الحكومة السعودية الجديدة

[علي علي2]

الحكومة السعودية الجديدة:

عبد العزيز الخميس

http://www.alquds.co.uk/index.asp?fn...&storytitle=ff


ضجت الساحة السعودية بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 بالحديث عن التغيير والتطور ومواجهة التحديات المستقبلية التي أهمها ارتفاع نبرة المطالبة الشعبية بالمشاركة السياسية وايقاف مسلسل النهب والتسلط المستمر علي رقاب ومقدرات الشعب. وزاد من حدة هذه النبرة الالتفاتة الامريكية القوية تجاه الوضع السعودي فتخلت الولايات المتحدة عن غض طرفها عن ما يحدث في بلادنا وبدأت اصوات قوية داخل الادارة الامريكية تصرخ ان علي بلادنا ان تتغير. ورغم ان شعبنا ينظر الي هذه الاصوات الامريكية بالحذر والتوجس إلا انه لم يتوقف عن الحلم بحريات مدنية ودولة قوامها العدل لا القمع خاصة وان ما حدث في سبتمبر 2001 كان قاسيا ليس علي الامريكان وحدهم بل وعلي الشعب السعودي الذي واجه نفسه جيدا وبدأ يتحرك مطالبا بالاصلاح فمصير البلاد ليس فقط مقررا من قبل الاسرة الحاكمة فنتائج تخبطات هذه الاسرة تشمل شعبنا وسياسة الاسرة في دعمها لبذور الارهاب عادت علي الشعب بنتائج قاسية وينتظر الجميع تطورات مستقبلية قد يتضرر منها جميع الاطراف القامع والمقموع. كل هذا حدا بالاصوات الوطنية ان تتحرك وتطالب بالاصلاح والتغيير، ووسط هذا التحرك واجهت الاسرة المالكة هذه الضغوط المحلية والخارجية بأن افرجت قليلا عن اصوات عاقلة تتحدث عن ضرورة مواجهة المستقبل. وبدأ الجميع يتحدثون عن ان بلادنا في طريقها لوضع اقدامها علي طريق التطوير السياسي وماجت الساحة بالآمال والتطلعات والأحلام الذهبية في بلاد يكون فيها للشعب الكلمة وليست لمصالح فئة قليلة تتبختر وكأنها تنوب عن الخالق علي ارضه.
غرق الجميع وسط جنائن آلموت يبحثون وسط عبق مخدر قوي عن لذة العدل وسلطة الشعب ولكن الاسرة الحاكمة آلت علي نفسها ان تفيق الشعب من حلمه وخاصة مثقفيه ونخبته التي تراءي لها ان الصراخ الشعبي والسيف الامريكي قد يقنع الاسرة علي ان تتخلي عن نظرتها للحكم علي انه حق ابدي والي ثروات الوطن علي انها حق لها تنثر فتاته علي الشعب من شرفات قصورها العالية وتتقاتل الأمة من اجل نيل نصيبها القليل من هذا الفتات.
لقد وجهت السلطة الحاكمة طعنة نجلاء في ظهر هذا الشعب المسكين الذي حلم كثيرا بأن العالم تغير فأظهر من في يديه النهي في بلادنا لسانه لهذا الشعب قائلا ان هذا الحلم المتمثل بالعدالة والمشاركة السياسية لا يعني شيئا بالنسبة لها وزادت السلطة علي ذلك بأن اوضحت خطتها للمستقبل والتي تتمثل في مواجهة تحدياته بأدوات قديمة.
قدم الملك واخوته للشعب حكومة أقل ما يقال عنها انها حكومة الأمر الواقع وما يطلق عليه شعبيا: حكومة سم طال عمرك .
