مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 27-03-2007, 01:18 PM
د. كريم الوائلي د. كريم الوائلي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2006
المشاركات: 2
إفتراضي القلب كقطاة

القلب كقطاة
أ . د . كريم الوائلي

قال الشاعر :

كأنَّ القلبَ ليلةَ قيل يُغدى

بليلى العامرية أويُراحُ

قطاةٌٌ عزَّها شَرَكٌ فباتتْ

تُجاذبُهُ وقد عَلِقَ الجناحُ

لها فرخان قد تُركا بوكرٍ

فعشهما تُصفّقه الرياحُ

إذاسمعا هبوبَ الريحِ نصا

وقد أودى به القدرُ المتاحُ

فلا باليل نالت ماتُرجى

ولا في الصبح كان لها بَراحُ

يعمد الشاعر في المقطوعة الشعرية الى لون من المماثلة بين حالته النفسية بعد فراق حبيبته وحالة قطاة ، ويبدو أن جانبا نفسيا يحتوي التجربة بأسرها ، فضلا عن المكونات المادية البيئية التي يعيشها الشاعر ، أما الحالة النفسية التي يعيشها الشاعر فهي رد الفعل الانساني إزاء خبر محزن ، ففي حين بلغ سمع الشاعر فراق حبيبته ورحيلها أخذ قلبه بالخفقان ، ويتوقف الشاعر أمام القلب ـ بوصفه موطن الانفعال ـ ليعقد مقارنة تشبيهية تحتوي الصورة كلها بين القلب والطائر القطاة.
وأول ملامح المقارنة هي الصورة الحركية ببعديها المرئي والسمعي ، فالقطاة الماسورة بشبكة صياد ، وحركة جسمها وجناحها تشبه حركة القلب وخفقانه ، وهذا يعني ديمومة الفعل مادام الأسر قائما ، أي ديمومة خفقان القلب ما دام رحيل الحبيبة قائما .
إن خبر رحيل حبيبة الشاعر يقابله شبكة الصياد التي أسرت القطاة ، وان القلب يقابله القطاة ، وأن خفقان القلب يقابله حركة الجناح المأسور . ولم يكتف الشاعر بذلك بل أراد استكمال الصورة فجعل القطاة أماً ذهبت تبحث عن طعام من أجل قوت هذي الفرخين الصغيرين ،وبذلك أخذت حالة التداعي تنتقل من القلب الىالقطاة التي أخذ ينسج حولها صورة متكاملة لأم يعني أسرها موتها ثم موت صغارها .
أما الفرخان فإنهما لوحدهما في عش تعصف به الرياح ، وقد استعار الشاعر عيارة (( تصفقه )) الرياح لشدة عصف الريح ، وأن صفق الريح يدفعهما الى أن ينصا في العش ، وكأن عصف الريح يمثل قدرا يعصف بحياتهما . أما الأم القطاة فإنها لم تحقق بغيتها في الليل ، ولم تستطع مغادرة شبكة الصياد في الصباح .
ويمكن أن نطلق على الصورة هنا اللوحة الممتدة التي يضفي فيها الشاعر تجربته النفسية على موضوع خارجي ، هو صدى لانفعال قار في أعماقه . إن الصورة التشبيهية له دلالتها الرمزية إذ إنها تمثل حالة اليأس التي يعيشها الشاعر ، لأن النتيجة التي تعيشها القطاة هي عدم تحقيق التواصل مع أبنائها إنما تمثل حياة الشاعر الذي لم يستطع تحقيق التواصل مع حبيبته ، كما أنه في حالة أسر دائم يقوده الى الموت والهلاك .
إن الشاعر حين يماثل بين شبكة الصياد وهي تنطوي على حيلة مقصودة ، والهدف منها ايقاع الطائر بها ، فهي تماثل خبر رحيل حبيبة ، إذ يمثل خديعة يهدف منها أسر الشاعر ومن ثم قتله ، هذا إذا أخذنا بتبادل المعاني داخل النص الشعري ، إ ذ يمثل هذا الفعل الواقع على الشاعر قهرا ، شأن الشبكة التي اصطادت القطاة ، ولا بد أن يكون رد فعل ، ولكنه رد فعل سلبي ، هو مجاذبة الشبكة ، وأو محاولة التخلص منها دون فائدة .
إن حالة التشاؤم واليأس تسيطر تماما على الصورة بأسرها ، ولعل من اللافت للانتباه أن هنالك ليلين ، ليل الشاعر الذي أقض فيه مضاجعه خبر رحيل حبيبته ، وليل القطاة التي أمسكت بها شبكة الصياد ، إن الشبكة وخبر الرحيل أداة موت لكلا الكائنين : الشاعر والقطاة .
وإذا كان الليل مدعاة لاثارة الأحزان فإن مجيء الصباح لا يعني أنه أفضل لأن النهاية ستتحقق فيه ، أي موت القطاة ، وهو متضمن في الوقت نفسه موت الشاعر .
بقي أن اشير الى أن قافية القصيدة تنتهي في كل الأحوال بحرف مد وهو الألف في الكلمات (( يراح ، الجناح ، الرياح ، المتاح ، براح )) له مايبرره فكأن القافية هي التي يتوقف معها تأوه الشاعر ليرتكز من جديد في أول البيت .
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 27-03-2007, 09:28 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

