مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 19-08-2002, 07:45 AM
راجي عفو ربه راجي عفو ربه غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2002
المشاركات: 25
إفتراضي الله اكبر صدقت يا شيخ سلمان ولكن لامجيب

نقول عن اخينا ابو سلمان في شبكة انا المسلم

7- من لأسرى المسلمين ؟ (3/3) سلمان بن فهد العودة
الإسلام اليوم /
الأسير في الاتفاقات الدولية
ربما سمع الناس ـ بسبب الكلام في أسرى غوانتانامو وما يتعلق بهم ـ الكثير عن اتفاقية جنيف للأسرى ، فما هذه الاتفاقية ؟ المبادئ الأساسية المتعلقة بحقوق الأسرى وضعت سنة 1864م وكان فيها أربع اتفاقيات ، ووقع عليها حوالي (190) دولة من دول العالم وأدرج فيها عدد من الحقوق .وفي وقت لاحق عام 1977م تم إدراج لوائح جديدة فيما يسمى ببرتوكول إضافي أشار بوضوح إلى وجود مجموعات أو شرائح متعددة من أسرى الحروب . والولايات المتحدة الأمريكية لم توقع على هذه الاتفاقية ، وإنما وقعتها دول أخرى ، وأهم النقاط الموجودة في هاتين الوثيقتين تتلخص فيما يلي :أولاً : اتفاقية جنيف ، بمقتضى الفقرة الرابعة من هذه الاتفاقية ، فإن مصطلح أسرى الحرب ينطبق على الأفراد المنتمين للشرائح التالية :
القسم الأول : أفراد القوات المسلحة لأحد طرفي النزاع ، ويدخل في ذلك :
1ـ المليشيات أو المتطوعون الذين يشكلون جزءًا من هذه القوات أي : ليسوا من أفراد القوات المسلحة ، ولكنها مليشيات تابعة لهم أو متعاونة معهم .
2ـ الأفراد المنتمون لمليشيات أخرى ، أو المتطوعون ، ومن بينهم أعضاء حركات المقاومة المنظمة ما دامت تنطبق عليهم الشروط التالية أ ـ أن يخضعوا لقيادة شخص مسؤول عنهم .
ب ـ أن يكون لهم علامة محددة بزي أو صفة معينة يتميزون بها عن بُعد .
ج ـ أن يحملوا السلاح علانية .
د ـ أن يلتزموا في العمليات التي ينفذونها بأعراف وقواعد الحرب المتبعة .
القسم الثاني ـ ممن تشملهم هذه الاتفاقية ويعتبرون أسرى حرب ـ : أعضاء القوات المسلحة النظامية ، ممن يعلنون الولاء لحكومة أو سلطة قد لا يعترف بها النظام الحاكم في تلك الدولة ، أو سكان أي أرض تتمتع بالاستقلال في حال حملهم السلاح لمقاومة أي غزو بشرط حمل السلاح بشكل علني والالتزام بأعراف وقواعد الحرب .
ثانياً : في حالة وجود أي إشكال أو شك في كون هذا الأسير تنطبق عليه الشروط السابقة أو لا تنطبق عليه ، فإنه في هذه الحالة يتمتع بالحماية في ظل الاتفاقية إلى أن تتولى المحكمة المؤهلة البت في أمرهم وما إذا كانوا أسرى حرب أو ليسوا أسرى حرب .
ثالثاً : ما يتعلق بالبروتوكول الإضافي الذي أضيف بعد ذلك ، وهذا يقول إن أي مقاتل يقع في أسر قوة مناوئة يعتبر أسير حرب ، أي مقاتل على الإطلاق ، والمقاتل عندهم الذي يلتزم بأعراف وقواعد الحرب ، وحتى حينما يخالف هذه القواعد والأعراف فإن من حقه أن يُعامل كأسير حرب في حالة أسره . ونلاحظ أن هناك أمثلة من الواقع تدل على الطبيعة التنفيذية لهذه اللوائح ، وكيفية فهمها وإجرائها لدى الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها ، ومن ذلك :
1ـ مقاتلو جبهة الفيتو كونغ خلال حرب فيتنام أخذوا على اعتبار أنهم أسرى حرب على الرغم من أنهم كانوا يرتدون زياً أسودًا ولا يحملون إشارة مميزة .
