أوربا الناضجة و أمريكا الهوجاء

[الهلالى]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين الذى يدول الأيام والدول ويبيدها و ينشأها بأذنه .. والصلاة و السلام على محمد بن عبدالله وآله وصحبه ومن إتبع سنته ومشى على خطاه وكان مثله وارثا للسيف ما سقط من يده

لى وجهة نظر فى موضوع التحالفات الغربية و الأمريكية الصليبية ...
أحب أن أعرضها عليكم ...

منذ بزوغ شمس الأسلام على العالم أوجس ساسة الغرب النصرانى خيفة من الزحف الأسلامى – والغرب وقتها كان يتمثل فى أوربا النصرانية فقط و قد تأكدوا أن عدوهم الذي ينشد زوال ملكهم هو الأسلام لأنهم رأوا بأم أعينهم أن ما يكاد يدخل المسلمون بلد إلا وتنافس شعبه فى الدخول إلى هذا الدين .... حتى تم حصار الغرب النصرانى من الشرق ( حدود القسطنتينية ) و الغرب النصرانى ( الأندلس )
وفى فترات الضعف الذى أصاب الدولة الأسلامية نتيجة حب العروش من الأمراء وحب الرعية للدنيا كان يستغل الصليبيين من أوربا ذلك فيلقون حملاتهم المتوالية للنخر فى جسد أمة محمد صلى الله عليه وسلم ...
ظل ذلك حتى زمن قريب جدا فى أوائل القرن العشرين .... ومما لاشك فيه أن القارة الأوربية أكتسبت خبرات كبيرة جدا بأحوال المسلمين من كثرة المعارك التى دارت رحاها فى القرون السالفة .. و أخص هنا خبرة واحدة وهى الشاهد فى هذا الموضوع .
لقد علموا أنه عندما تضعف الأمة الأسلامية فيهجموا هم بحملتهم يكسبوا معركة واحدة من المسلمين ... وسرعان ما تنتشر القوة فى الجسد الأسلامى بطريقة عجيبة بسبب أحتلالهم لبلاد المسلمين ... وتأكدوا طوال هذه القرون أن دواء الأمة وقت هزالها هو الأحتلال العسكرى الذى يوحد المسلمين ويقذف بحلافاء الصليبيين فى مزابل التاريخ .. وتخرج الأمة معافاة بفضل الله ثم بسبب شهداءها الذين قدموا دمائهم طلبا لرضوان ربهم .
أمة الأسلام أمة جهاد .. يتمنون رفع راية الجهاد حتى ينضووا تحتها و يقيموا هذه الفريضة .. فعندما يمتنع عنهم الجهاد لفترة من الزمن نجدهم ظمأى له .

ففى بداية القرن العشرين كان قد أكتمل أكبر أحتلال صليبى للأراضى الأسلامية وغير الأسلامية فى تاريخ المسلمين من عدة دول نصرانية ... ولو رجعنا للتاريخ الحقيقى وليس المزور الذى درسه لنا أولياء أمور خونة ( التاريخ الحقيقى ليس ببعيد على الساعى فمازال موثق فى الكتب ) أقول لو رجعنا لوجدنا أنه كانت هناك حركات أسلامية قوية أقضت مضجع الغرب الصليبى المحتل وكانت كلها حركات أسلامية وليست قومية كما كذبوا علينا ... عز الدين القسام فى سوريا .. وأنتقالها إلى فلسطين ....حركة الأخوان لمسلمين فى جميع الدول الأسلامية ....فقد أرهقو الأحتلال ...ولكن فى هذه المرة غير الصليبيين من تفكيرهم .... وقامو بدهاء عجيب ( وأخص بالذكر أخبث دولة فى التاريخ - بريطانية ) فى الجلاء عن الدول ولكن تركوا ذيول لهم - وللأسف أنخدع أمراء الحركات الجهادية لحكمة يعلمها الله - تمثلهم ويحكمون لمصالحهم وكأنهم أخذوا عليهم عهدا أن يطفئوا شعلة الجهاد ويغيروا هذه الكلمة بكلمة بديلة كعادتهم ... غيروا بدلا من الجهاد الأرهاب ... وبدأ من هنا عهد جديد أسمه الأستعمالر الفكرى و العقائدى .... وظهر جراء ذلك حركات مثل القومية و العلمانية ....الشيوعية ...الخ

وكانت هذه الحيلة الخبيثة نتيجة لنضوج ساسة الغرب أمثال تشرشل و لورانس وغيرهم الذين قرأوا التاريخ و وعوه .. ونجحت حيلتهم

ولكن لحكمة يعلمها الله كانت هناك نواة لأمبراطورية فتية تتكون ... تتكون على دم شعوب بدائية ... شعب قارة كاملة أبيد من أجل هذه الأمبراطورية الجديدة التى كانت أمتداد لبريطانية ... ولما خرجت عن فلك بريطانية فقدت خبرات أمها بريطانية و كذلك النضوج معا .. فأصبحت أمبراطورية هوجاء لا تعرف إلا القوة المادية و لا تأبه لأى قوة أخرى – ومن العجيب أن من ضربها طائرات مدنية يقودها 19 مسلم –
ولما أكتملت لها أسباب الأحتلال كما علمتم من الأحداث المعاصرة بدأت ترسل قواتها لأحتلا البلاد الأسلامية فلم توافقها أوربا الناضجة لعلمها أن ذلك ليس من مصلحتهم .. بل سيكون الغلبة النهائية للمسلمين وهناك أحتمال كبير لعودة الخلافة المكروهة لهم فى نهاية المعركة ....

ولأن أمريكا هوجاء ذهبت وحدها .. ولأن أوربا ذكية ناضجة بقيت تنتظر وتتربص لمصلحتها من الطرفين المتصارعين وقلبها يخفق من ميلاد مسلم جديد .. مسلم يطبق كتاب تعطل حكمه سنين طويلة بمجهود جبار ما زالوا يتحملون تكلفته ...

هذه هى القصة بمنتهى الأختصار ....

فهل من عقل يتدبر ليعلم أن حكامه و أولياء أمره أحد خطوط هذه الخطة

انتظروا وارتقبوا وتربصوا فإن متربصون

الهلالى

[فارس ترجل]

الهلالي

وجهة نظر ملفتة

نظراً لماضي اوربا الاستعماري في المنطقة رفضت الانجرار لامريكا لأنها تعلم ان ذلك ليس في صالحها على المدى الطويل.

جيد

لكن ماذا عن بريطانيا التي تكدس قواتها الآن في جنوب العراق؟!!

اظن ان بريطانيا ضمن اوربا جغرافياً لكنها ضمن امريكا سياسياً

و كما اشرت

امريكا ربيبة اوربا و منشئتها خرجت عن طوعها و انجرت الى المقصلة بارجلها الاربعة

و مع الاسف ذهبت بريطانيا في الركاب نتيجة عوامل كثيرة اهمها رابط اللغة و ترابط السياسات و التحالف المبني على اسس تاريخية.