كيف تنحط الحضارة؟
كيف تنحط الحضارة؟
مقالة في مجلة التايمز صدرت بتاريخ 14 فبراير (شباط) تقدم للقارئ كتابا للمؤرخ برنارد لويس، سأعرض لكم ترجمتها -مختصرة- وأترك لكم التعليق.
الترجمة:
الإرهاب هو الولولة المرّة للضحية
لماذا يستشيط كثير من المسلمون غضبا؟ لمعرفة السبب، عليكم بقراءة كتاب: "أين حدث الخطأ؟ الأثر الغربي وردة الفعل الشرق أوسطية" لبرنارد لويس. الكاتب برنارد لويس هو الذي اخترع عبارة "صراع الحضارات" في بداية التسعينات. لا يتطرق الكاتب إلى الإرهاب الحالي فيما يختص بحوادث الحادي عشر من أيلول، ولكنه يضع مختصرا للقراء الجدد في الساحة. لويس يوضح ديناميكية المواجهة بين الغرب والإسلام، ويتكلم عما يسميه "انحدار العالم الإسلامي اللولبي السريع من الكراهية، والغضب، والشفقة، والفقر والظلم".
لويس يبدي نظرة أوروبية لماهية وصول المسلمين -بالذات في الشرق الأوسط- إلى هذه الحالة المزرية. ولا ينسى لويس أن يعطي الإسلام حقه في ألفية كاملة من العزّ عندما استطاع الإسلام أن يفتح العالم، ويسيطر على اقتصاد العالم، وارتقى بالحضارة إلى أسمى مراتبها في العلوم والطب والتعليم الكلاسيكي. ولكن جلّ اهتمام الكاتب يكمن في القرون الأخيرة التي فقد فيها المسلمين -تقريبا- كل شيء، ابتداء من هزيمة مصطفى على أسوار فيينا عام 1683.
هذا التراجع تكرر بعدها مرات بينما كانت الحضارة الأوروبية المسيحية تأخذ خطوات كبيرة إلى الأمام. وعندما حاول المسلمون الرد على الأوروربيين، وقعوا في متاهة لم يستطيعوا فيها التفريق بين الغرب الذي رفضوه وبين التقدم الذي حاولوا الوصول إليه. وخاضوا في طريق مقفر متعثر، يفتقر كل شيء إلا الإرهاب والاستبداد.
على الرغم من أن لويس لم يصرح بهذا السؤال، ولكنه تركه للقارئ ليستشفه من الكتاب، وهو كيف لدين متأصل في أعتقاد أن كل المعرفة كشفت لرسولها، كيف لها أن تتقبل التغيير؟
انتهت الترجمة
وعلى الرغم من أني لمست أن كثيرا من العبارات الاستفزازية ضد الإسلام التي وردت على لسان كاتب المقالة لم ترد على لسان لويس نفسه، فهذا أسلوب الصحفيين في الترويج لمقالاتهم، ولكن الكتاب نفسه لا يخلو من التعريض بالإسلام، ويكشف النظرة الحقيقية التي يخفيها القوم.
أخي محمد،
ما رأيك؟
|