مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 16-12-2000, 10:47 AM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post الصهيونية وتصفية الوجود المسيحي

شهدت الأرض المقدسة المحتلة – بما فيها المناطق الفلسطينية داخل الخط الأخضر (احتلال 1948م) - منذ انتفاضة الأقصى الأخيرة، أحداثاً جساماً وجرائم صهيونية تقشعر لها الأبدان، ولكن الصورة ليست سواداً محضاً لا بياض فيه، ففي مواجهة العنف الإسرائيلي والجرائم المنكرة التي ارتكبها جيش الاحتلال وعصابات المستعمرين، برزت صور مشرقة عديدة، بعضها أقرب إلى قصص المثاليات التاريخية والتراثية في البطولة والفداء والالتحام الوطني.

ولم يخطئ المحللون السياسيون عندما قالوا تعقيباً على استقالة رئيس الوزراء الإسرائيلي (يهود باراك): (إن الطفل الفلسطيني هو الناخب الأول) ذلك لأن الاستقالة جاءت على خلفية فعاليات الانتفاضة، ولأنها محور التحالفات والشعارات السياسية الإسرائيلية المرفوع بين الأحزاب المتنافسة.

ولقد لفت نظري تلك المسيرة الجامعة في الناصرة، التي احتشد فيها المواطنون (مسلمون ومسيحيون) في تظاهرة التحامية أصابت اليهود بصدمة مشوبة بالحسرة والخيبة، بعدما ظنوا أن مشكلة بناء الجامع ستؤدي إلى شق الصف الفلسطيني على خلفية طائفية. ولم يكن قصف بيت جالا وغيرها من البلدات ذات الطابع الخاص ببعيد عن ثأر الإسرائيليين لفشل مخططاتهم التفتيتية في هذه المرحلة بالذات.

وشاهدنا جميعاً بأم العين الأرشمنديت حنا عطا الله (أحد رجال الكنيسة الأرثوذكسية الفلسطينيين) يقف جنباً إلى جنب مع مفتي القدس وغيره من العلماء ليعلن أنه لا يجيز الصلاة على أي جندي مسيحي فلسطيني يخدم في جيش الاحتلال الإسرائيلي. وكان لتصريحه وقع شديد على الإسرائيليين حتى خصصوه في برنامج (الأسبوع في ساعة) الذي بثته الفضائية الإسرائيلية باللغة العربية يوم الجمعة 8/12/2000م، وهو برنامج أسبوعي يعنى بالوسط العربي، من وجهة نظر إسرائيلية.

ولأن الأرشمنديت حنا اعتذر عن حضور الحلقة استضاف البرنامج الأب الدكتور جورج خوري (رئيس المحكمة الدينية لطائفة الروم الكاثوليك) وأحد الكهنة البارزين في مدينة حيفا المحتلة.

وقد بين في مستهل كلامه احترامه وتقديره للأرشمنديت، وأنه أحد أركان الكنيسة في الأرض المقدسة، وأن الصحافة حوّرت كلامه وأولته على غير ما قصده، فما أعلنه ليس موقفاً كنسياً وإنما هو موقفه الشخصي، واجتهاده الفردي.

وفي إجابته على سؤال: (ما هو موقف الكنيسة إذن من رعاياها الذين يؤدون الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي، وما إذا كان موقف الأرشمنديت حنا عطا الله موقفاً ينسجم مع موقف الكنيسة المسيحية الرسمي) أجاب:

إن الكنيسة مع الشعب، ومن الشعب، وهي لخدمة الشعب، وتأخذ تعاليمها من السيد المسيح (عليه السلام) ولا يمكن أن نفصل الكنيسة عن الشعب، لأنها في معناها الديني هي جماعة الشعب. ونحن نقول يحق لكل إنسان أن يعمل ما يريد ولكن بشرط ألا يضر بالآخرين ولا يضر بكماله الإنساني.

وعلى سؤال: (هل توافق الكنيسة على إقامة الصلاة على جندي مسيحي خدم في صفوف الجيش الإسرائيلي)؟

أجاب: علينا أن نفصل بين الدين والسياسة كما فصلها السيد المسيح (عليه السلام) عندما قال: (اعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله)، فمن اختار الخدمة العسكرية أو الأمنية في أية دولة، كان اختياره الشخصي والعائلي، ونحن لا نتدخل في قراره، كما لا نتدخل في الشؤون السياسية والاجتماعية، والكنيسة أم رحيمة تهتم بأبنائها ولو أخطأوا، فنحن نقدم للفرد الخدمات الروحية. ولكن لنا موقف آخر في مسألة الخدمة العسكرية. فالكنيسة تؤيد العمل الأمني من أجل السلام، ولا تؤيد التجند والتجنيد من أجل الحرب واستعمال العنف، وإذا كان هدف الجندي أن يحمل السلاح ويطلق على أخيه الآخر – مهما كانت الأسباب - في ظروفنا الحالية خاصة، فنحن ضد هذه التصرفات لأننا مع الحوار ومع السلام ومع لقاء الإنسان بالإنسان الآخر، فالكنيسة لا تؤيد أولئك القائلين بأن فوهة البندقية هي الحل، الحل كما تراه تعاليم الكنيسة هو بالمفاوضات والمحبة.

انتهت مداخلة الأب الدكتور، ولكن دلالاتها الواضحة لم تنته بعد، لاسيما لجهة الموقف الموحد ضد الخدمة في جيش الاحتلال، لأن الكنيسة لا تملك أن تسلخ نفسها عن رعيتها وعن معاناة أبنائها.

وأحداث الانتفاضة وفعالياتها، وموقف الكنيسة والمؤسسات الرعوية الأخرى داخل العالم العربي وفي مقدمته فلسطين يستحق الدراسة بشيء من الروية تعيد القطار إلى خطوطه السليمة. وهي دافع إضافي لفتح ملف تصفية الوجود المسيحي في البلاد التي شهدت بشارة السيد المسيح (عليه السلام)، ولوضع النقاط على الحروف فيما خططت له الحركة الصهيونية منذ البداية، ونفذته على مراحل في ميدان ترحيل المسيحيين أفراداً وجماعات بعيداً عن الأرض التي ينتمون إليها.

إن المسيحي الفلسطيني، عربي كالمسلم، والمخطط الإسرائيلي يستهدفه كما يستهدف المسلم إن لم يكن يقدمه عليه، لأنه يشكل له حالة إحراج كبيرة أمام الرأي العام الغربي، كما رأينا في طمس صوت مطران القدس كابوتشي منذ الستينيات. وما تواجهه الكنائس والأوقاف المسيحية لا يقل عما تواجهه المساجد والأوقاف الإسلامية. لابد من تسليط نقطة الضوء على جرائم الصهيونية في حق الوجود المسيحي كما نسلطها في حق الوجود الإسلامي، فهي قضية واحدة تواجه عدواً واحداً.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م