مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 22-08-2004, 01:17 PM
الهلالى الهلالى غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2004
المشاركات: 1,294
إفتراضي خواطر فى ذكرى 11 سبتمبر

بعد عدة أيام ستعيش سيدة الفجر و العربدة بالعالم أسوأ ذكريات مرت عليها .. ولكنها لم ولن تكون أسوا من تلك التى خلفتها لشعوب العالم ، فإنها رأس الفساد فى العالم وسبب معاناة العالم ، عندما خلق الله الحياة الدنيا كان له الحكمة سبحانه فى خلق الشيطان ليقوم بدور محدد له ليتم الأبتلاء .. وأرى أنه سبحانه خلق لنا أمريكا لنفس الأسباب .. والله وحده يعلم حكمة ذلك ولكنه أجتهاد من عقل قاصر
فها هى ذاقت من نفس الكأس التى ذاقه العالم منها .. وهناك المزيد بأذن الله ولكن له أجل فى كتاب...
ما الذى يجعلنى أجزم على ذلك ، السبب هو دراستى للتاريخ وسنته .. سنة التاريخ هى التى تقول ذلك
" أفلم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ،دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها "

وإذا لم تكن أمريكا هى الكافرة و المتكبرة و الطاغية فمن يكون إذن ...

المقصد فى كلامى وموضوعى ليس أمريكا .. فأمريكا لايختلف أثنين على كفرها إلا من أعمى الله بصره و بصيرته .. إنما المقصد عمن قام بهذا العمل الذى أتفق الجميع على عبقريته و اختلفوا على مشروعيته و إفادته للأمة المحمدية ..مقصدى هؤلاء الفتية الذين أثبتوا أن هناك أمل.. وليس كما تحاول أمريكا أن تقنعنا على لسان العجوز الشمطاء أولبرايت وزيرة الخارجية السابقة عندما قالت أن التاريخ وصل إلى نهايته ... ..
تحاول أن تحبط عزيمة باقى الأمم و أنه لا مجال لمنافسة أمريكا فى القرون القادمة و وداعا لسنة زوال الدول ولم يبقى إلا الخلود لأمريكا
هؤلاء الفتية هاجموا الأمبراطورية العظمى بمنتهى الأستهتار بهيبتها

كان هناك فتية آمنو بربهم وزادهم الله هدى ...

دار برأسى تلك الخواطر عندما كنت أتحدث مع أحد الأصدقاء عن 11 سبتمبر ... وكان يجادلنى أننا لا نستطيع كمسلمين أن نخرج عمل بهذه الدقة ... وان القاعدة لا تقدر على ذلك فتذكرت حوار دار بين أحد الأخوة الأفاضل من جهة وبين أحد السلفيين من جهة أخرى .. وساقه هذا الأخ فى أسلوب أدبى عبقرى وجميل قد أستمتعت به ولو أنه لم يزد فى قناعتى بمقدرة القاعدة على أكثر من ذلك فقمت وعدت قراءته فوجدته مازال طازجا لم يتأثر بمرور عامين على قراءتى الأولى له ...
و لأنى أحبكم فى الله أردت أن أشرككم فى أستمتاعى بهذا الحوار الجميل و اللذيذ

فإلى الحوار ................

==========================================

المناظرة الكبرى..القاعدة والحركيون وجها لوجه


سيؤلفون كتبا عني !
لماذا ؟ ماهي إنجازاتك اللعينة ؟
لا شيء سوى أنني استطعت إثبات أنكم لم تنجزوا شيئا !
وماذا لديك الان لتقوله ؟
ما يقوله أي لويس عطية الله آخر !المزيد من الإثباتات العقلية والنظرية على صحة خيار المجاهدين من تنظيم القاعدة .. وخطأ خياراتكم ..
كان ذلك ختام الحوار العاصف بيني وبين أحد القيادات الحركية التقليدية والذي سأرمز لاسمه بـ (أبو ياسر )
بدأ الحوار بالشكل التالي:

قال أبو ياسر: لقد كانت ضربة سبتمبر حدثا خطيرا تضررت منه الدعوة كثيرا وألب العالم علينا.

