مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #221  
قديم 15-01-2006, 11:45 PM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile عودي يا أمة الله ولا تعودي


عودي يا أمة الله ولا تعودي

جلست بجوارها في إحدي الحلقات، وحين بدأت تتلو بعض الآيات ...لم أتمالك نفسي، بكيت وكأنها أول مرة أبكي فيها... لم يفهم الحضور لماذا كنت أبكي. فأختي في الله لم تكن تتلو إلا سورة القدر. ولكن سبحان الله كأن الكلمات سياط تمزق احشائي كلما تفوهت هي بكلمة ازددت في البكاء.

كيف بعدت كل هذا البعد عن ديني. صوتها عذب صافي تستريح له الآذان وتنشرح له الصدور. وكنت أستمع ولكن التلاوة انقطعت وسمعت صوتها يقول عودي يا أمة الله الي الله ولا تعودي إلى ماكنت عليه. مسحت دموعي ونظرت إلى وجهها المضيء وتعجبت ... ما زالت تتلو نفس السورة والحضور يستمعون لها بإنصات ..ألم يسمعوا ما قالت؟

انتهت الحلقة ولكني لم أسمع شيئا ... كل ما كان يتردد في ذهني هو صوتها العذب يقول : عودي يا أمة الله إلى الله ولا تعودي إلى ماكنت عليه.

في صباح اليوم التالي استيقظت مبكرة ....فتوضأت وصليت وجلست أسترجع الأسابيع والشهور الماضية وكيف تبدل حالي. قبل شهور كان ذهابي إلى المسجد قليلا. دائماً أتهرب بحجة أني منهكة من كثرة العمل وضيق الوقت.

الحقيقة هيّ أنني لم أكن أحب الذهاب لشعوري بنقص كبير بين هؤلاء النسوة. يتكلمن في أمور الدين الذي أصبح شيئا ثانويا بالنسبة لي . بهرتني أمريكا والحرية التي فيها التي طالما تقت إليها منذ الصغر..أو هكذا ظننت...أمريكا بلد الحرية!!

لم يكن الانتقال مفاجئا بل تدريجيا...رويدا رويدا تخليت عن هويتي واندمجت مع المجتمع الامريكي. قل عدد معارفي من المسلمين وتضاعفت الأعداد من غيرهم. بدأت أحضر حفلاتهم وأشارك فيها بل قد أقوم بالمساعدة في تنظيمها وإعداد العدة لها. ودخلت ميدان العمل وزاحمت الرجال على المناصب العالية إلى أن وصلت إلي منصب مساعد رئيس مجلس الإدارة لأحد البنوك. ومرت الأيام والشهور والأعوام وأنا على هذا الحال تطحننى رحى الحياة الأمريكية. أخرج مبكراً من البيت وأرجع في الساعات المتأخرة ولكن لما الشكوى هذه هي الحرية الأمريكية !! لا وقت للراحة.

استمر الوضع على هذا الحال إلى أن رجع زوجي في يوم من الأيام من المسجد ليخبرني أنه خلال شهر رمضان سيكون بالمسجد إفطار جماعي يومياً وإن العائلات المقيمة بالمنطقة تتسابق للمشاركة في إفطار الصائمين. وسألني ان كنت أريد أن أحدد يوماً لنفطر فيه الصائمين. ضحكت ملء فيّ وأخبرته أن وقتي ضيق بسبب العمل ولن أستطيع أن أفعل ذلك ولكن لا مانع من الذهاب للإفطار في المسجد فهذا شيء طيب لأنه قد يصعب علي إعداد الطعام في وقت يتناسب مع موعد الإفطار.

وبدأ شهر رمضان وبدأت أذهب إلي المسجد يوميا. وبدأت في التعارف على الأخوات ووجدتهن ذوات أقوال عذبة، كثيرات الدعاء، ليس لهن في القيل والقال. أحسست معهن براحة لم أحسسها من قبل، أصبحت أنتظر بفارغ الصبر انتهاء وقت الدوام حتى أنطلق إلي المسجد للقاء الأخوات والجلوس معهن والاستئناس بهن. بدأت الشهر باحثة عن من يريحني من عناء الطهو بعد يوم طويل في العمل وانتهيت بعد أيام قلائل إلى البحث عن الصحبة الطيبة سواء كان هناك طعام أم لا. سبحان مغير الأحوال.

وما أن انتهي الشهر حتى وجدت نفسي تتوق إلى الحلقات الأسبوعية ووجدتني أحس بالراحة خارج إطار العمل و بالضيق وأنا بداخله. وقررت أن أتخذ خطوة أخرى ألا وهي ارتداء الحجاب. فبعد مناقشات عديدة مع الأخوات علمت أن الحجاب ليس من العادات كما سمعت من الكثير ولكنه فرض لا بد من تنفيذه. ووضعت "الإيشارب" علي رأسي وذهبت لأودع زوجي قبل الذهاب إلي العمل. وما أن رآني حتى بدأ يقبلني ويبكي في آنٍ معاً وكأنه طفل صغير ويقول بين شهقاته "الحمد لله....الحمد لله ....هذا ما أردت منذ زمن بعيد."

بدأت معاملاتي وتصرفاتي تتغيير . لا أكثر الكلام فيما لا فائدة فيه وأحرص كل الحرص على حضور الحلقات. وأصبحت أكثر من الاستماع إلى الدروس والمحاضرات وأشرطة القرآن المسجلة. وكم كانت سعادتي كبيرة يوم أتلفت أشرطة الأغاني أو استخدمتها في تسجيل تلاوات مختلفة. وبدأت ابتعد كل البعد عن "أصدقائي" من الكفار وأتقرب أكثر وأكثر إلى أخواتي اللواتي أحببنني في الله . وبالرغم من كل هذا كان هناك شيئاً ينقصني ولم أكن أدري ما هو حتى أعطتني أختي الحبيبة "أمة الرحمن" مطوية بها آيات وأحاديث حول الربا. وفجأة علمت ما ينقصني. عودتي لم تكن كاملة. فأنا ما زلت أعمل في ذلك البنك في منصبي العالي وأوقع وأوثق مستندات القروض الربوية يمنة ويسرة.

قرأت تلك المطوية بتمعن قبل ذهابي إلى الحلقة مباشرة وهذا ما أبكاني. ولم يكن أحد يدري لماذا بكيت . لم تكن سورة القدر خاصة ولكن مدوامتي على قراءة كتاب الله عامة هو ما جعلني أفيق لنفسي واتخذ القرار الحاسم ...تركت منصبي العالي في هذه الدنيا الزائلة رجاء أن يبدلني الله مكانا خيراً منه في الآخرة. تركت المنصب لا لشيء إلا ابتغاء وجه الكريم.

التفت حولي صديقات السوء ليشككونني في قراري. منهن من قلن: تتركين هذا الدخل الكبير

وأخريات يقلن الآن تشحذين من زوجك؟
وأخريات يقلن تجلسين بين أربع جدران يوميا؟!
إنه شيء عجيب...عندك الحرية وتنبذينها...ياليت لنا فرصة مثل التي عندك!! ولكني والحمد لله تمسكت بقراري و داومت علي أن أذكر نفسي بأن " ..وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُه..." (الطلاق 2-3)ُ. والحمد لله رزقنا الله الكثير وبارك لنا في أشياء لم تكن في الحسبان.

وها أنا الآن بعد أعوام عديدة من ذاك اليوم أحمد الله وأشكره علي فضله وكرمه ومنه....لم أندم يوماً على الراتب الذي انقطع أو على الحرية المزعومة. ولكني ندمت أشد الندم على الوقت الذي أضعته بحثاً عن الحرية الزائفة. ومايخفف عني هو تذكري لقوله تعالى: "قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" (الزمر 53).

فسبحان الله وجدت حريتي في العودة إلى الله وفي عباءتي، وجلبابي وخماري ونقابي. حريتي في اعتزازي بهويتي الإسلامية وليس في تقليد الغرب. أيقنت بعد مضي الكثير من عمري أن الحرية الحقة هي العبودية التامة لله تبارك وتعالى.

