جولة مشرف العربية، هل تمهد لاعتراف باكستانى باسرائيل؟

[المصابر]

يقوم الرئيس الباكستانى برفيز مشرف حاليا بجولة عربية يزور خلالها المملكة العربية السعودية ومصر الاردن وسوريا ودولة الامارات العربية المتحدة.
وفى تصريحات للصحفيين قبيل مغادرته باكستان، قال مشرف ان الهدف من جولته لهذه الدول يشمل بحث مبادرات جديدة محتملة لحل القضية الفلسطينية، التى اعتبرها جوهر الصراع فى الشرق الاوسط. واشار انه بجهود الامة الاسلامية يمكن حل هذه القضية.

واضاف مشرف الذى يرافقه فى الجولة وزير خارجيته خورشيد قاصورى ووزير اعلامه محمد على دوراتى، " ان الشرق الاوسط والامة الاسلامية ظلا منذ عدة شهور سرحا للاضطرابات وانه سيبحث مع قادة الدول العربية التى سيزورها سبل اعادة الهدوء للعالم الاسلامى ويتبادل وجهات النظر من اجل استراتيجية تخاطب الخطر الذى يواجه العالم الاسلامى".

وقال مشرف " ان الفكرة الاساسية هو انه لابد من اتخاذ خطوات تجاه حل القضية الفلسطينية، الامر الثانى يتعلق بضرورة وقف تفكك الامة الاسلامية.... ولابد من طرح افكار جديدة....اريد ان ارى اذا كان هناك اي اقتراح جديد فى هذا الخصوص ... لاجل تحسن فى الامة، لان هناك اضطرابات كثيرة وتفكك فيها (الامة الاسلامية ) واقوم بالزيارة لاجل هذين الامرين." هذا ماجاء على لسان مشرف قبيل بدءه الزياره التى تستمر 4 ايام.

اعتراف محتمل باسرائيل
وفى اتصال هاتفى مع محمد السيد سليم، استاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت ومدير مركز الدراسات الاسيوية بجامعة القاهرة قال سليم ان جولة الرئيس مشرف لمنطقة الخليج والشرق الاوسط بها 3 ملفات هامة، بجانب ما اعلن عنه الرئيس الباكستانى قبل بدء الجولة.

يرى سليم ان الرئيس مشرف مقدم على اتخاذ اجراءات استراتيجية ستغير مجمل سياسة باكستان منذ نشأتها حتى الان.

وفى مقدمة هذه القرارات، ذات الصلة بالجولة العربية، والكلام لمحمد السيد سليم، هو القرار الذى ربما يعلنه مشرف بقيام علاقات دبلوماسية مع اسرائيل.
ويضيف ان الرئيس الباكستانى يمهد لهذه المسألة منذ ثلاث سنوات على الاقل وبالفعل ارسل بعثة من رجال الاعمال الباكستانيين الى اسرائيل. ووزير خارجيته التقى بوزير الخارجية الاسرائيلى فى انقره منذ شهور. وهو تحت ضغط شديد من الولايات المتحدة لاقامة علاقات مع اسرائيل، ليكون مثل الهند التى اقامت علاقات مع اسرائيل عام 1992 .

ويرى سليم ان مشرف يتوقع ان يثير مثل هذا القرار ردود افعال سلبية فى العالم العربى وانتقادات من القادة العرب لان هذا الاعتراف الباكستانى ربما يضعف الموقف العربى فى الصراع العربى الاسرائيلى.

ويضيف " ظن ان زيارته لمصر والاردن تتعلق اساسا بمناقشة الملف الباكستانى الاسرائيلى. وربما تنجح الدول العربية فى اثناءه عن السير فى هذا الاتجاه الى ان تنتهى المفاوضات العربية الاسرائيلية، وربما ينجح مشرف فى اقناع مضيفيه بانه بتبادل هذه العلاقات سيتمكن من ممارسة تأثير على اسرائيل لتكون اكثر تنازلا فى المفاوضات، وهو نفس الموقف الذى اعلنته الهند عند اقامتها للعلاقات مع اسرائيل عام 1992 ولم تحقق شيئ."

وربما يرد مشرف بانه ياخذ مصالح باكستان العليا فى عين الاعتبار، ومن ثم يتوقع تفهما من الاطراف العربية لهذا القرار اذا اتخذ.

التنازل فى كشمير
وفى هذا الشأن يقول سليم لبى بى سى ان الرئيس مشرف اعلن انه مستعد للتخلى عن المطلب الباكستانى التقليدى باجراء استفتاء حول مستقبل كشمير، طبقا لقرارات الامم المتحدة، مقابل ان يحصل الاقليم على حكم ذاتي. وهو الطرح الذى اثار ردود فعل داخلية باكستانية متباينة، وهناك مظاهرات من بعض الجماعات الكشميمرية ضد هذا الطرح.