2ـ بالرغم من عدم اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالنظام في الصين الشعبية خلال الحرب الكورية إلا أنها كانت تعامل المحتجزين لديها من الأسرى الصينيين على أنهم أسرى حرب .
3ـ على رغم أن بعض الطيارين الألمان خالفوا أعراف الحرب ، وقاموا بمهاجمة أهداف مدنية غير عسكرية خلال الحرب العالمية الثانية إلا أنهم أخذوا وضع أسرى الحرب ، وتم منحهم هذه الصفة خلال الأسر .
أسرى [ غوانتانامو]
يوجد حالياً أكثر من خمسمائة معتقل في هذه الجزيرة التي تقع في البحر الكاريبي ، وهؤلاء يشكلون أكثر من اثنين وثلاثين جنسية ، منهم مائة وخمسون من السعودية ، ومنهم نحو مائة من اليمن ، وآخرون من الكويت والجزائر ومصر وغيرها ، على رغم أن الجنسيات تتغير من وقت لآخر ؛ لأنها غير منضبطة بشكل دقيق ، وهؤلاء يعيشون في زنزانات انفرادية مؤقتة يبلغ بُعد الزنزانة الواحدة طولاً وعرضاً حوالي مائتين وأربعين سنتيمتراً ، أي : مترين وأقل من النصف طولاً وعرضاً ، وهي محاطة بأسلاك شائكة تفصل بينها ، وأما الأرضية فإنها مرصوفة بالخرسانة ، ولهم إمام مسلم يؤمهم ، وهو من البحرية الأمريكية ، ويعطون ثلاث وجبات يومياً ، هذه معلومات نقلتها عدد من وسائل الإعلام ، وبالذات جريدة الرأي العام الكويتية ، وقد كتبت عشر حلقات من الميدان ، وحاولت أن تقدم تغطية وافية لوضع الأسرى في هذا المعتقل ، وثمت أحداث لابد من الوقوف عندها :
أولاً : نقل الأسرى من أفغانستان إلى غوانتانامو هو نقل إلى أرض غير أمريكية ، نقلوا لها لأنه لا يسري عليها حكم القانون الأمريكي ، وبالتالي تصبح الحكومة فيها بمندوحة عن أن تلتزم بالنظام العام .
ثانياً : تم نقلهم بطريقة وحشية ، وكأنهم حيوانات مفترسة ، فقد وضعوا في أقفاص حديدية ، وحجبت كل حواسهم عن العمل ، وحجبت عيونهم وآذانهم ، وكممت أفواههم ، وشلت حركات أيديهم وأرجلهم بقيود حديدية شديدة القسوة ، بل تم تخدير بعضهم خلال الطريق ، ولما وصلوا إلى هناك تم حلق رؤوسهم ولحاهم بحجة أن فيها القمل أو أنها غير نطيفة ثم تم رشهم بعد ذلك بالمبيدات .
ثالثاً : رفضت أمريكا على لسان عدد من مسئوليها اعتبار هؤلاء أسرى حرب ، وقد اعترض على هذا التعسف الرأي العام العالمي ، فهناك منظمات حقوق الإنسان ومنظمات العفو الدولية واللجان المختصة في عدد من البرلمانات الأوروبية ومفوضية الأمم المتحدة وعدد من اللجان العربية والإسلامية وكثير من المؤسسات العالمية والدول قد أعلنت رفضها هذا التعسف ، وبناء على ذلك رضخت أمريكا للضغوط ، وقالت : إن من كانوا تابعين لحكومة طالبان فهم أسرى حرب ، أما من كانوا تابعين للقاعدة فليسوا كذلك ، وهذا أيضاً لون من التحكم لا مسوغ له.
