مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 09-09-2004, 12:49 AM
بالعقل...بهدوء بالعقل...بهدوء غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: قرطبة
المشاركات: 131
إفتراضي هجرة المسيحيين العرب: فقدان الحراس الاكفياء

هجرة المسيحيين العرب:

فقدان الحراس الاكفياء

حسين العودات


مقدمة: بالعقل...بهدوء

في مقال حسين العودات معلومات مفيدة عن هذا الجزء من المواطنين الذي يشكله في بلادنا المسيحيون، حتى لو أتبن كل آرائه ولكني مع التوجه العام للمقال ولكن بلغتي أنا: أنا أقول إن الإسلام هو الدين الذي أثبت مبدأ التسامح الديني بامتياز فتعايش في ظل حضارته النصارى واليهود بل والمجوس والصابئة وغيرهم وساهموا كلهم في بناء هذه الحضارة العظيمة.
وقد استوردنا من الاستعمار الغربي التعصب الطائفي وجاءت العناصر الغالية الجديدة الغريبة عن الشريعة وتاريخها لتكمل الفعل الاستعماري.ولتقدم الإسلام بصورة مشوهة تدعي أنه دين متعصب لا يرى للناس غير السيف.

يعتقد كثيرون من المسلمين والمسيحيين ان المسيحية دخيلة على العرب ويفترضونها تبشيرا رومانيا ثم بيزنطيا ثم اوروبيا غربيا بعد انتشارها قبل ذلك بين اقوام لا يعتبرونها عربية كالسريان والكلدانيين والاقباط وغيرهم. كما يعتقد آخرون ان العرب دخلاء على بلاد الشام اتوها فاتحين ومستعمرين حاملين راية الدعوة العربية الاسلامية. في ضوء ذلك يستنتجون ان الجزيرة هي وحدها بلاد العرب وان المسيحية ليست من ثقافتهم وان المسيحيين ليسوا عربا. والبعض يعيدهم لأصول اثنية او قومية اخرى.

يبدو لي ان كثيرين منا وقعوا في شباك عديد من الاخطاء (التاريخية خاصة) في ما يتعلق بواقع حال المسيحيين العرب وتاريخهم وعلاقتهم بالدولة العربية الاسلامية وبالثقافة العربية وبالمسلمين وبالدول الاجنبية التي كانت على صراع مع الدولة العربية الاسلامية. فقد شارك العرب منذ السنوات الاولى في نشر المسيحية، وتثقفوا بثقافتها (كريتيون وعرب نسمعهم يتكلمون بألسنتنا بعظائم الله. اعمال الرسل 2/11) ولا يحتاج هذا النص الانجيلي لتأويل.

وشاركت الكنيسة العربية (باعتبارها عربية) في المجتمعات المسيحية اللاهوتية جميعها (نيقيا عام 325 وافسس 430 وخلقيدونية 451) وساهم ممثلوها مساهمات فعالة في هذه المجتمعات، وانشقوا واتحدوا ثم انفصلوا (النساطرة بين النهرين وجنوب العراق ومنهم المناذرة، واليعاقبة في جنوب سوريا ومنهم الغساسنة، وقبل كل شيء هؤلاء الآريوسيون الذين يرى بعض المؤرخين انهم الاحناف الذين اعتبرهم المسلمون اقرب الناس الى الاسلام) وكانوا كثرا في الجزيرة العربية.

وقد رفضت هذه الطوائف المسيحية جميعها السلطة البيزنطية وتعاليم كنيستها لأنها رأتها مخالفة للمسيحية، اي ان الانشقاق كان لاهوتيا وسياسيا في الآن نفسه. وكانت اديرتهم تمتد على طول طريق دمشق – مكة، والعراق – مكة، والعراق – ظفار، وأشار المؤرخون العرب (اليعقوبي، المسعودي، ياقوت) الى اسماء قبائل نصرانية (او حنيفية) وشخصيات نصرانية شهيرة في الحجاز ونجد عند ظهور الاسلام،كورقة بن نوفل وامية بن ابي السلط. وهو اول من قال “باسمك اللهم” وقس بن ساعدة الايادي اول من قال “اما بعد” والذي قال فيه النبي محمد “يحشر امة وحده” (المسعودي)، وحاتم الطائي الذي استقبل النبي ابنه وصليبه على صدره، وترحم على ابيه وغيرهم كثيرون. كما كانت قبائل عربية عديدة على الديانة المسيحية سواء في الحجاز (طيء، تغلب، ذبيان، اياد) ام في بلاد الشام والعراق (الغساسنة، المناذرة، قضاعة، بكر، تغلب (ايضاً)، تميم، كنانة، تنوخ، كلب...) ام في اليمن وظفار (كعبة نجران، كنيسة القليس، قتل اصحاب الاخدود).