فيا من يعيشن في بلاد الغرب اعلمن أنه لا سعادة إلا بالرجوع إلى الله فلا تبهركن أضواء الغرب، فهي تحرق من يلتف حولها .ويا من يعشن في بلاد الإسلام احفظن عليكن دينكن ولا يستهوينكن الشيطان، فأنتن في نعمة يتمناها الكثيرون.

وختاماً أسأل الله السميع المجيب أن يبارك لي ولكنّ فيما بقي من أعمارنا وأن يتقبل توبتنا وأن يثبتنا على طاعته وأن يبدل سيئاتنا بحسنات وأن يظللنا بظله يوم لا ظل إلا ظله. إنه ولي ذلك والقادر عليه. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أحسن الخلق أجمعين سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبع هديه إلى يوم الدين.
__________________

  #222  
قديم 16-01-2006, 01:00 AM
أوراق الخريف أوراق الخريف غير متصل
وداعا خيميتي الحبيبة
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2004
المشاركات: 1,892
إفتراضي

اخي الفاضل النسري

اسال الله تعالى ان لا يحرمك من ريح الجنة
عودي يا أمة الله ولا تعودي
الله يهدينا اخي كما هداها والله يبارك لها ويثبتها على ما هي عليه الان
سبحان الله والحمدلله بارك الله فيك اخي ولا حرمنا من نقل هذه القصص والعبر
__________________

شكرا لك اخي ابو معاذ على التوقيع
  #223  
قديم 19-01-2006, 02:36 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile

مين يا رب العالمين

أختي الفاضلة أوراق الخريف بارك الله بكي وشكراً جزيلاً
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________

  #224  
قديم 19-01-2006, 02:37 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile

آمين يا رب العالمين
أجمعين بإذن الله تعالى
أختي الفاضلة أوراق الخريف بارك الله بكي وشكراً جزيلاً
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________

  #225  
قديم 22-01-2006, 01:16 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile قصة إسلام فتاة يهودية

قصة إسلام فتاة يهودية

أيها الاخوة هذا الدين العظيم الإسلام إذا و جد من يعرضه عرضا صحيحا سليما فإن النفوس بفطرها تقبل عليه أيا كانت دينها أو أيا كانت أديانها في هذه القصة يقول صاحبها الذي كتبها و قد اخترناها لكم من الشبكة العنكبوتية

تقول صاحبتها : رأيتها بوجهها المضيء في مسجد يقع على ربوة في مدينة أمريكية صغيرة تقرأ القرآن الذي كان مترجم باللغة الإنجليزية ، سلمت عليها وقد ردت ببشاشة ، تجاذبنا أطراف الحديث و بسرعة صرنا صديقتين حميمتين وفي ليلة جمعتنا على شاطئ بحيرة جميلة حكت لي قصة إسلامها تعالوا لنسمع هذه القصة

حيث قالت الأخت : نشأت في بيت أمريكي يهودي في أسرة مفككة وبعد انفصال أبي عن أمي تزوج بأخرى أذاقتني أصناف العذاب فهربت و أنا في السابعة عشرة من ولاية إلى أخرى حيث التقيت بشباب عرب و هم كما حكت رفيقاتي المشردات كرماء و ما على إحداهن إلا الابتسام في وجههم حتى تنال عشاء ، و فعلت مثلهن ، في نهاية كل سهرة كنت أهرب فقد كنت لا أحب مثل هذه العلاقات ثم إنني أكره العرب و لكني لم أكن سعيدة بحياتي و لم أشعر بالأمان بل كنت دائما أشعر بالضيق و الضياع لجأت إلى الدين لكي أشعر بالروحانية و لأستمد منه قوة دافعة في الحياة و لكن اليهود بدينهم لم يقنعوني ، وجدته دينا لا يحترم المرأة و لا يحترم الإنسانية دين أناني كرهته و وجدت فيه التخلف و لو سألت سؤالا لم أجد إجابة.

فتنصرت و لم تكن النصرانية إلا أكثر تناقضا في أشياء لا يصدقها عقل و يطلبون منا التسليم بها ، سألت كثيرا كيف يقتل الرب ابنه ؟ كيف ينجب ؟ كيف تكون لديننا ثلاثة آلهة و لا نرى أحدا منهم ، احترت ، تركت كل شيء و لكنني كنت أعلم أن للعالم خالقا و كنت في كل ليلة أفكر و أفكر حتى الصباح ، في ليلة و في وقت السحر كنت على وشك الانتحار من سوء حالتي النفسية ، كنت في الحضيض لا شيء له معنى ، المطر يهطل بغزارة السحب تتراكم و كأنها سجن يحيط بي ، و الكون حولي يقتلني ، ضيق الشجر ينظر إلي ببغض قطرة مطر تعزف لحنا كريها رتيبا ، أنا أطل من نافذة في بيت مهجور عندها وجدت نفسي أتضرع لله ، يا رب أعرف أنك هنا أعرف أنك تحبني أنا سجينة أنا مخلوقتك الضعيفة أرشدني إلى أين الطريق رباه إما أن ترشدني أو تقتلني كنت أبكي بحرقة حتى غفوت.

و في الصباح صحوت بقلب منشرح غريب علي كنت أتمتم خرجت كعادتي إلى الخارج أسعى للرزق لعل أحدهم يدفع تكاليف فطوري أو أغسل له الصحون فأتقاضى أجرها هناك التقيت بشاب عربي تحدثت إليه طويلا و طلب مني!
بعد الإ فطار أن أذهب معه إلى بيته و عرض علي أن أعيش معه تقول صديقتي ذهبت معه و بينما نحن نتغدى و نشرب و نضحك دخل علينا شاب ملتح اسمه سعد كما عرفت من جليسي الذي هتف باسمه متفاجئا ، أخذ هذا الشاب بيد صديقي و قام بطرده و بقيت أرتعد فها أنا أمام إرهابي وجها لوجه كما تقول سابقا لم يفعل شيئا مخيفا بل طلب مني و بكل أدب أن أذهب إلى بيتي

فقلت له : لا بيت لي ، نظر نحوي بحزن ، استشعرته في قسمات وجهه وقال حسنا ابقي هنا هذه الليلة فقد كان البرد قارساً وفي الغد ارحلي و خذي هذا المبلغ ينفعك ريثما تجدين عملا و هم بالخروج فاستوقفته و قلت له شكرا فلتبقى هنا و سأخرج وستبقى أنت و لكن لي رجاء أريد أن تحدثني عن أسباب تصرفك مع صديقك ومعي ، فجلس وأخذ يحدثني و عيناه في الأرض فقال إنه الإسلام يحرم المحرمات ويحرم الخلوة بالنساء وشرب الخمر ويحثنا على الإحسان إلى الناس وإلى حسن الخلق ، تعجبت أهؤلاء الذين يقال عنهم إرهابيون لقد كنت أظنهم يحملون مسدسا ويقتلون كل من يقابلون هكذا علمني الإعلام الأمريكي
قلت له أريد أن أعرف أكثر عن الإسلام هل لك أن تخبرني ، قال لي سأذهب بك إلى عائلة مسلمة متدينة تعيش هنا و أعلم أنهم سيعلموك خير تعليم فانطلق بي إليهم
وفي الساعة العاشرة كنت في بيتهم حيث رحبوا بي و أخذت أسأل والدكتور سليمان رب الأسرة يجيب حتى اقتنعت تماما بالفعل واقتنعت بأني وجدت ما كنت أبحث عنه لأسئلتي ، دين صريح واضح متوافق مع الفطرة لم أجد أي صعوبة في تصديق أي شيء مما سمعت كله حق أحسست بنشوة لا تضاهى حينما أعلنت إسلامي وارتديت الحجاب من فوري في نفس اليوم الذي صحوت فيه منشرحة في الساعة الواحدة مساء
أخذتني السيدة إلى أجمل غرف البيت و قالت هي لك ابقي فيها ما شئت رأتني أنظر إلى النافذة وابتسم دموعي تنهمر على خدي وسألتني عن السبب قلت لها إنني كنت بالأمس في مثل هذا الوقت تماما كنت أقف في نافذة و أتضرع إلى الله ربي إما أن تدلني على الطريق الحق وإما أن تميتني ، لقد دلني وأكرمني وأنا الآن مسلمة محجبة مكرمة هذا هو الطريق ، هذا هو الطريق وأخذت السيدة تبكي معي وتحتضنني.
__________________

  #226  
قديم 02-02-2006, 06:13 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile الشيخ الوقور وركاب القطار؟

الشيخ الوقور وركاب القطار؟


هل سمعتم بقصة الشيخ الوقور وركاب القطار ؟؟

إذا فاقرءوها الآن فكم هي شيقة !! وكم هي معبرة !! وكم هي خاصة بكل واحد منا !!
فأنا وأنت وهو وهي قد عايشناها لحظة بلحظة .. !!