رابعاً : استخدمت أمريكا التمييز العنصري في معاملة هؤلاء الأسرى ، فالشاب الأمريكي الطالباني المشهور "جون روكر" نقل بطريقة مختلفة إلى بلده ، وعومل بطريقة مختلفة وسوف يعرض على محكمة مدنية ، فهل لأنه أبيض البشرة ؟!أو لأنه أمريكي الجنسية ؟!نحن لا نعترض على أن تكون معاملة هذا الشاب جيدة ، بل نطالب أن تكون معاملته أفضل مما هي عليه ، لكننا نتساءل لماذا هذا التمييز العنصري بين أناس تهمتهم في نظر الأمريكان واحدة ؟
خامساً : هناك أسرى في يد الأمريكان في أفغانستان وفي باكستان ، وهؤلاء لا يُعرف على وجه التحديد عددهم ، ولا يُعرف أين يعيشون ؟
ولا تُعرف الظروف التي يعيشون فيها ، فهم يعيشون بعيدًا عن الأنظار .
سادساً : إضافة إلى هؤلاء الأسرى فإن هناك أسرى في السجون الأفغانية ، وهم كثير ، وربما يتناقص عددهم يوماً بعد يوم ، وفي جريدة القبس نشر تحقيق عن سجن اسمه (شاذر غان) فيه أكثر من ثلاثة آلاف محشورون في ثلاث زنزانات في أحوال مأساوية . ثلاثة آلاف لا يوجد عندهم طبيب ولا يستطيع واحد منهم الاستحمام ، لا يعطى سوى لقمة واحدة من الطعام يومياً ، وقد ظهر الجوع على وجوههم وعلى قسماتهم .أما معاملتهم فحدث ولا حرج والكلام عن هؤلاء يطول ، وقد نشرت معلومات كثيرة وتقارير ودراسات عن الأفغان العرب في أفغانستان وغوانتانامو ، وهذه التقارير والدراسات غيض من فيض وقليل من كثير مما يضج به الواقع .أما المقابر الجماعية والتصفية والعنف والعسف فهذا باب يطول ، وهناك عدد من العرب تزدحم بهم السجون والحاويات والأقفاص والقبور ، وهم يباعون بالمزاد بأسعار محددة ويقع الكثير من المشترين ضحية الخداع والنصب .
تعليقات على هذه المعلومات :
1 ـ وزير الدفاع الأمريكي أوجد مجموعة من الخيارات أمام هؤلاء فقال : يمكن أن يعرضوا للقضاء المدني ، ويمكن أن يُعرضوا للقضاء العسكري ، ويمكن إعادتهم إلى بلادهم ، ويمكن إطلاقهم فورًا ، ويمكن أسرهم لفترة غير محدودة ، ولما سئل هل يمكن إعدام أحدهم أو بعضهم ؟ قال : بالطبع .
فهذا يدل على أن مسألة القانون الدولي والحديث عن حقوق الإنسان قضية انتقائية في نظر الولايات المتحدة الأمريكية ، وأنها تطبق منها ما تشاء وتستبعد ما تشاء ، وقد تطبقها جزئياً في داخل بلدها ، لكنها تعتبر أن الشعوب والأمم الأخرى لا تستحق هذه الكرامة التي تمنحها لشعبها ، وهذا يؤكد أنه ليس لديهم معلومات صحيحة وافية عن هؤلاء الأسرى ، ولذلك فهم يضربون في التيه ، فمن الممكن أن يحاكموا محاكمة مدنية أو عسكرية ، والأحكام شبه جائزة يمليها وزير الدفاع ، وهي تتراوح بين القتل والإطلاق بلا قيد ولا شرط أو لفترة غير محدودة ، وهذا كلام غير منضبط .
