مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 02-05-2005, 10:25 PM
المناصر المناصر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
المشاركات: 396
إفتراضي د:الأهدل: رحلة الاستاذ والطالب..

[size=5]رحلة الأستاذ والطالب..

يجب التنبيه على أن تربية الإنسان وتزكيته وتعليمه يجب أن ترافقه في جميع أطوار حياته في الدنيا، لأنه لا يمر به وقت يمكنه أن يستغني فيه عن ربه سبحانه وتعالى، ولا يأمن على نفسه من سخط الله وغضبه في أي لحظة تمر به..

وقد يخرج منه آخر نفس في حياته فلا يعود إليه..

وهو لا يخلو في هذه الحالة إما أن يكون حسن الخاتمة، وإما سيئها..

ومعلومةٌ هي الخاتمة الحسنة وما يترتب عليها، والخاتمة السيئة وما يترتب عليها.

خلاصة رحلة الإنسان:
وقد أجمل الله تعالى خلاصة رحلة هذا الإنسان في كوكب الأرض، وما يستقبله بعد حياتها في الدنيا والآخرة..

فقال جل من قائل: (( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ (15) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ )) [المؤمنون]

والذي يعنينا في هذه العجالة من هذا الإجمال ثلاثة أمور:

الأمر الأول: الجزء الذي يسبق مرحلة تكليف الإنسان من رحلته في الدنيا، وهو ما قبل بلوغه.

الأمر الثاني: الجزء الذي يبدأ فيه تكليفه بعد بلوغه.

الأمر الثالث : الجزء الذي يبدأ بنهاية حياته في الدنيا.

فهو في الأمر الأول – مرحلة ما قبل التكليف – يتحمل ولي أمره من البالغين المسؤولية عنه، سواء كانت مادية أو معنوية..

والمسؤولية المادية معروفة في الجملة، من إرضاعه وحفظه وحفظ ماله، وغير ذلك من الأحكام التي تكون له أو عليه، وكلها مفصلة في كتاب الله تعالى وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وفي كتب الأحكام، ولسنا بصدد بيانها هنا..

بل الذي يهمنا هنا الناحية المعنوية، وهي تعليمة وتزكيته وتمرينه وإعداده لمرحلة الجزء الثاني، وهي مرحلة التكليف التي يتلقى فيه أوامر الله ونواهيه، ويصبح مسؤولاً عن عمله مسؤولية كاملة، لا يتحمل وزره غيره..

1- وتبدأ العناية به قبل وجوده في رحم أمه، بتحصينه من الشيطان بعد وجوده بلجوء والديه إلى الله تعالى بذكر اسم الله تعالى والاستعاذة من الشيطان..

كما في حديث ابن عباس رضي الله عنه:
يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فقضي بينهما ولد لم يضره ) [صحيح البخاري (1/65) و صحيح مسلم (2/1058)].

2- يتلو ذلك الأذان في أذنه عند ولادته: فالسنة أن يؤذن في آذانهم، كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم مع ابن بنته الحسن بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم..

فقد روى أبو رافع رضي الله عنه، قال:
"رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة بالصلاة" [أبو داود (5/333) أحمد (6/9) والترمذي 4/97) وقال: هذا حديث حسن صحيح].

وكون الطفل في هذه الفترة من عمره لا يفهم معاني الأذان ولا يعقلها، لا يمنع من أن يكون لله تعالى حكمة في فعل ذلك، فقد يودع الله تعالى في عقله وقلبه ما يختزن تلك المعاني حتى إذا كبر وعقل نبه الأذان الذي يسمعه في حال فهمه وعقله ما سبق أن أودعه الله تعالى فيه عند ولادته، وليس ذلك بغريب ولا عزيز على قدرة الله تعالى وحكمته..

كما هو حال ما أودعه الله تعالى في فطر ذرية آدم عندما أخرجهم من ظهره قبل أن يوجدهم، فإذا خلقهم وأرسل إليهم رسله لإقامة الحجة عليهم حرك تلك الفطرة فيهم مُؤَكَّدة بما أقامه عليهم من حجة وحيه على رسله..

كما قال تعالى: (( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ )) [الأعراف (172)]

3- متابعته في مرحلة طفولته التي يمكنه فيها فهم ما يوجهه به أولياء أمره، فيؤمر بأداء الصلاة ليتمرن عليها قبل أن يُكَلَّفَها تكليفا يأثم بتركها، وكذلك يدرب في صغره على الصيام، مع ما يربى عليه من الأخلاق، كالصدق ونحوه.

ومما يجب أن يعلمه أهل الطفل الصغير أو الشاب الناشئ، أن الله تعالى قد أمرهم أمر إيجاب رحمة منه بهم وبمن يكونون مسؤولين عنه، بأن يتخذوا الوسيلة التي تقيهم وتقيه نار جهنم، ولا طريق إلى ذلك إلا التعليم والتزكية اللتين هما من أهم وظائف الرسل عليهم الصلاة والسلام، وبخاصة نبينا صلى الله عليه وسلم..