قلت: حسنا لماذا لم تمنعوه؟
قال : وكيف نمنعه؟

قلت يا أبا ياسر : أنتم جماعات واسعة الانتشار ولديكم علماء وقيادات ثقافية وحركية وأساتذة جامعات وشخصيات مؤثرة في معظم البلاد العربية فكيف تسنى لابن لادن أن يصنع التاريخ ويأخذ قلوب الناس ويصبح قطبا في مواجهة الغرب، وكيف تسنى له أن يضع الغرب في مواجهة مكشوفة وعريضة وساخنة مع الإسلام، بينما أنتم مشلولون، حتى الأخبار لا تعرفونها إلا من وسائل الاعلام.
قال : وماذا عسانا أن نفعل أمام هذه الشرذمة من المتهورين؟

قلت: سبحان الله ها أنت قلت شرذمة من المتهورين، وكأنك تعيد ألفاظا يستخدمها الإعلام الغربي عندما يصف حربه ضدهم بأنها ضد ( فلول القاعدة ) ألم تسألوا أنفسكم كيف يستطيع المتهور أن يصنع التاريخ ويسحب البساط من تحت أقدام الجميع؟ ثم كيف يستطيعون وهم "شرذمة" صغيرة كما في وصفك لهم أن يتصرفوا باسم الإسلام ويصنعوا هذا الاستقطاب العالمي؟ بل كيف يستطيع المتهور أن يخترق أقوى مخابرات في العالم ويدبر تلك العملية المعقدة بينما هو تحت نظر وبصر ومتابعة العالم بل وهو محاصر مشرد لا يكاد يحصل على قوت يومه؟
فقال أبو ياسر: اصبر لحظة، نحن لم نجزم بعد بأن بن لادن وجماعته خلف العملية ولا تزال هناك دلائل كثيرة على أن جهات أخرى ربما تكون خلفها، وما ذكرته أنت من كونهم محاصرين ومراقبين ومشردين وفقراء وكون العملية تحتاج إلى دقة متناهية وضبط ونجاح في كل خطوات التنفيذ يكاد يجعل كون بن لادن وجماعته خلف العمل أمرا مستحيلا. بل دعني أكرر عليك ما قاله أحد زملائنا الحركيين أن لو اجتمعت كل الجماعات والحركات الإسلامية بل والدول الإسلامية ومخابراتها ما استطاعت تنفيذ مثل هذه العملية.

فقلت: هل تريد إفهامي أنك تعتقد أن المسلم يستحيل أن ينجح في عمل معقد كهذا ولا ينجح به إلا الكافر؟

فقال: لم أقل ذلك لكن الحادث كبير وهائل يكاد يستحيل أن ينفذ دون تواطؤ من السي آي إي أو الموساد أو أمثالهما.

فقلت: لنكن واضحين، فرق بين أن تكون قوة أخرى خلف العمل بالكامل وبين أن يكون نفذه بن لادن بتواطؤ من السي آي إي، هل لك أن تختار بينهما؟
فقال: هناك كلام كثير وأدلة على أن الحادث ليس من صناعة بن لادن والقاعدة. الناس تناقلوا كثيرا من الأدلة ولخصت الأدلة في كتاب لعلك سمعت عنه.

