الحرية .. حينما تُعطى للكلاب

[المشرقي الإسلامي]

من المؤسف أن يعيش الفرد في العالم العربي والإسلامي أو العالم الثالث بوجه أعم يتسول حريته التي هي من حقه الذي لا ينازعه فيه أحد. حقاً .. الحرمان من الحرية جريمة ، يُعاقب مرتكبها بما يجده من ردود فعل عكسية من المحروم من الحرية والذي يصبح خاملاً لا قدرة له على العطاء .حرمان الفرد من الحرية أزمة تسببت في كبت نفسي عميق لدى الكثيرين من الذين ملوا وضاقوا وسئموا هذا التحكم بهم . ويحق لكل فرد عمل كل ما في وسعه لاسترداد حريته إذ هي تُنتزع ولا تُعطى. وإذا كنا ننتقد الحكام في تضييقهم الحريات فإننا نسأل سؤالاً سهلاً تجيبون عنه أنتم: ماذا لو نال كل إنسان حريته التي يرديها وبالشكل الذي يتمناه؟ لا شك أن الحريات ستتضارب وتعم الفوضى ويكون الرجوع إلى الديكتاتورية أهون لضمان الحزم وعدم انتشار الفوضى. سؤال .. ماذا لو أن هؤلاء السفلة من القتلة والسفاحين المارقين المتمردين على إجماع علماء المسلمين نالوا حريتهم ؟؟ لا شك ستنقلب الدنيا رأساً على عقب. ليس كل إنسان يستحق الحرية إلا إن كانت حرية مسؤلة لا يعتدي بها على الآخرين ، فحرية الفرد تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين. والفرد في ممارسته الحريات يجب عليه إدراك أن مما يسيء إلى الحرية الأنانية .. أن يكون الفرد يرى الحرية هي ما يوافق هواه دون الآخرين.
وكذا الوضع في الإعلام .. فلو تُرٍك الحبل على الغارب لكل من يريد التحدث بحرية .. لفسدت الأرض لأن كثيراً من الناس يهذبهم الاستعباد ويفسدهم الحرية.وليست جماعات المتطرفيي في كثير من الدول والتي كبتتها الأنظمة ثم نالت حريتها بزوال هذه الأنظمة إلا نموذجاُ لها.كذلك المنتديات في الإنترنت حينما تعطى الحرية لبعض من الهمج الوقاح ليخرجوا جام غضبهم في سب فرد أو اثنين أو مجموعة لم تمسهم بسوء ولمجرد الاختلاف في الرأي فإن الحرية تكون أداة إفساد ولا عليهم إذا وجدوا أنفسهم مكبلين في مشاركاتهم ووجدوا من لا يعباً بهم ومن يكبتهم فهُم بذلك أساؤا لأنفسهم وكأنهم بقلة حيائهم يقولون لغيرهم أسيئوا لنا فما نحن بوجه للإحسان.هؤلاء الأقذار الأوساخ حينما يأخذون قدراً من الحرية فإنهم نتيجة الكبت المقرون بالجهل والعصبية والإحباط يسيسونها في أفكار بحاجة إلى التصحيح والمناقشة . أسأل نفسي .. ماذا لو أعطينا كثيراً من طلاب الحرية حريتهم؟ أليسوا سيفسدون ؟ الديكتاتورية أرحم من فوضى الحرية والديمقراطية. كذلك في هذا المنتدى.. هناك من تسبهم الحرية وتود لو أنها لم تُعرف بسبب استغلال الأقذار لها. هؤلاء الأقذار كان الأولى بهم احترام غيرهم وعدم التجريح خاصة إذا كانوا يجرحون ويسبون من هم أكبر منهم سناً وأعظم خبرة. وأولى بهم الحصول على حرية ضرب رؤسهم بالحائط أو حرية الغروب عن هذه المنتديات لا حرية التعبير أو الرأي لأنهم أدنى من أن ينالوها لأنهم غير مسؤلين وليسوا إلا قطعان نائحة تتحدث بما لا علم لها به. ألا ليت كل واحد يحترم معنى الحرية بدلاً من أن يشكو الحذاء الذي يُضرب به فوق رأسه بسبب حريته الوقحة. والقول لك يا جارة..

[بالعقل...بهدوء]

الأخ المحترم المشرقي
أنت تطرح موضوعاً مهماً هو العلاقة بين الحرية والمسؤولية.
على أن الحل لمشكلة استثمار بعضهم للحرية في الإساءة لغيرهم لعلها نتيجة لعدم العيش في جو حر أصلاً.
الحرية والمسؤولية صنوان والحل ليس في الدكتاتورية بل في تغيير جذري في البنية العقلية السلوكية للمجتمع يجعله يتحمل الاختلاف في الآراء دون أن يقود هذا إلى الفتنة أو انفراط الوحدة الاجتماعية.
نحن إن فضلنا الدكتاتورية كما فعلت أنت فسندخل في حلقة مفرغة لأن هؤلاء الذين تراهم يسيئون هم نتاج للدكتاتورية لا للحرية، فهم لم يتعودوا على الجو الحر السليم.
ألم تر إلى أدب الاختلاف عند أسلافنا كيف نسي بل يحاجج بعضهم أنه لا ضرورة له لأن الحق واحد لا يختلف ولم يسألوا أنفسهم لماذا قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه إن اختلاف الصحابة في بعض الاجتهادات هو رحمة للأمة؟

[الحافي]

وهل أعطيت هذه الحريه للجميع ؟ .... حتى الآباء والأمهات ؟؟؟

[المشرقي الإسلامي]

[quote]الرسالة الأصلية كتبت بواسطة بالعقل...بهدوء
[b]
.
الحل لمشكلة استثمار بعضهم للحرية في الإساءة لغيرهم لعلها نتيجة لعدم العيش في جو حر أصلاً.
الحرية والمسؤولية صنوان والحل ليس في الدكتاتورية بل في تغيير جذري في البنية العقلية السلوكية للمجتمع يجعله يتحمل الاختلاف في الآراء دون أن يقود هذا إلى الفتنة أو انفراط الوحدة الاجتماعية.
نحن إن فضلنا الدكتاتورية كما فعلت أنت فسندخل في حلقة مفرغة لأن هؤلاء الذين تراهم يسيئون هم نتاج للدكتاتورية لا للحرية، فهم لم يتعودوا على الجو الحر السليم.
هذا ما أعتقده أيضاً وأتفق معك فيه ولم أفضل الديكتاتورية وإنما كنت أقول ذلك من باب المجاز. نتيجة رائعة أشرت إليها عزيزي لأن الفرق بين إنسان أعطيت له الحرية و آخر أعطيت له الحرية هو أن الأول يعرف قدرها ويستغلها فيما هو مفيد والثاني يسئ استغلالها.
الحقيقة التي أود الإشارة إليها هي أن معنى الحرية ومفهومها عند الكثيرين يجب أن يُحدد بأطر اجتماعية وأخلاقية وسلوكية فلا شيء يدعى حرية مطلقة وإلا أعطينا للكاتب الإباحي الحرية -باسم الحرية والديمقراطية- في نشر أعمالها المخلة بالأدب ولأعطينا المتطرف الحرية في التنظير لمايعتنق من أفكار تحريضية. المهم أن نربي أبنائنا و نرسخ في غيرنا الحرية المسؤلة ونجعل للحرية معنى يخرج بها عن الطيش والعبث.
لك مني خالص الشكر على هذا التحليل الذي ينم عن استنارة في الفكر ورجاحة في العقل .. بارك الله فيك