2ـ قام مجموعة من المحامين والصحفيين بل والقسس من الأمريكيين برفع دعوى ضد الرئيس الأمريكي ووزير الدفاع وضد ألف جندي من الجيش الأمريكي بسبب خرقهم للدستور حين حرموا هؤلاء الأسرى من حرياتهم دون إجراء قانوني ، وبسبب عدم إخبار هؤلاء الأسرى بطبيعة التهم الموجهة إليهم ، وبسبب اعتقالهم ، ولعدم تمكينهم من الاتصال بمحامين أو الاتفاق معهم ، ولا شك أن هذه المحاولة وإن كانت رفضت من قبل المحكمة إلا أنها محاولة يجب أن تتكرر ، وأن يسعى المسلمون والقادرون إلى تحريك هذه القوى من داخل المجتمع الأمريكي ومن خارجه ؛ لممارسة مزيد من الضغوط على الحكومة الأمريكية .
3ـ الغالبية من الأسرى خصوصاً في غوانتانامو هم من الشباب الذين ليس لهم علاقة بأي تنظيم ، وإنما ذهبوا في أعمال إغاثية أو دعوية أو تجارية ، بل بعضهم ذهبوا قبل الأحداث بفترة طويلة ، ومنهم شباب في مقتبل أعمارهم ، ومنهم من لم يحمل السلاح قط ، وقد أثبتت بعض أجهزة الكشف الأمريكية أن من هؤلاء الشباب من لم تلمس يده سلاحاً في تاريخه كله ، ومن هؤلاء المجاهدون الذين ذهبوا لأفغانستان أثناء الاحتلال السوفييتي السابق ، وبقوا هناك ، ومنهم المتطوعون بشكل منفرد من قبل أنفسهم ، وهؤلاء جمع كبير لا يمكن إحصاؤهم ، بل غالبية من ذهبوا كذلك ، وفيهم العرب المقيمون أصلاً في أفغانستان إما بسبب ظروف سياسية كأن تكون بلادهم لا تقبلهم ، أولا تعطيهم فرصة التمثيل ، وإن كانت تتحدث عن الديمقراطية مثلاً إلا أنها لا تمنح التيارات الإسلامية التمثيل الحقيقي ، فيذهبون إلى هناك ، وقد يكون ذلك لأسباب اجتماعية أو اقتصادية .وعلى سبيل المثال هناك عدد غير قليل من المقيمين في أفغانستان من العراقيين الذين يعرف الجميع ظروف بلادهم .والأمريكان يعتقدون كما تقول جريدة القبس بأن اثنين في المائة فقط هم من أسرى القاعدة على الأقل ، هذا هو الأمر الذي توصلوا إليه في نهاية المطاف . وهؤلاء جميعاً عوملوا بهذه المعاملة القاسية الشرسة التي أشرت إليها ، وقامت كثير من وسائل الإعلام من الصحافة والقنوات الفضائية وغيرها بحملة إعلامية ضارية ضدهم دون تعقل ولا تحرز ولا انتظار .
