازمة لسكان البلاد الفقيرة، فحيث تكثر البطالة و يكثر الفقر، تظهر علامات أحلام اليقظة على الكثير من الناس. فيمني الفرد نفسه بصور تليق بأحلامه فقط، ويصبح يدافع عن تلك الأحلام بشكل كبير، فإن طلبت زوجته منه شيئا، صبرها بكلمات قليلة تختلط بابتسامة مدعية، ملفوفة بأسرار كاذبة، بأن صاحبها قاب قوسين أو أدنى من الانتقال من حياة البؤس والشقاء الى حياة النعيم والرخاء. والكثير من الزوجات يتقمصن دور أزواجهن ويصبرن على ما هن عليه، وينخرطن في الدور بشكل كامل.

تكون مجالس هؤلاء، مقتصرة على المهتمين بتلك الهواية، فيكون كلامهم مليئا بالألغاز، وجملهم قصيرة، وليس في الحديث أسماء، لا لأشخاص ولا لأمكنة. ويختار أصحاب القصص نماذج من رجال أغنياء في المنطقة ويردون أسباب غناهم الى ما وجدوا من كنوز، فيسيل لعاب السامعين وتنتعش أحلامهم من جديد .

ويتمتع الرواة بتمثيل دور من هم نائمين على أسرار غامضة ..فيشدوا بعضهم لإفشاء جزء من السر، لينتقلوا بعده لإجراء الحفريات السرية في أمكنة خطرة أو مكشوفة .. لو تم حساب الحفريات التي قام بها أحدهم بالأمتار المكعبة وتم ضرب تلك الكمية بخمس دولارات وهي أجرة الحفر للمتر المكعب الواحد، لأصبح هؤلاء من الأغنياء الذين يُشار إليهم بالبنان .. ولكنهم فضلوا الركض وراء أحلامهم المستعجلة فبقوا على فقرهم ..

ومن بين تلك القصص قصة حقيقية، أن أحدهم وكان يدعى (عادل)، كان يذهب الى أحد الوديان للاختلاء بنفسه ومزاولة عادة سيئة يحاول أن يخفيها وهي تعاطي بعض أصناف المخدرات، وكان يخطب ابنة رجل موسر، فبينما هو يسير على حافة أحد الوديان هبطت رجله في حفرة، فإذا به يكتشف خمسة صناديق من الذهب (العثماني).. فذهب الى والد خطيبته وأخبره بما حدث معه فجاء الرجل وأخذ الصناديق الخمسة وأعطى لعادل صندوقا، تصرف في بيعه فكانت حصته تقل عن المليون دولار قليلا.. ولم يكن هذا العادل من هواة البحث عن الذهب .. ومع ذلك لقد ركب الرواة على تلك القصة إضافات تبرر عملهم!

ذات يوم دخل أحد غير المهتمين الى مجلس هؤلاء، فأدرك ما هم عليه، فأحب أن يعبث بهم، فأخبرهم خبرا أساسه كذبة، حيث قال: إن الواهمين يعتقدون أن الكنوز الرومانية في المنطقة الفلانية تحت أنقاض القصر، لكنها في الحقيقة (وصمت بعدها) .. وهم يشنفون آذانهم لسماع ما سيقول بتركيز شديد .. فأدرك عبثية هؤلاء القوم .. ثم تابع : إن الكنز يقع في أسفل بئر فلان .. وتعمد أن يمر بسيارته في اليوم التالي بعد منتصف الليل الى المنطقة التي بها البئر، وكانت دهشته كبيرة عندما رأى آليات حفر عملاقة تحفر بالبئر والرجال يتوزعون بالمرابطة بمحيط المكان يحملون أسلحتهم .. ضحك واختفى ولم يعاود التواصل معهم ..
__________________
ابن حوران
  #2  
قديم 27-08-2007, 08:06 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

المطيرجية


كان الضجيج الذي يصدر عن ارتطام أحجار (الدومينو) بأسطح مناضد المقهى، يشكل إيقاعا متبادلا مع خشخشة مكعبات الزهر (النرد) للجالسين في المقهى، وكانت أحاديثهم المتداخلة تجعل من يستمع لها عن بعد كأنه نسي محرك الراديو متوقفا عند محطة فارسية، لا يفقه مما يقولون شيئا ..

لكنه ما أن ولج باب المقهى حتى اختفت كل الأصوات، وكأن آمرا قويا قد طلب من الجميع التوقف عن الحركة، فمن رمى قطعتي الزهر أبقى يده متوقفة في اتجاه الرمية، ومن قبض على حجر (دموينو) بقي متمسكا به لا يفلت منه لحين تغيير الأوامر. لكنه هاله منظر عيون الجلساء التي اتحدت في التركيز على مظهره. توقف واسترق نظرة إلى هيئته عل ترتيب (أزرار) بنطلونه أو قميصه قد فتحت وهو لا يعلم، لكن لم يكن شيئا مما ظنه في نفسه .. جلس وطلب قدحا من الشاي.. وحاول ارتشافه وهو في حالة الغليان، ليتخلص من العيون التي تجمدت نحوه .. ترك نصف قدحه دون شرب ودفع حسابه وخرج .. وعندما عاد الى دائرة عمله حيث كان في مهمة، وحدثهم بما جرى، سألوه عن المكان فأجاب، وكان هو أصلا ليس من أهل المدينة، ضحك الجميع وقالوا له : إنها مقهى ل (المطيرجية) الذين يربون طيورا، ولا أحد يدخلها من خارج تلك الهواية

علم ذلك، ولكن الصورة لم تفارقه حتى بعد أن عاد الى بلاده، وافتتح شركة لتربية الدواجن، وعلاجاتها، فكان يعمل معه أحد الأطباء البيطريين، وكان ذلك الطبيب نزقا، ولكنه مستقيم و يبذل قصارى جهده في خدمة من يطلب منه خدمة.

كان السكون يخيم على مكاتب الشركة، بحيث أن الحوار الذي كان يدور بين الطبيب البيطري وأحد المراجعين الذين يسألون عن وظيفة أو مزرعة يؤمن من خلالها رزق أولاده، حيث لم يتناولوا طعاما عليه القيمة منذ أسابيع، والطبيب يحوقل ويعتذر للمراجع، أنه لا يوجد في الوقت الحاضر فرصة ليساعد بها ذلك المسكين، الذي خرج متأملا أن ينجده الطبيب البيطري إذا ما حانت مثل تلك الفرصة ..

وما هي إلا دقائق، وصوت الطبيب البيطري يعلو ويزجر مراجعا آخرا، فخرج صاحب الشركة من مكتبه على صياح الطبيب، فإذا بالمراجع يستنجد به من فظاظة الطبيب، فاستعلم منهما، فبادر الطبيب بشرح ما حدث وربط الحالتين، فقال أناس لم تجد لقمة تطعمها لأولادها، والأفندي يطلب مني علاجا لكناري مصابا بالإسهال!

كانت حالات المراجعة لمربي الطواويس و الحجل وطيور الزينة، تشكل مادة لطيفة لمن أراد أن يتابعها .. خصوصا مع ردة فعل الطبيب البيطري، الذي كأنه نذر حياته أيديولوجيا لخدمة عمل منتج لا عمل (المطيرجية) الهواة!
__________________
ابن حوران
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م