كان الجمع بين الدين والسياسة تقليدا ساميا قديما (فيليب حتي) تبناه العرب المسلمون، واصبحت رابطة الدين هي الرابطة بين الدولة ورعاياها وبين التشكيلات الاجتماعية، ثم في ما بعد اصبحت رابطة الطائفة (والمذهب) الرابط الاساس، لذلك لم يكن المسيحيون في الدولة العربية الاسلامية مواطنين متساوي الحقوق والواجبات، لأن رابطة المواطنة التي نشهدها في عصرنا لم تكن موجودة بعد. ولكن هذا لا يعني ان الدولة العربية الاسلامية، والمسلمين في المجتمعات العربية الاسلامية، لم تكن عادلة ومتسامحة مع المسيحيين في الغالب الاعم، مع استثناءات قليلة: (في القرون الاربعة الاولى من قيام الامبراطورية العربية الاسلامية) وكثيرة (طوال الالف الثاني للميلاد)، ولم يجبر المسيحيون بشكل عام على ترك دينهم حتى ان عدد المسلمين لم يتجاوز في بلاد الشام والعراق (6%) من عدد السكان بعد حوالي قرن من الفتح العربي الاسلامي (حسب المؤرخ فيليب فارج) كما لم يتجاوز هذا العدد نصف السكان بعد ثلاثة قرون، ثم “فلت الملق” بعد ذلك بسبب الحروب الصليبية والحكم المملوكي وبعده العثماني.

اعطت الدولة العربية الاسلامية للمسيحيين معظم حقوقهم المدنية والدينية (ودائما في الغالب الاعم) وحرمتهم من حقوقهم السياسية (في الغالب الاعم ايضا) انطلاقا من مبدأ الجمع بين الدين والسياسة، ومن مزاج بعض الحكام المستبدين، لكنهم مع ذلك تولوا مناصب سياسية مهمة في عصور مختلفة كالولاية وجمع الخراج وقيادة جيش ورئاسة ديوان الجيش وغير ذلك، ولأن الامر مزاجي فقد لاقوا ظلامات عديدة على شكل حملات تلبي رغبة الحاكم (لا رغبة المجتمع) كما حدث ايام عمر بن عبد العزيز والمتوكل والحاكم، الا ان هذه الظلامات كانت تأتي على شكل هَبّة لا تلبث ان تزول بعد عام او عامين.

ازدادت الالتباسات اثناء الحروب الصليبية وبعدها، فمن جهة عامل الصليبيون بعض الطوائف المسيحية الشرقية كما عاملوا المسلمين (بالعداء والعسف والظلم)، ومن جهة اخرى حملوا شعارات دينية لتبرير حربهم، مما حوّلها لدى معظم المسلمين، الى حرب دينية طاولت المسيحيين العرب ايضا. وما ان طُرد الصليبيون حتى بدأ المسيحيون العرب يدفعون ثمن الغزو الصليبي (الذي اضطهد معظمهم) وزاد الظلم ظلما عندما تولى المماليك السلطة في مصر وبلاد الشام سعيا وراء اثبات حسن اسلامهم وعمق اخلاصهم (الوطني) فوجدوا ضالتهم في اضطهاد المسيحيين (...).

وازدادت الامور سوءا بعد النهضة الاوروبية ومرض الامبراطورية العثمانية، التي اضطرت الى الاستسلام للقنصليات والبعثات الاوروبية وسمحت لها بالتدخل في شؤونها الداخلية. وبدلا من ان تأخذ بمفاهيم الدولة الحديثة وتعتبر المواطنة الرابط الجامع (للرعية) اصدرت خط شريف كلخانة (1839) والخط الشريف الهمايوني (1858) اللذين قالت انهما يهدفان الى الغاء نظام الملل، لكنهما في الواقع كرّسا نظام الملل وسمحا للأوروبيين بالوصاية على المسيحيين في السلطنة، واتاحا للمسيحيين بأن يستفيدوا من ميزات الاوروبي. وكانت كارثة كبرى على المسلمين والمسيحيين، حيث اصبح الاوروبيون (الفرنسيون والبريطانيون والروس والنمساويون وغيرهم) هم “الام الحنون” والأحق بالولاء لما يقدم هذا الولاء من امتيازات واستقواء، حتى اصبح المسلمون يرون في المسيحيين بسبب ذلك اتباعا لجهات خارجية.

يمكن فهم موقف الطرفين: فأمام قهر النظام الاستبدادي تصبح القنصليات مخرجا (وهذا ما نشاهده اليوم في الطوابير المنتظرة امام القنصليات في بعض البلدان العربية سواء للسفر ام للهجرة، وفي الحماية التي يشعر بها حامل الجنسية الاجنبية بين ظهرانينا). وفي الوقت نفسه، كان صعبا على عامة المسلمين فهم ابعاد اللعبة باستثناء ظواهرها المتمثلة باستقواء المسيحيين بالخارج وحصولهم على الامتيازات.