ايضا مؤتمر الحرية لكل الاحزاب الباكستانية اعلن ان انه لابد وان يلعب دورا فى المفاوضات الجارية بين الهند وباكستان فى هذا الشأن.

ويعتقد سليم ان مشرف سيطلب من القادة العرب مساندة باكستان فى تحوله الجذرى فى الملف الكشميرى. فتغيير السياسة الباكستانية فى كشمير والتنازل عن المطلب التقليدى فيما يتعلق بضم الاقليم، ربما يثير رودود عربية تتهم باكستان بالتخلى عن الكشيميريين، وغالبيتهم من المسلمين، لصالح الهند.

الخليج وامدادات النفط
الملف الثالث هو الملف الايرانى، ويرى سليم ان المنطقة الان على وشك الدخول فى مواجهة امريكية ايرانية. وباكستان ليست بمنأى عن هذه المواجهة لان باكستان تجاور ايران مباشرة. والقاعدة البحرية الباكستانية الجديدة فى اورمارة تجاور ايران بشكل مباشر.كما ان باكستان تستورد بعض النفط من ايران.

ومن ثم يتوقع سليم ان يتحاور مشرف مع القادة الخليجين حول ضمان استمرار تدفق النفط الى باكستان، حيت تعتمد باكستان على دول الخليج والكويت والسعودية بالاساس، فى حال وقوع صراع مسلح بين ايران والولايات المتحدة.

ويقول سليم ان هذه هى الملفات الاساسية الثلاث فى زيارة مشرف مشيرا الى ان الملف الاقتصادى ليس بنفس الاهمية ويمكن مناقشته بواسطة لجان خاصة او بواسطة وزراء الخارجية من الطرفين.

طائفية يصعب التدخل فيها
وبسؤاله هل من الممكن ان تلعب باكستان دورا فى تهدئة الوضع فى الخليج، خاصة الوضع فى العراق، قال سليم " صراحة لايمكن لباكستان ان تلعب دورا فى مسألة الاقتتال الطائفى فى المنطقة، وتحديدا فى العراق، لان باكستان ذاتها تعانى من هذه المشكلة بين السنة والشيعة وهناك هجمات متبادلة طالت المساجد ايضا. ومن ثم فان باكستان ليست فى موقع يسمح لها بان تقوم بدور فى هذه المسالة. فالاقتتال الطائفى يتم على يد جماعات تحتية ومن ثم من المستبعد مناقشته على المستوى الرسمى مع القادة."

ولكنه قال " اتصور ان يبحث الرئيس مشرف مسالة المواجهات الدامية بين فتح وحماس ولكن كل هذه امور ثانوية."

تطلعات نووية متأخرة
وعما اذا من الممكن ان تثار مسالة تعاون باكستان مع الدول العربية التى اعلنت رغبتها فى انشاء محطات نووية سلمية، قال سليم " الموضوع النووى ربما يكون ثانويا لان الدول العربية التى اشارت الى انها بصدد تدشين برامج نوويه ليست لديها بنية تحتية لهذه البرامج بعدما تبعثرت الخبرات العلمية النووية فى هذه البلدان ومنها مصر فى السنوات العشرين الاخيرة."

ويضيف سليم "ان هذا الحديث هو فقط لامتصاص النجاح الايرانى فى هذا الاطار، ولعدم احراج النظم العربية التى فشلت فى تطوير البديل النووى عبر السنوات الثلاثين اوالاربعين سنة الماضية، وتأتى الان لتتحدث عن هذا الموضوع."

ويختتم محمد السيد سليم قائلا " انه من الصعوبة الان اشراك باكستان فى هذه البرامج لاسباب منها الازمة التى نتجت عن اتهام العالم النووى الباكستانى عبدالقدير خان والهجوم الغربى عليه والرقابة الباكستانية عليه. ايضا العامل الامريكى وهو ان الولايات المتحدة لاتريد ان تنتشر التكنولوجيا النووية ولوسلميا لدول اخرى الا تحت رقابة ومن خلال قنوات امريكية.

ويرى ان باكستان لاتؤيد ان تتدخل فى هذا الملف بشكل يهدد مصالحها. وتركيز الرئيس مشرف الان هو انقاذ المصالح الاستراتيجية الاساسية وليس على اى شئ اخر.

يذكر ان مصر والاردن واليمن وعدد من الدول العربية قد اعربت عن رغبتها فى تطوير برامج نويية سلمية لسد احتياجاتها من الطاقة.

التعليق :
أتلم المنحوس على خياب الرجاء .