الأخ مستبصر .. السلام عليكم ..
أؤيدك في هذه الفكرة ..
إلا أن هناك زاوية علمية أخرى لم يتفطن لها من قسم التوحيد إلى أقسام ثلاثة ، وتلك هي الزاوية المنطقية لأي تقسيم علمي ..
فالتقسيم لأي شيء يرجع إما لتقسيم الكل إلى أجزائه .. أو إلى الكلي إلى جزئياته .. ولا يوجد تقسيم منطقي صحيح خارج هذين الإطارين .. وذلك بدليل الاستقراء العقلي ..
وتقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام لا يندرج تحت أي من هذين القسمين ..
فالكل الذي له أجزاء مثل المركبات الحسية تنقسم إلى الأجزاء التي تتكون منها .. فإذا أردنا أن نقول إن تقسيم التوحيد إلى اقسام ثلاثة صحيح .. فهذا يعني نفي نسبة التوحيد أو الموحد إلى من لم يجمع الأقسام الثلاثة .. وهم لا يقولون بذلك في الظاهر .. ويعتبرون المخالفين لهم موحدين في الربوبية والألوهية وغير موحدين في الأسماء والصفات ..
أما الكلي الذي له جزئيات فهي المعاني التي تنقسم إلى مفرداتها .. وليس تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام منها ..لأنه على هذا المعنى يجب أن لا يكون هناك تداخل بين الأقسام وتضمن للمعاني .. وإلا لرجعت إلى قسم واحد ..
لكن هذه المعاني لم يدركها الذين ابتدعوا هذا التقسيم .. لأنهم لم ينطقوا من البحث عن المعاني وشرحها .. ,إنما انطلقوا من حكم مسبق على الآخرين .. فقد رأوا التسجيم توحيداً .. ثم رأوا جمهور الأمة يعلن بالتوحيدأيضا .. فأرادوا أن يميزوا ما لهم من تجسيم على ما عند الآخرين ..
فالتقسيم الثلاثي لديهم جاء من حكم مسبق على الواقع .. وليس من نظر علمي ...
على أن أكثرهم لا يعقلون المعاني ولا العلوم ...
هذا من جهة .. ومن جهة أخرى فإن مقارنة بعضهم بين هذا التقسيم الخطأ وبين تقسيم علماء التوحيد الصفات مثلاً .. إلى نفسية وسلبية ومعاني ومعنوية .. ليس إلا خطأ في المقارنة .. فهذا التقسيم مبني على قسمة صحيحة حصرية من باب تقسيم الكلي إلى جزئياته .. ولا يوجد غيرها في القسمة العقلية الحصرية ..
فمقارنتهم بينهما تدل على بعد عن معاني العلوم ..
والله سبحانه ولي التوفيق
|