مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 15-12-2006, 08:22 PM
المصابر المصابر غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 3,304
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي مصر: إلي من يدينون الضحية ولا يلومون الجلاد



مصر: إلي من يدينون الضحية ولا يلومون الجلاد
محمد عبدالحكم دياب

16/12/2006

عندما يوجه مواطن إدانة لشعبه،إنما يدين نفسه، كاشفا لخلل ما في مكان ما. ونعتقد أن الإدانة تعكس حالة انكسار سياسي ونفسي، تستغل في الحرب النفسية الحامية الموجهة إلي المنطقة. وحملة الإدانة التي يتعرض لها المصريون، داخليا وخارجيا، تصاعدت مع زيادة الحراك السياسي خلال السنتين الأخيرتين، وأبرز مظاهرها لغة التعميم المسيئة لجموع الشعب، وكأنه كتلة واحدة صماء، وهذه اللغة تصل إلي مستوي السب والإهانة.. وأخف درجاتها تلك التي يسألونك فيها أسئلة من قبيل أين الشعب؟ ولماذا لم يتحرك بعد؟ وكيف يتحمل الإذلال والإفقار والسرقة والنهب والتعذيب وهتك الأعراض وهو صامت؟ وتشعر أحيانا أن المتحدث وكأنه من كوكب آخر أو أنه متخف في ثياب مستشرق يتحدث إلي أناس ليست له بهم علاقة، ويفتي في أمور لا تعنيه، ولغة إدانة الشعب تعبر، في جانب منها، عن خلل واضح في النظرة إلي الأشياء، تصور لصاحبها بأن الأمر لا يعنيه،
إقتباس:
وبذلك يبرئ ذمته ويسقط عن نفسه عبء تكاليف وأعباء الالتزام الوطني والإنساني والأخلاقي. والبعض يستخدمها سترا لتواطئه ومشاركته في التجاوزات والجرائم المقترفة من طرف تحالف الاستبداد والفساد والتبعية،
الحاكم والمتحكم في مصر. وحجته إذا كان الشعب لا يتحرك فالتسليم بالأمر الواقع والخدمة في بلاط ذلك التحالف هو الحل. وهذه اللغة تعبر لدي فريق ثالث عن يأس وقنوط، وفقدان للأمل في التغيير لطول المعاناة.
وفضلا عن تناقض هذه اللغة مع حالة الحراك السياسي الواسع في مصر، فإن النبرة ارتفعت في وقت نجحت فيه قوي التغيير في الإمساك بخيطه، وبدلا من أن يكون المتحدثون بهذه اللغة أكثر فهما للظروف. قابلوا معاناة الشعب باستخفاف مصحوب باستعلاء غير مبرر، وكثير منهم ينسي ما يلوكه هو نفسه، ليل نهار، من أن الساكت عن الظلم شيطان أخرس . وحسنة هذه الأيام تتمثل في أن ساحة العمل الوطني صارت مشرعة الأبواب أمام كل قادر وراغب، وبدأت تحد من تأثير هذه اللغة علي الرأي العام. فالرأي يعلن الآن بلا مواربة، والرفض يمارس بجرأة، والتظاهر يتجدد ولا يتوقف، ولم يبق إلا العصيان المدني لإحداث التغيير المطلوب.. بعد أن أغلقت أمامه كل الأبواب والنوافذ. وهناك حاليا آلاف النشطاء والمعارضين يكشفون، أولا بأول، جرائم نظام حسني مبارك، خاصة جرائم أجهزة أمنه وبلطجية حزبه وتسلط عائلته. وعلي الرغم من استمرار المطاردات للنشطاء والمعارضين، واعتقالهم والتنكيل بهم وهتك أعراضهم، إلا أن الحراك يتسع ولا يضيق، وإن كان النشطاء والمعارضون، وما زالوا، يتحركون في جزر صغيرة نسبيا، بدت غير ممكنة من سنوات قليلة، فمن المتوقع أن تلتحم هذه الجزر، مكونة يابسة صلبة ورحبة، تتحمل وقع أقدام جحافل الزحف القادم، الذي تترقبه الجموع.
ويعلم من يدينون الشعب أنه أعزل تماما، ومع ذلك دخل معركة، هي بالتأكيد غير متكافئة، بالمعايير المادية والميدانية.
إقتباس:
شحذ فيها حسني مبارك أجهزة وإمكانيات وطاقة علي البطش وإفراط في العنف أكبر من طاقة أي جماعة علي التحمل، ومع ذلك دخلتها قوي التغيير متحدية أكثر النظم البوليسية والفاشية عنفا ونكالا وفسادا، وهي في معركتها تعي أن تحالف الاستبداد والفساد والتبعية تمكن من الحكم والدولة بترتيبات انقلابية قام بها حسني مبارك في صمت، وكانت وسيلته قرارات وأوامر وتعليمات رئاسية وحزبية وإدارية، وقوانين وتشريعات صدرت عن سلطة تشريعية تحولت إلي معمل لتفريخ التزييف وتشويه الإرادة العامة للشعب المدان!!.. قوانين حسب الطلب، وتشريعات علي مقاس العائلة ، ومن هم في خدمتها.
وخلاصة كل ذلك أن حكم حسني مبارك ما ترك مجالا إلا أفسده وحط من قدره.
إقتباس:
هبط بمستوي التعليم وتدني به. تحول علي يديه إلي تجارة ورش ومحلات، تياع الشهادات كما تباع السلع والبضائع والمواد الغذائية، والتعليم الذي كان مشاعا للناس، مثل الماء والهواء، أصبح مجال استغلال واحتكار للتجار ورجال الأعمال. ونفس الشيء حدث في الخدمات الصحية، وحسني مبارك هو الذي جعل الدولة تتخلي عن مسؤوليتها في الرعاية الصحية، سواء علي مستوي الوقاية أو في مجال العلاج.. حق الحياة أصبح متاحا لمن يملك المال والنفوذ. وعلي الآخرين إما أن يتركوا البلاد ويهجروها أو يتحملوا مسؤولية بقائهم فيها. ومن بقي عليه ألا يمرض أو يرهق أو يهن، فالطريق الذي يصله بالمستشفي في السابق تغير مساره وأصبح يصل به إلي القبر مباشرة. ولا نقول هذا الكلام من قبيل الشكوي أو القنوط، إنما للكشف عن حجم الضغوط النفسية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي يتعرض لها الشعب المدان من قبل البعض.
وحسني مبارك أبي إلا أن يدخل التاريخ من باب تدمير مصر الحديثة وإلغاء دورها، وقد تفوق بذلك علي نيرون، الذي استمتع بحرق روما، عاصمة امبراطوريته الرومانية، ولم يكتف حسني مبارك بتدمير عاصمته إنما كان تدميرها جزءا من تدمير مصر بأكملها، حرق الزرع وأمات الضرع وقتل الناس. نشر بينهم الأوبئة، واستورد لهم مبيدات مسرطنة، وباع لهم مواد غذائية فاسدة، منتهية الصلاحية، وأفسد البيئة ولوثها، وجعل من مصر موطنا للأمراض المهلكه: الفشل الكلوي، والكبد الوبائي، والسرطان بكل أنواعه، وأضحي من الصعب أن تجد مواطنا متوسط الحال أو فقيرا ليس مصابا بواحد أو أكثر من هذه الأمراض، وموارد الدولة، المفترض صرفها علي الخدمات تذهب دعما للمحتكرين والمستثمرين.. تشجيعا لهم علي مزيد من النهب والسرقة، وحكم حسني مبارك هو الأشهر في التاريخ في ابتداع فنون الجباية ونهب الأموال العامة، ثم يهبها علانية إلي عائلته ومعاونيه، فباسم دعم التصدير يمنح المحتكرين دعما يصل إلي خزائنهم وجيوب المستهلك الأجنبي.. وبحجة تشجيع الاستثمار لم يكتف بإعفائهم من الضرائب.. منحهم الأراضي مجانا وأغدق عليهم تمويلا، بلا ضمانات، ليقيموا القلاع والمستوطنات والحصون والقصور والمنتجعات.. يحيطونها بأسوار عالية بعيدا عن مدن وأحياء الفقراء والعشوائيات، لأنها تأذي عيونهم. ومقابل ذلك يحرم الفقراء وصغار الكسبة والموظفين والفلاحين والعمال من الحصول علي قطع أرض صغيرة يقيمون عليها مساكن متواضعة، غير عشوائية، تصون آدميتهم، وتقيهم برد الشتاء وتخفف عنهم حر الصيف.
والضغط الزائد أًصبح فوق طاقة المواطن علي التحمل، وآخره ما جري علي جبهة أسعار الطاقة والوقود والغاز، يباع للفقراء بأغلي الأسعار. ويجبر المواطن علي دفع إتاوات لا قبل له بها، مقابل الحصول عليها. أما المحتكرون والمستثمرون فيحصلون عليها بأسعار مجانية تقريبا، ويمكن التأكد من ذلك بالتعرف علي حجم دعم الطاقة والوقود والغاز لهم، وقد تجاوز 24 مليار جنيه مصري.