ادرك النهضويون العرب المسيحيون والمسلمون هذا الخطر على النسيج الاجتماعي، فكتبوا وانشأوا المنتديات والنوادي والجمعيات والمدارس المشتركة وغيرها. ورفض النهضويون المسيحيون خاصة نداءات الانفصال عن السلطنة العثمانية، ونادوا بدلا من ذلك باللامركزية واحياء اللغة العربية وتنظيم الخدمة العسكرية. فكان شعار المعلم بطرس البستاني مدويا (الدين للّه والوطن للجميع)، وكتابات اديب اسحق مؤثرة، فضلا عن حوارات فرح انطون مع المفكرين النهضويين المسلمين واجتهادات مراش وشميل واليازجيين وغيرهم، وتضاعف عدد الجمعيات والتنظيمات وجميعها مشتركة بين المسلمين والمسيحيين. وأعدم جمال باشا بعض قادتهم ولم يفرق بين اديانهم.

لكن الذي تأسس كان قد تأسس، وبقيت الريبة والخشية والشكوك هنا وهناك، وكادت دول الاستقلال في بلاد الشام تبني الدولة الحديثة بمعاييرها الحديثة وعلى رأسها معيار المواطنة الرابط الجامع والكفيل بعودة اللحمة بين ابناء الوطن، لكن الانقلابات والاستبداد والفساد والتخلف قطعت الطريق على اقامة مثل هذه الدولة (...).

وهكذا كانت الالفية الثانية وظروفها وشروط تطورها وما جرى فيها كفيلة بأن لا يتذكر الناس ان المسيحية ديانة من ديانات العرب (اول منطقة بشر بها بولس هي منطقة جنوب سوريا التي تصل حدودها الى الحجاز اليوم) وانها جزء بنيوي في تركيب ثقافتهم وان العرب من اهل المسيحية الاوائل (ومنها المناضلين لأجلها) كم أنها كفيلة بأن ينسى الناس ان المسيحيين العرب (المشارقة) هم من اهل البلاد وملح ارضها لا مستوردين وطارئين (ومعظمهم من اصل يمني ايضا)، وان جنون الولاء والاستقواء بالخارج وليد ظروف بعينها ولدى طبقة بعينها، ومعظم الصراعات التي حصلت خلال الالف عام الثانية كانت بين حكام وغزاة اجانب لا يفهمون بنى المجتمع وتركيبه وتاريخه، فأسسوا الحذر والشك والعداء بين المسلمين والمسيحيين في هذه البلاد.

ورغم ذلك بقيت الثقافة نفسها والمطامح نفسها لدى الاكثرية الساحقة هنا وهناك، اما التمايز والتمييز فقد حرضت عليه وتبنته بعض الطبقات العليا والفئات السياسية والقادة المستبدين والمطابخ الاجنبية التي تشدها مصالحها. وزاد الامر سوءا شعارات المتطرفين من جماعات الاسلام السياسي، التي كادت خلال العقود الثلاثة الاخيرة ان تجعل المسيحيين العرب العدو الرئيسي للمجتمع والهدف الرئيس للجهاد (...).

ازدادت هجرة المسيحيين العرب الى الخارج (لا يشكلون الآن اكثر من 7% من عدد سكان بلاد الشام) للأسباب نفسها التي ازدادت فيها هجرة المسلمين. اما هربا من الاستبداد او بحثا عن فرص عيش افضل او سعيا لتحقيق الحلم (الاميركي وغير الاميركي). وفي حالة المسيحيين العرب هناك اسباب اخرى غير الاسباب المشتركة السابقة. منها الشعور بعدم المساواة والخوف من الاستمرار في مجتمع يهدده المتطرفون، وتحريض الخارج لهم ليسافروا. ولا تنحصر مشكلة هجرتهم في ان عدد السكان يقل وانما في ان النتيجة المتوقعة (بل الحتمية) هي افراغ البلاد منهم، واحداث خلل في البنية الثقافية والمجتمعية العربية، وتغيير بنى ثقافية واجتماعية وسياسية، وخسارة تنوع وثروة يصعب تعويضها. والتخلي عن تاريخ طويل من التعايش (مهما كان مترددا) والحوار والتفهم والتفاهم (رحم الله الرئيس صائب سلام) ونسيان ان بلادنا مهد المسيحية وان اهلها حملة فلسفتها وثقافتها، وما المسيحية الاخرى الا مسيحية طقوس.

ان الخسارة الناجمة عن هجرتهم لا تنحصر في خسارة عدد من السكان وانما تؤدي الى فقدان توازن ثقافتنا وتاريخنا ومجتمعاتنا، وفقدان المسيحية نفسها حراسها الاكفياء الذين حضنوها خلال عشرين قرنا.

آخر تعديل بواسطة بالعقل...بهدوء ، 09-09-2004 الساعة 01:02 AM.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م