حصلت هذه القصة في أحد القطارات ...

ففي ذات يوم أطلقت صافرة القطار مؤذنة بموعد الرحيل .. صعد كل الركاب إلى القطار فيما عدا شيخ وقور وصل متأخرا .. لكن من حسن حظه أن القطار لم يفته .. صعد ذلك الشيخ الوقور إلى القطار فوجد أن الركاب قد استحوذوا على كل مقصورات القطار ..

توجه إلى المقصورة الأولى ...
فوجد فيها أطفالا صغارا يلعبون و يعبثون مع بعضهم .. فأقرأهم السلام .. وتهللوا لرؤية ذلك الوجه الذي يشع نورا وذلك الشيب الذي أدخل إلى نفوسهم الهيبة والوقار له .. أهلا أيها الشيخ الوقور سعدنا برؤيتك .. فسألهم إن كانوا يسمحون له بالجلوس ؟؟ ..
فأجابوه : مثلك نحمله على رؤسنا .. ولكن !!! ولكن نحن أطفال صغار في عمر الزهور نلعب ونمرح مع بعضنا لذا فإننا نخشى ألا تجد راحتك معنا ونسبب لك إزعاجا .. كما أن وجودك معنا قد يقيد حريتنا .. ولكن إذهب إلى المقصورة التي بعدنا فالكل يود استقبالك ...

توجه الشيخ الوقور إلى المقصورة الثانية ..
فوجد فيها ثلاثة شباب يظهر انهم في آخر المرحلة الثانوية .. معهم آلات حاسبة ومثلثات .. وهم في غاية الإنشغال بحل المعادلات الحسابية والتناقش في النظريات الفيزيائية .. فأقرأهم السلام .... ليتكم رأيتم وجوههم المتهللة والفرحة برؤية ذلك الشيخ الوقور .. رحبوا به وأبدوا سعادتهم برؤيته .. أهلا بالشيخ الوقور .. هكذا قالوها .. فسألهم إن كانوا يسمحون له بالجلوس ..!!!
فأجابوه لنا كل الشرف بمشاركتك لنا في مقصورتنا ولكن !!! ولكن كما ترى نحن مشغولون بالجا والجتا والمثلثات الهندسية .. ويغلبنا الحماس أحيانا فترتفع أصواتنا .. ونخشى أن نزعجك أو ألا ترتاح معنا .. ونخشى أن وجودك معنا جعلنا نشعر بعدم الراحة في هذه الفرصة التي نغتنمها إستعدادا لإمتحانات نهاية العام .. ولكن توجه إلى المقصورة التي تلينا .. فكل من يرى وجهك الوضاء يتوق لنيل شرف جلوسك معه ...

أمري إلى الله .. توجه الشيخ الوقور إلى المقصورة التالية ..
فوجد شاب وزوجته يبدوا أنهم في شهر عسل .. كلمات رومانسية .. ضحكات .. مشاعر دفاقة بالحب والحنان ... أقرأهما السلام .. فتهللوا لرؤيته .. أهلا بالشيخ الوقور .. أهلا بذي الجبين الوضاء .. فسألهما إن كانا يسمحان له بالجلوس معهما في المقصورة ؟؟؟
فأجاباه مثلك نتوق لنيل شرف مجالسته .. ولكن !!! .. ولكن كما ترى نحن زوجان في شهر العسل .. جونا رومانسي .. شبابي .. نخشى ألا تشعر بالراحة معنا .. أو أن نتحرج متابعة همساتنا أمامك .. كل من في القطار يتمنى أن تشاركهم مقصورتهم ..

توجه الشيخ الوقور إلى المقصورة التي بعدها ..
فوجد شخصان في آوخر الثلاثينيات من عمرهما .. معهما خرائط أراضي ومشاريع .. ويتبادلان وجهات النظر حول خططهم المستقبلية لتوسيع تجارتهما .. وأسعار البورصة والأسهم ..
فأقرأهما السلام ... فتهللا لرؤية .. وعليك السلام ورحمة الله وبركاته أيها الشيخ الوقور .. أهلا وسهلا بك يا شيخنا الفاضل .. فسألهما إن كانا يسمحان له بالجلوس ؟؟؟ فقالا له : لنا كل الشرف في مشاركتك لنا مقصورتنا ... بل أننا محظوظين حقا برؤية وجهك الو ضاء .. ولكن !!!! " يالها من كلمة مدمرة تنسف كل ما قبلها " .. كما ترى نحن بداية تجارتنا وفكرنا مشغول بالتجارة والمال وسبل تحقيق ما نحلم به من مشاريع .. حديثنا كله عن التجارة والمال .. ونخشى أن نزعجك أو ألا تشعر معنا بالراحة .. اذهب للمقصورة التي تلينا فكل ركاب القطار يتمنون مجالستك ..

وهكذا حتى وصل الشيخ إلى آخر مقصورة ..

وجد فيها عائلة مكونة من أب وأم وابنائهم .. لم يكن في المقصورة أي مكان شاغر للجلوس ..
قال لهم : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. فردوا عليه السلام .. ورحبوا به ... أهلا أيها الشيخ الوقور ..

وقبل أن يسألهم السماح له بالجلوس .. طلبوا منه أن يتكرم عليهم ويشاركهم مقصورتهم .. محمد اجلس في حضن أخيك أحمد .. أزيحوا هذه الشنط عن الطريق .. تعال يا عبد الله اجلس في حضن والدتك .. أفسحوا مكانا له .. حمد الله ذلك الشيخ الوقور .. وجلس على الكرسي بعد ما عاناه من كثرة السير في القطار ..

توقف القطار في إحدى المحطات ...

وصعد إليه بائع الأطعمة الجاهزة .. فناداه الشيخ وطلب منه أن يعطي كل أفراد العائلة التي سمحوا له بالجلوس معهم كل ما يشتهون من أكل .. وطلب لنفسه " سندويتش بالجبنة " ... أخذت العائلة كل ما تشتهي من الطعام .. وسط نظرات ركاب القطار الذين كانوا يتحسرون على عدم قبولهم جلوس ذلك الشيخ معهم .. كان يريد الجلوس معنا ولكن ..

صعد بائع العصير إلى القطار .. فناداه الشيخ الوقور .. وطلب منه أن يعطي أفراد العائلة ما يريدون من العصائر على حسابه وطلب لنفسه عصير برتقال .. يا الله بدأت نظرات ركاب القطار تحيط بهم .. وبدأوا يتحسرون على تفريطهم .. آه كان يريد الجلوس معنا ولكن ...

صعد بائع الصحف والمجلات إلى القطار .. فناداه الشيخ الوقور وطلب مجلة الزهرات أمل هذه الأمة .. للأم ... ومجلة كن داعية .. للأب .... ومجلة شبل العقيدة للأطفال .... وطلب لنفسه جريدة أمة الإسلام .. وكل ذلك على حسابه ... ومازالت نظرات الحسرة بادية على وجوه كل الركاب ... ولكن لم تكن هذه هي حسرتهم العظمى ...