فقلت: نعم وذلك الفرنسي الذي كتب كتابه أجزم أنه مجنون أو يطلب شهرة لكن هاهنا ملاحظتان على كلامك، أولا، إذا كان الحال كذلك فلماذا تلومون بن لادن إذاً ؟ الرجل ليس مسئولا حسب زعمك فلماذا نعتبر بن لادن تسبب في ضرر للعمل الإسلامي وألّب العالم علينا كما تقول؟ ثانيا، هل تتوقع أن أمريكا تؤلف كل هذه القصة الطويلة العريضة ويظهر بن لادن بنفسه ويثني على الأسماء المذكورة ومع ذلك يكون ليس لابن لادن والقاعدة أي دور في الموضوع؟

فقال: المسألة معقدة، يصعب الجزم بهذا أو ذاك لكن دعنا نقل إن كانت القاعدة خلف العملية فلا بد من تواطؤ مخابرات عالمية كبرى مثل السي آي إي أو الموساد.

قلت: حسنا .. أنت مستعد أن تتصور أن السي أي آي أو الموساد تتواطأ مع بن لادن ولست مستعدا لأن تتصور أن بن لادن وجماعته أو جهة مسلمة تستطيع أن تنجزه لوحدها؟

فقال: لم أقل ذلك بل قصدت أن السي آي إي أو الموساد ربما اخترقت بن لادن وجماعته وساقتهم لهذا التصرف وسهلت إنجاح العملية دون أن تتواطأ بشكل مكشوف؟
قلت: يعني أنت إذاً مستعد أن تتصور أن السي آي إي أو الموساد تدير هذاالعمل المعقد بكل اقتدار ومع ذلك لا تستطيع الآن أن تعرف مكان بن لادن الآن؟ وسؤال آخر، أنت مستعد أن تتصور أن السي آي إي أو الموساد تدير هذا العمل المعقد بكل اقتدار ولايتسرب شيء من اختراقها ولست مستعدا لأن تصدق أن بن لادن وجماعته يستطيعون أن ينجزوا مثل هذا العمل؟

فقال: أبو ياسر من قال أن أمريكا لا تعلم مكان بن لادن الآن؟ إذا تصورنا أن العمل من السي آي إي لهدف تحطيم الطالبان والتحكم بآسيا الوسطى ولا أظنك تجهل أن أمريكا لديها هدف استراتيجي في ضمان وصول إمدادات نفط بحر قزوين وتقليل الاعتماد على نفط منطقة الخليج ولذا فإن من مصلحة أمريكا بقاء بن لادن لتبرير وجودها المستمر ولا يوجد وضع مثالي مثل الوضع الحالي الأمريكان يعلنون أن بقائهم في أفغانستان سيطول ! أليس ما حدث هو تحقيق لهدف أمريكا الاستراتيجي الخاص بنفط قزوين؟ أما السؤال الآخر فنعم هذا عمل هائل لم نتعود أن ينفذه مسلمون ومن الممكن أن تتكتم أمريكا على عمل هائل مثل هذا مثلما تكتمت على عملية خليج الخنازير.

فقلت: يا أبا ياسر ما قلته للتو هو أحد أكثر الأشياء غير المعقولة التي سمعتها وأستغرب من هذه العقلية المؤامراتية الخيالية، يعني أنت مستعد أن تتصور هذه المخابرات تدمر البنتاجون ومركز التجارة وتضرب هيبة أمريكا في الصميم بعملية غاية في التعقيد والخطورة عالميا وكل ذلك الذي لا يتسرب منه شيء ينجز فقط لتبرير ضرب الطالبان؟ هل كان ضرب الطالبان يستدعي مثل هذا التبرير؟ لو كنت أنت رئيسا لأمريكا أو السي آي إي هل كنت ستختار هذا الخيار لتبرير ضرب الطالبان والقاعدة؟ وأنت مستعد أن يجنح بك الخيال لكل ذلك ولا تتخيل أو تتصور أن القاعدة تستطيع أن تنجز العمل بكل تفاصيله بمفردها؟ أما بالنسبة للهدف الاستراتيجي فدعني أتفق معك أن أمريكا لديها هدف فعلا في مسألة نفط قزوين لكن هذا الهدف الاستراتيجي منفصل تماما عما نحن فيه ، نحن نتحدث عن عملية 11 سبتمبر وأنت تستخدم مسألة نفط قزوين كقرينة لتصحيح نظرية المؤامرة وأن أمريكا ضربت نفسها لتأتي إلى أفغانستان .. حسنا هذا خيال جامح وكون أمريكا تريد نفط قزوين لا يعني أبدا أنها ستضرب نفسها من أجل تحقيق هذا الهدف بل باعتراف الأمريكان فإنهم كانو يخططون لحرب طالبان قبل 11 سبتمبر بمدة طويلة .. بعبارة عامية ( بن لادن تغدى بهم قبل أن يتعشوا به وبطالبان ) ..
ثم هل تعتقد أن مصداقية أمريكا تبقى مع عدم القبض على بن لادن أو قتله؟ وإذا كنت فعلا تعتقد أن أمريكا تعرف مكان بن لادن ولا تريد القبض عليه فأنصحك بأكل الفجل إذ يقال إن له مفعولا في تصاعد الأبخرة للدماغ حتى ( ينعدل ) المزاج هذا ما قاله (بطليموس ) في ( المجسطي ) !


