مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 26-04-2003, 05:22 AM
علي علي2 علي علي2 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
المشاركات: 156
إفتراضي ماذا فعل الجنود قبل أن يسقطوا تمثال صدام؟

كـان عـليـنـا نحن أن نطـيـحه
مـحـمـد عـلـي الاتــاســـيملحق النهار الثقافي الاحد 20 نيسان 2003


في الساعة 16،40 من يوم الاربعاء 9/4/2003 دخلت أرتال الدبابات "أبرامز" وناقلات الجند الاميركية بالعشرات الى ساحة الفردوس في قلب بغداد على مرآى من عدسات الكاميرات في فندق مريديان - فلسطين حيث يحتشد المراسلون والصحافيون الاجانب المقيمون في المدينة. نزل الجنود المارينز من عرباتهم وانتشروا بطمأنينة مريبة في ارجاء الساحة من حول التمثال الضخم للديكتاتور العراقي صدام حسين. فجأة اصبح الموقع "آمناً" وهم باتوا متأهبين في انتظار حدث "جلل" تدل كل المعطيات على أنه تم التخطيط والتحضير له مسبقاً بعيداً عن أعين الكاميرات وفضولها.

لم تمضِ نصف ساعة على دخول الدبابات الى الساحة حتى لاح من أحد شوارعها الجانبية عشرات المدنيين العراقيين في طريقهم الى التمثال وهم يلوحون بأيديهم ويهتفون ضد صدام حسين من دون أي خوف او وجل من العسكري الاميركي القابض على الزناد. لم يلتفت الجنود الاميركيون لهؤلاء القادمين الجدد ولم يوجهوا لهم بنادقهم ولم يطلقوا النار في اتجاههم بل لم يطلبوا منهم حتى الكشف عن اجسادهم بغية تفتيشها كما فعلوا مع المدنيين في مناطق اخرى تحسباً لوقوع عمليات انتحارية. حاول عراقيو الساحة إسقاط التمثال وتدمير النصب بمفردهم فلم يستطيعوا الى ذلك سبيلاً، فكان لا بد من العون الاميركي بمجنزراته وجنده وعلمه الذي لف رأس الديكتاتور، قبل ان يستبدله المارينز بالعلم العراقي القديم الذي ظهر فجأة وبقدرة قادر بين أيدي الجمع العراقي. وما هي الا لحظات حتى أسقط التمثال من على منصته بقوة الدبابة الاميركية لا بسواعد العراقيين. وبسقوطه امام عدسات الكاميرات سقطت بغداد عسكرياً في أعين العالم وتم تكريس هذا المشهد التلفزيوني بامتياز، كدليل على نهاية النظام الديكتاتوري في العراق وعلى التآخي بين الجنود الاميركيين والشعب العراقي. وهذا ما عبّرت عنه مثلاً افتتاحية جريدة "واشنطن بوست" الاميركية في اليوم التالي لسقوط التمثال بالعبارات الآتية: "الصور المفخرة للعراقيين والمارينز الاميركيين متوحدين لإسقاط تمثال صدام حسين في بغداد والمأخوذة بعد ثلاثة اسابيع من أعمدة الدخان التي طبعت بدايات القصف، هذه الصور كانت منتظرة منذ مدة طويلة".