توقف القطار في المدينة المنشودة ..
واندهش كل الركاب للحشود العسكرية والورود والإحتفالات التي زينت محطة الوصول .. ولم يلبثوا حتى صعد ضابط عسكري ذو رتبة عالية جدا .. وطلب من الجميع البقاء في أماكنهم حتى ينزل ضيف الملك من القطار .. لأن الملك بنفسه جاء لاستقباله .. ولم يكن ضيف الملك إلا ذلك الشيخ الوقور .. وعندما طلب منه النزول رفض أن ينزل إلا بصحبة العائلة التي استضافته وان يكرمها الملك .. فوافق الملك واستضافهم في الجناح الملكي لمدة ثلاثة أيام أغدق فيها عليهم من الهبات والعطايا .. وتمتعوا بمناظر القصر المنيف .. وحدائقه الفسيحة ..

هنا تحسر الركاب على أنفسهم أيما تحسر .. هذه هي حسرتهم العظمى .. وقت لا تنفع حسرة ..

والآن بعد أن استمتعنا سويا بهذه القصة الجميلة بقي أن أسألكم سؤالا ؟؟؟

من هو الشيخ الوقور ؟

ولماذا قلت في بداية سرد القصة :

وكم هي خاصة بكل واحد منا !! فأنا وأنت وهو وهي قد عايشناها لحظة بلحظة .. !!

أعلم إنكم كلكم عرفتموه .. وعرفتم ما قصدت من وراء سرد هذه القصة ..

لم يكن الشيخ الوقور إلا الدين ...

إبليس عليه لعنة الله إلى يوم الدين توعد بإضلالنا .. وفضح الله خطته حينما قال في كتابه الكريم { ولأمنينهم }

إبليس أيقن انه لو حاول أن يوسوس لنا بأن الدين سيئ أو انه لا نفع منه فلن ينجح في إبعادنا عن الدين ... وسيفشل حتما ..

ولكنه أتانا من باب التسويف .. آه ما أجمل الإلتزام بالدين .. ولكن مازالوا أطفالا يجب أن يأخذوا نصيبهم من اللعب واللهو .. حرام نقيدهم .. عندما يكبرون قليلا سوف نعلمهم الدين ونلزمهم به ..

ما اجمل الإلتزام بالدين ولكن .. الآن هم طلبة مشغولون بالدراسة .. بالواجبات والإمتحانات .. بعد ما ينهوا دراستهم سيلتزمون بالدين .. وسيتعلمونه ..

أو مازلنا في شهر العسل .. الدين رائع ولكن سنلتزم به غدا ..

مازلنا نكون أنفسنا بعد أن أقف على رجلي في ساحة التجارة سأهتم كثيرا بديني .. وسألتزم به ..

ولا ندري هل يأتي غدا ونحن أحياء .. أم نكون وقتها تحت الثرى .... !!!

التسويف هو داء نعاني منه في أمورنا كلها .. نؤمن بالمثل القائل : لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد ولكننا لا نطبق ما نؤمن به على أرض الواقع .. لذا نفشل في بناء مستقبلنا في الدنيا .. كما في الآخرة ..

فالعمر يمضي ونحن نردد .. غدا سأفعل .. سأفعلها ولكن بعد أن أفرغ من هذه .. مازلت صغيرا إذا كبرت سأفعلها .. بعد أن أتزوج سألتزم بالدين .. بعد أن أتخرج .. بعد أن أحصل وظيفة .. بعد أن .. بعد أن .......

__________________

  #227  
قديم 05-02-2006, 03:24 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile قصة واقعية لفتاة العصر عذبت عذاب الجاهلية

قصة واقعية لفتاة العصر عذبت عذاب الجاهلية


كان عمري 12 وما كنت أعلم عن الإسلام شيئا و كنت ألعب الجمباز وقد شاركت في بطولة محلية لم يكن ينقصني شيئا و مع هذا أحس بأنني مهمومتا و قلبي مقبوض في يوم من الأيام أقبلت علي أخت محتجبة سألتني لماذا لا أصلي ؟ فتعجبت أأنا ملزمة على الصلاة ؟كان والدي يقول لنا بأننا نشأنا من زبد البحر وأن الكون وجد من عدم وأن الموت نهاية . مع كل هذا كنت أعلم أن وراء كل هذه المخلوقات خالق سبحانه و تعالى
ليلة الجمعة قررت أن أشهر إسلامي لم أكن أتخيل ما كان ينتظرني..........
أول ماعذبت به هو تمزيق كتاب الله أمام عيني و رميه في القمامة أكتب هذه الكلمات وقد مر على هذه الأحداث أكثر من 16 عاما ومازال ذلك المنظر ينزف مشاعري .


وبعد ذالك لجأت أمي للتعذيب الجسدي وياله من تعذيب حيت ربطت في عنقي حبل وشددت علي حتى سال الدم من فمي. أسرد لكن قصتي و يشهد ربي أني ما بالغت ولا تجاوزت. بعدها منعت عني الأكل أو يكلمن أحد احتجزتني في ركن البيت. بدأت أقرأ القرآن همسا حينها لم أكن أحفظ سوى آية الكرسي فتأتي إلي و تفتشني لعلي أخبئ المصحف و كانت تضربني بسلك الكهرباء ودمت على هذا الحال لمدة شهر وسبحان الله مع مواصلة التعذيب إلا أن إسلامي يتقوى شيئا فشيئا حتى ملت أمي والذي نفس محمد بيده هي التي تعذبني ملت من تعذيبي حينها قررت أن أفر بديني خرجت من المنزل و ليس لي مكان أقصده على الإطلاق أحوم في الشوارع وأحوم وقد بدأ الظلام يخيم على المدينة حينها رفعت بصري إلى السماء و قلت إلهى ما خرجت إلا لأجلك ولا ملجأ منك إلا إليك وقد توكلت عليك فافعل بي ما أنت راض به علي وقررت العودة إلى البيت وسلمت كل أمري إلى الله وعند عودتي مررت بمنزل الأخت التي أرشدتني أول مرة فطرقت عليها الباب وكان الوقت متأخر فاحتضنتها مودعتا وأخبرتها بأني قد فررت بديني إذ بأمها تطل علينا متسائلتا عن من في الباب في هذا الوقت فأخبرتها بالسبب و أدخلتني الأم الحنونة التي لا أنسى أبدا ما حييت ما صنعته لأجلي فقد عاملتني معاملة الأم الطيبة لابنتها و ألبستني من ثياب ابنتها فأصبحت أصلي بكل حرية ما أشاء ووقت ما أشاء وأذهب إلى مجالس العلم و أقرأ القرآن وقت ما أشاء .
يا أخواتي احمدن الله كثيرا فهناك من تقبض على هذا الدين كأنها تقبض على الجمر و عشت حياتا ما كنت أحلم بها إلى أن جاء اليوم الذي ألتقي بزوجي الطيب وتلك قصة أخرى، أما الآن فلدي بفضل الله خمسة أبناء يحفظون من القرآن ما تيسر لهم إلا لابنتي الصغرى فعمرها 7 أشهر. وابنتاي الأخريات يرتدين الحجاب وعمرهن ستة و سبعة سنوات والذي لا إله غيره يرتدينه من تلقاء أنفسهن ولا يسلمن على الرجال ويغضضن من أبصارهن فما شاء الله و لا قوة إلا بالله أعانكن الله على الثبات في دينكن وأقر أعينكن بالصلاة أختكن في الله أم سارة


__________________

  #228  
قديم 06-02-2006, 04:46 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile وأيضاً.. هكذا تكون لذة العقوق !!

وأيضاً.. هكذا تكون لذة العقوق !!

