مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 20-08-2007, 07:46 AM
المصابر المصابر غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 3,304
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي جمعية سوس العالمة للصداقة الإسرائيلية الأمازيغية: الأبعاد والمرامي


جمعية سوس العالمة للصداقة الإسرائيلية الأمازيغية: الأبعاد والمرامي
رشيد الإدريسي

20/08/2007

إذا أمعنا النظر في حال الأمة العربية اليوم من الخليج إلي المحيط، فإننا ولا شك سنصاب بالذهول، فكل شيء ينبئ عن وضع شديد التردي علي كل المستويات. لكن الخطير في الأمر هو أن يتحول هذا التردي إلي فقدان للثقة في النفس، فينخرط المرء في التآمر ضد ذاته وضد أهله ويوجه لهم الطعنات تلو الأخري بوجه مكشوف وبوقاحة منقطعة النظير، وهو ما يذكرنا بالشخوص الفارغة المنعدمة الجوهر لبعض الروايات والتي تقوم بأفعال لا عقلانية عبثية معبرة عن تعفن الواقع، و يذكرنا تحديدا ببطل رواية "اللجنة" لصنع الله إبراهيم الذي انتهي به المطاف إلي الانخراط في أكل جسده، يقول: " عندئذ، رفعت ذراعي المصابة إلي فمي، وبدأت أكل نفسي".
و"جمعية سوس العالمة للصداقة الأمازيغية الإسرائيلية" التي أعلن عن التهييء لتأسيسها من طرف أشخاص يسمون أنفسهم بالأمازيغ والأمازيغ منهم براء، هي مؤشر واضح علي هذا التردي والانتكاس الذي نعنيه. فالإقدام علي هذا التأسيس والإعلان عنه والدفاع عنه بحجج واهية، علي غرار أن علاقة اليهود بالأمازيغ تعود إلي ما قبل الإسلام وأن جميع الأمازيغ يعتزون بالصداقة مع دولة اليهود، لم يكن ليتم لو لم يكن لأصحاب هذه المبادرة الاطمئنان بأن الجو العام العربي والمغربي سيقبل الأمر بنوع من اللامبالاة أو الاحتجاج المكتوم. فتلقي الضربات بنوع من السلبية أصبح يشجع أمثال هؤلاء الذين كانوا يتآمرون في خفاء ويبيتون الأمور بليل، أن يفعلوا ذلك في واضحة النهار دون التخوف من ردود الفعل المستنكرة.
والمناخ الدولي اليوم يسعف علي تنامي مثل هذه الجمعيات التي هي أقرب إلي الجماعات الوظيفية التي لا انتماء لها، حيث تعيش علي هامش المجتمع في حالة اغتراب تام ولا تربطها به إلا المنفعة. وما يقع في الدول العربية والإسلامية الأخري من تدخل للأجنبي وتحكمه في تسيير الدولة وإملاء سياساته وتمريرها دون مقاومة تذكر، يسرع ببروز هذا النوع من الجماعات الطفيلية التي تذكرنا بجماعة المحميين الذين عرفهم المغرب، وهم مغاربة كانوا يحضون بحماية الدول الأروربية ويتمتعون بامتيازات قنصلية علي غرار تلك التي للمواطنين الأوروبيين في المغرب، فاستفادوا من الإعفاءات الضريبية والقضائية التي سمحت لهم بمراكمة الثروات، وكان منهم المترجم والحارس والخادم والوسيط والسمسار. وليس غريبا أن يظهر هؤلاء فيما بيننا في هذه الظرفية التي تشبه ظرفية ظهور المحميين فيما مضي، فحيثما كان الضعف والتخلف، ظهر من يستقوي بالخارج ويعمل علي تمريغ كرامة الأمة في التراب والسمسرة بقيمها وقضاياها الكبري وبيعها بأبخس الأثمان.