البعد الرمزي
الاكيد ان البعد الرمزي كان على الدوام أحد مكوّنات السياسة وعنصراً اساسياً في صناعتها، ولم يفعل ظهور وسائل الاعلام الحديثة، وفي مقدمها التلفزيون، شيئاً آخر سوى تأكيد اهمية هذه الطقوس الرمزية، وزيادة دورها وتأثيرها في صناعة السياسة. لكن ماذا لو كان هذا المشهد الاحتفالي صناعة سينمائية بحتة اراد لها مخرجها الاميركي ان تصادر من العراقيين حقهم في ان يصنعوا حياتهم ويعيشوا بطريقتهم الخاصة تلك اللحظة بكل ما تنطوي عليه من ابعاد رمزية هائلة؟
اسئلة يطرحها المشهد التلفزيوني المبهم لسقوط نصب الديكتاتور، تستحق أن نقف عندها بتمعن حتى لا يحل مكان النصب الديكتاتوري الزائل نصب آخر لا يقل عنه خطورة وإن أتى على شكل ايقونة تلفزيونية مزورة.
لماذا لم تعتبر بغداد ساقطة عسكرياً الا حال سقوطها تلفزيونياً بدخول الدبابات الاميركية الى ساحة الفردوس؟ وماذا لو كان وضع العلم الاميركي ثم العلم العراقي القديم على رأس التمثال قبل تدميره حركة مسرحية معدة بعناية أريد لها ان تختصر في وقعها الرمزي سقوط الطاغية وما يروّجه الاميركيون عن التآخي بين القوات الاميركية والشعب العراقي؟
كيف يمكن فهم قصف مكاتب قناتي "الجزيرة" و"أبو ظبي" وهما الوحيدتان القادرتان على البث الفضائي المباشر من خارج المركز الاعلامي في فندق فلسطين، ثم قصف فندق فلسطين نفسه؟ وما دور ذلك كله في محاصرة الصحافيين في الفندق المذكور والتمهيد لدخول الدبابات الاميركية في اليوم التالي الى ساحة الفردوس من امام عدسات الكاميرات المحاصرة؟ وهل يعقل أن تصاب هذه المراكز الاعلامية الثلاثة صدفة او خطأ في غضون ما لا يزيد على ساعة؟
من أين أتى هذا الجمع العراقي الضئيل الذي انهال على التمثال، ومن سهّل له الوصول الى الساحة؟ وكيف علم بعد دقائق معدودة بدخول الاميركيين الى الساحة وتأمينها، في وقت لا يستقبل معظم البغداديين البث الفضائي بسبب غياب الصحون اللاقطة الممنوعة؟ وكيف لم يخش الجمع بنادق المارينز ولم يكلف نفسه حتى عناء تحييدهم بإبلاغهم بما هو مقدم عليه؟ وثم كيف لم يفاجأ المارينز بهؤلاء العراقيين ولماذا لم يعترضوا طريقهم او يلتفتوا اليهم؟ وهل من بين هؤلاء العراقيين اعضاء في المعارضة المتأمركة الذين تدربوا في معسكرات المجر وأتوا من الخارج برفقة القوات الاميركية؟