فقال: دعك من السخرية !

قلت أنا لا أسخر لكن أنت تتحدث بشيء من التهريف ولا ينفع معك سوى ما فعله ( عليّان ) المجنون مع أبي يوسف القاضي ، وهل تعرف ما فعل عليان في مناظرته لأبي يوسف القاضي ؟
قال أخبرني
قلت إن عليان رأى أبا يوسف يمشي فقال له يا أبا يوسف مسألة ؟ فقال أبو يوسف سل
فقال عليان: يا أبا يوسف أليس الله قال ( وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم مافرطنا في الكتاب من شيء )
فقال أبو يوسف نعم
قال عليان: وأليس الله قال ( وإن من أمة إلا خلا فيها نذير )
فقال أبو يوسف نعم
فقال عليان: فمن نذير الكلاب يا أبا يوسف ؟
فنظر أبو يوسف متأملا ومتعجبا ! وقال .. لا أعلم أخبرني من ( نذير الكلاب )
فقال عليان لا حتى تأمر لي بفالوذج .. فأمر أبو يوسف من يحضر له طلبه ثم أخذه للمسجد وجلس أبو يوسف وطلابه ينتظرون عليان المجنون حتى يفرغ من الطعام ، فلما فرغ قال أبو يوسف .. هيه يا عليان أخبرنا من نذير الكلاب ؟
فأبتسم عليان ثم أخرج من جيبه ( حجرا ) وقال .. هذا نذير الكلاب يا أبا يوسف !

ضحك أبو ياسر وقال: لنعد إلى ماكنا فيه ثم أردف: صدقني لا يمكننا تصور أن القاعدة تستطيع أن تنجز هذا العمل لوحدها، وأما مصداقية أمريكا فنعم تعرضت لتحدي لكن المكاسب الأمريكية من السيطرة على المنطقة والهيمنة على أواسط آسيا أهم من المحافظة على مصداقية في قتل بن لادن. وهم -على كل حال- قد كسبوا مصداقية كبيرة في القضاء على طالبان وحشر أفراد القاعدة في أقفاص جوانتانامو.
فقلت: الانجليز قالوا: فتش عن المرأة والقوميون العرب قالوا: فتش عن اليهود .. وجاء وقت الحركيين الاسلاميين ليقولوا: فتش عن الأمريكان ! أما كونك لا يمكنك تصور أن القاعدة يمكنها إنجاز هذا العمل فهي مشكلتك أنت وحدك ومن جمعتهم في كلمتك ( لا يمكننا ) ممن هو يحمل نفس المضمون الدماغي ..

للحوار بقية ....

