بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله ، ثم أما بعد ،
ذاك ردنا عليك يا سلفى :
1ـ دعواك لنا بالمحترم أشكرك عليها ، فهى فضل علم عندك بمن تحدث وكذلك فضل أدب .
2ـ وأتقبل تحياتك .
3ـ موضوع الصلاة لو أن معنى كلمتك البتراء أى مقطوعة الخير ومنها حديث ( كل أمر لا يبدأ فيه باسم الله فهو أبتر ) فقد أثمت لأنه لا صلاة على النبى مقطوعة الخير ، أما إن كان قصدك الناقصة ـ من قولهم بتر الشئ أى قطعه وبتر كلامه أى أوقفه ـ وهذا ظنى فى قصدك ، فإنى أقول أن الصلاة على النبى وحده ليس فيها شئ بإجماع الفقهاء ممن نعرف ولا نعرف ، فهذا لا يعتد خطاً يحاسب عليه المرء ، وإن كان إلحاق تلك الصلاة بالصلاة على آل البيت والصحابة هو فضل ثواب وعرفان لذا فسوف نكتبها فيما بعد رغباً منا فى فضل الثواب عن جزيله فقط ، وتبييناً أن الحق أحق أن يتبع وإن كنت مختلف معك ، وحتى إن لم أستمع لكلامك فإنى لا أكون آثماً بإجماع الفقهاء لأن الزيادة ليست ضرورية ، ولكن ما المانع إن قلت خيراً أن استمع إليك .
4ـ أنا أقرأ كل كتابات شالتيل وليس فيها جديد ، وكثيراً ما قيلت لنا من الشيعة وردودها مللنا من تكرارها والرد عليها سأورده فى سلسلة كتاباتى ( أبو بكر الأحق بالخلافة ) على هذا المنتدى ، رغم أنها قيلت كثيرا ً ، إلا أنى أوردها حتى لا تكون سلسلة كتاباتى ناقصة .
5ـ الذى أعرفه يا سلفى أن الذى هزم الأحزاب وحده هو الله وليس علياً إلا إن كان لك رأى لآخر ، وموضوع خيبر كلنا نعرفه وكأنك تقوله لى دحراً لى ، إن ذلك الأمر يشرفنى أكثر منك ، لأن حب الصحابة تاج يزين رأسى ، وعلى سيدى ومولاى بالقلب والعقل والنقل، ومن يكره عليا يا رجل؟ ، وما الداعى لأن تورد هذا الدليل لى ، هل رأيت أنى ناصبياً أسب علياً ، ثم يا رجل كل شئ بيد الله وعلي قال ( بسم الله والله أكبر ) فدكت الحصون ولو تكلمنا من هذا المنطلق فسنقول لبعض كم غزوة وكم حصن دك على يد خالد وعمرو بن العاص وعمر بن الخطاب وأبى بكر الذى قاتل الروم ـ أقوى دولة فى ذلك الوقت لو الموضوع موضوع غزوات فقط ـ وهذا ما به ادعيت ـ لكان خالد احق بالخلافة من على ـ وهذا ليس بصحيح ـ نرجو مراعاة جوانب الاستدلال المنطقى جيداً فى مرات قادمة .
6ـ موضوع المناقشة كان عرضاً وأنت حر .
7ـ حديث بريدة صحيح وأنا أعلم ذلك، وقد سئلت أكثر من مرة عن حكم حديث من كنت مولاه فقلت أنه حديث صحيح ومتواتر وهذا معروف لدى أولى علم الحديث وأنا دارس لعلم الحديث ، والحديث له طرق ضعيفة كثيرة ولكن له طرق حسنة يقوى بعضها بعضا ، وله روايات صحيحة أيضاً ، وأغلب علماء السنة لم ينكروا ذلك ، ولكن المشكلة فى فهم الحديث ، الحديث لا يحتمل الولاية التى بها تقولون ، بل معناه الحب و والاقتداء والمناصرة ولكن الخلافة فإن نصوص إبى بكر أقوى فى الخلافة وإن شئت فقد جمعت بعضها فى سلسلة مقالاتى التى أشرت إليها آنفاً ، ثم إن أخذ معنى الولاية بالخلافة ليدفعنا بالقول أن جميع المسلمين مستحقين للخلافة بدليل قوله ـ تعالى ـ ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ
يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ {55}المائدة ، فجميع المؤمنين الذين يقيمون الصلاة ويؤدون الزكاة يكون مستحقون للخلافة وجآنى خاطر الآن أن أكتب أيضا رأى الذين ينكرون الحديث أصلاً فأكون صنعت جميلاً ولم أهضم حق الطائفة الثانية من العلماء فى هذا الحديث ، فقد قالوا مما أوردوه فى مصنفاتهم وحفظناه عن شيوخنا ( أنه ليس بمتواتر، وقد اختلف في صحته، وقد طعن فيه أبو داود السجستاني وأبو حاتم الرازي، واستدلا على بطلانه بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مزينة وجهينة وغفار وأسلم موالي دون الناس كلهم ليس لهم مولى دون الله ورسوله). قالوا: فلو كان قد قال: (من كنت مولاه فعلي مولاه) لكان أحد الخبرين كذبا. جواب ثان: وهو أن الخبر وإن كان صحيحا رواه ثقة عن ثقة فليس فيه ما يدل على إمامته، وإنما يدل على فضيلته، وذلك أن المولى بمعنى الولي، فيكون معنى الخبر: من كنت وليه فعلي وليه، قال الله تعالى: "فإن الله هو مولاه" [التحريم: 4] أي وليه. وكان المقصود من الخبر أن يعلم الناس أن ظاهر علي كباطنه، وذلك فضيلة عظيمة لعلي. جواب ثالث: وهو أن هذا الخبر ورد على سبب، وذلك أن أسامة وعليا اختصما، فقال علي لأسامة: أنت مولاي. فقال: لست مولاك، بل أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (من كنت مولاه فعلي مولاه).