4 ـ هناك شاب جزائري الأصل اسمه "مهدي غزالة" سويدي الجنسية عمره في الواحدة أو الثانية والعشرين من عمره موجود في غوانتانامو حقق معه من قبل مجموعة سويدية ، وبحضور المخابرات الأمريكية ، وقد أبدىسفير سويدي ودبلوماسي مشهور محترم عندهم احتجاجه على هذا العمل ، وقال : كيف نحقق معه بحضور الاستخبارات الأمريكية ؟ يجب أن يكونوا بعيدين عن هذا التحقيق ؛ لأن هذا نوع من التدخل ، ولأنه ربما يبوح بمعلومات تكون ضررًا عليه ، وقد تستخدم ضده . فانظر إلى هذه الشفافية ، وهذا الحرص عندهم على تتبع رعاياهم ، والحرص على مستقبلهم . وفي تصريح لوزيرة الخارجية في السويد أبدت اعتراضها على أن يُسلم إلى دولة إسلامية يمكن أن تطبق عليه حكم الإعدام هذا الشاب الجزائري يظهر أنه من ضمن الأبرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل ، ولذلك كتب رسالة لوالديه وإخوانه ، يقول : " أنا بخير والحمد لله ، وأعتذر لعدم مراسلتكم في الآونة الأخيرة ؛ لأني كنت في طريقي إلى باكستان واعتقلت هناك على أيدي رجال الجيش ، وقد تم التحقيق معي ، وقلت لهم بأني كنت في طريقي إلى جامعة إسلامية في باكستان ، وأكد المحقق لي أنه في حال ثبوت مصداقية هذا الأمر فإنه سيتم إرسالي إلى السويد ... أنا في شوق كبير للعودة إليكم ، فصلّوا كي أعود وأبقى معكم إلى الأبد ، تحياتي لإخوتي الصغار الذين اشتقت إلى أن ألاعبهم في الحديقة ، واشتري لهم الحلوى ، ولكن بشرط أن يجتهدوا في الدراسة ، وختم بعبارة ( الله معنا ) " .
__________________
اللهم إستخدمنا في طاعتك
  #2  
قديم 19-08-2002, 07:48 AM
راجي عفو ربه راجي عفو ربه غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2002
المشاركات: 25
إفتراضي

5ـ هناك أسترالي واحد في هؤلاء الأسرى اسمه "ديفد" ومع ذلك شكلت مجموعة من أهل بلده جماعة خاصة للدفاع عنه اسمها جماعة [ العدالة لديفد ] للدفاع عنه والمطالبة بحقوقه ، وقالوا هو محتجز في قفص يرفض معظم الأستراليين أن يستخدموه لكلابهم فضلاً عن أولادهم .وكذلك الإخوة الكويتيون شكلوا لجنة سموها لجنة الأسرى ، وفي عدد من دول الخليج سعى البعض إلى تأسيس لجنة اسمها لجنة {الدفاع عن المعتقلين في سجن غوانتانامو} وهذه اللجنة تسعى لتحقيق عدد من الأهداف الطيبة مثل الدفاع عن هؤلاء المعتقلين ، والدفاع عن أسرهم ، واستكمال إجراءات الوكالة عنهم ، والاتصال بهم وبأسرهم في كل مكان ، وجمع التبرعات وشرح القضية من الناحية الإعلامية ، والمساعدة المادية لهم ولأسرهم ، وتلك لاشك أهداف طيبة نبيلة .
6 ـ إن أمريكا تمارس حرباً نفسية واضحة لابد أن نكون يقظين لها فيما يتعلق بهذا الموضوع ، فالحركة التي تعملها ذات مردود إيجابي داخل الشعب الأمريكي ، فإنه من خلال الأسر والنقل والتغطية الإعلامية عملوا ترويجاً إعلامياً أوجد كثيراً من الطمأنينة أن الحكومة فعلت ووصلت وحققت إنجازاً ، وإن كان الأمر قد يتعلق بأشياء لا حقيقة من ورائها ، ومن خلال هذا الأمر أحبوا أن يوصلوا رسالة إلى غيرهم من الأمم والشعوب على طريقة عنترة