الامارات واعادة اعمار المستوطنات

[fadl]

Man9ool
Al-Quds Al-Arabi
Online

الامارات واعادة اعمار المستوطنات
2005/07/25

تعهدت دولة الامارات العربية المتحدة ببناء مدينة كاملة باسم مدينة خليفة بن زايد علي انقاض المستوطنات الاسرائيلية التي سيتم اخلاؤها وازالة مبانيها بعد انسحاب القوات الاسرائيلية من قطاع غزة. وجري رصد مبلغ مئة مليون دولار بصفة مبدئية لهذا الغرض.
اللافت في هذه الخطوة امران اساسيان، الاول ان وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) التابعة للامم المتحدة هي التي ستتولي الاشراف علي عمليات البناء والتوزيع لاحقاً، وهذا يعني الابتعاد عن السلطة الفلسطينية وبعض رموزها الفاسدة.
اما الامر الثاني فيتلخص في ان هذه الخطوة جاءت لتصحح الضرر الذي لحق بدولة الامارات العربية المتحدة بعد تصريحات نسبت لبعض المسؤولين في احدي اماراتها، تحدث فيها عن خطط لشراء المستوطنات من الدولة العبرية واقامة مشاريع سياحية فيها لتحقيق ارباح طائلة، اي التعامل مع هذه المسألة من المنظور التجاري الصرف، وليس من المنظورين السياسي والانساني.
ان مثل هذه المشاريع الانسانية هي التي تخفف معاناة الانسان الفلسطيني وتداوي جراحه، وتعزز صموده ومقاومته، خاصة بعد ان تخلي عنه معظم العرب الرسميين، وانها تأتي بعد الانسحاب الاسرائيلي الكامل مما يسقط عنها اي شبهة تطبيعية.
الانسان الفلسطيني الصامد المقاوم لا يحب ان يشعر انه يقف وحده امام آلة الدمار الاسرائيلية، فابناء جنين ورفح ونابلس وغزة، سيشعرون وهم يقاومون الاحتلال، ويقدمون الشهداء والجرحي والاسري انهم ينتمون الي عمق عربي يشعر بمشاعرهم ويتضامن مع قضيتهم، اي انهم ليسوا وحدهم.
اعادة بناء المستوطنات، وتقديمها لابناء الشعب الفلسطيني، والمدمرة بيوتهم من قبل الدبابات الاسرائيلية علي وجه الخصوص، يعكسان الفارق الكبير بين العقليتين العربية والاسرائيلية. فشارون لا يعرف غير الهدم والتحطيم والتدمير، لان عقليته دموية شريرة، فهو يصر علي تدمير كل المنازل في المستوطنات وحرق كل المزارع وما فيها من بيوت زجاجية ودفيئيات زراعية. تماماً مثلما فعل عندما كان وزيرا للدفاع في مدينة يميت في سيناء حيث لم يترك فيها حجراً علي حجر.
نحن نسأل، وفي غمرة الحديث عن الاعمار ومساعدة الصامدين، عن الشقيقة الكبري، اي المملكة العربية السعودية، التي من المفترض ان تقدم خمسة اضعاف ما تقدمه دولة الامارات نظراً لحجم العوائد النفطية الضخمة التي تدخل خزائنها هذه الايام بعد وصول اسعار برميل النفط الي ستين دولارا.
نفهم، ولا نتفهم، موقف حكومة الكويت، فقد استخدمت عداءها المصطنع وغير المبرر للفلسطينيين شعبا وسلطة ومنظمة للتهرب من واجباتها الاسلامية والقومية بل والانسانية، ولكننا لا نفهم ولا نتفهم هذا الموقف السعودي الرسمي تجاه ابناء الارض المحتلة. فالدخل السعودي من العوائد النفطية بلغ 120 مليار دولار سنويا، واذا كانت المساعدات لـ الجهاد الفلسطيني قد توقفت خوفاً من امريكا واسرائيل، فلماذا توقفت المساعدات الانسانية، او تقلصت بشكل كبير الي المواطنين العاديين والاسر الفقيرة المعدمة، التي فقدت معيلها، سواء في عملية استشهادية دفاعا عن هذه الامة وكرامتها، او جري اسره واحتجازه خلف قضبان سجون العدو.
نسأل فقط، ونّذكر لعل المسؤولين في السعودية يتذكرون ان هناك حرما ثالثا ومرابطين يدافعون عنه.