الفرقة السمفونية العراقية القومية تحيي حفلة في واشنطن في 9/12
واشنطن، 9 كانون الأول/ديسمبر-تحيي الفرقة السمفونية القومية العراقية حفلاً موسيقياً يحضره الرئيس بوش وعدد من كبار الشخصيات في مركز كندي للفنون الأدائية في واشنطن العاصمة في التاسع من الشهر الحالي لإبراز فوائد الحرية التي حظي بها الشعب العراقي منذ إسقاط نظام صدام حسين.
وكان وزير الخارجية، كولن باول، قد قال أثناء مأدبة عشاء تكريمية أقامها المركز أخيرا: "سنحتفل معاً بعودة الثقافة العراقية إلى المسرح العالمي."
وأضاف: "إن الفرقة السمفونية القومية العراقية تجسد قدرة الفنون، قدرة الفنون على إبقاء الأمل حيا، حتى في ظل أكثر الطغاة قسوة. وبإمكان الشعب الأميركي أن يشعر بالفخر لأنهم (أي أفراد الفرقة) سيكونون هنا ولأننا نساعد الرجال والنساء من أفراد الشعب العراقي على تحقيق حلم الحرية الذي طالما راودهم."
وكان رئيس مركز كندي، مايكل كايزر، ومساعدة وزير الخارجية للشؤون الثقافية والتعليمية، باتريشا هاريسُن، قد نظما زيارة فرقة الموسيقى السمفونية العراقية أثناء الزيارة التي قاما بها إلى العراق من الثالث والعشرين حتى السادس والعشرين من شهر أيلول/سبتمبر الماضي للاجتماع مع الفنانين وقادة القطاع الفني والمنظمات الفنية في العراق ورسم استراتيجيات للمساعدة في إعادة إحياء المؤسسات الثقافية العراقية.
وقالت هاريسُن: "إن برامج التبادل التعليمية والثقافية تؤمن للناس فرص إحداث تغيير إيجابي في كل مستوى من مستويات المجتمع. وعلاوة على الآجر والمِلاط المستخدمين لإعادة إعمار عراق ما بعد صدام، نعمل على بناء شراكة مع الشعب العراقي لإحياء المجتمع المدني والأمل في المستقبل."
هذا وترافق الفرقة السمفونية القومية الأميركية، مع العازف المنفرد يو-يو ما، الفرقة العراقية في العزف. ويتولى قيادة الفرقة المشتركة ليونارد سلاتكِن، قائد الفرقة السمفونية الأميركية، ومحمد أمين عزت، قائد الفرقة العراقية والملحن الحائز على أكثر من جائزة.
ويشتمل البرنامج الموسيقي على قطع من تلحين عزت، والملحن الكردي عبد الله جمال ساغيرما، بالإضافة إلى أعمال لبتهوفن وبيزيه.
هذا وقد تم تشكيل الفرقة السمفونية العراقية في عام 1959 بمساعدة من منذر جميل الحافظ، عازف الفيولنسيل ومدير أكاديمية الموسيقى التابعة للجامعة العربية. إلا أنه ما لبث أن تم حل الفرقة السمفونية في عام 1962، ولكنها واصلت تدريباتها سراً حتى عام 1970 حين أُعيد تشكيلها.
وقد أحيت الفرقة السمفونية العراقية حفلاً موسيقياً في بغداد في شهر حزيران/يونيو الماضي أذاعته شبكة وسائل الإعلام العراقية. كما قامت الفرقة السمفونية بجولة في الصيف الماضي في شمال العراق لاختبار موسيقيين من خلال الاستماع إلى عزفهم ثم اختيار أعضاء جدد للفرقة.
وتضم الفرقة المؤلفة من ثلاثة وستين شخصاً في عضويتها عازفين من الشيعة والسنة والأكراد والأرمن والمسيحيين الأشوريين والتركمان، بما في ذلك أربع نساء. كما تستخدم الفرقة السمفونية آلات موسيقية عربية تقليدية، كالبَلبان والدف والسنطور والتارة والعود والزريب.
وقد أكد حافظ الذي شارك في تأسيس الفرقة على أهمية تعريف جمهور دولي بالموسيقى العراقية في مركز كندي.
وقال عن طريق مترجم: "إن هدفنا لا يقتصر على مجرد المجيء إلى هنا وعزف المقطوعات الموسيقية، وإنما عزف الموسيقى من وجهة نظرنا الخاصة وبالطريقة التي نفهمها بها. " وأضاف أن عازفي الموسيقى العراقيين يريدون "جمع المعلومات عن الموسيقيين المختلفين وقادة الأوركسترا المختلفين والطريقة التي يتدربون بها والكيفية التي يؤدون بها عملهم."
ولخص عازف الفلوت (الناي الغربي)، سعد الدجيلي، رأيه في الحدث بالقول: "إن أهمية وجودنا هنا هي في أنها ستعرّف الأميركيين بالطاقات والموارد المتوفرة في العراق." وقال إن العازفين العراقيين تواقون لإثبات براعتهم كعازفي موسيقى كلاسيكية.
وتجدر الإشارة إلى أن الدجيلي هو أيضاً عالم أحياء وكان قد حصل على منحة زمالة في مؤسسة مستوصف كليفلاند (كليفلاند كلينيك فوانديشن). وقال: "دُهش الناس كثيراً لكون شخص من العراق يتقن العزف على الفلوت."
هذا وقد حظيت الفرقة السمفونية العراقية بدعم قوي من مختلف أنحاء العالم. وقد نظمت رابطة العاملين في مكتبات فرق الأوركسترا الرئيسية حملة جمع تبرعات ضخمة للفرقة العراقية. وشحنت وزارة الخارجية الأميركية في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي كمية كبيرة من الموسيقى الموضوعة لفرق الأوركسترا إلى بغداد ليتم الاحتفاظ بها في مكتبة الأوركسترا العراقية. وتعهدت شركتا صنع الآلات الموسيقية ستاينواي وياماها بالتبرع بآلات موسيقية جديدة سيتم تقديم بعضها خلال زيارة الفرقة إلى واشنطن.
ومن الجدير بالذكر أن الفرقة السمفونية العراقية ستقوم، علاوة على العزف أمام الرئيس وغيره من كبار الشخصيات، بإحياء نشاط موسيقي لتلاميذ المدارس في واشنطن، كما سيشارك أفراد الفرقة في حلقات دراسية نظمها مركز كندي تتناول إدارة فرق الأوركسترا بوجه عام.
|