والقاهرة، التي كانت واحدة من أجمل مدن العالم، تكاد تكون العاصمة الوحيدة التي ألغيت فيها بالوعات الصرف الصحي، ومجرد أن تسقط عليها كميات محدودة من المطر تتوقف فيها الحياة. أصبحت عاصمة بلا دورات مياه، ويا ويل مصاب السكر أو المرأة الحامل أو مريض ضغط الدم العالي، إذا ما احتاج دورة مياه وهو في الطريق العام.. كم من المآسي ترتبت علي إلغاء دورات المياه. عاصمة بها مواصلات لا تصلح للاستخدام البشري، ويضطر المواطنون إلي المغامرة بحياتهم وركوب نعوش طائرة ، معروفة باسم الميكروباص..مملوكة لمافيا تدير امبراطورية الموت لحساب أمناء وضباط شرطة، يعتمدون في تشغيلها علي أرباب سوابق وبلطجية ومشردين، وتمثل مصدرا من مصادر الرعب، والمجتمعات العمرانية الجديدة تركت هي الأخري بلا مواصلات تقريبا، بعد أن كانت المدن والقري الجديدة، حتي زمن قريب، تشيد بخدماتها.. المستشفيات والمدارس والأندية ودور العبادة مع المواصلات التي كان بعضها مجانا تشجيعا للمواطنين علي السكني فيها. ومعروف أن المجتمعات المتقدمة تعرف برقي مواصلاتها العامة. مدن اكتوبر والشروق والعاشر من رمضان والعبور وغيرها، وهي مدن جديدة، لم يمتد فيها خط ترام واحد، ولا وصلها قطار يربط بينها، ولا بها حافلات داخلية تخفف عن سكانها.
وعن النظافة تقول آخر أخبار مصر أن مدينة الجيزة، عاصمة محافظة الجيزة، تحولت إلي مقلب للزبالة تقف فيها تلال وجبال القمامة نصبا تذكارية للفساد والفشل، وبدلا من معاقبة محافظها عوقب الذين احتجوا علي سوء أحوال مدينتهم. والمجاري المائية، أحد أهم مواطن الجمال في أي بلد، تحولت إلي مستنقعات ومراتع للبعوض والحشرات والجراثيم والديدان، امتد خطرها إلي المياه الجوفية التي يشرب منها ملايين السكان في الريف والحضر.. وشعب يعاني من كل هذا الضغط والعذاب، يجب أن نتوجه إليه، نبين له أن حاكمه مصدر بلائه وسبب مصيبته، والجهد الأكبر يجب أن يتركز علي الدفاع عن حقه في حياة كريمة مستقرة وآمنة. دون الوقوع في إدانة الضحية وترك الجلاد ينعم باستبداده وفساده وتبعيته. هو فقط من تتوجه إليه كل طاقة الغضب والسخط.
والمدقق في أوضاع مصر يتبين له أن لغة الإدانة والسخط الموجهة ضد الشعب تعكس موقفا رسميا ونخبويا مَرَضيا، يقوم علي احتقار كل ما له علاقة بالشعب، ويجد ترجمته فيما يعرف بـ الفكر الجديد ، الذي يطرحه الرئيس الموازي ، جمال مبارك، فمن يرفعون رايته، يدينون الشعب ويهينونه، ووجدوا أن الطريق الأسلم هو استعارة أدبيات ومفردات أنصار المحافظين الجدد ومؤيدي المسيحية الصهيونية، في مصر، فالكلام الوطني يوصف بـ الحنجوري ، أي الذي بلا معني، باللهجة المصرية. وإذا ما أرادوا تقليد أشقائنا الشوام نعتوه بـ طق حنك . أما الخطاب المحفز ضد الاستبداد والفساد والتبعية يصنف بأنه شعبوي ، يعتمد لغة خشبية ، وأما إذا ما كان الإنسان منحازا للوحدة العربية ، مثل كاتب هذه السطور فإنه يعرف بـ القومجي . وإذا ما كان مسلما يتخذ من الدين مرجعية لعمله السياسي فهو المتأسلم ، ومن لا يذعن أو يرضخ لاحتلال أو غزو فإنه إرهابي . وكل ذي عين يستطيع أن يري مقاومة عنيدة في مصر، من يمارسونها هم من الشعب.. ليسوا مستوردين، أو مجلوبين علي ظهور الدبابات الأمريكية أو الصهيونية، وهناك من هم علي يقين بأن قوي التغيير قطعت الخمسمئة الأولي في مسيرة الألف ميل. ولسان حالهم يقول للساخطين واليائسين: أن تضيئوا شمعة أفضل من أن تلعنوا الشعب.

هذا و للعلم أن كلنا فى الهم

مصر .
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م