من صميم الحياة ....
كانت ترى فيه السعادة كل السعادة، ترى فيه الدنيا كلها ولا ترى في الدنيا سواه، وكذلك كان؛ لأنه وحيدها؛ وهي كذلك ! كانت وحيدته؛ إذ أنهما كما يقول أهل هذا الزمان ( مقطوعان من شجرة ) ! وترجمتها : أنهما لا قريب لهما ولا نسيب ولا صهر ولا حبيب !. مات زوجها ولم يترك وراءه لها سوى بيت من الطين؛ يقبع في زاوية خجولة من حيٍّ قديم من أحياء الرياض ! ؛ ليس في بيتها ما يرد العين إلاَّ أثاثٌ إذا رأيته عرفت من أول نظرة أنه لم يعد يصلح إلاَّ لزمن ولَّى أصحابه قبل عشرين عاماً؛ أما أصحاب زماننا فيأنفون أن يجلسوا على مثله؛ لأن ثيابهم أنظف من قلوبهم ! أما أولئك السابقون فبعكسنا تماماً كانت قلوبهم أنظف من ثيابهم !... وترك لها في هذا البيت طفلاً رضيعاً في أشهره الأولى .. فكان كل متاعها في الدنيا : بيتاً من الطين؛ وطفلاً كوجه الصبح الحزين؛ وحفنةً تأتيها كل عام لا تملأ الكفَّ من مال يسمى ( الضمان الاجتماعي) تُقيم به صُلْبها وصُلب صغيرها وتدخر ما بقي منه للأيام الشديدة في حياتهما وما أكثرها .
رعته حتى أدخلته المدرسة؛ وفي أول يوم غدا فيه إلى مدرسته يحمل على رأسه حقيبة صغيرة ينوء بحملها ! ليس فيها إلاَّ (..جزء عم .. والهجاء .. والحساب .. وقلم الرصاص .. و ! كسرة من خبز يابس هي إفطاره )! يجر خلفه طرف ( شماغه ) وطاقيته تتوسط رأسه الصغير .

رأته ففاضت عيناها فرحاً بصغيرها الذي يستقبل أول أيام المستقبل .

كان ديدنها أن تغدو معه كل صباح إلى مدرسته سيراً على الأقدام ؛ وتنتظره في حر الشمس ظهراً حتى يعود فتتلقاه بالقُبل .. تطبعها على خديه وتحمل عنه حقيبته ويعودان للبيت ... فرحةٌ غامرة .. عمرت قلبها عندما سمعت بنبأ نجاحه في المرحلة الابتدائية .. بل كانت تخبر كل من تلقاه في طريقها أنَّ ابنها حمل الشهادة (الصفراء )! .

* * *
مرت السنون؛ وإذ به يحمل الشهادة الجامعية ! من أعرق جامعات المملكة في قلب العاصمة ! ولا يزال مع وحيدته الحبيبة في بيت الطين ! وكانت فرحة ممزوجة بالألم والأمل معاً ؛ تلك التي كان سببها .. استئذانه حبيبته أن يفارقها ويفارق بلاده للسفر في بعثة لمواصلة دراسته العليا في بلاد الغرب؛ يأتي بعدها حاملاً أعلى الشهادات .
كاد قلبها ينخلع من البكاء عندما أغلقت عليه باب سيارة الأجرة التي ستوصله إلى مطار الرياض ليغيب بعدها عن حبيبته الغالية ست سنوات كاملات ! لا يعرف من أخبارها شيئاً إلاَّ بواسطة رسائل الجيران الأخيار ؛ الذين تطلب منهم جارتهم العجوز كتابتها لابنها الذي سافر بقلبها معه ... كانت تضم صورته التي تزّين شهاداته السابقة على صدرها كل ليلة وتبلها بالدموع حتى يغلبها النوم .. فتنام لتراه يتراءى لها في المنام ! هكذا هي طوال سنواتها العجاف؛ كان الله في عونها .

* * *
مرت السنوات .. وإذ بها تتلقى رسالة من ابنها ( الدكتور ) .. يخبرها فيها أنه قاب قوسين أو أدنى من رحلة العودة .. لم تسعها صحراء نجدٍ كلها من فرحها .
دعت الله كثيراً أن يبقيها حتى تراه .. وودعت النوم .. ترقباً لمجيئه ...

في يوم .. غلبتها عيناها ضحوةً؛ فإذا باب بيت الطين الذي لم يكن ليغلق كما تُغلق أبوابنا اليوم يُفتح وتظهر منه مقدمة حقيبتين كبيرتين .. يدخل بعدها رجل قارب الثلاثين من عمره يلبس ملابساً لم يكن لبسها معتاداً في ذلك الوقت إلاَّ قليلاً .. (جاكيت .. وملحقاته من كرافته ..وحذاء يلمع لمعان البرق ) ..
حضنته بين يديها الضعيفتين وغابت عن الدنيا ! ؛ بكاءٌ متبادل أزعج الجيران الواقفين في (..حوش ) المنزل الذين أتوا للترحيب والتهنئة بقدوم الابن الضيف (.. الدكتور ).

* * *
وتمر السنون ! وينتقل بها إلى منزل اشتراه .. يليق به وبمنصبه ؛ أما هي فلا يليق بها !؛ ويودعان بيت الطين إلى غير رجعة؛ ذلك أنه باعه بثمن بخس دراهم معدودة وكان فيه من أزهد الزاهدين ! .. أما هي ! فكأنها قطعت قطعةً من قلبها وألقتها .. وتراءى لها منظر الجيران الطيبين ..لكنها صبرت ابتغاء رضاه ! بعد رضا الله تعالى .

* * *
أتته في يومٍ؛ تعرض عليه الزواج من بنت (فلان ) .. امرأة ديّنة ..صالحة .. عفيفة .. محتشمة .. مطيعة ...تخدم في بيتها بنشاط بنات ذلك الزمان .. وهي مع ذلك .......! - ضحك وربت بيده على كتفها وقال : لم يحن الوقت بعد ...

* * *
حان الوقت ! وتزوج امرأة من طبقته هو ! ذات منصب وجمال .. لكنها كانت أنموذجاً من النساء بارعاً في التكبر والغرور والازدراء لأُمّه والاحتقار لها ولكلامها .. ولبسها .. و ..

* * *
صبرت الأم صبر أيوب !! ولم تشأ أن تجرح مشاعر ابنها ؛ فلم تخبره بشيء مما يقع لها معها .

كانت تلك المرأة تسومها سوء العذاب كل يوم ! . حتى إذا قدم الدكتور من عمله انفردت به في غرفتها .. وسردت له أحداث النهار كله ؛ وكيف أنها عانت من أمه وعانت وعانت و ... هكذا كان الحال كل يومٍ !!!.
كان يعجب أشد العجب إذا سأل أمه عن زوجته : كيف هي ؟ فتثني عليها خيراً ما استطاعت ؛ كل ذلك اتقاء ما يجرح شعوره ويسبب غضبه !... نفد صبره .. ونفد (بالدال) إيمانه .. ونفد ما كان في قلبه من بقايا رحمة عاد بها معه من بلاد الغرب على استحياء .. فوقف على رأس أُمّه وهي تغسل ثيابها في (..حوش ) المنزل ! – وتلك الأفعى وراءه بشعرها الطويل المنثور على ظهرها - وقال لها بصوت الآمر :- يا أمي .. إما أن تراعي منصب زوجتي وتستقبلي زميلاتها بثياب حسنة وكلام زين ولا تجلسي معهم في الصالة .. وإلاَّ ....التفتت الأم العجوز ! خلفها وظنت أنه يخاطب أحداً غيرها ؛ فلما لم تجد إلاَّ نفسها في فناء المنزل ؛ علمت أنها هي المقصودة بالكلام لوحدها فأظلمت الدنيا في عينيها .. واتكأت على ما بقي في جسمها من قوة .... ودخلت ملحقها الصغير ورمت بنفسها على فراشها ؛ وخبأت رأسها في مخدتها وبكت حتى كاد أن ينشق قلبها ..


* * *
زادت الأفعى في خبثها؛ وزادت أُذُن الدكتور في سماعها ! . حتى كانت الطامة الكبرى وقاصمة الظهر :-
كم مرة قلت لك أن عقلية العجائز هذه لم تعد تناسبنا .. صارت قديمة. . تفهمين ؟..حتى التلفون تردين عليه ؟ ..ما بقي شيء ما تدخلتي فيه في هذا البيت النكد ؟! الله يستر عليك نحن لم نعد نصلح لك ؛ ولا أنتِ تصلحين لنا .. - (حملت الأم في يدها كيساً من القماش أودعته ما لديها من ثياب .. وخرجت حتى إذا وقفت بباب القصر المنيف ! التفتت إليه ودموعها تسطع على خديها في ظهيرة تشوي الوجوه ) ؛ وقالت : - سامحك الله يا ولدي .. والله ما عملت لكم إلاَّ كل خير أنت وزوجتك .. ووالله ما أذكر أني جرحتها بشيء .. سامحكم الله ..ثم شهقت شهقة ملؤها القهر .. وذهبت إلى حيث لا تعلم .