جواب رابع: وهو أن عليا عليه السلام لما قال للنبي صلى الله عليه وسلم في قصة الإفك في عائشة رضي الله عنها: النساء سواها كثير. شق ذلك عليها، فوجد أهل النفاق مجالا فطعنوا عليه وأظهروا البراءة منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا المقال ردا لقولهم، وتكذيبا لهم فيما قدموا عليه من البراءة منه والطعن فيه، ولهذا ما روي عن جماعة من الصحابة أنهم قالوا: ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ببغضهم لعلي عليه السلام. وأما الحديث الثاني فلا خلاف أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد بمنزلة هارون من موسى الخلافة بعده، ولا خلاف أن هارون مات قبل موسى عليهما السلام - على ما يأتي من بيان وفاتيهما في سورة "المائدة" - وما كان خليفة بعده وإنما كان الخليفة يوشع بن نون، فلو أراد بقوله: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى) الخلافة لقال: أنت مني بمنزلة يوشع من موسى، فلما لم يقل هذا دل على أنه لم يرد هذا، وإنما أراد أني استخلفتك على أهلي في حياتي وغيبوبتي عن أهلي، كما كان هارون خليفة موسى على قومه لما خرج إلى مناجاة ربه. وقد قيل: إن هذا الحديث خرج على سبب، وهو أن النبي صلى الله عليه
وسلم لما خرج إلى غزوة تبوك استخلف عليا عليه السلام في المدينة على أهله وقومه، فأرجف به أهل النفاق وقالوا: إنما خلفه بغضا وقلى له، فخرج علي فلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم وقال له: إن المنافقين قالوا كذا وكذا! فقال: (كذبوا بل خلفتك كما خلف موسى هارون). وقال: (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى). وإذا ثبت أنه أراد الاستخلاف على زعمهم فقد شارك عليا في هذه الفضيلة غيره، لأن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف في كل غزاة غزاها رجلا من أصحابه، منهم: ابن أم مكتوم، ومحمد بن مسلمة وغيرهما من أصحابه، على أن مدار هذا الخبر على سعد بن أبي وقاص وهو خبر واحد. وروي في مقابلته لأبي بكر وعمر ما هو أولى منه. وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أنفذ معاذ بن جبل إلى اليمن قيل له: ألا تنفذ أبا بكر وعمر؟ فقال: (إنهما لا غنى بي عنهما إن منزلتهما مني بمنزلة السمع والبصر من الرأس). وقال: (هما وزيراي في أهل الأرض). وروي عنه عليه السلام أنه قال: (أبو بكر وعمر بمنزلة هارون من موسى). وهذا الخبر ورد ابتداء، وخبر علي ورد على سبب، فوجب أن يكون أبو بكر أولى منه بالإمامة، والله أعلم.) ذلك قول الطائفة الأخرى من العلماء الذين ضعفوا الحديث ، نقلت لكم خلاصة أقوالهم بأمانة ، وإن كنت صرحت أن الحديث صحيح ـ أى أننى مع الفرقة الأولى من العلماء ـ ولكن أرى أن المعنى ليس يحتمل الخلافة وإلا لجئنا بجبريل ليكون لنا الخليفة بعد النبى بدليل قول الله تعالى ( إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ
فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ
بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ {4}التحريم ) والله المستعان .
8ـ أرفض أن توجه إهانة لأى من أعضاء المنتدى بشكل عام وإلى سيدتى الأخت الفاضلة سلوى بشكل خاص وموضوع الصمغ هذا أنا لم ألاحظه من قبل ، لا أنا ولا أى من الأخرين فاتق الله وقل قولاً سديدا، ولا ترمى الكلام جزافاً على الأفاضل والمحترمين والعلماء ، مهما كنت ومهما كانوا ، والكلمة الطيبة صدقة ، فاسمع وعى ، والله الموفق ، وعسى الله أن يهدينى وإياك إلى الحق والصواب وما فيه خير أمتنا .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وأصحابه وأزواجه أمهات المؤمنين ومن من تبعهم إلى يوم الدين .