تقنيات الإذابة الجيدة تؤدي لصفات جيدة للمحلول

[ابن حوران]

تقنيات الإذابة الجيدة تؤدي لصفات جيدة للمحلول

يفاجأ بعض المختصين ، عندما يخلط دهانا أو محلولا كيميائيا ، كدواء لرش المزروعات ، أو علاج بعض قطعان المواشي و الدجاج عن طريق ماء الشرب ، أنه بعد الخلط بفترة بسيطة ، تترسب مكونات المادة المذابة في أسفل الوعاء ، ويضطر لتحريكها مرة تلو مرة ..

ان تلك الظاهرة تنتج عن سوء دراية ، في تقنيات الخلط وفهم الخصائص للمواد المذابة ، والسائل الواجب الإذابة فيه .. وقد يحدث هذا في إذابة السكر بالزيت ، أو حتى أثناء خلط سائلين مع بعضهما كالزيت و الماء .. مما يستدعي التحريك المستمر ، أو إضافة مادة ثالثة مساعدة على تثبيت الخلط ..

في المجتمعات ، يتم الانصهار بين مكونات المجتمع ، بمختلف مشاربه العرقية والطائفية ، وتتعايش مكونات المجتمع بمساعدة خطاب متسامح ، وقوانين مثبتة لحقوق كل عناصر المجتمع ، فإن كانت القوانين غير مدروسة بشكل جيد ، أو يتم اختراقها في كل حين ، فان مكونات المجتمع ستتفكك و يترسب جزء منها في القاع ، ويتخثر قسم ويبقى معلقا وسابحا ، بشكل أشبه بتكور أجزاء ( الطحينة) في بعض مستحضرات الطعام غير المتقن ..

وفي الأفكار ، يكون تأثير الخلط ، فوري و آني ، ولكنه سرعان ما يزول ، فعند حضورك لمهرجان خطابي ، ستجد الموجودين يتفاعلون بشكل فوري يتصاعد مع تصاعد نبرات الخطيب ، وبعد نهاية المهرجان ، تزول مؤثرات الخطاب كما يحدث في مواعظ دواوين العزاء ..

إن سمة التأثير الآني والفوري ، تكاد تكون السمة العامة لحركة الجماهير ، لفقدان عامل تثبيت تلك المؤثرات الذهنية .. وحتى يتم توفيرها لا بد من :

1 ـ أن تتماهى تلك المؤثرات مع الهم اليومي لمتلقي تلك المؤثرات ..فمن يسأل عن عنوان يقصده ، سيحفظه عن ظهر قلب ، أما من يزود بعنوان في بلد بعيد لا ينوي السفر اليه فإنه سرعان ما ينساه ..

2 ـ أن تتناسب المؤثرات مع قدرة من يتلقاها ، على التعامل معها ، سواء من خلال فهمها ، أو من خلال احتياجه الفعلي لها ..

3 ـ أن تكون تلك المؤثرات مجربة ، وآثارها ماثلة أمام من تلقى عليه ، فقد يأس مواطننا من كثرة الخطابات الهائمة والحالمة ، ولم يعد يشده أي خطاب لم ير نجاحا فاعلا له ..

4 ـ أن يتصف من يوزع تلك المؤثرات بالصدق ، والحرص الأكيد على هم الأمة ، وأن لا يقبل على زعمه فقط بأنه حريص ..

5 ـ أن تكون الصورة التي يتوسم صاحب المؤثرات ، واضحة وسهلة التصور (الوعي المستقبلي للصورة ) .. لا أن تكون هائمة وغير معروفة النهايات ..

عندها فقط نكون قد وضعنا أقدامنا على عتبة وضع تقنيات لتثبيت محاليلنا ..