حاول أن يوقظ ضميره فيلحق بها ؛ فمنعته الأفعى .. الرقطاء الجميلة الناعمة الملمس .. فلم يفعل .

* * *
مرت الأشهر ! وهي تساءل عنه ما تبقى من جيرانها ؛ لتعلم هل هو بخير ؛ هل مرض ؛ هل رزق بأطفال ؟! هل .. وكانت تنتقل من هذا الجار إلى هذا إلى ذاك .. وتمكث عند هؤلاء أياماً وعند هؤلاء شهراًًَ .. وهناك أكثر .. تأخذ في حياء شديد ما يقدمونه لها من صدقات .. وكأنها تبلع الجمر الأحمر ..

• مرض .. دخل المستشفى .. سمعت أمه بالخبر .. استأجرت سيارة الأجرة لتراه .. وجدت الأفعى عند باب غرفته في المستشفى ؛ فأغرت بها الأطباء والممرضات وأنها عجوز مجنونة .. لا عقل لها نخاف على الأجهزة الطبية منها .. فأخرجوها وهي تنتحب ..- أريد أن أراه .. يا ناس هذا ولدي .. حبيبي .. فلذة كبدي .. الله يخليكم لا تحرموني من رؤيته ...

• خرج من المستشفى ولم يُخـــبَــر بزيارة أمه له .
أنفق جُلَّ أمواله في علاج مرضه ؛ بل كل ماله ؛ وباع بعض أثاث منزله ..

• وقفت الأفعى الرقطاء .. في وجهه يوماً على إثر خلاف بينهما لتكثر عليه الطلبات ؛ فلما لم يستجب قالت بصلافة المسترجلات - : صبرت عليك وعلى أمك من قبل .. أنت الآن وللأسف لم تعد رجلاً .. ولا استعداد لدي أكثر من هذا أن أعيش مع فقير مثلك .. طلقني .. هل تسمع .. طلقني ..

• قال : كأنها صفعتني على وجهي بيد من حديد ؛ وألقتني في صحراء النفود عرياناً .

• طلقها .. وذهب يبحث عن ذكريات قديمة مفقودة .. اسمها ( أمه الحبيبة الغالية .. المظلومة)..

• طرق باب كل بيت في الحي القديم ؛ وسأل عنها كل جار .. لكن دون جدوى ..

• بحث عنها في ثلاجات المستشفيات .. في أقسام الشرط .. دون جدوى أيضاً ..

• أعياه التعب ! حتى ظن أنها قد ماتت ..

• هام على وجهه بحثاً عنها .. وأيضاً بلا جدوى !

• وفي يومٍ .. وفي طريق عودته مر بمسجد الحي القديم ليصلي به صلاة المغرب .. علَّه يجد عنها خبراً لدى جيرانه الأقدمين .. فإذا به يرى منظراً يؤمن لرؤيته الملحدون ويتوب العاصون .. منظراً يقطع أنياط القلوب ويمزق الأحشاء ويستنزف الدموع من العين بالقوة ... ماذا تتوقعون ؟!

• إنها أمُّه الحبيبة الغالية (تشحذ) الناس على رصيف المسجد .. وتمد يداً لطالما مدتها إليه في صغره بالريال والخمسة والعشرة ... تماماً كما تُمد إليها أيدي المصلين الآن بالريال والخمسة و.. و.. و .. ولطالما عطفت عليه في صغره وحزنت عليه في غربته في كبره .. واليوم تتسول لتعيش فقد ملت من عطايا وصدقات الجيران وأحست أنها عالةٌ عليهم وأنها أذلت نفسها كثيراً كثيراً .. فلجأت إلى استجداء عباد الله بجوار بيت الله !.

ارتمى بين يديها يقبل أقدامها ويديها ويضع قدميها على خديه .. وبكاؤه يشق سماء نجدٍ . منظرٌ يقف الحليم أمامه حيران ..

• حملها بين يديه .. أمام المصلين وذهب بها يمشي على وجهه إلى منزله .. وهو يردد بصوت متهدج مخنوق بالدموع والحسرات ؛ وجؤار يملأ الشوارع :- لعنة الله على الزوجة الفاجرة .. وعلى الدكتوراه .. وعلى العمارة .. وعلى الراتب .. وعلى المال ... وعلى من فرق بيني وبين أمي .....

* * *
وذهب يحملها بين ذراعيه وطرف (شماغه ) يخط على الأرض و(عقاله ) على ذراعه اليسرى ..وولى ظهره للدنيا !

* * *
وبعد ... فوالله لقد حاولت جاهداً أن أجد تعليقاً أختم به هذه القصة ؛ فخنقتني العبرة فلم أستطع .. فاقرؤوها هكذا كما هي : من دون تعليق ..!



__________________

  #229  
قديم 07-02-2006, 12:07 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile قصة توبة شاب غريبة

قصة توبة شاب غريبة

توبه شاب

قصة غريبة جدا

انا شاب فى مقتبل العمر .. اتمنى ان اكون من قوافل التائبين الذين طالما تتحدث عنهم . انا عمرى يقرب من الواحد والعشرين وقصة توبتى غريبة جدا .. وهاك هى وارجوا ان تقصها على من تحاضرهم عسى ان يجعل الله بها النفع للأمة .. واتمنى من الله رب العلمين الثبات على دينه

كثيرا ما كان يتحدث الناس عنى انى عبقرى مبتكر فى الأفكار . واصبحت استغل كل هذا فى الحصول على الشهوات وبدأت بالفعل حيث لا اعلم من الإسلام شيئا الا قليلا مما فرضه على العيش فى بلد اسلامى واختى الملتزمة التى كانت كثيرا ما كانت تنصحنى وانا اولى هاربا منها .. كانت كلماتها لا تنال منى الا السخرية

والغريب فى توبتى ان اسباب المعصية هى نفس اسباب التوبة

قد كنت مدمنا لجميع الشهوات ولا تتخيل ذنب الا وقد فعلته .. قد كنت حقا ظالما لنفسى .. هذا اقل تعبير عن حالتى بل هو اشمل تعبير لأن الله استخدمه حين وصف العصاه

كنت مدمنا لغرف الدردشة Chat وكانت تحتل اهتماما كبيرا من شهواتى خاصة انا كنا نتحدث عن ما حرم الله وكنت اجد معها متعة غريبة .. لا ادرى لماذا ؟؟

ذات يوم تعرفت على فتاه من امريكا ، كانت فى عمر العشرين متزوجة ولها ولد جميل .. تعرفت عليها صدفة.. قالت لى ما اسمك قلت لها اسمى : محمد " ما كدت ان اقول تلك الكلمة الا ووجدتها طارت من الفرح وتقول لى اذن انت مسلم . حقا انت مسلم لا اصدق اريد ان اعرف عن الإسلام الكثير ارجوك لا تتركنى كما تركونى ارجوك لدى الآف الأسئلة التى اود ان اسئلها ارجوك... قلت فى نفسى يالها من تعيسة تطلب الإسلام من ابعد واحد عنه .. ربنا يستر ولكنى شعرت بها حقا .. اول مرة فى حياتى اعيش لحظة اهتم فيها بأمر دينى اول مرة اعيش فيها لهدف .. شعرت بإحساس اخر .. اغلقت كل من اتحدث معهم من الفتيات الساقطات .. غريبة، لأول مرة فى حياتى اترك شهوتى لأجل شىء .. حتى الآن لا اعلم هذا الشىء ... لا اعلم منه الا اسمه الإسلام ... وقلت لعلها تسألنى واجيب مع يأسى التام على قدرتى على الإجابه ... وبالفعل قالت لى ما الإسلام .. قلت له من فضلك ثانية واحدة .. دخلت على مواقع اسلامية .. وظللت ابحث عن كل سؤال تسأله حتى انى نجحت فى الإجابه على معظم الأسئلة .. قالت لى من هى عائشة .. قلت لها عائشة ؟؟؟!!! كنت لا اعلمها .. ظللت ابحث عنها فى المواقع الإسلامية.. وبينما انا ابحث اشعر بحماس ورغبة غريبة فى مساعدتها .. قلت لها اختى انتظرينى ايام سأرسل لك كتاب وغيره يعلمك ما الإسلام .. لا تتصور مدى سعادتى من كلمة اختى .. اول مرة فى حياتى انادى فتاه بكلمة اختى .. الله اختى

