مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 30-09-2005, 10:33 AM
أبو خطاب الدلمي أبو خطاب الدلمي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
المشاركات: 180
إفتراضي الإنسان .. من أنت؟

بسم الله الرحمن الرحيم..


الإنسان .. من أنت؟
لابد للانسان أن يعرف حقيقته، وحكمة وجوده، وغاية خلقه، حتى يحسن سيره ويحدد سلوكه في واقع حياته وفي التخطيط لمستقبلها، فإن أدركها، واستيقنها، صعد بسلوكه إلى القمم، وإن غفل عنها وأهملها سقط في الحضيض.
فهو أحد اثنين، إما انسان القمم، وإما انسان الحضيص.
الإنسان أعز مخلوق وأكرمه، فهو صنع الله، خلقه بيده، ونفخ فيه من روحه، وركب فيه الحواس، ووهبه الغرائز، ومنحه العقل، وفضله على ملائكته وأسجدهم له “فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين” (الحجر: ،29 ص: 72)، وسخر له ما في السموات والأرض، وأودع فيه سر المعرفة، وألهمه التمييز بين الخير والشر. فهو مظهر عظمة الله تعالى في خلقه وإتقان صنعه.
هذه منزلتنا عند الله منزلة عز وتكريم: “ولقد كرمنا بني آدم” (الإسراء: 72) فعزنا بأيدينا إن ذكرنا هذه المنزلة وشقاؤنا منا إن ضيعناها: “ونفس وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها * قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها” (الشمس: 7 - 9)
دواؤك فيك، وماتبصر
وداؤك منك وما تشعر
وتزعم أنك جرم صغير
وفيك أنطوى العالم الأكبر
فليس الإنسان بنظرته المرموقة هذه بضائع في الوجود، ولا هو من سقط المتاع، ولا على هامش الحياة، وكذلك فإنه ليس بمنحدر من حيوان، ولا بمتطور عن قرد! خسئ الإنسان أن يكون كذلك. وليس الإنسان مجرد مادة تستجيب لحوافزها! إذاً لهبط الإنسان إلى ما دون البهيمة، وشر من الوحش الكاسر، ولاستحالت الحياة جحيماً لا يطاق، حتى لاذ الإنسان بالذئاب فراراً من هذا النوع من الإنسان:
عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى
وصوت إنسان فكدت أطير
إن جواب العنوان يوجز في نوعين من الانسان الذي يعيش على هذا الكوكب، إنسان القمم، وإنسان الحضيض.
وسنبدأ بالنوع الثاني، إذ هو الذي يمثل الكثرة الكاثرة، ليحذره القارئ الكريم، حتى يتهلف بعده إلى انسان القمم
إنسان الحضيض
إن الانسان لينحدر من سموه الذي بوّأه به خالقه، إلى دركات الضعة، حين تنقطع صلته بربه، فيعيش لنزوات جسده فحسب: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم * ثم رددناه أسفل سافلين، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ...” (التين 4 - 7)
وإن هذا الانسان المتردي في الهاوية، لتتنوع نماذجه، تبعاً لمتاهات الاسفاف والانحراف: (بل كذبوا بالحق لما جاءهم، فهم في أمر مريج) أي مضطرب، كالبحر الهائج!
1- البله والإمعيون:
وهم الكثرة الكاثرة من سواد الناس، لا تحسن استغلال عقولها وقابلياتها، ولا تبصر من الحياة إلا ظواهرها، بل قد تعمى عنها، أولئك هم شرار الخلق: “إن شرّ الدواب عند الله الصمّ البكم الذين لا يعقلون” (الأنفال 22)، وهم بغفلتهم مطية المستغلين، يوجهونهم كما يشاؤون، ومتى يريدون، وهم الذين يقولون: نحن مع الناس، إن أحسنوا أحسنا، وإن أساؤوا أسأنا، فهم ينقادون ولا يقودون، ولا تطوير للحياة بوجودهم، بل هم فسادها واسفافها، وهم تبع لكل ناعق، إما جهالة وإما مصلحة ونفعية وليس التابع بأقل خطراً من المتبوع، إذ لولا التابع لانفرد المتبوع بشره وفساده وفضح أمره، لذا فإن عذابهما سواء: “إذ تبرأ الذين اتبِعُوا من الذين اتبَعُوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب * وقال الذين اتبَعُوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار” (البقرة 166 - 167)