آخر تعديل بواسطة الهلالى ، 22-08-2004 الساعة 01:25 PM.
  #2  
قديم 22-08-2004, 01:33 PM
الهلالى الهلالى غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2004
المشاركات: 1,294
إفتراضي

نستطيع أن نقول حسب كلامك أنك تنتظر حدوث الوقائع لتبحث عن تفسير أمريكي لها، بمعنى تبحث عن تفسير مبني على أن أمريكا خلف كل حدث ولا يمكن أن يحصل شيء خلاف مراد أمريكا؟ حدث سبتمبر نفسه تواطؤ من أمريكا، ترك بن لادن حيا تواطؤ من أمريكا. طيب إذا كانت أمريكا لديها هذه القدرة الجبارة في صناعة الأحداث والتحكم بالتاريخ والقدرة على اختراق كل الناس فلماذا تؤذي نفسها كل هذا الإيذاء وتتسبب في قتل الآلاف وتدمير منشآت تمثل قلب رأسمالية أمريكا وتتعرض لهذا الخطر من أجل تنفيذ مشروع في أفغانستان؟ لماذا لا تشرع فورا في تنفيذ ما تريد وخلاص؟ ما هي المشكلة في أن تحطم أمريكا طالبان ؟ تحالف الشمال مستعد أصلا للتعاون معها من زمان بل يوجه لها اللوم من سنين. وما دامت أمريكا مخترقة للقاعدة والطالبان فقدرتها على تحطيمهم وتحطيم الطالبان لا تحتاج لعملية سبتمبر. أنت الآن بين خيارين إما أن تقول إن أمريكا هي التي تحكمت بالأحداث وأن لديها قدرة فائقة تمكنها أصلا من تحطيم طالبان من دون أن تبحث عن مبرر، أو أن تعترف أن أمريكا فوجئت بالحدث مثلما فوجئ غيرها.

فقال أبو ياسر: لا تلزمني إلزامات لا أقبل بها، أمريكا لديها قدرة فائقة صحيح لكن تحتاج لمبررات بعض الأحيان؟

قلت: مبررات ماذا ومن ذا الذي سيقف في وجهها حسب كلامك وتصورك لقوة أمريكا التي تطرحه؟ وهل المبررات تصل إلى حدث بمثل ضخامة وتعقيد حدث سبتمبر؟

شعرت أني أحاصر أبا ياسر وبدا ذلك من عبارته حيث قال: لا تفهم من كلامي أني جزمت بذلك، لكن التجربة التاريخية تدل على أن أمريكا مستعدة للتضحية ببعض مواطنيها أو حلفائها من أجل أهداف استراتيجية.

فقلت: (تعلّمني بضب أنا حرَشته ؟) أنا مدرك لما تقول لكن ضع في ذهنك أن أحداث سبتمبر أولا كارثة وطنية بالحسابات الأمريكية، ثانيا قتلى بالآلاف، ثالثا عمل غاية في التعقيد يحتاج التواطؤ فيه مستويات متعددة يستحيل المحافظة على السرية فيها، كل ذلك مقابل ماذا؟ تبرير؟ تبرير ماذا؟ من الذي سيرفض إرادة أمريكا في المنطقة؟ المسلمون؟ أنت قلت أنهم عاجزون، الروس، الأوربيون؟ من؟

وللخروج من المأزق قال: دعنا نقول إن السؤال قائم وكفى ولا نقفل الباب أمام هذا الاحتمال.
فقلت له وقد أردت مجاملته ..! يا صديقي إذا جاءتك ركلة من الخلف فلا تنزعج فما زلت في المقدمة..!! وقد فرغنا من أول قضية تناقضت فيها في أول جملة حيث قررت أن الدعوة تضررت بسبب أفعال (الشرذمة) ثم ها أنت في النهاية تقول إن القاعدة ربما لم تنفذ العملية لوحدها والسؤال ما زال قائما حول وجود أطراف متواطئة لتسهيل العملية سواء بعلم القاعدة أو بدون علمها ..


