اليوم مصر وأمريكا تتبادلان التهم بشأن مقتل 217 من بينهم خبراء ذرة وضباط مصريين

[أبو عاصم]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طالعتنا قناة الجزيرة القطرية وجريدة الجزيرة السعوية بــ:
رفضت سلطة الطيران المدني المصري رسميا التقرير الذي نشره المجلس القومي الامريكي لسلامة الطيران الذي حمل مساعد قائد الطائرة المصرية جميل البطوطي مسؤولية تحطم طائرة مصر للطيران فوق الاجواء الامريكية عام 1999 فيما قال احد اقرباء الطيار ان الطائرة كانت «مستهدفة» لأنها كانت تحمل شخصيات عسكرية وعلمية على درجة عالية من التأهيل.
وجاء في بيان للجنة التحقيق المصرية في هذا الشأن يوم الخميس انها قررت تقديم اعتراض رسمي على مجريات ونتائج تحقيق المجلس القومي الامريكي لسلامة النقل الذي صدر في وقت سابق اول امس والمطالبة باعادة التحقيق في الحادث.
وصدر هذا البيان خلال مؤتمر صحافي عقده الكابتن محسن المسيري رئيس لجنة التحقيق المصرية مساء الخميس عقب اجتماع وزير الطيران المدني أحمد شفيق للبحث في الرد المصري على التقرير النهائي الذي اصدره المجلس القومي الامريكي لسلامة الطيران.
وقال المسيري: ان مصر ستتقدم خلال الايام القادمة باعتراض رسمي الى هيئة سلامة النقل الامريكي تطالب فيه باعادة التحقيق ووضع التحقيق المصري في الصورة.
واضاف: ان الجانب المصري اثار عدة نقاط لم يتم الاخذ بها ولا بد من اعادة التحقيق في هذا الحادث لمعرفة اسبابه.
واوضح: هناك سابقة في هذا المجال حيث اعترضت شركة فرنسية على تحقيق قامت به هيئة سلامة النقل وتم الاخذ بهذا الاعتراض واعيد التحقيق بالفعل.
واكد رئيس لجنة التحقيق المصرية ان هناك حججا قوية للفريق المصري تستدعي اعادة النظر مرة اخرى مشيرا الى وجود تسرع من الجانب الامريكي في بداية التحقيق بعد اسبوع من الحادث حيث ادعوا ان سببه هو انتحار مساعد الطيار جميل البطوطي. واكد تقرير نشره يوم الخميس المجلس القومي الامريكي لسلامة النقل ان تعليمات مساعد الطيار هي التي تسببت في حادث سقوط طائرة البوينغ التابعة ل«مصر للطيران» في المحيط الاطلسي قبالة السواحل الامريكية الذي اودى بحياة 217 شخصا في تشرين الاول/اكتوبر 1999.
وقال المسيري ايضا تقدمنا برد على مسودة التقرير النهائي في حزيران/يونيو الماضي اكدنا فيه ان كل الدلائل تشير الى ان مساعد الطيار لم يسقط الطائرة متعمدا واشرنا الى ضرورة القيام بمزيد من الاختبارات والدراسات الخاصة بحطام الطائرة واجزائها المختلفة.
واشار الى ضرورة القيام بتحليلات صوتية للتعرف على مصدر ومعنى الاصوات في غرفة القيادة بالاضافة الى المعلومات الخاصة بالرادار والمراقبة الجوية اللازمة لاستكمال التحقيق.
وقال ايضا: لم يكن من المتوقع أن تعترف شركة بوينج للطائرات بوجود خطأ في تصميم طائراتها كما انهم ابتعدوا عن نظرية الانتحار او الفعل المتعمد اضافة الى استمرار ابتعادهم عن البحث عن احتمالات العطل الفني او القصور في إجراءات الامن او خطأ المراقبة الجوية.
واكد ان الجانب المصري طلب القيام بعدة دراسات ولكن الجانب الامريكي كان يماطل فيها ويبدأ خطوات ثم يتوقف. واعطى مثالا على ذلك عدم تزويد الجانب المصري بالمعلومات والدراسات الخاصة بنظام روافع طائرة بوينغ 767 وعدم السماح لنا بالاتصال المباشر مع صانعي الطائرة والمماطلة في الاستجابة لعمل بعض التجارب على الطائرة متذرعين بأنها معلومات سرية.