وقد اختير اسم هذه الجمعية بمكر واضح، لتحقيق هدف أساسي هو خلخلة التمثلات الإيجابية لدي المغاربة وقلب الحقائق في أذهانهم. فالملم بالمغرب يعرف جيدا قيمة لفظة "سوس" في المتخيل المغربي، إذ هي معروفة بمدارسها العتيقة التي تعود إلي عدة قرون، وهي بذلك اعتبرت قلعة لطلب العلم ولحماية الثقافة العربية الإسلامية وتخريج الفقهاء والعلماء والأدباء طوال التاريخ المغربي. فاختيار هذا الاسم وقرنه بصفة "العالمة" الذي يحيل علي عنوان أحد أهم كتب المؤرخ والعالم الجليل المختار السوسي، لم يأت اعتباطا، إذ هو القائل بعد جمعه لتاريخ منطقة سوس: " ويعلم الله أنه لو قدر لي أن أكون ابن تافيلالت أو درعة أو الريف أو جبالة أو الأطلس أو دكالة، لرأيت الواجب علي أن أقوم بمثل هذا العمل نفسه، لتلك الناحية [...] لأنني من الذين يرون المغرب جزءا لا يتجزأ، بل أري العالم العربي كله من ضفاف الأطلسي إلي ضفاف الرافدين وطنا واحدا". فالهدف من خلال هذا التأسيس المشبوه وهذه التسمية المريبة ليس في حاجة إلي كد الذهن لمعرفته؛ إذ يرمي إلي تأكيد خلاف ما ناضل من أجله صاحب كتاب "سوس العالمة"، أي وحدة المغرب ووحدة العالم العربي ووحدة مكوناته. إنه فعل يريد أصحابه من ورائه التشويش علي منطقة سوس كاملة وعلي تراث المختار السوسي الغني وتأكيد انفصال السوسيين عن المغاربة وانفصال المغرب عن محيطه العربي الإسلامي وعن كل قضايا الأمة العربية.
وقد سبق لنا أن بينا بأن أصحاب هذا الخطاب النزوعي يعانون من عقدة تجاه كل ما هو عربي، وتجاه كل من يقدم نفسه بوصفه عربيا. وهي عقدة لا علاقة لها بالأمازيغ الأصلاء الذين يفخرون بالانتساب إلي الأمة العربية من أمثال المختار السوسي نفسه وعبد الكريم الخطابي مؤسس لجنة تحرير المغرب العربي وآلاف الأسماء ممن ترجم لهم وعرف بهم المختار السوسي في كل مؤلفاته. وفي مقابل هذا العداء الواضح لكل ما له علاقة بالعربية والذي يطال خطاب بعض المؤسسات الرسمية، نجد لدي هؤلاء حرقة علي ربط جسور التواصل بين المكونات اليهودية الإسرائيلية وفعاليات أمازيغية تقدم نفسها بوصفها ممثلة للأمازيغ، وتعلن أن هدفها هو نشر الإخاء، بينما الأهداف المادية والسياسية واضحة والأمازيغ لا يحضرون هنا إلا بوصفهم سلعة وأداة للمقايضة.
إن هذا التأسيس وهذا النوع من الخدمات القذرة لا شك أنه سيجلب لأصحابه مبالغ مالية "محترمة"، لكن الهدف بالنسبة للجهة الأخري التي تحرك الخيوط في الخفاء، يتجاوز هذا المستوي التجاري المنحط، ويرمي إلي تحقيق أهداف استراتيجية كان قد وضع تصوراتها الأولي المستشرق الأمريكي برنارد لويس، الذي كان دائم التأكيد علي أن العرب والمسلمين ما زالوا لحد الآن لم يقبلوا بهزيمتهم في مواجهة الغرب، وأنهم ما زالوا ينظرون لأنفسهم علي أنهم بإمكانهم استعادة أمجاد الماضي. ويري أنه من الضروري القضاء علي هذا الشعور الذي يخلق نوعا من التوتر في النظام العالمي الجديد. وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا عن طريق إلحاق هزيمة قوية بالعرب، هزيمة لا يمكنهم نسيانها وتحضر لديهم لتجعلهم شعبا منضبطا. ومثل هذه المبادرات المشبوهة تدخل في هذا الإطار إذ يراد منها جرح الذات المغربية وتمزيق جزء منها أي منطقة "سوس"، وهو ما يندرج في إطار خطة أشمل هي إقناعنا بأنه ليس هناك أمة عربية ولا فكرة عربية ولا قضايا عربية مشتركة.