حكومة لن تقدم شيئا للشعب سوي ان كل وزير فيها سيتنازعه همان، أولهما ان لا يغضب الحاكم، ثانيهما ان تظهر الحكومة امام الشعب في حلة زاهية. هذه الازدواجية عاني منها الكثير من الوزراء الذين أتوا لها يحدوهم الأمل بالتغيير وتقديم شيء لوطنهم لكن ما ان تستريح اجسادهم فوق مقاعد المجلس حتي يرون انهم ليسوا سوي منفذين لرغبات الحاكم وانه ليس في قدرتهم رسم سياسات طويلة المدي بل ان عليهم ان يواجهوا مطالب الحاكم قبل مطالب الناس، كما يغرق الوزراء في حروب غير معلنة بين اجنحة الحكم ودسائس البلاط ويصبح الوزير موزعا بين تسيير امور وزارته وما تنقله له الاذان الصديقة عن رضا هذا الامير أو ذاك عنه. ولعل المحنة الحقيقية التي تواجه الوزير منهم هو حين يشب صراع اميري علي مشروع حكومي حينها يلجأ الي الزعيم الذي دائما ما يتخلي عنه اذا كان الصراع بين اميرين من الكبار.
كان التغيير الوزاري الاخير ليس سوي تبديل اقنعة، فالعقول هي نفسها لم تتغير، أما الاجساد فتذهب وتأتي غيرها فلا مكان للعقل المتطور في حكومات عديدة ومن يريد التغيير فعليه ان يبذل جهده في التفاصيل، أما الامور الكبيرة ومواجهة المستقبل والتحديات السياسية فلا مكان لها في هذا المجلس اذ يتم اقرارها في مجلس قيادة مختصر تغلق ابوابه علي ستة امراء هم من يرسم ويقرر ويصنع القرار وما علي المجلس الكبير الذي يتهم ظلما بأنه مجلس وزراء مشارك في صناعة القرار إلا التنفيذ. يجتمع مجلس القيادة للحزب الحاكم كل ما جد جديد ولكل فرد منه حصة في مجلس الوزراء كل يأتي برجاله ولكل منهم وزاراته أما مواجهة المستقبل فلا تعني مواجهة وطن لتحدياته بل مواجهة اسرة مالكة لمطالب واستحقاقات عديدة.
كانت الآمال الشعبية تتمثل في ان يكون هناك مجلس وزراء حقيقي يبدأ في رسم ملامح التغيير والتطوير، وزراء لديهم من الشخصية والمكانة الشعبية ما تمكنهم من التأثير علي القرار لكن صدمة التغيير المعتادة حملت معها ترسيخ مفهوم الولاء قبل الكفاءة. فقد شارك في اختيار الوزراء لجنة مصغرة من الامراء وناب فيها عبد العزيز التويجري عن الامير عبد الله وأضيف الي طاولتها الفريق طه خصيفان مدير المباحث العامة السابق الذي حمل معه ملفات امنية عن من يتم ترشيحهم وبعد اختيار اسم شخص ما كانت الاعناق تلتف اليه لتري في أي فئة تصنف الشخصية المختارة ولم يكن هم الحضور كفاءة الشخصية بل خلو ملفها من الملاحظات الأمنية. ويعرف الشعب جيدا ان من كان ملفه خاليا من ملاحظات أمنية فلن ينوب عن الشعب في تقرير مصيره.
ولا يحسبن أحد ما ان ولي الأمر يشعر مثلنا انه لم يغير بل انه يعتقد انه اقدم علي تغييرات خطيرة لم يجرأ حاكم قبله عليها وفيها تنازلات خطيرة اهمها انه قد اعترف بأن للثقافة اهمية في مجتمعنا فأضافها في قاموسه الوزاري ولأنه يشعر بحذر منها اجبرته الظروف علي الاعتراف بمسؤوليته عن هذا الشيء المسمي ثقافة فقام بوضعها تحت سيطرة وزير الإعلام الذي اعلمنا جميعا بأنه في واد والأحداث من حولنا في واد آخر ولن ينتظر شعبنا من هذه الوزارة الجديدة الإعلام والثقافة سوي ان الثقافة ستصبح موجهة وسيكون لها حضور قوي ولكن أي ثقافة يقصدون، يبدو انهم يسيرون علي طريق حزب البعث ويستخدمون ادواته بعد ان اندثر فرعه الشرقي ولنتصور ماذا ستقدم لنا وزارة الثقافة الجديدة، معرضا تشكيليا للامير الفلاني حيث يجب ان تكون الصور محتشمة، ودار نشر لن تتوقف عن نشر كتيبات كيف تكره نفسك في سبعة ايام بدون معلم واخري عن ابداعات ولي الأمر في الشعر النبطي وغيرها من الابداعات التي ستدور في حلقة ارضاء الحاكم.