واشار الى الدراسات والاختبارات التي اجريت مع شركة بوينغ والخاصة باحتمال كسر السلك الموصل بين عجلة القيادة والرافع مشيرا الى ان الجانب الامريكي امتنع عن استكمال الاختبارات دون سبب واضح رغم توافق هذا العطل المحتمل لسيناريو الحادث.
وكان التقرير الامريكي قد اشار الى ان سبب رغبة مساعد الطيار في اسقاط الطائرة «غير محدد» وان المجلس القومي الامريكي لسلامة النقل يمتنع عن التخمين بشأن «الدوافع» تاركا الباب مفتوحا لفرضية ان الطيار اراد تفادي خطر من طبيعة ما.
وكان تسجيل المحادثات التي دارت في قمرة القيادة اظهرت ان مساعد الطيار جميل البطوطي لفظ 11 مرة بالعربية وبنفس ديني «توكلت على الله».
واضاف التقرير ان التحقيق لم يكشف اي دليل يشير الى خلل ميكانيكي تسبب في الكارثة كما انه احجم عن الاشارة الى عمل انتحاري نفذه مساعد الطيار.
وجاء في التقرير ان سبب حادث الرحلة 990 يعود على الارجح الى خروج الطائرة من مسارها العادي وارتطامها بالمحيط الاطلسي الذي اعقبه بسبب تعليمات من قبل مساعد الطيار للطاقم الثاني. ولم تعرف اسباب ما فعله مساعد الطيار . هذا وقد ذكر أحد أقارب مساعد الطيار جميل البطوطي أن طائرة مصر للطيران كانت مستهدفة لوجود وفد عسكري «هام» مؤلف من 33 شخصا على متنها وكذلك ثلاثة خبراء في الذرة وغيرهم. وقال وليد البطوطي ابن شقيق البطوطي في تصريحات خاصة لقناة الجزيرة القطرية بثتها أمس «الجمعة» ان سبعة خبراء في مجال النفط كانوا أيضا على متن الطائرة المنكوبة والتي لقي جميع ركابها البالغ عددهم 217 مصرعهم نتيجة تحطمها منذ 29 شهرا. وتأتي تلك التصريحات عقب صدور التقرير الفني النهائي من جانب هيئة سلامة الطيران الامريكية والذي تحمل فيه البطوطي مسئولية تحطم الطائرة الامريكية الصنع التابعة لشركة مصر للطيران لقيامه بفصل جهاز الطيار الآلي قبل الحادث. ويقول وليد البطوطي ان جهاز الطيار الآلي الخاص بالطائرة وهي من طراز بوينج قد أصابه العطب «ثلاث مرات» من قبل خلال رحلة داخلية لها بين مدينتي لوس أنجلوس ونيويورك مما تسبب في إغلاقه ثلاث مرات أثناء نفس الرحلة بينما كان يقودها طاقم آخر لم يكن البطوطي بينهم. وأكد أن هذا الجهاز تعطل للمرة الرابعة عقب إقلاع الطائرة من نيويورك وعلى متنها خاله جميل البطوطي في طريقها إلى القاهرة ولم يكن لمساعد الطيار البطوطي أي دخل بذلك. كما نقلت القناة الفضائية عن بعض أفراد أسرة البطوطي نفيهم نظرية انتحار جميل البطوطي لانه كان شديد التدين وناجحا في عمله ولم يكن هناك أدنى ما يدعوه بالتالي للاقدام على الانتحار. وأضاف وليد البطوطي انه لو تم الاعتداد بنظرية الانتحار تلك لمجرد ترديد خاله لعبارة توكلت على الله عدة مرات قبل تحطم الطائرة. لكان معنى ذلك أن جميع هؤلاء الذين يرددون نفس العبارة مئات المرات يوميا على سبيل التدين والتفاؤل من دعاة أو هواة الانتحار.

المصدر جريدة الجزيرة في عددها الصادر هذا اليوم السبت 9/1/1423هـ في العدد( 10768)
http://www.al-jazirah.com/cgi-bin/d...6/&file=fe4.htm