****************** الطلاق من أول ليلة ******************
وقصة يرويها لي أحد المعارف عن حاله أول أيام زواجه، حيث ذكر أنه ما إن خرج بزوجته من قصر الاحتفالات، حتى شعر أن التي تجلس بجانبه في السيارة ما هي إلا "قردة"! فيقـول: قـررت أن أذهـب بها مباشرة إلى منزل أهلها، فليست التي معي هي نفس التي رأيتها عند الخطبة، أو أن أهلها سحروني, ويقول: فكرت في الطريق عن أفضل الحلول للتخلص منها، لكني وصلت لشقتي قبل أن أصل لحل لهذه المصيبة، عندها عقدت العزم على أن أدخل المنزل وأصارحها بشعوري وقراري في عدم رغبتي في استمرار هذا الزواج، لكني خجلت من المواجهة. وعندما دخلنا المنزل بدأت في الحديث معي، وعن سعادتها، وأنا أشعر أنها كأنما تعذبني مع كل كلمة تقولها، قامت للمطبخ لتجهز لنا شيئاً نأكله، وأخذت أفكر عن مخرج، وعندما أخبرتها بأني متعب وسأنام قليلاً لم تمانع ولم أشعر منها بضيق، بل سبقتني إلى الغرفة لترفع عني لحاف النوم، وعندما تمددت على السرير قامت بتغطيتي وإغلاق النور. شعرت حينها بنوع من الارتياح، لكني مازلت غير مقتنع بالاستمرار معها، ورحت في نوم متقطع وكوابيس مزعجة، حتى أتى الصبح فاستيقظت فإذا بي أجد الإفطار قد وضع لي في أجمل صورة وبطريقة عصرية، حينها تذكرت حالي عندما كنت عند أهلي، وحالي مع "مطاعم الفول والكبدة والشكشوكة"! فأكبرت فيها هذا العمل، وشعرت براحة وأمان بأني سأجد كل مبتغاي مع هذه الفتاه، ومرت أيام لا أتحدث معها إلا كلمات قليلة وهي صابرة وضاحكة، ولم تطلب مني أي شيء من سفر أو سوق أو زيارة أهلها، إنما همها منزلها وزوجها، حتى جاء اليوم الذي بدأت أشعر بنوع من الارتياح وزالت عني تلك الأوهام، وأصبحت أشعر بحب لها، فجلست معها وأخبرتها بما كنت أنوي فعله، فشعرت منها بنوع من الخوف، لكني طمأنتها أني لن أتركها.
يقول صاحبي: ولله الحمد لي حتى الآن ثلاث سنوات وأنا أعيش حياة مستقرة أحسد عليها، وكلما تذكرت ما كنت أنوي فعله أخاف وأغير تفكيري في موضوع آخر.
هذا مثلٌ لحالة كادت أن تنتهي إلى الطلاق من أول ليلة، لكن التفكير الصائب والتصرف الحسن قضى على كارثة اجتماعية كادت أن تحصل.
__________________
معين بن محمد
|