هل حقا ولاء الشيعة لأيران ؟ حقائق تاريخية
في عام 1820 كانت بريطانيا قد بدأت باستعمار الخليج ، فأخذت ايران تطالب بملكية البحرين اعتبارا من عام 1832 ، وعقد حاكم شيراز مع ( وليم بروس )الحاكم العام البريطاني في الخليج اتفاقية اعترف الأخير فيها بأن البحرين تابعة لأيران ، لكن هذه المعاهدة ماتت قبل أن ترى النور لأن الشاه وحكومة بومبى لم يوقعا عليها .
وعادت ايران تطالب بالبحرين عام 1840 - رغم أن الجزيرة عربية ويحكمها آل خليفة الذين ينتسبون الى ( عتبة ) – فرد ( لابردين ) وزير خارجية بريطانيا على هذه المطالب بتصريح نفى فيه أحقية ايران في الخليج أو في البحرين فأجابه ( حلنجى ميرزا ) رئيس وزراء ايران بمذكرة جاء فيها :
( ان الشعور السائد لدى جميع الحكومات الفارسية المتعاقبة أن الخليج الفارسي من بداية شط العرب الى مسقط بجميع جزائره وموانيه بدون استثناء ينتمي الى فارس بدليل أنه خليج فارسي وليس عربيا ) .
وفي عام 11/11/1957 أعلنت ايران الحاق البحرين بالتقسيمات الأدارية لأيران معتبرة اياها المحفظة الرابعة عشرة .
وفي عام 1958 خصصت مقعدين في (برلمانها ) للبحرين شغلهما : عبدالله الزبرة وعبد الحميد العليوات وهما من الأيرانيين الذين بليت بهما البحرين .
ونجحت ايران في منع البحرين من الأشتراك في منظمة الدول المنتجة للبترول ( الأوبك ) ،
ودأبت على عدم الأعتراف بجوازات السفر الصادرة من البحرين ، واذا دخل البحراني الى ايران يسحب منه جواز سفره ويعطى ورقة مرور داخلية ، ولن يستطيع الخروج اذا كان خاضعا لقانون التجنيد العسكري .
وما زالت البحرين تتعرض للضغط الأيراني حتى 14/8/1971 حيث أثبت الأستفتاء الشعبي رغبة البحرانيين في الحصول على الأستقلال ، وصادق مجلس الأمن على نتائج الأستفتاء ، وقبلت به ايران ، ولكنها كانت تتطلع الى بديل آخر سيأتي ذكره بعد قليل .
الأحواز وشط العرب :
تنفصل الأحواز عن هضبة ايران العالية بسلسلة جبال زاجروس لتكون امتدادا طبيعيا لسهل العراق . وفتحها المسلمون عام 17 ( 638 ) م أيام الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وألحقت اداريا بالبصرة ، وكانت تسمى ( أهواز العراق ) كما ذكر صاحب معجم البلدان ، والفرس هم الذين غيروا اسمها لأنهم يلفظون الحاء هاء ، واليوم أسموها (عربستان ) و أخيرا اطلقوا عليها اسما فارسيا (خوستان ).
ونالت الأحواز شهرة واسعة أيام العصر العباسي ، وعانت كثيرا من أذى الزنج الباطنيين ، ثم تعرضت لهجمات المغول الذين دمروا معالم حضارتها وأراقوا دماء الكثير من أبنائها .. ثم أسس بنو أسد امارتهم في الجزء الشرقي من شط العرب 1690 ، وحرروا المنطقة من استعمار الفرس القاجاريين .
ونشأ نزاع بين الدولة العثمانية والدولة الفارسية حول الأحواز وشط العرب ، وتوسطت بريطانيا وروسيا بين الدولتين فتم عقد معاهدة اضروم الاولى عام 1821، و معاهدة ( أرضروم الثانية ) عام 1847 وبموجب
هذه المعاهدة نالت ايران مدينة المحمرة وميناءها وجزيرة الخضر ( عبادان ) ، كما نصت المعاهدة على حرية الملاحة للسفن الأيرانية في الشط من مصبه حتى نقطة التقاء حدود البلدين . ولكن سكان الأحواز رفضوا الأستعمار الفارسي ، وقامت ثورة بقيادة الحاج جابر الكعبي استمرت عشر سنوات ، وأرغمت شاه ايران سنة 1857 على الأذعان والأعتراف باستقلال الأحواز .
وعندما آل حكم المحمرة والأحواز الى الشيخ خزعل الكعبي وحد الأقليم تحت قيادته ، وعقد عدة معاهدات مع بريطانيا ، ووقف الى جانبها ، ووضع نفسه رهن اشارتها في الحرب العالمية الأولى .
وبعد انقلاب رضا خان سنة 1921 برزت الطماع الفارسية في الأحواز بأجلى صورها خاصة بعد أن تفجر البترول عام 1908 في مسجد سليمان .
وخشيت بريطانيا من ازدياد النفوذ الشيوعى بعد الحرب العالمية الأولى فصنعت عرش العسكري الغر رضا خان ، وقلبت ظهر المجن لصديقها الشيخ خزعل ، فقامت بقطع سبل المواصلات بينه وبين القبائل العربية في العراق .
وتحت حماية بريطانيا أرسل الشاه الجديد رضا خان جيشا للأحواز على رأسه الجنرال فضل الله فاحتل المنطقة وغدر بالشيخ خزعل واقتيد الى سجون طهران حيث هلك هناك ، ومما يجدر ذكره أن الشيخ خزعل شيعي رافضى ، وأطلق الفرس على الأحواز اسم ( خوستان ) بعد أن كانوا يسمونها ( عربستان ) . كان ذلك في عام 1925 م .
آخر تعديل بواسطة زومبي ، 22-05-2006 الساعة 01:20 PM.
|