9- البعد عن مواطن الريبة
وينبغي على المسلم أن يبعد نفسه عن مواطن الريبة والتهمة التي تجعله موضعاً لغيبة الآخرين ، وأن يكشف ما قد يلتبس على الناس، وقد سبق إلى ذلك أكمل الخلق وأعدلهم.
فقد أتته زوج صفية في معتكفه في المسجد ، ولما انتصف الليل قام صلى الله عليه وسلم معها يقلبها إلى بيتها فلقيه اثنان من أصحابه ، فلما رأياه يمشي معها أسرعا.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : على رسلكما ، إنما هي صفية بنت حيي ، فقالا: سبحان الله يا رسول الله ، وكبر عليهما. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((إن الشيطان يبلغ في الإنسان مبلغ الدم ، وخشيت أن يقذف في قلوبكما شيئاً)) .
قال ابن حجر : فيه التحرز من التعرض لسوء الظن والاحتفاظ من كيد الشيطان والاعتذار.
قال ابن دقيق العيد: وهذا متأكد في حق العلماء ومن يقتدى به، فلا يجوز لهم أن يفعلوا فعلاً يوجب سوء الظن بهم، وإن كان لهم فيه مخلص . . . .
10- ملحقات البحث:
أ) أبيات شعرية متعلقة بالموضوع:
قال كعب بن زهير في الذين يستمعون الغيبة:
فالسامع الذم شريك له *** ومطعم المأكول كالآكل
وقال آخر :
وسمعك صُنْ عن سماع القبيح *** كصون اللسان عن القول به
فإنك عند استماع القبيـح *** شـريك لقـائلـه فانتبـه
ويقول كمال الدين بن أبي شرف في ذكره للحالات التي تجوز فيها الغيبة:
القدح ليس بغيبة في ستة *** متظلّـم ومعـرِّف ومحـذِّر
ومجاهر بالفسق ثمت سائل *** ومن استعان على إزالة منكر
وقال ابن المبارك:
وإذا هممت بالنطق في الباطل ** فاجـعـل مكـانـه تسـبيحـاً
فاغتنام السكوت أفضل من *** خوض وإن كنت في الحديث فصيحاً
ب) مقدمات مقترحة لاستهلال الخطبة.
يمكن الاستهلال لهذا الموضوع بعدة أمور:
• البدء بتعريف الغيبة كما عرفها النبي صلى الله عليه وسلم والتفريق بينها وبين ما أشبهها من إفك وبهتان.
• الاستهلال بالتحذير من آفات اللسان عمومًا، وبيان خطره على قلب المؤمن وآخرته.
• ذكر مقطع من حديث فيه الوعيد الشديد على الغيبة كما لو ذكر: ((مررت بقوم لهم أظفار....)) الحديث.
• حديث مجمل عن الغيبة من غير ذكرها كقولنا بأنا نتحدث عن أحد آفات اللسان وهو سبب لعذاب القبر, لو مزجت كلمة منه في البحر لأنتنته......
ج) مراجع للتوسع في الموضوع:
1- إحياء علوم الدين للغزالي.
2- مختصر منهاج القاصدين لابن قدامة المقدسي.
3- الكبائر للذهبي.
4- الزواجر عن اقتراف الكبائر لابن حجر الهيثمي.
5- الآداب الشرعية والمنح المرعية لابن مفلح المقدسي.
6- الغيبة وما يتعلق بها من مسائل وأحكام لأحمد بن سلامة.