2- عبيد الشهوة:
وهم جراثيم المجتمع، ونواة إفساده، هم أشد الناس عداوة وضراوة للمثل والقيم والدين، إذ هي تحول دون متعهم الفاجرة، لا عِرض مصون لهم، ويعبثون بالأعراض، ويشيعون الفاحشة ويباهون باقترافها:
بلاء ليس يعدله بلاء:
عداوة غير ذي حسب ودين
يبيحك منه عِرضاً لم يصنه
ويرتع منك في عرض مصون!
هم أولئك النفر خمر ونساء، ولا شيء بعدهما، ولسان حالهم قول جميل:
يقولون: جاهد يا جميل بغزوة
وأي جهاد غيرهن أريد؟
لكل حديث بينهن بشاشة!
وكل قتيل عندهن شهيد!!
ذلك معنى الجهاد ومعنى الشهادة، بنظر هذا الصنف الساقط من حساب الرجال: “أفرأيت من اتخذ إله هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه، وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون” (الجاثية 23)
3 عبيد المراكز والجاه
هم الجبناء الرعاديد، لأنهم عبيد الأسياد، يستجدون عطفهم بأي ثمن، لينالوا الجاه، وليبقوا فيه، وليتقدموا في سلمه.
وهم الخونة: لأن هدفهم المصلحة الخاصة، تستجدى أو تنتزع بأي ثمن أو تذبح دونها القرابين، فالغير هم الضحية، ويتاجر بهم، وعليهم أداء واجب الشكر وتقديم فروض الطاعة والولاء!! فإن لم ينتفعوا فعفاء على الغير، وشعارهم:
إذا مت ظمآنا فلا نزل القطر
وهم المتنمرون على من دونهم، وقد تذوقوا طعم السيادة، فلا لسان يتكلم، ولا نقد يوجه ولا حق يعلن، وإلا فالويل للحق وأهله من خبث عبيد البشر.
وهم تجار المثل، بها يتصيدون، وعلى أشلائها يرقصون وبضحاياها يهزؤون.
إن هذا الصنف رأس البلاء، وهو الشرك بأبشع صوره، ذلك أن الأصنام البشرية شر ألف مرة من الأصنام الحجرية.
شخصياتهم منهارة، يستمدونها من الكراسي الصماء، فإن فقدوها بغضبة الأسياد أو إحالة على المعاش انهارت بفقد الكراسي الشخصية، وهبط محرارها إلى الصفر أو دونه!
لهم على من دونهم عجرفة وغطرسة وكبرياء واستعلاء، ولهم مع من فوقهم ذلة واستخذاء. حديثهم ندي، إذ قد ألفوا فن النفاق وأتقنوه، مظهرهم تأنق وملبسهم ترف: “وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون” (المنافقون 4)
4- عبيد الطعام والشراب
إن هذا الصنف العجيب، يعيش لجوفه، لا لعقله ولا لروحه ولا لغيره! ولسان حاله يقول:
إنما الدنيا طعام وشراب ومنام
فإذا فاتك هذا فعلى الدنيا السلام
إن عيشة هذا الصنف عيشة بهيمية خالصة، ولعل الحيوان أفضل منه في هذا الميدان، إذ هو أقدر على الطعام والشراب منه، لذا قدمه القرآن الكريم على الإنسان: (.. تأكل منه أنعامهم وأنفسهم) (السجدة 27).
تعساً لحياة همّ صاحبها منام وطعام! ما أبشع هذا التصور، وما أثقل وطأته على المجتمع! إنه الشره والبطر والدناءة والإسفاف، وموت الأرواح فى الأجساد وفساد الضمائر والذمم، وخمول وكسل وفناء!
5- عبيد الهوى في الرأي
وهم المنحرفون عن الاتجاه المنطقي السليم، المتبعون لما يتجاوب مع أهوائهم، سواء أكانت أفكارهم غربية وافدة أم تقاليد محلية بالية، في آفاق الحياة الرحيبة وكل انحراف عن الإسلام الخالص إنما هو هوى، مهما زانه أصحابه، وزخرفوا له القول “فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله” (القصص 50)؟!
وبذا ضاعت الحقيقة بين متآمر على التراث والإسلام بتبنيه فكرة دخيلة، وبين جاهل بالإسلام يظنه خرافات وأوهاماً وشعوذة وتنجيماً وتعلقاً بالأموات!
6- عبيد المال
همهم جمعه وإنماؤه وكنزه وغلق الأقفال دونه. هم عبيد، بتسخيرهم طاقاتهم ووقتهم له وحده، هم يحلمون بالسعادة بهذه العبودية التي تحرمهم من التمتع به، ولكنهم تعساء أشقياء بالخوف عليه أن يسرق أو تحل به كارثة، أو بالخوف من الموت أن يفرق بينهما، وهم تعساء كذلك بحياة الفقر والعدم الذي يحيونه، “تعس عبدالدينار، تعس عبدالدرهم، تعس عبد القطيفة، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش” (رواه البخاري “2886”)