وحتي لا يقال بأننا نحمل الأشياء أكثر مما تستحق نشير إلي أنه ليست هذه هي المرة الأولي التي يغازل فيها هؤلاء المتطرفون النزوعيون الكيان الصهيوني، فقد ألفوا المتاجرة بقضية فلسطين لتحقيق أهدافهم المادية والسياسية. حيث ذهب الكثير منهم إلي أنه لا علاقة للأمازيغ بفلسطين ولا بالقضية الفلسطينية، وأنه يجب علينا القطع مع المشرق ثقافيا وسياسيا، بل أكثر من ذلك ذهب محمد شفيق إلي حد التعبير عن شعور سادي عندما طالب بعدم التدخل في الهجوم الأخير علي لبنان في الحرب السادسة، إذ في الوقت الذي كانت فيه الآلة العسكرية الإسرائيلية تدك لبنان وتسقط المنازل علي المدنيين وتقتل الأطفال الأبرياء والشيوخ وتهدم البنية التحتية لبلد كامل، يطلع علينا بمقال يقول فيه ما ترجمته "قتلوهم كما شئتم، فنحن المغاربة، والأمازيغ علي وجه التحديد، لا دخل لنا في الأمر" من يقول هذا الكلام محال أن تكون روحه مغربية. والمضحك أنه في مقابل ذلك تؤسس جمعيات الإخاء الإسرائلي الأمازيغي ويتم التأكيد علي الأخوة القائمة بين الطرفين والتي تمتد إلي ما قبل الإسلام. فمن يا تري في حاجة إلي أخوتنا هل العربي المغلوب علي أمره المسلوب الحق والمستضعف والمضطهد علي أرضه؟ أم الإسرائيلي المستأسد الذي يحظي بحماية العم سام؟
إن السبب وراء هذا النوع من المواقف المعادية لفلسطين وللقضية الفلسطينية، والعاملة علي التقرب من الصهيونية وخطب ود إسرائيل، يرجع إلي أن هذه القضية كانت من أسباب نشر الوعي بوحدة الأمة العربية ووحدة مصيرها لدي المغاربة والمشارقة معا. ولخلقها بينهما نوعا من التلاحم، يجعلهما أشبه بالذات الواحدة. وهذا ما يرفضه النزوعي "الأمازيغي المزور"، لأنه إحساس يعمق لدي المغاربة جميعا، بفعل التعاطف والتضامن، جانبهم العربي. لذلك يلجأ النزوعي، عندما يخشي الفضيحة ، إلي المطالبة بطرح القضية علي المستوي الإنساني، وفي هذه الحالة يتعامل مع الفلسطيني باعتباره إنسانا مجردا من تاريخه ومن عروبته ومن انتمائه الثقافي، أي مجردا من العناصر التي يرغب النزوعي في إقصائها من المغرب أي المكونات العربية الإسلامية.
إن المغربي يجد نفسه إزاء شخص في معاناة دائمة يمثله الفلسطيني، وشخص صهيوني يدمر ويقتل بطريقة سادية، فيعلن بشكل تلقائي فطري عن تعاطفه مع الطرف الأول الفلسطيني وإدانته للثاني، وذلك من منطلق عربي إسلامي. لكون فلسطين جزء من الأمة العربية ولاحتوائها علي القدس التي هي مسري الرسول العربي ولكونها وأولي القبلتين وثاني الحرمين. وتأسيس جمعية سوس العالمة، يأتي لضرب كل هذه المنطلقات وخلخلة هذه الثوابت وخلق تمزقات في النسيج الاجتماعي المغربي، وذلك لضمان ربح مادي وتحقيق أهداف سياسية وثقافية وضيعة، لم تعد تخفي علي أحد بعد هذه القراءة في خلفيات هذا الحدث الغريب والمستهجن. لذلك وجب استنكار تأسيس هذا النوع من الجمعيات من طرف كل المغاربة ومن طرف أهل سوس علي وجه التحديد لأنها تحمل اسمهم الذي لا نرضي له أن يمرغ في الوحل.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م