مصارين البطن تتقاتل !

[ابن حوران]

مصارين البطن تتقاتل !!

لو كلف أحدنا لإصلاح ذات البين بين أخوين أو صديقين أو مواطنين أو فئتين ، فإنه يجد نفسه محتاج لاستخدام تعبير ( مصارين البطن تتقاتل !) ..للتدليل على طبيعية الحالة التي هو مكلف بحلها ..

ويبدو أن هذا المبدأ ، أصبح القاعدة العامة لحل مشاكل الكون بشكل عام ، فالكون له بطن ، والقارات لها بطون ، والبلاد لها بطون ، والحزب له بطن ، والعشيرة لها بطن ( وبالمناسبة لها أفخاذ ) .. والأسرة لها بطن ، والمواطن له بطن .. وكل من له بطن له أمعاء ( مصارين ) .. وهي بالتالي ستتقاتل !

أما لماذا تتقاتل مصارين بطن الإنسان الذي تم قياس المثل عليه ؟
إنها تتقاتل عندما يجوع البطن ، فتصدر صوتا كالقرقعة نتيجة انقباضاتها ، وهنا حل تلك الأصوات هو إشباعها ، ويتم عندها إخماد أصواتها أو قتالها !

وأحيانا تصدر الأمعاء أصواتا ، عندما تمتلئ أكثر من اللازم فيصبح هناك عسر هضم ، واضطرابات نتيجة التخمة أو الأكل بسرعة هائلة .. و حل تلك المسألة هو بالالتزام بأكل ما يسد الجوع ، والابتعاد عن الشراهة ..

إن ما يجعل الشره يأكل بسرعة هائلة ، هو خوفه من مزاحمة الآخرين له بالأكل ، أو انتهاء تلك الفرصة الذهبية فجأة .. وهذا ما يحدث في بطن المجموعات التي أتت مع المحتل في العراق .. فأمعائهم تتقاتل كما تتقاتل أمعاء المحتل نفسه ، لاغتنام فرصة النهب بأقصى سرعة ..

لكن عندما يتقاتل الأخوة في فلسطين ، والتي ربطت على بطنها حجرا ، لأكثر من قرن صابرة على ضيمها وجوع أبناءها ، في سبيل إبقاء جذوة روح المقاومة على أشدها .. فإن الأمر يحتاج الى تفكير ملي و يحتاج لعلاج سريع ولو بالمصابرة ( أي جعل من صبروا يواظبوا على صبرهم ) .. لكي لا يتشفى من كان يراهن على اقتتال الأخوة ، ويستثمر هذا الاقتتال في منحى لم يرغبه كل من حرص على الدم الفلسطيني ..

[على رسلك]

الاخ الكريم السهل الخصيب ابن حوران ..


احيانا اتمنى وجود بعض حجارة فلسطين .لألقمها المتشدقين بالرأفة والرحمة ..

فلعلهم يطعمون فيها طعم المرارة والجوع ويشتمون رائحة الدم فيتبون ويتوقفون

عن دموع أخوة يوسف عليه السلام .مع ان اخوة يوسف احضروا دما كذبا

وهؤلاء لا يتكلمون إلا من وهم وسراب يدعى الرحمة والشفقة .وقربوا وسددوا ..



قلمك ... نجما لامعا متلألأ في سماء هذه الخيمة ..

[غــيــث]

صدقت أخي المبدع : إبن حوران

ونحن الشعوب البائسة كذلك مصابون بداء القولون العصبي مما نرى ونسمع ونعايش

ولا نملك حيال ذلك سوى مزيد من المعاناة...فحتى العلاج المتوفر عديم الفائدة..

ونتسائل لماذا خصنا الله من بين البشرية جمعاء بهذا الداء ؟؟

هل هو إبتلاء ليمحصنا أم جرت حكمتة جل وعلى ليعاقبنا ...؟

أسترجع هذا فيخف الألم ... اللهم الطف بأمتك وأهدهم سبل الرشاد

بارك الله فيك

[ابن حوران]

الأخت الفاضلة ( على رسلك ) .. أشكر إغداقك علي بكرمك
الأخ الفاضل غيث .. أشكر مروركم العاطر وإطرائكم الوافر

كل التقدير والاحترام