مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 19-06-2004, 10:23 AM
علي علي2 علي علي2 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
المشاركات: 156
إفتراضي فلسفة التنازلات

فلسفة التنازلات ـــ محمد قجة

يذكر "هنري كيسنجر" في مذكراته أنه يستغرب إقدام الرئيس أنور السادات على طرد الخبراء السوفيات من مصر بتلك الصورة المزرية، من غير أن يطلب ثمناً لعمله هذا من الولايات المتحدة، وكان ذلك في وقت لا يزال فيه التوازن الدولي سيد الموقف، ولم تتبلور بعدُ صورة القطب الواحد.

وكيسنجر محقّ في تساؤله واستغرابه، لأنه يفكر بمنطق الأخذ والعطاء، والربح والخسارة، منطق رجل الأعمال.

ولكن الكرم الساداتي لم يقف عند ذلك الحد من التنازلات، وسط دهشة العالم واستغرابه، وحتى دهشة الصهاينة أنفسهم، الذين لم يدفعوا ثمناً لهذا التنازل المشين. والذي قصم ظهر العلاقات العربية وأحدث فيها شرخاً لن يندمل مع الزمن.

حتى إذا أثمرت تلك القفزة البهلوانية عند اتفاقيات كامب ديفيد السيئة الذكر ـ نجد أن هذه الاتفاقيات تكرس "الكرم العربي!!" في التنازلات بلا مقابل:

ـ تحجيم السلاح المصري وإطلاق اليد للسلاح الصهيوني.

ـ نزع السلاح من سيناء.

ـ منع الجيش المصري من تطوير أسلحة مقابل المد الهائل للسلاح الصهيوني في شتى مجلات التسليح.

ـ التحديد الوقح للمناهج التعليمية في مصر من غير مقابل على الجانب الآخر.

ـ إخراج مصر من حلبة الصراع العربي ـ الصهيوني، للاستفراد بكل جبهة على حدة.

وكان الثمن تحويل مصر وهي القوة العربية المركزية، إلى منتجع سياحي كبير بعيد عن الرؤية الاستراتيجية لهموم الوطن العربي.

* * *

وفي الإطار نفسه نجد كيف أن الولايات المتحدة دفعت العرب إلى مؤتمر مدريد تحت زعم إحلال السلام في المنطقة، واستمرت لعبة التنازلات العربية من غير أن يتزحز الصهاينة عن موقفهم بل إنهم كانوا يزدادون صلفاً وغطرسة وشراسة.

وأسفر ذلك عن الفخ الكبير في اتفاقيات "أوسلو" التي قدمت فيها السلطة الفلسطينية تنازلات محورية أساسية بلا مقابل.. واستمرت تتمرغ في فخ التنازلات من "شرم الشيخ" إلى كامب ديفيد إلى "واي ريفر" إلى سلسلة من الاتفاقيات الجانبية كان فيها المفاوض الفلسطيني يتراجع باستمرار حتى لامس ظهره الجدار الأخير، ولم يكتف الصهاينة بذلك، إنهم يريدون إزالة هذا الجدار. وإزالة كل الخطوط الحمراء المتعارف عليها، يريدون سلطة فلسطينية تقوم بقمع شعبها نيابة عن الصهاينة، وتقوم بتجريد أبناء شعبها من سلاحهم البسيط ليبقوا مكشوفين أمام آلة الحرب الصهيونية الجهنمية.

والأمر الغريب دائماً ـ هو أن الصهاينة كانوا يحققون ما يريدون الوصول إليه. لقد دمروا كل شيْ: رموز السلطة، المنازل، المزارع، الناس من رجال ونساء وأطفال.. ويبلغ العجب ذروته في سلسلة التنازلات حينما يقف رئيس الوزراء الفلسطيني أمام عدسات العالم كله ليقول: إن كل اعتداء على أي إسرائيلي في أي مكان في العالم يعتبر عملاً إرهابياً.

في مقابل ماذا أطلق رئيس الوزراء الفلسطيني هذا التصريح؟! لم نجد من الطرف الآخر إلا العنت والجريمة والاستمرار في القتل. وكان رئيس الوزراء هذا نفسه قد اجتمع مع "شارون" في مبنى رئاسة الوزراء الصهيوني في القدس. وفي ذلك تنازل مهين ما بعده تنازل.

فالعالم كله لا يزال غير معترف بالقدس عاصمة للصهاينة ونجد رئيس الوزراء الفلسطيني يأتي إلى القدس وإلى مبنى رئاسة الوزراء الصهيوني. ثم يعلن في العقبة أن الدفاع عن النفس ضد الاحتلال الصهيوني يعتبر عملاً إرهابياً!! هل هناك أغرب من ذلك.

* * *

كان قد ورد ي النصوص الجانبية لوعد بلفور الملعون:

إن قيام دولة إسرائيل يجب أن يرافقه حزام من الدول المحيطة بها والتي تدافع عنها وتمنع تسلل المقاومة إليها.

وكنا نرى كيف أن الحدود العربية سياج آمن لدولة الصهاينة. أما أن يتربع الفلسطينيون أنفسهم لقمع إخوانهم فهذا لم يكن متخيلاً.

ولا ندري إذا كان بعد بذلك تنازلات أبعد من ذلك .. إلا أن تقوم السلطة الفلسطينية بحشر أبنائها في حافلات وترحلهم إلى الأردن، وتمنح أرض فلسطين كاملة للحلم الصهيوني.

* * *

في إطار فلسفة التنازلات المجانية نجد كيف أن اتفاقية "وادي عربة" قد كبلت الأردن بقيود سياسية وأمنية وتعليمية وثقافية من غير أي مقابل قدمه العدو.

ويأتينا أخيراً العجب العجاب في التنازلات القادمة من أقصى المغرب. من دولة "موريتانيا" التي تسكنها قبائل عربية صحيحة أكثرها من نازحي الأندلس.

وبلا أي مبرر ولا أي منطق تقيم علاقات كاملة مع العدو الصهيونيِ.

بل وتمارس سباق مع الآخرين في تقديم التنازلات فتقدم على تهميش اللغة العربية وإغلاق معاهد التعليم بها التي تمولها السعودية. وإغلاق الجمعيات الخيرية الإسلامية بحجة أنها تدعم الإرهاب. فكانت أمام سلطة قمع أجنبية تضطهد تراث موريتانيا وإنتماءها إلى الحضارة العربية...

إلى متى سوف تستمر سلسلة التنازلات المجانية الغرائبية... وهل نحن العرب كرماء إلى هذه الدرجة بلا أي مقابل!!.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م