مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 25-06-2005, 10:59 AM
sweety sweety غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2005
الإقامة: Jordan
المشاركات: 54
إفتراضي الواجب كاذب والحقيقة مسؤولية...

الواجب كاذب والحقيقة مسؤولية...

المسؤولية والواجب كلمتان مترادفتان في اللغة والقواميس فقط... ولكنهما متعاكستين تماماً في الحياة... فالواجب يتعلّق بالآخرين... أما المسؤولية تنبع من داخل الإنسان... فعندما تقول مثلاً "عليَّ أن أقوم بذلك" هذا هو الواجب... "أمي مريضة وعليَّ أن أبقى بجانبها طوال اليوم.." أو تقول:"عليَّ أن أزورها في المستشفى وآخذ لها الزهور، عليَّ أن أقوم بذلك فهي أمي"

الواجب موجّه من الآخرين من دون أن يكون لديك أي مسؤولية... فأنت تُرضي عادة أو فكرة أو صيغة اجتماعية معينة -"لأنها أمي عليَّ أن أقوم بذلك"- إنك لا تحبّها... ولو كنت تحبها فعلاً لما قلت بأن هذا واجب عليك... ستذهب إليها وتقدّم لها الورود... وتخدمها وتسهر على راحتها وتمسّد قدميها... وتشعر بها مليّاً... بكل شكر وامتنان... ولكن ذلك لن يكون واجباً أبداً... بل سيكون مسؤولية وتجاوب نابع من القلب إلى القلب... من الحب إلى الحب...

المسؤولية الحقيقية هي القدرة على التجاوب من القلب الذي يرتعش وينبض بالمحبة...

وكون تلك المرأة أمّك أم لا فهذا لا يهم... إنه أمر ثانوي... لأنك أولاً تحب هذه المرأة وتهتم لها وتشعر بها- ليس لأنها أمّك- فهو دفء يتدفق من قلبك وكأنه قوس قزح تتلوّن به روحك وتمتزج به فيفيض فيك ومنك وإليك...

ولن تشعر أبداً بأنك قمت بواجب نحوها... أو بأنك ذاك الابن البار الذي يطيع ويؤدّي الواجبات...!!

إنك لن ترى ما قمت به تجاهها أبداً... وكأنّك لم تفعل شيئاً...

إنك لم تقم بشيء فعلاً... ماذا فعلت؟ فقط أخذت بعض الزهور إلى أم مريضة وتشعر بأنك أدّيتَ واجباً عظيماً جليلاً...!!

لهذا أقول بأن كلمة واجب كلمة وضِيعة ولا تليق بالإنسان أبداً... هذا الكائن الكوني... هذا الخليفة... خليفة الله لا خليفة الواجب والمال والسّياسة...

المسؤولية تأتي من بُعد آخر تماماً... إنك تحب... تهتم... تشعر... إنها تأتي من إحساسك الداخلي النابع من ذاتك وكيانك الخاص جداً... أما الواجب فيكون نتيجةً لتفكيرك وتحليلك بأنها أمّك...

فتقول "لأنها.." "لذلك عليَّ أن.."

فتحلّل وتؤوّل وتصنّف وتصفّق وتمدح وتجامل وتوجّب فلان وعلاّن... ويا لها من إهانة عندما توجّب إنساناً... فأنت تهين نفسك ونفسه معاً... بإمكانك أن تحب إنساناً نعم، أما أن توجّبه فأنت بذلك تعامله كشيء ميت لا حياة فيه...

إنك قد تحاول أن تهرب من الواجب بطريقة ما... ولكن ماذا سيقول الناس عنك؟ ماذا سيحصل للشخصية التي يراها المجتمع فيك؟ أمّك مريضة وأنت تستمتع بوقتك في النّادي؟

أنت ترقص وتفرح وتغنّي وأمك مريضة..؟

لا، أبداً... وإلاّ سيُجرح كبرياؤك وتُخدش الصورة الجميلة التي ترتديها ويراها الناس... سيتأذّى ذاك الأنا المزيف... فيدفعك إلى التجنّب والتفادي... ولا حياة لمن تنادي... لأنك لا تسمع للحياة في داخلك بل للرياء والنفاق والمظاهر والمنابر وما أنت إلاّ زائر وفي هذه الدنيا عابر...

وكالعادة تتمنطق وتفكّر وتحلّل لتحمي صورتك الزائفة وكبرياؤك الفارغ فتسرع وتشتري الزهور وتزورها في المستشفى... وطبعاً ستقول بأنك مشغول... ولا تستطيع البقاء عندها طويلاً... وتذهب مسرعاً وتشعر بأن الدقائق الخمس التي أمضيتها بجانبها طويلة وثقيلة... فأنت يا عزيزي لا تحب... ببساطة...

أنا ضد الواجب ولكنني مع المسؤولية الكاملة تماماً... وعندما تتخلّى عن الواجب وترميه بعيداً... ستصبح لأول مرّة حرّاً لكي تكون مسؤولاً... وأن تكون إنساناً...

عندما كنت صغيرة اعتاد جدّي أن أمسّد له قدمه... لقد كان يحب ذلك فعلاً... وكان يقول بأنه يرتاح كثيراً عندما أمسّدها أنا... وبأنني أفضَل من قام بذلك... ومع هذا فقد كنت أرفض القيام به أحياناً... وعندما يتعجّب ويسألني عن السبب... أقول:"أنا أرفض لأنه الآن واجب... أما عندما تكون مسؤوليّة فأقوم بها حالاً.."

فقال:"وهل هناك فرق..؟"

قلت:"الفرق بسيط... وهو كل الفرق... فعندما أشعر بأنني مليئة بالحب... وأتمنى أن أهديك محبتي، آتي إليك وأمسّد قدمك بكل محبة... وأكون معك كليّاً... أمّا عندما أشعر بأنه واجب علي لأنك طلبت مني ذلك وكل الأولاد يلعبون خارجاً وقلبي معهم... فأنا أرفض ولن أقوم بذلك أبداً لأنها ستكون تمثيلية بشعة فارغة..."

افعل كل ما تشعر بأنك تفعله... عندما يكون نابعاً من القلب... فلا تكبته أبداً... ولا تتبع تفكيرك لأن فكرك ملوث بالنفايات الاجتماعية...

تصرف من الحقيقة النابعة من داخلك... لا من المبادئ والإتكيت والعادات والعُقد والقوالب... فالقلب هو الغالب وليس القالب...
__________________
أمنيتي و امنية كل شاب و شابة هي وحدة البلاد.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م