مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 23-07-2002, 09:07 AM
عمر مطر عمر مطر غير متصل
خرج ولم يعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2000
المشاركات: 2,620
إفتراضي المقامة الرغدانية

منقولة من موقع أبي محجوب (طبعا تعرفون من أبو محجوب وقد لا تعرفون ما هي رغدان، هي منطقة في عمان -- يمكنني أن أصفها بالشعبية إن صح التعبير )


++++++++++
لقاني يوما صديق بالطريق, يدعى باليماني, صاحب عقل شيطاني, فاخذ يناديني: يا عبدالله يا يا ناسيني, وقلبه يقفز مرحا و الإبتسامة على شفتيه ترتسم مرحا, فقتربت منه وقال: كم من عود دندنلي, و طبل طبطبلي, و الناس ترجمني بالقلنقلي, و أنا كالحمار الأهزلي, إلى أن وجدت ألف دولار أسترالي, فتغير حالي, و قلت في نفسي ليس لي غير أنيسي وحيد قلبي و حبيبي, فأدعوه على العشاء في هذه الليلة الظلماء.
فتعجبت مستبشرا : ماهذا الإعجاب الذي ظهر مؤخرا, فرد علي و ابتسم : هذه هدية لا يوجد من ورائها جزية, فطمعت و قلت قبلت.

فقال ببعض من الدهاء : لا تحضر معك إلا الضروري من الأشياء, و ما يكفي لمشوار الذهاب, فأنا سوف أنتظرك هناك يا حباب.

فقلت: أين و متى يا أبا الرمان؟ قال في مجمع رغدان عندما تصبح الشمس كالكهرمان.

و عندما اقترب الموعد أصبحت مثل الجمر في الموقد, فلبست ما كان منشورا على الحبل, و أخذت أهرول على نزلة الجبل, ولم أحمل معي غير قطعة نقد واحدة , دخلت جيبي كأنها دجاجة راقدة,ثم خرجت من بعد ذلك كأنها عروس حسناء إلى جوف حصالة الباص الملساء.

فوصلت أخيرا إلى مجمع رغدان, وكلي سرور و امتنان, و شوق و حنان, لوجبة تملأ معدتي كهدف سعودي في مرمى الألمان.

فأخذت أنتظر صاحبي الساعة تلو الساعة , أملا في سماع الأخبار السارة, ومن كثرة الجوع أصبحت كحب الحمص المنقوع, فتساءلت عن معدتي هل لها ملمس , فوجدتها كالتين الممعس أو كالفول المدمس.

ومن بعد ما حل المساء , شعرت بتلك المكيدة البغضاء, فأنفجرت غضبا, وتقسمت أجزائي إربا إربا, و أصبحت سمكا معلبا, فأسود و جهي كحب الينسون و لم أجد في رأسي إلا العودة إلى المنزل بكل هدوء و سكون.

فعدت إلى المنزل على الأقدام من بعد ما بدر مني من إقدام على تناول وجبة من الدجاج، لأحلي بعدها بقطعة من الكلاج.

فوصلت إلى المنزل في منتصف الليل, و كلي رغبة وميل , إلى سحق تلك البقة، و تفريغ الرصاص في رأسها طلقة طلقة.

وفي إحدى الأيام التالية , رأيت تلك الخرقة البالية, فركضت نحوها وكلي رغبة بمحوها.

وما أن وصلت إليه, إذ الابتسامة تتراقص على شفتيه,و يمد لسانه إلي مثل قلم مبري, و عيونه تشع نورا كأنها كوكب دري.

فتجمدت من هول ما رأيت, كأني عود كبريت ملتصق بعلكة لا حول له ولا قوة.

عندها قلت في نفسي : هذا هو إبن الإنسي ,فهل أقوم بتغيير معالم وجهه؟ أو ألف قدماه حول عنقه!

فتراءت لي أمام عيناي, صورته و هو يدخل سم كلامه في أذنيّ, عندما قام بإشعال نار الطمع بعد أن أبدى أسمى آيات الدلع.

فتراجعت مدركا غبائي, من بعد ما انسحبت من وجهي دمائي, وكان كل أملي و رجائي التعلم من أخطائي, بأن الطمع قل ما جمع، أو ضر ما نفع , و وليت مدبرا وهو يضحك متدبرا.
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م