وسينسي الوزير انه يخدم ثقافة أمة وسينزوي في مكتبه الفخم وبجواره خزانته المترعة بالملايين مديرا عملياته الشرائية لضمير هذا وعقل ذاك، أما قلوب شعبه فمتجهة الي الفضاء تستقبل ما ينهال عليها من الاقمار الصناعية بكل ترحاب غير مكترثة لغصب 1 وغصب 2 وغيرها من أدوات إعلامية لا تعلم إلا ملاكها فقط. لقد فصل ولي الأمر التلفزيون والاذاعة عن الوزارة من الباب لكنه اعادها اليها من النافذة حين وضع وزيرها مسؤولا عنها وفي هذا عبقرية لا يجاريها أحد رغم ان صاحب القرار نسي ان المشكلة ليست في نوع كاميرات التلفزيون ولا حساسية ميكرفونات الاذاعة، بل هي في السوط التي تمسكه يد الوزير وتسوم به الإعلاميين عذابا. هذا الوزير الذي يسهم يوميا في قتل حرية الإعلام وحق شعبنا في الحصول علي المعلومات الصادقة يكرم اليوم بتسليمه ثقافتنا وهو ينتشي ملوحا بسوطه في الهواء متوعدا ان تصبح ثقافتنا لا طعم لها ولا رائحة مثلما هو إعلامنا ولن نستغرب يوما حين نجد طوابير المثقفين تنتظر علي باب مدير مكتبه راجية ان يسمح لها بالتثاقف.
آلاف من المواطنين السعوديين الذين يعملون في وزارة الاشغال العامة والاسكان فوجئوا وهم علي مكاتبهم بالغاء وزارتهم في مكافأة لهم علي مواطنتهم، وحتي كتابة هذا المقال لا يعرفون مصيرهم. مهندسون وخبراء ومهنيون محترفون وموظفون بسطاء لا يعلمون مصيرهم ولم تتم طمأنتهم وكأنهم ليسوا بشرا لهم الحق في معرفة مستقبلهم المهني. هذه الحكومة الجديدة لم يختلف فيها شيء سوي ان التجارة عادت الي الصناعة والكهرباء التصقت بالماء وتقنية المعلومات اعترف بها بشكل آخر فبدلا من ان تكون تقنية الحصول علي المعلومات بدأ الربع يفكرون بأن هناك معلومات اخري غير التنصت والتجسس. أما ما يتحدث عنه البعض من ان هؤلاء الوزراء الذين كرروا علينا بالقوة حصلوا علي ثقة متكررة التي أولاهم إياها ولي الأمر تعني الكثير، وهذا يتحول الي حافز قوي لديهم لمزيد من الابداع والاخلاص والتفاني فانني اتفق مع هذا القول في جزئية منه وهي انهم سيبدعون ويتفانون ويخلصون في خدمة ولي أمرهم، أما الشعب فلا ولي له ولا خدم.
حكومة جديدة مثلها مثل عيد المتنبي لم تأت بجديد سوي انها صدمت الشعب الذي علق آمالا بأن تتغير الحال وان تكون هناك اصلاحات كبيرة لعل اهمها في مشاركته السياسية وفي ادارته اموره بنفسه وفي تقرير مصيره.
حكومة جديدة ليس لها من الجدة سوي صور قلقة من شخصياتها وبقيت تلك الشخصيات التي يحملها الشعب مسؤولية الاخفاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. حكومة جديدة سوف يسجل لها تاريخنا السعودي الحديث انها قابلت عصر هندسة الجينات الوراثية بمومياءات فرعونية لا تزال تري في اوراق البردي حلولا اسرع من خلايا أنتل.
آلموت: قلعة في ايران كان الحسن الصباح زعيم الاسماعيليين يخدر اصحابه فيها ويطلقهم في مهام انتحارية.


المشرف العام علي المركز السعودي لدراسات حقوق الانسان

[السنونو المهاجر]

ذكر مغترب من السعودية بأنه يفضل أن تسرق الأسرة الحاكمة أموال الشعب بدل أن ينهبها الأمريكان فيما إن داهموا المملكة. رغم أنهم يصرفون معظم أموالنا على طاولات القمار وبيوت الدعارة...
سئل عن السبب. فقال أشتريت نصف نايت كلوب في مونتي كارلو..!

[الوافـــــي]

السنونو المهاجر

وجهة نظر
ليس بالضرورة أن تكون صادقه

شكرا