كما قال تعالى: (( كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ )) [البقرة (151)]

مسؤولية جميع الأسرة والأقارب في هذا الأمر: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ )) [التحريم (6)]

قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية:
"و قال قتادة: يأمرهم بطاعة الله وينهاهم عن معصية الله، وأن يقوم عليهم بأمر الله ويأمرهم به ويساعدهم عليه، فإذا رأيت لله معصية قدعتهم عنها وزجرتهم عنها.." [(8/167) دار طيبة].

قلت:
ويجب ألا يفهم من متابعة الإنسان في تعليمه وتزكيته، أن ذلك خاص بمتابعة الكبار للصغار والشباب فقط، بل المقصود متابعة الصالحين من الأهل والأقارب لكل من يرونه مقصراً في طاعة الله أو ترك معصيته، في أي مرحلة من مراحل عمر الْمُعلَّم والْمُعَلَّم..

ويدخل في ذلك الأبوان والإخوان وجميع الأقارب من أصول وفروع وحواش، فيعلم الكبيرُ الذي عنده علم الصغيرَ، ويعلم الصغيرُ العاقل الذي عنده علم وتقى الكبيرَ، ولوكان أباه أو أمه أو جده أو غيرهم من كبار أقاربه، لأن المقصود هو تعليم وتزكية من يحتاج إلى تعليم وتزكية.

ولا يختص التعليم والتزكية بالأهل والأقارب، بل يشمل كل قادر عليهما لكل من يحتاج إليهما حيث أمكن، لأن ثمرتهما تنال الأمة، وضرر تركهما ينالها كذلك.

وذلك داخل كذلك في قاعدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي قاعدة معروفة، تكررت في الكتاب والسنة وفي كتب العلماء، وقد ذكرت شيئا مما يتعلق بهما في كتابي "أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع الإسلامي"..

متابعته في صلاته وصيامه في طفولته:
ففي الصلاة ما روى عبد الملك بن الربيع بن سبرة عن أبيه عن جده، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( علموا الصبي الصلاة ابن سبع سنين، واضربوه عليها ابن عشر ) [الترمذي (2/259) وقال:… حديث حسن صحيح، وأبو داود (1/332ـ333) وقال المحشي عليه: "وفي المجموع النووي (3/10): حديث سبرة صحيح.."].

وفي الصيام ما في حديث الربيع بنت معوذ بن عفراء، قالت:
"أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة: ( من كان أصبح صائماً فليتم صومه، ومن كان أصبح مفطراً، فليتم بقية يومه )..

فكنا بعد ذلك نصوم ونصوِّم صبياننا الصغار منهم إن شاء الله، ونذهب إلى المسجد، فنجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناها إياه عند الإفطار"..

وفي رواية:
"ونضع لهم اللعبة من العهن فنذهب به معنا، فإذا سألونا الطعام أعطيناهم اللعبة تلهيهم حتى يتموا صومهم".. [مسلم (2/798) والرواية الثانية تبين المعنى المراد من الأولى، أي أعطيناهم يلهون بها حتى يحين الإفطار].

وهذه من أعظم التزكية والتربية والتعليم للطفل التي تبدأ معه من صغر سنه شيئا فشيئا ليكون عندما يُكَلَّفه الله تكليفا مفروضا عليه قد تمرن على القيام بذلك وألفه فلا ينفر من التكليف، ولا يتأخر عما أمره الله به.

4- فإذا تابعه ولي أمره في صغره شب على طاعة الله فلا يثقل عليه شيء منها، بل يكون محبا لعبادة الله لا ينفك قلبه معلقا ببيوت الله، فيكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله..

كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ بعبادة الله ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ) [صحيح البخاري (1/234) و صحيح مسلم 2/ص715)].

وكما تقدم فإن من اهتم به ولي أمره في صغره بالتربية والتنشئة الصالحة، كلما تقدم في عمره ازداد تقربا إلى ربه وشكرا له وطلبا لرضاه، وألح على ربه أن يصلح له ذريته كما أصلحه قبلهم..

فيدخل فيمن قال الله تعالى فيه: (( حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنْ الْمُسْلِمِينَ (15) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ )) [الأحقاف].

قال القرطبي رحمه الله:
"ففي الأربعين تناهي العقل وما قبل ذلك وما بعده منتقص عنه والله أعلم، وقال مالك أدركت أهل العلم ببلدنا وهم يطلبون الدنيا والعلم ويخالطون الناس حتى يأتي لأحدهم أربعون سنة فإذا أتت عليهم اعتزلوا الناس واشتغلوا بالقيامة حتى يأتيهم الموت".. [تفسير القرطبي (14/353)].
__________________
إرسال هذه الحلقات تم بتفويض من الدكتور عبد الله قادري الأهدل..
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك..
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م