بعد ذلك تحول النقاش إلى جهة أخرى وهي ماذا لو تقرر نهائيا أن القاعدة وراء العملية بشكل مستقل تماما

فقلت: حسنا أفهم من كلامك أنه مجرد تساؤل وليس جزما أعني حول قضية من المسئول عن العملية. لو افترضنا العكس يعني أنه ثبت قطعيا -وسترى ذلك قريبا بإذن الله- أن بن لادن وجماعته خططوا لهذا العمل ونفذوه بطريقة غاية في الدقة والاستقلالية والسرية دون تدخل ولا تواطؤ من أحد ماذا سيكون موقفك؟
قال أبو ياسر: سنضطر أن نعترف أنه نجاح في تنفيذ عملية معقدة غاية في التعقيد والصعوبة لم نتعود أن يستطيع المسلمون تنفيذ مثلها. لكن هذا الاعتراف لا يعني الموافقة على العمل نفسه. بعبارة أخرى سنعتبرها إتقانا منقطع النظير في وسيلة، ولكن لهدف خاطيء بل مدمّر، مدمر للدعوة، للعمل الخيري، متسبب في القضاء على دولة إسلامية ناشئة هي طالبان، مبرر لحملة أمريكية دائمة على الإسلام بحجة الإرهاب.

فقلت: دعنا نكمل الحديث عن الوسيلة أولا، هل تعتقد أن هذه العملية كان يمكن أن تتم لولا دعم وتوفيق رباني؟

قال: اتفقنا أنها تحتاج عبقرية خارقة في التنفيذ لكن ماذا تقصد بالدعم الرباني؟ لماذا تفترض أن الله راض عن هذه العملية ؟ هذه العملية كما قالت العرب ( بقل شهر وشوك دهر ) وما زلنا نتلظى بشوكها..

فقلت: أما وقد استشهدت بأمثال العرب: فقد قالوا أيضا في أمثالهم ( الروم إذا لم تُغزَ غزت ) ، وما فعل بن لادن أكثر من أن غزاهم ! وأما كون العملية قد حازت على توفيق رباني فقل لي كيف يستطيع هؤلاء بجهد بشري مجرد أن ينفذوا عملا غاية في التعقيد والتفاصيل ويستغرق كل هذا الوقت ويحتاج لحركة بشرية ومالية وتفاصيل لوجستية كثيرة دون أن يكشف شيء من ذلك؟ وكيف تنجح كل حالات الخطف بالتفصيل وتصيب ثلاث منها أهدافها بدقة؟ وكيف ينهار كلا مبنيي مركز التجارة بينما هي مصمّمة على أن تصمد أصلا لحادث اصطدام طائرة؟ هل قرأت القائمة الطويلة التي نشرتها السي إن إن للشروط التي يجب أن تتوفر حتى ينهار مركز التجارة مثلا وتوفرت كلها في كلا حالتي الطائرتين اللتين ضربتا مركز التجارة؟

فقال أبو ياسر وقد انفرجت أساريره وظن أنه وجد في عبارة ( توفيق رباني ) ممسكا
هذه المسائل لا يمكن أن تقول إنها توفيق رباني، الطائرة الرابعة مثلا لم تصب هدفها، هذا غالبا نجاح في جانب ومشاكل في جانب آخر.

فقلت: يا أستاذنا الكريم الطائرة الرابعة لم تسقط إلا بعد خطفها والخطف بحد ذاته حصل وعدم إصابتها لهدفها لا يأتي شيئا أمام الإنجاز الهائل في تحطيم مركز التجارة وتهاويه أمام كاميرات التليفزيون.