من اين حصل الجمع العراقي على العلم القديم لبلاده الخالي من عبارة "الله اكبر"؟ وكيف ظهر هذا العلم صدفة ليحل مكان العلم الاميركي على رأس نصب الرئيس؟ وهل يعقل ان يكون بعض المتظاهرين قد فطن الى ذلك واصطحب معه هذا العلم الذي لم يعد في حوزة أحد؟
امام وهج "البث المباشر" فات كاميرات التلفزة العالمية أن تطرح مثل هذه الاسئلة، وتسابق بعض مراسلي الاقنية العربية لاجراء مقابلات مرحبة على الهواء مع الجنود والضباط الاميركيين متناسين ما فعلته الصواريخ الاميركية في اليوم السابق بزملائهم القتلى والمصابين. في هذه الاثناء كان مراسل جريدة "لوموند" الفرنسية باتريس كلود يسأل بعيداً عن أعين الكاميرات المواطن العراقي وحارس المصرف علي فالح وولديه حسن ومحسن عن حقيقة مشاعرهم امام منظر سقوط التمثال وهم الذين وقفوا على الحياد لا يشاركون الحشد فرحته. يختصر هؤلاء الثلاثة مشاعرهم بكلمة واحدة هي الذل، قبل أن يجيب علي فالح بالآتي: "عندما مرت الدبابات من امامنا قبل ساعتين بكينا نحن الثلاثة ولم نكن الوحيدين. إنه بلدنا. هل تفهم؟ وهم يأتون لاحتلاله. هذا مأسوي". هذه العائلة الشيعية القادمة من ضاحية صدام الفقيرة لا تكن أي عاطفة للديكتاتور العراقي الذي أعدم اثنين من أفرادها (شقيقا علي فالح)، لكنهم يقولون: "كان علينا نحن العراقيين أن نطيحه. لقد جربنا مرات عدة في الماضي وفشلنا. كان علينا ان نستمر في ذلك تباعاً. الآن النصر لم يعد لنا ولكن لهؤلاء الكفرة".
هذه المشاعر التي غابت عن مشاهد البث المباشر لسقوط التمثال على شاشات التلفزيون، استطاعت الكاتبة اللبنانية المقيمة في باريس دومينيك إده ان تصوغها بدقة متناهية وهي تجيب عن سؤال للمذيع في قناة TV5 الفرنسية الذي طلب منها التعليق على مشهد سقوط التمثال. قالت دومينيك إده: "هذه اللحظة لطالما حلمنا بها وعملنا من أجلها نحن العرب. ليس فقط مع تماثيل صدام حسين، ولكن مع تماثيل بقية الطغاة العرب. الاميركيون لم يكتفوا فقط بإحتلالنا، ولكنهم سرقوا منا هذا الحلم، وحرمونا ان نحققه بأنفسنا".
لم تظهر الكاميرات التلفزيونية أياً من هذه المشاعر الحاضرة في القلوب وعلى الألسن والغائبة عن شاشات البث المباشر. واريد لنا ان نختصر تعقيدات الحقيقة في هذا المشهد التلفزيوني الملتبس.
ولكن ماذا عن جنود المارينز في ساحة الفردوس، الذين تم تصويرهم تلفزيونياً كمحررين للشعب العراقي؟ وما الذي اقترفته ايديهم ومدافعهم ومجنزراتهم في حق الشعب العراقي بعيداً عن عدسات الكاميرات، قبل أن يدخلوا ساحة الفردوس وشاشة التلفزيون وعقول بعض الناس كفاتحين محررين؟

