مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 09-12-2000, 02:52 AM
مريم 73 مريم 73 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2000
المشاركات: 9
Post لماذا يضيقون بالخلاف ؟

دخلت يوما على طلاب كلية أصول الدين وكنت أدرسهم مادة الحديث فشرحت لهم حديثا ثم عرضت لمسألة فقهية فيه .. وذكرت الأقوال وأدلتها والقول الراجح ...

فاستأذن طالب وقال : في المحاضرة السابقة كان عندنا مدرس آخر في مادة أخرى , وقد عرض الأقوال , ورجح غير ما رجحت … فنحن في أمر مريج , لا ندري أيكما المصيب ..؟؟

قلت له : يا أخي ! هون عليك .. هب أن مدرس الحديث هو أحمد ابن حنبل أو مالك , وهب أن مدرس الفقه هو أبو يوسف أو أبو حنيفة , و هب أن مدرس الأصول هو الشافعي – رحمهم الله أجمعين – فما الذي سيحدث ؟ ألا تعتقد أن كل واحد منهم سيقرر ويرجح مذهبه الذي عرضت لك ؟

قال : بلى

قلت : دع عنك هؤلاء الأئمة الأعلام , وافترض أنه درسك من هو أجل منهم و أعلم وأقدم هل ينتهي الخلاف ؟

ألست ترى أن مذهب أبي حنيفة – مثلا – سبقه إليه ابن مسعود ومن قبل عمر – أعني في تلك المسألة المعينة ؟

ومذهب مالك سبقه إليه أبو هريرة و عائشة وابن عمر ؟

و مذهب أحمد سبقه إليه ابن عباس ؟

و مذهب الشافعي سبقه إليه أبو بكر وعلي ابن أبي طالب !؟ إذن فلم الجزع من اختلاف أهل العلم ؟! هو اختلاف طبيعي , أسبابه معروفة , وليس وجوده بحد ذاته مشكلة , إنما المشكلة في أمور أخرى , لا بد من الوقوف عندها .





من المشكلات التي تحتاج إلى توعية جمهور الناس بشأنها : المنهج الصحيح في التعامل مع الخلاف . ومن المشكلات عدم التفريق بين أمور يتسع لها الخلاف و أمور لا يجوز فيها الاختلاف بحال .

ومن المشكلات أسلوب بعض المختلفين المتسم بالجرأة والاتهام والانفعال والهيجان . كل هذه أمور تحتاج فعلا إلى حديث .



أما أصل قضية وجود الخلاف فهو أمر جبلي لا بد منه شئنا أم أبينا .

لذلك فإنني أرثي لهؤلاء الذين ينطحون بقرونهم صخرة الواقع القدري الذي لا حيلة فيه , فإذا شعروا بالعجز انكفأوا على أنفسهم يلومون ويعاتبون , ويخطئون ويصوبون , فيدخلون في لجة خلاف من حيث لا يشعرون .



ليس كل الخلاف مذموما , بل منه مذموم ومنه محمود , ومنه مالا يوصف بذم ولا حمد ولكنه واقع لا مفر منه .



فتعدد وجهات النظر والاجتهاد في مسألة ما ليس شرا محضا , بل قد يكون خيرا يثري هذه القضية ويغنيها بمجموعة من الآراء المقبولة , وربما كان الحق موزعا بينها , بمعنى أن كل اجتهاد منها يحمل بعض الحق , فيمهد هذا الطريق لمن يأتي بعد فيلتقط الحق الذي هنا , والحق الذي هناك ليخرج بنتيجة مفصلة مرضية.



إني أعجب كل العجب من بعض الشبيبة الذين ما إن يرى أحدهم اختلافا بين عالمين أو بين فئتين في مسألة أو في عشر مسائل إلا ويدعو بالويل والثبور , و يندب حظ الإسلام , ويتباكى على الأوضاع المتردية , ويبدأ في شريط ألفناه وحفظناه :

المسلمون يقتلون ويشردون , وبلادهم تستباح , و أعراضهم تنتهك , واليهود يخططون ويعملون , و النصارى يتآمرون والشيوعيون يتنادون , والسيخ والهندوك والبوذيون …و .. و



وما شأن هذا – رعاك الله – و شأن الاختلاف ؟ ألم تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم وهو كان بمكة يشرد ويطرد ويخاف , ويضطهد أصحابه , ولم يكن يمنعه ذلك من تعليم أصحابه تفاصيل الأحكام المنـزلة عليه , وكان من الطبيعي أن يختلف أصحابه حولها , أو حول بعضها . ثم لما هاجر إلى المدينة كان يخوض معركة شرسة مع الوثنية المتغلغلة في جزيرة العرب , معركة دعوية , ومعركة حربية .



وكان يخوض معركة أخرى مع اليهودية المدججة بالعتاد و المال , ومع ذراعها الخفي المتمثل في حركة النفاق .. ومعركة مع النصرانية ..



و لما مات صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم واجه المسلمون حركة الردة , وهي من أخطر التحديات التي واجهت الدعوة الإسلامية , ثم حركة الفتوح جهة فارس والروم .



و مع كل هذا الجهد المتواصل على صعيد البناء والتوسع والاستقرار .. كان المسلمون بما فيهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم يختلفون في أشياء كثيرة جدا .



فلا هم بالذين تشاغلوا بهذه الخلافيات و قعدوا عن نصرة الإسلام – كما يفعل بعض الدعاة اليوم –

ولاهم انهمكوا في المعركة الكبرى واعتبروا الجدل بالتي هي أحسن في المسائل الاجتهادية خطأ يجب اجتنابه .



و هؤلاء المتباكون على أوضاع المسلمين لم يصنعوا شيئا للمسلمين المنكوبين .. غير أنها حجة يلوحون بها كلما ثار جدال بالتي هي أحسن في مسألة ما .. و قد يكون من شأن هذا الجدال أن ينفض الغبار عن عقول كليلة , و أفئدة هزيلة , وقد يصحح خطأ , أو يقوم معوجا .



و أخشى ما أخشاه أن يكون بعض من يستخدمون هذه الحجة إنما يغبرون بها في وجه بعض الاجتهادات التي يكرهون , فبدلا من أن يقولوا : لا تتعرضوا للمسألة الفلانية و لاتناقشوها …. أو لا تخطئوا فلانا وفلانا .. يقولون : الأمة منكوبة و الأمة .. و الأمة .. وهم إنما يخافون على مكاسبهم أو على قداساتهم .



و مما يمت لهذا بأقوى سبب أن فرقة من الفرق الباطنية المعروفة الشاذة عن الأمة كلها تستبيح لنفسها الوقيعة بين المسلمين , بدءا بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم , ومرورا بالتابعين وتابعيهم … ولا يتورعون حتى عن التكفير .. فإذا قام باحث يكشف خبيئة هذه الفرقة ويعري حقيقتها أجلبوا في وجهه قائلين :

لا تحرك الخلاف القديم , و لا تمزق وحدة المسلمين , و لا تعط الفرصة لليهود و النصارى لينفذوا من خلال هذا الاختلاف .

أحرام على بلابله الدوح ************* حلال للطير من كل جنس !؟



مجلة الإصلاح

العدد : 243

التاريخ : 7/7/1993 م

سلسلة : في المنهج
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م