لأول مرة اشعر بالطهارة .. حتى ذرفت عيناى ... وما نمت ليلتى .. ظللت اسأل اختى عن بعض الأسئلة التى سألتنى اياها ( هل الحجاب فريضة ؟؟ وغير ذلك ) .. ذهبت للمكتبة لشراء كتاب وقبل الذهاب فوجئت انى لا املك من الأموال الا يسيرا .. قلت ماذا افعل .. كنت اشعر ان الموت يسابقنى لها ويجب ان اكون اسرع منه لها قبل ان تموت وتدخل النار .. لأول مرة احدث نفسى بهذه اللهجة .. تعجبت من نفسى .. ذهبت لأحد الأصدقاء السوء كان غنيا جدا واقترضت منه مبلغا .. كنت انوى ان لا ارده ولكن بعد التزامى رددته لعلمى بأهمية رد الدين والحمد لله .. واشتريت لها كتابان قرأتهما قبلها .. وكنت طليق فى الإنجليزية، شعرت بأن هذا الدين عظيم ..واشتريت لها زيا اسلاميا جميلا مثل الزى التى ترتديه اختى لعلمى لصعوبة الحصول على هذه الأزياء الإسلامية هناك واشتريت لها مصاحف قرآن للغامدى والعجمى .. وارسلت كل هذا بالبريد السريع الدولى ليصل فى اقصر فترة ممكنة .. وبالفعل وصلت اليها ... وقرأت الكتابان .. وقالت لى هذا ما كنت اريد .. ماذا افعل لكى ادخل فى الإسلام .. حينها لا تتصور ما حدث لى بكيت كثيرا كثيرا .. وذرفت دموعى فقالت لى لما تبكى .. فقد كانت تسمعنى وكنت اتحدث معها بالمايك .. قلت لها لأن ميلادى مع ميلادك .. ما فهمت معناها .. ولكنى اخبرتها ان تردد الشهادتين وتذهب لتغتسل .. كنت قد سألت عن هذا لهذه اللحظة .. لا تتصور وهى تردد بعدى " اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله " وكأنى ارددها معها لأول مرة ... فلا اتذكر انى قد قلتها قبل ذلك .. وقالت لى ما معناها .. فأخبرتها ان انه لا يوجد اله غير الله فى الكون وان محمد رسول الله وظللت اتطرق فى شرحها ولكن العجيب انى لا أدرى ما هذه الكلمات .. وانا اشرحها كل هذا المعانى كانت غائبة عنى ... ايقنت ان هذه الكلمة لها معانى عظيمة .. ثم قالت " محمد قل لا اله الا الله وضحكت " قلتها وانا ابكى من سعادتى ابكى بكاءا مريرا ... ثم قلت " قولى ياأختى محمد رسول الله " فقالت وضحكت بسعادة وقالت محمد الان وجدت حياتى .. لقد كنت محطمة وقلبى كسير حاولت الإنتحار خمس مرات وكان زوجى ينقذنى .. ولكنى الان اشعر بسعاده غامرة واشعر انى وجدت نفسى ووجدت سعادتى ... قلت لها اذن انتى ولدتى هذه الليلة .. قالت حقا نعم .. قلت لها وانا كذلك وحكيت عليها قصتى وكيف كنت مسلما بالإسم فقط .. ولآن اشعر بأنى ولدت من جديد .. قالت : الآن فهمت ميلادى مع ميلادك " ثم قالت اذن " ردد وقل لا اله الا الله ياخى " قلت لها نعم لا اله الا الله رب العالمين" وضحكت وشعرت بأنى أسلمت من جديد ، قامت واغتسلت واتفقنا ان نتقابل بعد 30 دقيقة سمعت المؤذن لصلاة الفجر .. فقمت توضأت كنت لازلت اذكر الوضوء من المدرسة ودخلت مع الإمام ... وذرفت عيناى بالدموع شعرت بلذة غريبة كانت الذ بكثير من هذه اللذة التى كنت اذوقها مع الشهوات .. لذة الإيمان حقا ان له لذة غريبة ثم عدت اليها واخبرتنى من هى عائشة وظللت اتعلم منها عن عائشة وسيدنا محمد تتخيل ان اتعلم الدين من ما كنت سببا فى اسلامه وهو عمره فى الإسلام لحظات، شىء غريب جعلنى اذرف دموعى كثيرا ووجدتها غيرت اسمها المستعار لعائشة ، وبعد يومين فوجئت باسلام زوجها وسموا ابنهم احمد ... بكيت بكاءا شديدا .. وحمدت الله كثيرا .. أه لا استطيع ان اصدق انى سببا فى اسلام ثلاثة انفس يأتون يوم القيامة فى ميزان حسناتى ... وانا ليس لى من الإسلام شىء .. منذ ذلك الحين ظللت اتعلم عن الإسلام الكثير ووجدت فى مكتبة اختى التى تزوجت قبل اسلامها واسلامى بإسبوع .. وظللت اقرأ وأقرأ واتعلم ووجدت حالى ينصلح شعرت بلذة الصلاة ولذة العبادة وتركت كل شهواتى وكل اصدقائى الفاسقين فى بلدى وفى العالم كله وكل حين اردد " اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله " وابكى وابكى .. وفرحت بذلك امى .. وقالت حقا " كل شىء وله اوان " قلت لها صدقت يأمى ..

وتحولت من البحث عن فاسقة او زانية لاتحدث معها او اقابلها .. الى البحث عن كل من يريد الإسلام ويريد ان يعرف عنه شىء .. تخيل فوجئت بالكثير بالكثير يريد المعرفة عن الإسلام ..وكلما عرفت احد ارسلت له نفس الكتابان ونسخة من القرآن الكريم .. حتى اسلم على يدى ثلاثة اخر اثنان من امريكا وفتى من بريطانيا .. وفرحت بذلك كثيرا .. وكانت ام احمد تساعدنى فى الحديث معهم .. حتى انها اقنعت اختها بالإسلام .. والحمد لله رب العالمين ... واخيرا لا استطيع ان اخبرك على مدى سعادتى بالإسلام انا اسلمت مع هؤلاء حقا لقد اسلمت معهم .. وعلمت ان الدعوة فرض عين فى ظل هذا الأنفتاح وكون العالم كله قرية صغيرة .. فيجب على المسلمين العمل لدينهم الذى طالما ظلموه وهو اغنى الأغنياء عنا .. ونحن افقر الفقراء اليه ... تحولت دفة حياتى تماما اصبح كل همى الدعوة الى الله .. والعمل له ...وارجوا من الله رب العالمين ان يرحمنى وان يييسر لى ويثبتنى .. اتعلم يأخى والله ان الدعوة الى الله رزق يسوقه الله الى العبد .. وانى أشعر انى مرزق فى الدعوة رزقا غريبا اشعر ان رزقى واسع فى هذا الأمر ... اللهم وسع ارزاقنا .. وارجوا ان تحكى قصتى هذه لمن يسمعونك عسى الله ان يعم النفع والفائدة .. واعتذر للإطاله بالرغم ان هذا لا يحمل معشار ما تحمل خواطرى من مشاعر .. ولكن انها الكلمات تعجز عن وصف ما انا فيه من السعادة .. وجزاكم الله خيرا
__________________

  #230  
قديم 08-02-2006, 12:59 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Arrow وبكى الفاروق

وبكـى الفـاروق

كان الفرح يغمر الابطال الذين عادوا منتصرين بعد أن طال الغياب عن الاهل والاحباب .. كانوا أسودا كاسرة في ساحة الجهاد.. ففتحوا البلاد ورفعوا راية الإسلام على بقاع جديدة من أرض الله، عادوا فرحين بنصر الله ولبسوا أجمل الثياب.
أسرعوا الى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، فقد اعتادوا ان يستقبلهم بعد عودتهم، يفرح بلقائهم ويبالغ في إكرامهم، ولكنهم فوجئوا هذه المرة أنه لم يهتم بهم، بل أدار وجهه عنهم، فبعد ان رد السلام أمسك عن الكلام، فظهرت الدهشة على وجوههم.