الذي يقول : إنني آتي الضعيف فأضربه ضربة يطير لها قلب الشجاع . وربما كان هؤلاء الأسرى ليسوا أكثر من وسيلة إيضاح ، أريد أن يؤدب بهم غيرهم ، ولهذا فالأمريكان بدءوا يتظاهرون بالصبغة الإنسانية ، ويسمحون لوسائل الإعلام أن تأتي لهذا السجن ، وسمحوا بالتصوير ، وروجوا كثيراً من الأخبار عن الطعام الطيب الذي يُقدم لهم ، وعن الصلاة وعن توزيع المصاحف عليهم ، وعن حسن المعاملة ، وصور المعتقلين أصبحت توزع على عدد من وكالات الأنباء ، وهكذا بدأ الكلام يشاع عن إمكانية إعادة بعضهم إلى بلادهم كما جاء في عدد من التصريحات , وعن إمكانية إطلاق سراحهم ، ولماذا بدأ الكلام الآن عن الجوانب الإنسانية ؟في أحد الاحتمالات أنهم أدركوا أنهم لم يظفروا بشيء ، فأحبوا أن يكسبوا من الجهة الأخرى ، وأن يظهروا بمظهر الإنسانية ، ولذلك يحق لنا أن نتساءل لماذا لا تسمح أمريكا مثلاً بتغطية صور وجثث القتلى الذين يقتلون في أفغانستان ؟ حتى من المدنيين ؟ وقد تم خلال هذا الأيام إلقاء القنابل على عُرس ، وقتل أكثر من مائة وخمسين من الأطفال والنساء والأبرياء ، ومع ذلك يتم التكتم على مثل هذه الأشياء ، ولا يُسمع بتغطيتها بشكل صحيح .
7 ـ هناك صمت عربي وإسلامي إزاء ما يجري ، وكأن كل أحد يخشى أن يتهم بالإرهاب ، فلا يرفع رأسه ولا يحرك لسانه .
إن هؤلاء الإخوة يحملون جنسيات دول عربية وإسلامية ، وكما قال أحد المسؤولين في مجلس التعاون الخليجي : " لا يمكن لأي دولة أن تتخلى عن رعاياها هم أبناؤنا ، ولا يمكن أن يتركوا تحت رحمة الأمريكان " .فنحن ينبغي أن نسعى لأن نعزز الأقوال بالأفعال ، وأن يكون هناك جهود صادقة للوقوف معهم ، وهناك مسؤوليات كبيرة على عواتقنا تجاه هؤلاء الشباب :
أولاً : الدعاء لهم ، وأذكر هنا قصة ملخصها أن امرأة كان لها ولد أسير عند الروم فجاءت لأحد علماء السلف ، وقالت له ، وهي تبكي : إن ولدي أسير ، وهو وحيدي ، فأرجو أن تسعى في فكاكه ، فوعدها خيرًا ، وطلب منها أن تأتيه بعد أسبوع ، وخلال هذا الأسبوع اجتهد وابتهل إلى الله بالدعاء الصادق ،وتضرع إليه حتى كاد أن يكون وقف الدعاء على هذا الأسير ، حدث أن جاءت المرأة إلى الشيخ وهي تدعو له وتقول : فرج الله عنك كما فرجت عن ولدي ، فقد وصل ولدها ، وكان يحدثها عن طريقة خلاصه من الأسر ، وكيف كانت تظهر العناية الإلهية فيها ، فينبغي أن ندعو لهؤلاء الإخوة ، ولو لم يكن من هذا الدعاء إلا أداء بعض حقهم ، والشعور بمشاركتنا في ألمهم وكربتهم وغربتهم . وقد كتب أحدهم لأهله في الكويت رسالة يقول فيها : إنه بلغ بنا الأمر مبلغه ، ونحن نعمل إضراباً عن الطعام ، ولا يمكن أن نصبر على هذا الأمر ، فإما أن يطلقونا أو يحاكمونا أو يقتلونا ، لا صبر لنا وراء ذلك .
ثانياً : أهمية الاتصال بالجهات الرسمية ، وفي دول الخليج على وجه الخصوص ، والتأكيد على أهمية ممارسة الضغوط ، ومطالبة الأمريكان بإعادة هؤلاء إلى بلادهم لتتولى هي النظر في أمرهم .
ثالثاً : تكوين اللجان المتخصصة لمتابعة قضيتهم من الناحية القانونية ومن الناحية الإنسانية .