فقلت: حسنا رغم اعترافك بعبقرية العملية وعدم قدرتك في البداية على تصور أن مسلمين فعلوها ثم عندما تأجل حسم هذه القضية وقلت إن السؤال مازال قائما ، وقلت لك لنقل أن الأدلة ستثبت أنها من فعل مسلمين فقلت (سنضطر أن نعترف أنه نجاح في تنفيذ عملية معقدة غاية في التعقيد والصعوبة لم نتعود أن يستطيع المسلمون تنفيذ مثلها) ، ومع ذلك لا تريد الاعتراف أن هناك توفيقا ربانيا لو فعلها مسلمون وفق تشكيكك. أما نحن فنعتقد جزما أن الله سبحانه يسر للمجاهدين من تنظيم القاعدة كل السبل حتى نجحوا في دك صروح أمريكا في عقر دارها ولا نفهم معنى للتوفيق الرباني إذا لم يكن هذا توفيقا وقد ظل أحبابنا من تنظيم القاعدة ستة أشهر أو أكثر يقنتون ويدعون الله أن تنجح العملية ، أنت محتاج فعلا لتأمل تفاصيل العملية منذ الإعداد الأولي لها قبل سنتين تقريبا ثم النجاح المبدع في توجيه الطائرات حتى لحظات ارتطامها بالبرجين .. إن وصف استحالة تنفيذ العملية من قبل مسلمين كما تقولون ويقيننا مسبقا بأن المجاهدين هم الذين نفذوها هو الذي يجعلنا نجزم أن في الأمر توفيق رباني واضح يراه كل مؤمن بالله ورسوله ! لكن هذا يعيدنا لسؤال مهم جدا وهو كيف ينجح بن لادن في التحكم بأمريكا واستفزازها ضد الإسلام كله ويصنع هذا الاستقطاب ولم يفكر أحد أبدا أن يلتفت لكم فضلا عن أن يكون لكم دور في منع أمريكا من استهداف الإسلام والدعوة والعمل الخيري؟ لماذا لم تنفع كوادركم الهائلة وعلاقاتكم العريضة وانتشاركم الكبير في منع تداعيات أحداث سبتمبر؟ لماذا يتفق كل خبراء العالم في السياسة والتاريخ والاجتماع أن ما بعد 11 سبتمبر مختلف عن ما قبله ولم نسمع عن أحد أشار إليكم ولو بشكل محدود؟

فقال أبو ياسر: أنا لم أرفض الاعتراف بأن العمل كبير وهائل ومفصلي في التاريخ بل قلت إنه ضار، ولا يتعارض كونه كبيرا وجبارا مع كونه ضارا. أنت قلت أن بن لادن صنع هذا الاستقطاب، حسنا، هل هذا الاستقطاب أفاد المسلمين؟ أم زادهم ضعفا على ضعف؟ بل واستباحتهم أمريكا وظهرت أصوات صقور الادارة الأمريكية واليهود تطالب بردع المسلمين وتأديبهم بل تجرأوا وطالبوا بهدم الكعبة! وبعض سفهائهم طالبوا بقصف بلاد الإسلام بالأسلحة النووية حتى يخضع المسلمون فوق ماهم خاضعين ، فهذا كله يثبت أن العمل أضر الإسلام والمسلمين .

فقلت: لابد أن أشيد باعترافك بأن هذا العمل أي 11 سبتمبر عمل كبير وجبار ومفصلي في التاريخ، وهو اعتراف آخر بعبقرية القاعدة ليس في القدرة على التنفيذ بل بالقدرة على صناعة حدث جبار وهائل رغم كونها تعيش حصارا ومتابعة وتآمرا عالميا ضدها.
فقال: شكرا وهذه ليس عندي تحفظ عليها ودعنا نتجاوزها، القضية هي أننا نعتقد أن العمل ضار ضررا كبيرا ومدمرا للدعوة والعمل الخيري وكما قلت تسبب في إزالة دولة إسلامية فتية من الوجود