الحقيقة الغائبة
اصبح في الامكان اليوم معرفة بعض الجرائم التي ارتكبها رجال الكتيبة الثالثة من الفيلق الرابع لقوات المارينز الاميركية وهم في طريقهم الى ساحة الفردوس في قلب بغداد، بفضل الشهادة المفجعة التي نشرتها صحيفة "لوموند" الفرنسية (12/4/2003) لمصور وكالة "غاما" ومجلة "نيويورك تايمز ماغازين"، البلجيكي لوران فان دير ستوك الذي كان يرافق تقدم افراد هذه الكتيبة خلال مدة ثلاثة اسابيع بدءاً من مدينة سفيان في الجنوب العراقي وصولاً الى ساحة الفردوس في بغداد. يقول لوران ان شعار هذه الكتيبة هو "إبحث واقتل"، ويحكي كيف ان قائد هذه الكتيبة الكولونيل برايان ميكوي أنّب أحد قناصته بعبارة "عار عليك" عندما قال له هذا الاخير: "سيدي حظيت بثمانية، لكن خمسة منهم فقط"، أي أنه اصاب ثمانية عراقيين ولكن خمسة منهم قتلوا فقط.
ويروي المصور لوران كيف أنه في السادس من نيسان وعلى مشارف بغداد امام أحد الجسور حصل قناصة هذه الكتيبة على أوامر بقتل كل ما يتحرك في اتجاههم. في الليلة نفسها قتل مراهق كان يتجاوز الجسر. في اليوم التالي نجح المارينز في اجتياز الجسر وأخذ موطىء قدم لهم في الجهة المقابلة من النهر في معركة لم يخسروا فيها سوى مدرعة وجنديين. اقتربت شاحنة صغيرة زرقاء اللون منهم. اطلقت عيارات تحذيرية لإيقافها من دون جدوى. دارت الشاحنة وحاولت الابتعاد. انهالت الطلقات من كل صوب. لعلع صوت بالاوامر بوقف النار. صمت مضن. اجساد لرجلين وامرأة جندلها الرصاص. كان هذا هو العدو والتهديد. يقول لوران.
وتابع المصور البلجيكي شهادته: وصلت سيارة اخرى وتكرر السيناريو وقتل ركابها. رجل عجوز كان يمشي ببطء على الرصيف متكئاً على عكازه. قتلوه هو الآخر. يقول لوران: رأيت مباشرة 15 مدنياً يقتلون خلال يومين. خبرت جيداً الحرب لأعرف انها دائماً قذرة، وان المدنيين هم اول ضحاياها. لكن بهذا الشكل، إنه لأمر عبثي.
أما الجنود الحائرون الذين يقولون: "نحن غير مهيأين لهذا، ولم نأت الى هنا من اجل اطلاق النار على المدنيين"، فإن اجابة الكولونيل رايان واضحة وصريحة: "العراقيون يستخدمون السكان من اجل قتل المارينز. الجنود العراقيون يتنكرون بثياب المدنيين وسيارات الاسعاف ترتكب التفجيرات".
بعد يومين كان الكولونيل برايان وجنوده اول الداخلين الى ساحة الفردوس في قلب بغداد. لم تستطع كاميرات الساحة ان ترى او حتى ان تخمن ما اقترفته أيديهم من جرائم حرب في حق المدنيين العراقيين، وتم الاحتفاء بهم على الشاشات الصغيرة كمحررين للشعب العراقي. في ذلك، وداخل الساحة، كان هناك ناشطة سلام انكليزية تحمل صوراً لضحايا القصف الاميركي على المدنيين العراقيين وتلاحق بها الجنود الاميركيين ناعتة اياهم بمجرمي حرب. بقي معظمهم صامتاً، الى ان أطل أحدهم من برج دبابته وقال لها هازئاً: "يبدو انك لم تسمعي بعد باعتداءات 11 ايلول".
هذه الحادثة بذاتها وإن لم ترتقِ رمزياً في أعين الكاميرات الى مستوى مشهد سقوط التمثال، تلخص الكثير من المسكوت عنه في هذه الحرب التي شنت تحت شعار تجريد العراق من اسلحة الدمار الشامل وتحرير شعبه من نير الديكتاتورية، في حين ان 42 في المئة من الشعب الاميركي يؤمن بأن النظام العراقي مسؤول مباشرة عن اعتداءات 11 ايلول وفقاً لاحصاء أجرته جريدة "نيويورك تايمز" وتلفزيون CBS الاميركيان. هذه الحادثة يمكنها ان تعطينا تفسيراً للاحقاد الدفينة التي جعلت المدنيين العراقيين اول المستهدفين في هذه الحرب القذرة. يقول إيف ديبي المراسل الحربي لمجلة "ريد" Raids المختصة بالقضايا العسكرية والذي سنحت له الصدف أن يعبر منطقة جنوب بغداد بعد قليل من انتهاء معركة المطار: "إنهم يطلقون النار على كل شيء يتحرك، وعلى كل شيء مشبوه. إنه اطلاق نار مزاجي. ليس هناك اي قاعدة لإطلاق النار والمبادرة متروكة للجنود، اي لمراهقين في العشرين من العمر. ولهذا السبب يطلقون النار على المدنيين ايضاً. لديهم مشكلتان، لا يزالون ينتقمون من 11 ايلول، وليس هناك اي عقوبة في حق الجندي الذي يقدم على قتل مدنيين. هدفهم ليس قتل المدنيين، ولكنهم يتصرفون كرعاة البقر، ويطلقون النار حتى على البقر! ولديّ انطباع بأنها وسيلة ايضاً لتستر خوفهم".
نعم المحتل خائف ويريد الانتقام، لكن الشعب العراقي الذي تحرر من الخوف الذي زرعه النظام الديكتاتوري البائد في نفوس ابنائه، سيكون أقدر هذه المرة على مقاومة الاحتلال وإعادة بناء استقلاله الوطني وسيادته، بعدما زالت رايات الديكتاتورية وشعاراتها الجوفاء، وبقي العراق وابناؤه في مواجهة الاحتلال.
  #2  
قديم 26-04-2003, 05:53 AM
kimkam kimkam غير متصل
فنان مبتديء
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2002
المشاركات: 2,476
إفتراضي ممتاز ورائع علي

الاخ علي ممتاز ورائع جدا .

نود المزيد من تلك التحليلات الجميلة ويكون اجمل لو اسعدتنا برايك الجميل الرائع روعة تلك الاختيارات
__________________

kimkam
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م