القلب كقطاة

--------------------------------------------------------------------------------

القلب كقطاة
أ . د . كريم الوائلي

قال الشاعر :

كأنَّ القلبَ ليلةَ قيل يُغدى

بليلى العامرية أويُراحُ

قطاةٌٌ عزَّها شَرَكٌ فباتتْ

تُجاذبُهُ وقد عَلِقَ الجناحُ

لها فرخان قد تُركا بوكرٍ

فعشهما تُصفّقه الرياحُ

إذاسمعا هبوبَ الريحِ نصا

وقد أودى به القدرُ المتاحُ

فلا باليل نالت ماتُرجى

ولا في الصبح كان لها بَراحُ

يعمد الشاعر في المقطوعة الشعرية الى لون من المماثلة بين حالته النفسية بعد فراق حبيبته وحالة قطاة ، ويبدو أن جانبا نفسيا يحتوي التجربة بأسرها ، فضلا عن المكونات المادية البيئية التي يعيشها الشاعر ، أما الحالة النفسية التي يعيشها الشاعر فهي رد الفعل الانساني إزاء خبر محزن ، ففي حين بلغ سمع الشاعر فراق حبيبته ورحيلها أخذ قلبه بالخفقان ، ويتوقف الشاعر أمام القلب ـ بوصفه موطن الانفعال ـ ليعقد مقارنة تشبيهية تحتوي الصورة كلها بين القلب والطائر القطاة.
وأول ملامح المقارنة هي الصورة الحركية ببعديها المرئي والسمعي ، فالقطاة الماسورة بشبكة صياد ، وحركة جسمها وجناحها تشبه حركة القلب وخفقانه ، وهذا يعني ديمومة الفعل مادام الأسر قائما ، أي ديمومة خفقان القلب ما دام رحيل الحبيبة قائما .
إن خبر رحيل حبيبة الشاعر يقابله شبكة الصياد التي أسرت القطاة ، وان القلب يقابله القطاة ، وأن خفقان القلب يقابله حركة الجناح المأسور . ولم يكتف الشاعر بذلك بل أراد استكمال الصورة فجعل القطاة أماً ذهبت تبحث عن طعام من أجل قوت هذي الفرخين الصغيرين ،وبذلك أخذت حالة التداعي تنتقل من القلب الىالقطاة التي أخذ ينسج حولها صورة متكاملة لأم يعني أسرها موتها ثم موت صغارها .
أما الفرخان فإنهما لوحدهما في عش تعصف به الرياح ، وقد استعار الشاعر عيارة (( تصفقه )) الرياح لشدة عصف الريح ، وأن صفق الريح يدفعهما الى أن ينصا في العش ، وكأن عصف الريح يمثل قدرا يعصف بحياتهما . أما الأم القطاة فإنها لم تحقق بغيتها في الليل ، ولم تستطع مغادرة شبكة الصياد في الصباح .
ويمكن أن نطلق على الصورة هنا اللوحة الممتدة التي يضفي فيها الشاعر تجربته النفسية على موضوع خارجي ، هو صدى لانفعال قار في أعماقه . إن الصورة التشبيهية له دلالتها الرمزية إذ إنها تمثل حالة اليأس التي يعيشها الشاعر ، لأن النتيجة التي تعيشها القطاة هي عدم تحقيق التواصل مع أبنائها إنما تمثل حياة الشاعر الذي لم يستطع تحقيق التواصل مع حبيبته ، كما أنه في حالة أسر دائم يقوده الى الموت والهلاك .
إن الشاعر حين يماثل بين شبكة الصياد وهي تنطوي على حيلة مقصودة ، والهدف منها ايقاع الطائر بها ، فهي تماثل خبر رحيل حبيبة ، إذ يمثل خديعة يهدف منها أسر الشاعر ومن ثم قتله ، هذا إذا أخذنا بتبادل المعاني داخل النص الشعري ، إ ذ يمثل هذا الفعل الواقع على الشاعر قهرا ، شأن الشبكة التي اصطادت القطاة ، ولا بد أن يكون رد فعل ، ولكنه رد فعل سلبي ، هو مجاذبة الشبكة ، وأو محاولة التخلص منها دون فائدة .
إن حالة التشاؤم واليأس تسيطر تماما على الصورة بأسرها ، ولعل من اللافت للانتباه أن هنالك ليلين ، ليل الشاعر الذي أقض فيه مضاجعه خبر رحيل حبيبته ، وليل القطاة التي أمسكت بها شبكة الصياد ، إن الشبكة وخبر الرحيل أداة موت لكلا الكائنين : الشاعر والقطاة .
وإذا كان الليل مدعاة لاثارة الأحزان فإن مجيء الصباح لا يعني أنه أفضل لأن النهاية ستتحقق فيه ، أي موت القطاة ، وهو متضمن في الوقت نفسه موت الشاعر .
بقي أن اشير الى أن قافية القصيدة تنتهي في كل الأحوال بحرف مد وهو الألف في الكلمات (( يراح ، الجناح ، الرياح ، المتاح ، براح )) له مايبرره فكأن القافية هي التي يتوقف معها تأوه الشاعر ليرتكز من جديد في أول البيت .


__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 06-04-2007, 11:35 PM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
إفتراضي

قراءة موفقة وبديعة يا أخي الكريم .. هل لنا بالمزيد منها بارك الله فيك ؟
__________________
معين بن محمد
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م