قراءة لقصيدة ( دمعة ) للشاعر العربي المغترب .. الجذور

[رحاب الخطيب]

قراءة لقصيدة ( دمعه ) للشاعر العربي المغترب الجذور

اولا : القصيدة :
يا دمعة،
يا سرب الدمع المتململ
في سرب القلب العريان
أناديك..وأنبيك:
بأن الحال السيء، ما زال كما كان،
ويزهو بالسوء السيد
يزهو...!!!
هاأنتِ، أنا ، فقراء الدرب الضال
نراود آخر أوتار الوجد الهارب، والغارب،
ها أنتِ....
****
هل بحت بسرك هذي الليلة لامرأة
تسكن عش العلم الذاوي
هل قلت لها أن الليل الوارف
ليل..
هل قلت لها ألاَّ تبكي..تبكي
أو تبكي،
هدب الحزن الراعش
في صلوات الفجر الأولى
والفجر اللاحق،
هل قلت.....؟
***
يا دمعة،
أيتها الدمعة،
يا......
هل أسفرت قليلاً عما في أغصان الذات
ولوحت بمنديلٍ لشجيرات الحلم
بما كان
وما يأتي
هل أنبأت بأن الفرح الابيض
ينبت عبر خلايا الحزن
وينمو
هل راودك الأمل العاشق
في عرسٍ نبوي الاسم
الوشم، الازهار
هل جاسدك الأفق
الوعد، النسغ الريان
في الليل الفائت
أو ليل الليل الآتي..
هل.......؟؟؟؟؟ )

القراءة :

دموعنا هي اقرب الاشياء الينا ، تقطن في مآقينا
اسيرة لمشاعرنا ..!
كلمات معبرة عرف بها شاعرنا علي ابو سالم ( الجذور ) قصيدته .. فالدموع هي علامة للحزن وعلامة للفرح .. هي التعبير الصامت عما يعترينا من وجد ، الم ، او حرقة من بعد عن الوطن .. عن الاهل .. والاحباب ..
هذا وقد استطاع شاعرنا ان يحاور الدمعة مجسداً لها باستخدام عنصر التشخيص منذ بدء القصيدة حتى نهايتها والذي اضفى عنصر الحياة ونبضها من حركة واحساسات تتحرك في داخلنا ومشاعر فياضة في حالات النفس المختلفة بل والمتناقضة منها ..
استطاع الشاعر ان بصور الدمع بسرب من الطيور التي تتهيأ للطيران .. دلالة على التحفز لبدء الحركة والانهمار .. عندما قال :
( يا سرب الدمع المتململ .. )
ومن ثم تشبيهه الدمعة بنفسه وبتوحده معها .. فقال :
( ها انت ، انا ، فقراء الدرب الضال ..
نراود آخر اوتار الوجد الهارب والغارب ..)
ومن ثم فالدمعة كالانسان ..تلوح بمنديلها .. ! وهنا تلوحه لشجيرات الحلم .. فالدمعة مسافرة .. اما الحلم فباق لانه ثابت كالشجر ..كذلك الذات فهي كالشجرة ولها اغصان :
( هل اسفرت قليلا عما في اغصان الذات ..
ولوحت بمنديل لشجيرات الحلم ..!! )
والصورة هنا غريبة وغير مألوفة لكنها جاءت جميلة ومعبرة عن داخل الانسان .. عبر تشبيهه بشجرة متفرعة لها اغصان ..صورة تعبر عن التناقض الذي يحياه الانسان من فرح وحزن .. تفاؤل وتشاؤم .. ميلاد وموت ..واقع مرير وحلم وامل بالمستقبل ..
كذلك استخدم الشاعر عنصر اللون في قصيدته لابراز المعنى كما جاء في حديثه عن ( الفرح الابيض ) .. الذي ينبت من وسط الحزن ..! .. حيث يولد الفرح وينمو ويكبر .. وهي دلالة على نفسية الشاعر المتفائلة الآملة بالمستقبل رغم غيمة الحزن التي تلفه الا ان الفرح المشرق ينبت ..
( هل انبأت بأن الفرح الابيض ينبت عبر خلال الحزن .. وينمو ؟ )
كذلك الامل .. هو كالعاشق في نظره .. يزهر .. وهو باق كالوشم لا يمّحي ..وعده بأنه قادم لا محالة .. اما الوجد الهارب فهو كالآلة الموسيقية له اوتار ان عزفت فإن العواطف تشتعل وتتأجج ..!
هذا وقد استخدم الشاعر اساليب اضفت حياة للقصيدة باستخدامه اسلوب النداء في اكثر من موقع .. كذلك ضمائر المخاطب والتي اعطت الدمعة تجسيداً اقوى .. كما جاء في قصيدته ..
( يا دمعة ..
يا سرب الدمع المتململ …
يا دمعة ..
ايتها الدمعة ..
( اناديك وانبيك .. )
( ها انت )
( هل اسفرت قليلا عما في اغصان الذات ..
ولوحت بمنديل لشجيرات الحلم )
واخيرا ..لشاعرنا العربي الكبير الذي يضيء نجمة عربية في سماء الغربة في ( استراليا ) كل التحية ..وليستمر عطاؤه المتدفق شاعرية .. وفكرا ..واحاسيس راقية شفافة ..

[عمر مطر]

أختي رحاب،

يبدو أن لك نظرة في النقد، فمُنّي علينا ببعض القراءات في قصائد شعراء الخيمة.

بارك الله فيك

(تحية لأخي الغائب سامي بدران)

[سلاف]

الأستاذة رحاب الخطيب
شكرا فلقد أضأت زوايا لم تكن واضحة أمامي في النص رغم شعوري بجمالها.
أرجو أن تستمري بهذا العطاء، وحبذا لو ترفقين النص مع التعليق، ليسهل الرجوع إليه آنيا نع القراءة.
أعان الله أخي علي أبو سالم على الفراق ورد غربته وجمع شمله.
لا يعرف الشوق إلا من يكابده -- ولا الصبابة إلا من يعانيها

[رحاب الخطيب]

اخي عمر مطر :
اشكرك .. ويشرفني القيام بذلك ..

اخي سلاف :
لقد اضفت نص القصيدة .. معك حق ، تحياتي لك

تحياتي للجميع

[الصـقر]

أختي رحاب مرحبا بك هلا شاركت معنا في السجال بشيء من ذلك النقد السريع البناء.

أو حتى رأيا تبدينه؟؟


.....أنتظر..

[ناجي علوش]

تحية لكم أيها الرائعون جميعا بعد غياب

أختي رحاب لك التحية

شكرا لك قصيدة أحببتها والله واستطعت الدخول إلى أجوائها وما صنعته لشيء جميل

ـــ

ولكم جميعا أرق تحية

[الجذور]

شكرا لك اختي رحاب

شكرا على هذه الاضاءة الجميلة والتي اضفت على النص الجمال الاكثر اشعاعا من الاصل ..

شكرا يا اخت رحاب ...

وشكرا لكل الاخوة الذين تواجدوا معنا ورافقونا هذا المشوار الجميل ...

شكرا اخي سلاف

واخي عمر

وأخي الصقر
واخي ناجي

شكرا للجميع

مع أجمل تحية

من راعي الكنغر