وهم أشقياء بحقد الناس عليهم ومقتهم إياهم، وهم أشقياء بيأسهم من رحمة الله يوم مردهم إليه:
النار آخر دينار، نطقت به
والهم آخر هذا الدرهم الجاري
والمرء بينهما. ما لم يكن ورعاً
معذب القلب بين الهم والنار
ليت شعري لمن هذا الجمع مع الحرمان؟ وصاحبه مغادر الحياة إن عاجلاً وإن آجلاً، إنه لورثته الذين سيفسدهم الكنز ويطغيهم، وقد يكون سبة ولعنة بعد موته عليه، وليس لصاحب المال ماله إلا ما لبس فأبلى، وأكل فأفنى، وتصدق فأبقى.
7- المتشائمون
هذا الصنف من البشر عجيب غريب شأنه في تصور الأمور شأن ابن الرومي الشاعر العربي المعروف، حين خرج إلى السوق بعد اعتكاف طويل في داره تشاؤما فرأى خشبات إلى جوار دكان ملقاة على شكل (لا) ثم نظر إلى الأرض فرأى صدفة (نواة تمر)، فربط بين الخشبات والنواة بتصوره الخاص المتشائم بكلمة هي: (لا تمرّ) ثم قفل راجعاً إلى اعتكافه في الدار!
ليت شعري كيف يحيا هؤلاء الناس
وكيف يتذوقون طعم الحياة!
إنهم في خوف من الأوهام، إنهم حين الأمن في هلع؟ فكيف بهم إذا حلت الشدائد وادلهمت الخطوب؟
إن المتشائمين قاعدون لا حراك بهم، لا هم إلى الخير ولا هم إلى الشر، أموات غير أحياء وهم في أشقى دركات الموت، ومع ذلك فهم أحرص الناس على الحياة، هكذا حياة (ولتجدنهم أحرص الناس على حياة” (البقرة 96)
ليس من مات فاستراح بميت
إنما الميت ميت الأحياء
إنما الميت من يعيش كئيباً
كاسفاً باله قليل الرجاء
وإن السلبية أمام الشر تدفعه ليستشري، والسلبيون أول من يحترق بنار الشر.
يرى الجبناء أن الجبن حزم
وتلك خديعة الطبع اللئيم!
والمتشائمون الجبناء الرعاديد، الراضون بالهوان، هم والحيوان والجماد سواء:
إذ ليس لهم جميعاً رأي ولا استجابة:
ولا يقيم على ضيم يراد له
إلا الأذلان: غير الحي والوتد
هذا على الخسف مربوط برمته
وذا يشج فلا يرثي له أحد
الخلاصة
للحر نظر وسلوك وعزيمة، وللعبد كذلك، ولكن شتان ما بين الاثنين، فالعبد لا يملك العقل ولا الخلق ولا الإرادة، لأنه عبد، وسلوك العبيد واحد، سواء أكانوا عبيد الشهوة أم عبيد الكراسي أم عبيد الأسياد أم عبيد الطعام والشراب، أم عبيد الأفكار الدخيلة الجديدة أو الموروثة البالية أم عبيد المال، وهم جميعاً من حيث إفادة الإنسان منهم كالبله والمغفلين والمتشائمين والرعاديد لا منطق يجدي معهم، ولا نصح ولا تقريع.
لقد أسمعت إذ ناديت حيا
ولكن لا حياة لمن تنادي؟
ولو ناراً نفخت بها أضاءت
ولكن أنت تنفخ في رماد!!
اللهم إلا أن تتغير نظرة العبد إلى الحياة، فينظر بمنظار الحر إليها، حينئذ تتبدل الدنيا بوجهه، ويراها ويرى نفسه بوجه قشيب مشرق وضاء: “أومن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشى به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون” (الانعام 122










أخوكم/ أبو خطاب الدلمي...
__________________


قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن أبتغينا العزة بغيره أذلنا الله..
  #2  
قديم 08-10-2005, 02:42 PM
أبو خطاب الدلمي أبو خطاب الدلمي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
المشاركات: 180
إفتراضي

..
__________________


قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن أبتغينا العزة بغيره أذلنا الله..
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م