إن حرب أمريكا على أفغانستان لم تخضع لقانون ، ولم تستفت أمريكا القانونَ الدولي حينما ضربت المدنيين وغير المدنيين في أفغانستان ، وإنما هي فعلت ما تقتضيه مصالحها وسياستها ، واستخدمت لغة القوة عندها فقط ، ولم تستفت القانون الدولي حينما قتلت الأبرياء والمدنيين ولم تعتذر عن هذا الأمر .وأمريكا في اعتقالها لهؤلاء أيضاً لم تستفت القانون الدولي ، وإنما كان هذا عملاً اعتباطياً غير مدروس لمجرد استعراض القوة ، وربما كان ذنب هؤلاء أنهم لم يستطيعوا الفرار ، وهي تعاملهم الآن بطريقة غير نظامية ولا قانونية ، فلذلك ينبغي أن يدخل الناس من هذا المدخل ، وأن يكشفوا الغطرسة الأمريكية ، وأن هؤلاء أسرى ، وربما كانوا مختطفين من بعض الوجوه ، وينبغي الوقوف إلى جانبهم .
رابعاً : الدعم المادي السخي ، سواءً تمثل في فداء بعض الأسرى ، أو تمويل الدفاع عنهم ، أو المساعدة في إبراز قضيتهم إعلامياً ودولياً ، أو خلافتهم في أهلهم ومن وراءهم بخير ، فهذا من الإنفاق في سبيل الله ، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون .
خامساً: القيام بحملات إعلامية متواصلة لحمايتهم ، وكشف مصير غيرهم ممن لايعرف أين انتهى بهم المطاف ؟ فإنني أعتقد أن في باكستان وأفغانستان أعداداً ربما تكون كبيرة جدًا ، وأنا أعرف كما يعرف غيري عددًا من أبناء بلدنا ممن انتهت بهم الطرق إلى مصير غامض ، فهم ليسوا في القتلى ، وليسوا في كوبا ، ولا أحد يعلم إلا الله سبحانه مصيرهم ، فينبغي أن يكون هناك تدخل عاجل من الجهات الرسمية والشعبية ، ومن كل القادرين ، ومن المؤسسات واللجان الحقوقية في كشف مصير هؤلاء وحمايتهم وضمان العيش الكريم لهم وإعادتهم إلى بلادهم .
سادساً : ضرورة التعامل مع هذه الظواهر التي حصلت ووقعت بصورة هادئة متعقلة تنظر للمستقبل أكثر مما تنظر للماضي ، وتسعى في معالجة الأسباب وتهيئة الظروف المناسبة والمناخ الملائم الذي يستوعب طاقات الشباب ويصرف جهودهم بطريقة صحيحة وبطريقة شرعية ، ويؤمن لهم العيش الكريم والاحتياجات الضرورية الفطرية ، ويساعدهم على أن يشقوا طريقهم في الحياة ، وأن يتغلبوا على المصاعب والمتاعب .إن هذا واجب على كل القادرين ، علينا أن نسعى جاهدين لأن تتحول المجتمعات الإسلامية إلى بيئات خصبة للعيش الكريم للإبداع وللإنجاز ، ولتحقيق الإنسان ذاته ولتحقيق الإنسان مطالبه سواء كانت مطالب ذاتية أم مطالب شرعية ، والمؤسسات الحكومية والشعبية والجماعات الإسلامية وأفراد العلماء والدعاة وسائر المعنيين بقضايا الأمة عليهم تبعة كبيرة ومسؤولية ضخمة تتجاوز حدود المعالجة الآنية إلى الرؤية المستقبلية وتستحضر الرقابة الربانية على من ولي شيئاً من أمر هذه الأمة دق أو جل ، والله المستعان .
والحمد لله رب العالمين ، صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
__________________
اللهم إستخدمنا في طاعتك
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م