فقلت: يجب أن أعطيك رأيي أولا في مسألة هل العمل ضار أم غير ضار، أما كونه ضارا فلا أتفق معك فيها لأن أكبر مكسب لهذا العمل هو كشف حالة السلم الزائف بين المسلمين والغرب فهذا السلم لم يكن حقيقيا أبدا منذ نجحوا في تفتيت بلاد الإسلام إلى دويلات وقسموها إلى (جمهوريات برسيم وممالك بعر وحنظل وتمر ونفط ) تابعة لهم ووضعوا في كل مكان مفصلي في العالم الإسلامي قاعدة عسكرية أو جيشا لضمان بقاء المسلمين تحت الخضوع .. ثم أنشأوا سلما زائفا، سلم نستمر نحن فيه مستعبدين وهم الأسياد، فإذا جاء بن لادن والقاعدة وحاربوا لإخراج هؤلاء العلوج قلتم أضر الدعوة ؟ كيف يضر الدعوة والدعوة أصلا لا تملك حق تقرير مصيرها ؟ إذا كان مفهومكم للدعوة هو درس تلقونه في مسجد أو محاضرة في جامعة وأنتم لا تستطيعون أن تتجاوزوا الخطوط الحمر التي حددها الحاكم، فهذه ليست دعوة، هذا تزييف للدين وإلغاء لمعنى قوله تعالى (ويكون الدين كله لله) وأنتم عندما تعيشون في هذه الدول القطرية مع الحدود والقيود التي وضعها الحاكم عليكم لا تفيدون الدعوة بل تضرونها من حيث أنكم تكرسون تزييف الإسلام الحقيقي الذي يجب أن نبلغه كاملا بدون تدخل من حاكم أو أمير أو ملك .. وما فعلته القاعدة هي أنها بدأت جهادا ليكون الدين كله لله وليس بعضه كما تفعلون أنتم في دعوتكم .. بل الأدهى والأمر أن تصبح هذه الدول القطرية والحدود التي وضعها المستعمر مفاهيم راسخة لدى عدد من مفكريكم حين يتحدثون عن (الوطن) ويقولون لنا أنتم تساوموننا وتخيروننا بين (الجهاد) و (الوطن) فنقول لهم يا مساكين إن بن لادن يحب الوطن أكثر منكم لكن الوطن الذي يدافع عنه بن لادن ورجاله ليس الوطن الذي تمسك فيه مجندة أمريكية بالبندقية لتحمي أحفاد الصحابة والنفط وإذا اعترض أحفاد الصحابة تخضعهم .. هذا الوطن ليس وطننا وليس وطن بن لادن ولا المجاهدين هذا سجن كبير تسمونه زورا (الوطن) .. أما الوطن الذي ندافع عنه فهو "كل أرض ضج فيها نداء الحق صداحا مغنى"، وأول أرض يجب أن ندافع عنها بلاد الحرمين .. وهي البلاد التي روى أجدادنا أرضها بدمائهم ليأتي الأمريكان اليوم ويحتلونها؟ ونقف متفرجين نتغنى بأمجاد (الوطن) ونزعم أننا ندافع عن الوطن؟ وهنا أسألك سؤالا أساسيا، بصفتك تشارك في عمل إسلامي حركي عريق،أليست الشمولية والعالمية والسعي لتمكين دين الله في الأرض قضايا محسومة في فكركم وبرنامجكم وخطتكم؟
بدا أبو ياسر واجما ثم صمت للحظات ..
وأجاب: محسومة نعم، لكن تنزيلها على الواقع يحتاج مراعاة لهذا الواقع وقبل ذلك يحتاج إلى فهم هذا الواقع.
ابتسمت وقلت في نفسي .. مرحى أنا أحب هذا النوع من الإجابات التي تفتح لك أبوابا متعددة أخرى لطرح المزيد من الأسئلة الصعبة وهنا بادرت أبا ياسر بالسؤال: حسنا، ما هو تكييفكم لهذا الواقع؟
فقال: الواقع أن المسلمين بمن فيهم الدعاة والعلماء مستضعفون في كل بلاد الأرض وليس من الحكمة أن يقفز المسلمون للجهاد القتالي قبل أن يستكملوا أدواتهم.

و للحوار بقية
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م