أرادوا أن يعرفوا السبب كي يبطل العجب .. فأسرعوا الي عبدالله بن عمر وقالوا له : لقد أدار امير المؤمنين وجهه عنا ولم يهتم بأحد منا فما سبب هذا الجفاء بعد ما قدمناه من تضحية وفداء!؟

كان لابد لعبدالله بن عمر الذي نشأ في بيت عمر أن يقرأ أفكار أبيه فهو يعلم جيدا أنه ماض في درب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولم يتزحزح عنه قيد أنمله ..

نظر عبدالله إلى ثيابهم الفاخرة التي عادوا بها من بلاد فارس وقال لهم : إن أمير المؤمنين رأى عليكم لباسا لم يلبسه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا الخليفة أبو بكر الصديق من بعده.

عرف الابطال المجاهدون السبب فلم يجادلوا، ولكنهم تحلوا بالأدب النبوي الشريف فأسرعوا الى ديارهم وبدلوا ثيابهم ثم عادوا الى أمير المؤمنين بثيابهم التي اعتاد ان يراهم بها، فلما رآهم فرح بقدومهم واحسن استقبالهم ونهض يسلم عليهم ويعانقهم رجلا .. رجلا .. وكأنه لم يرهم من قبل، فهو يرى أن إيمانهم وجهادهم هو أبهى الحلل واجمل الزينات.

قدموا لأمير المؤمنين الغنائم التي عادوا بها من أرض الجهاد فقسمها بينهم .. كان في تلك الغنائم سلال من خبيص، والخبيص هو طعام حلو مصنوع من التمر والسمن، مد أمير المؤمنين يده وذاق ذلك الطعام فوجده لذيذ الطعم طيب الرائحة فقال لمن حوله واصفا لذة طعمه : والله يا معشر المهاجرين الانصار سوف يقتل الابن اباه والأخ أخاه على هذا الطعام, أمرهم ان يحملوه الى أبناء الشهداء من المجاهدين والانصار الذين نالوا الشهادة اثناء جهادهم مع رسول صلى الله عليه وسلم.

نهض أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أمير أعظم دولة في ذاك الزمان وسار مجللا بالهيبة والوقار بوجه يعلوه الايمان، وجسم فارع الطول عليه جبة قديمة بها 12 رقعة!! سار خلفه عدد من الصحابة، أخذوا ينظرون الى جبته القديمة ، قال بعضهم لبعض : ما رايكم في زهد هذا الرجل؟؟!!...لقد فتح الله على يديه بلاد كسرى وقيصر ... وطرفي المشرق والمغرب، وتاتي اليه وفود العرب والعجم من كل مكان فيستقبلهم وعليه هذه الجبه القديمة ذات الرقع الكثيرة...

اقترح بعضهم أن يتقدم اليه بعض كبار الصحابه الذين جاهدوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ويحاولوا اقناعه بان يستبدل هذه الجبه القديمة بثوب جميل وأن يقدم له جفنة الطعام في الصبح والمساء ..قال البعض الاخر : لايجرؤ أحد على ان يتحدث اليه في هذا الامر إلا علي بن ابي طالب او ابنته حفصة فهي ذات مكانه عالية في نفسه لأنها زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم إحدى أمهات المؤمنين..

ذهبوا إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعرضوا الامر عليه .. فقال : لن افعل هذا ، ولكن عليكم بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم فإنهن أمهات المؤمنين ويستطعن عرض الامر عليه فلما سمعوا راي الامام علي بحثوا في الامر واستقر الرأي على أن تقوم كل من ام المؤمنين عائشة وحفصة رضي الله عنهما بتلك المهمة .. دخلت عائشة وحفصة رضي الله عنهما على أمير المؤمنين عمر، فقربهما وأحسن استقبالهما فبدأت عائشة بالحديث قائلة : يا امير المؤمنين .. هل تأذن لي بالكلام؟؟

قال : تكلمي يا أم المؤمنين .. فقالت ما معناه : لقد مضى رسول الله الى سبيله الى جنته ورضوانه، لم يرد الدنيا ولم ترده، وكذلك مضى أبو بكر من بعده .. وقد فتح الله على يديك كنوز كسرى وقيصر وديارهما وحمل إليك اموالهما، وخضعت لك اطراف المشرق والمغرب، ونرجو من الله المزيد، وفي الاسلام التأييد، وقد أصبح العجم يبعثون إليك رسلهم ووفود العرب تأتي اليك من كل مكان وانت تستقبلهم بتلك الجبة القديمة التي رقعتها 12 رقعة، فلو غيرتها بثوب لين يهاب فيه منظرك وايضا يأتونك بجفنة طعام في أول النهار وأخرى في آخر النهار، تاكل منها انت ومن حضر معك من المهاجرين..

تأثر أمير المؤمنين تأثرا بالغا حتى بكى بكاءا شديدا .. سأل أم المؤمنين عائشة قائلا : هل تعلمين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شبع من خبز قمح عشرة أيام أو خمسة أيام أو ثلاثة أيام أو جمع في يوم بين عشاء وغداء حتى لحق بربه؟ قالت : لا....

استمر عمر رضي الله عنه في حديثه لهما قائلا : أنتما زوجتا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكما حق على المؤمنين عامة وعلي خاصة، ولكنكما أتيتما ترغبانني في الدنيا، وإني أعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لبس جبة من صوف وربما حك جلده من خشونته هل تعلمان ذلك .. قالتا : نعم...

ثم قال أمير المؤمنين لعائشة : ألا تعلمين أن رسول الله كان يرقد على عباءة تكون له بالنهار بساطا وبالليل فراشا ، فندخل عليه ونرى أثر الحصير في جنبه؟ ثم قال لحفصة :الا تذكرين يا حفصة حين قلتي لي انك ثنيت الفراش للنبي ذات ليلة فشعر بلينه فرقد ولم يستيقظ بالليل الا حينما سمع اذان بلال ، فقال لك النبي : ياحفصة .. ماذا صنعتِ؟ أثنيت المهاد(أي الفراش) .. حتى ذهب بي النوم الى الصباح؟ .. مالي ومال الدنيا ومالي شغلتموني بلين الفراش ..!!

وفي النهاية قال لابنته : ياحفصة..إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مغفورٌ له ماتقدم من ذنبه وما تأخر .. ومع ذلك فقد أمسى جائعا ورقد ساجدا ولم يزل راكعا وساجدا وباكيا ومتضرعا اناء الليل والنهار الى أن قبضه الله برحمته ورضوانه ثم قال رضي الله عنه : لا اكل عمر طيبا ولا لبس لينا، بل سيكون له في صاحبيه أسوة وقدوة، وقطع عمر عهدا على نفسه ..الا يجمع بين طعامين في وقت واحد سوى الملح والزيت .. ولا ياكل لحما الا مرة كل شهر..فخرجت عائشة وحفصة واخبرتا الصحابة بما حدث .. وظل عمر ماضيا في طريقه الى ان لقي ربه شهيدا سعيدا..

غفر الله لك يا عمر وأسكنك جنة عرضها كعرض السموات والأرض .. أعدت للمتقين وجعلنا من رفقائك ورفقاء الرسول والصديق والمهاجرين والأنصار .. إن شاء الله تعالى ..
__________________

 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م