مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 01-02-2001, 11:02 AM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post بيريز... الشيطان عندما يعظ

في مقابلة مع إحدى أشهر المجلات الأسبوعية الأمريكية (Newsweek) صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق (شيمون بيريز) بأن الإدارة الأمريكية الجديدة ستجد نفسها ملزمة بالانخراط في عملية السلام كما فعلت إدارة الرئيس كلنتون، وبرر ذلك بأن (الشرق الأوسط جزء من كل سياسة خارجية)، وتحاشى الإشارة إلى سطوة اللوبي اليهودي ولم يذكر شيئاً عن أثر مجموعات الضغط الصهيونية على السياسة الأمريكية. وتحاشي بيريز هذا يشير إلى تريث الساسة الإسرائيليين والحركة الصهيونية في استعراض قواها أمام الإدارة الأمريكية بعد المعركة القضائية التي خاضها الرئيس الجديد بوش ضد المرشح الآخر المدعوم منها بالكلية، آل غور، الأمر الذي ترك بصماته على اختيار الرئيس بوش لمعاونيه وبعضهم من مجموعات عِرقية تساهم – وربما للمرة الأولى – في قيادة الولايات المتحدة الأمريكية على المستوى الفيدرالي.

لفت نظري في تصريح السياسي الإسرائيلي خطابه التحريضي لتعزيز انفراد إسرائيل النووي في المنطقة، فقد التفّ على الموضوع ولبس مسوح الناصح الحريص على رعاية المصالح العربية متمثلة بالسعودية فقال: (سمعت أن وزير الخارجية كولن باول يريد تجديد تحالف حرب الخليج.. هذا تحالف خاص بالشرق الأوسط.. ليس لديك خيار.. لا يمكنك أن تدع شخصاً شرساً مثل صدام حسين يهدد السعودية أو أن تكون لديه أسلحة نووية.. لا يمكنك إغماض عينيك)(!)

وتأتي خطورة تصريح السياسي الإسرائيلي (بيريز) من كون الملف العراقي أحد أعقد الملفات العربية والإقليمية، لا لجهة الموقف من النظام الحاكم فقط، وإنما لجهة فك الارتباط ما بين النظام من جهة والشعب العراقي من جهة أخرى، فالإجماع يكاد ينعقد بين العواصم العربية على الضرر الذي تسبب فيه نظام بغداد باحتلاله للكويت في العام 1990، وانعكاساته السلبية على العلاقات العربية العربية, وعلى خارطة المنطقة السياسية والأمنية.

وجل العواصم والقوى السياسية العربية تلقي باللوم على النظام نفسه فيما وقع نتيجة الغزو المذكور، وتداعياته على المستويين الإقليمي والدولي، وذلك بغض النظر عن اختلاف كل طرف من الأطراف المعنية في تحليل الأسباب الحقيقية التي أدت إلى ما وصلنا إليه اليوم.

غير أن هذا الإجماع أو شبه الإجماع على النظام العراقي ومسؤوليته في الوضع العربي شيء، وتدمير العراق نفسه شيء آخر، فهناك نظام سياسي يشكل حالة قلق إقليمية ودولية، وهناك سعي لتغييره، ولكنه تغيير يعمل القائمون عليه بعناية فائقة وحذر شديد، حرصاً منهم على التخلص من الورم الخبيث وليس القضاء على المصاب (العراق) نفسه، وهي فلسفة تستهدف الحفاظ على طاقات الأمة الكامنة والموجودة والقابلة للتطوير، باعتبارها ملكاً للأمة كلها، حاضراً وآجلاً، وليست خاصة بهذا القطر أو ذاك، لاسيما والعدو الإسرائيلي ما زال متربصاً ويشكل خطراً استراتيجياً، ويبني قوته وتفوقه الأمني والاقتصادي على حساب مزيد من الضعف والتراجع العربي في ميدان القوة العسكرية والاقتصادية.

والخطر الإسرائيلي الذي يهدد العالم العربي، وفي جملته المملكة العربية السعودية، يفوق في مراميه الخطر الذي يمكن أن يهددها من أية جهة أخرى بسبب رمزيتها الدينية وهويتها القومية ومساهماتها داخل الأسرتين العربية والإسلامية.

فإسرائيل قامت - وما زالت تقوم - بأكبر حملة تشويه للصورة العربية والإسلامية على مستوى وسائل الإعلام والتقارير السياسية والدراسات الاستراتيجية المؤثرة في الرأي العام وفي مراكز القرار الغربية، وقد شهد العقد الأخير من القرن العشرين حملة افتراء إعلامية ودعائية واسعة على الدول الإسلامية نالت منها المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية في إيران نصيب الأسد، وتطرقت إلى حقوق الإنسان والوضع الأمني والاقتصادي والاستقرار السياسي، وأقيمت عدة مواقع على شبكة الإنترنت وسواها من وسائل الإعلام السريعة والمؤثرة للنيل من المملكة خاصة ومن العرب عامة، وردت حكومة خادم الحرمين يومها على الحملة بما تستحق من بيان الحقائق وكشف زيف التشويه والتزوير.

وإسرائيل وحدها من بين جميع الدول التي تعمل في ميدان النشاط النووي ترفض حتى الآن التوقيع على المعاهدات الدولية المتعلقة بهذا الخصوص، ووحدها ترفض الخضوع لرقابة مؤسسات الأمم المتحدة، ووحدها تهدد - بشكل واضح وسافر - باستخدام القوة النووية ضد الدول العربية وضد الباكستان. وهي وحدها التي تعلن أهدافاً توسعية بعدما أصبح الاستعمار التقليدي واحتلال أراضي الغير جزءاً من تاريخ القرون الوسطى المظلمة. وهي وحدها التي تتبنى إرهاب الدولة ضد الأفراد والشعوب كما تفعل في مواجهة انتفاضة الشعب الفلسطيني.

وإسرائيل وحدها من بين جميع الدول المعروفة اليوم قامت بقرار من الأمم المتحدة دون أي مستند تاريخي أو استمرار لوجود فعلي. وهي وحدها من بين جميع الدول الموقعة على ميثاق الأمم المتحدة، والأعضاء فيها، ترفض تنفيذ القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة والتي تلزمها باحترام حقوق العرب التاريخية والقانونية، وترفض الانسحاب من أراضيهم المحتلة وعلى رأسها القدس الشريف.

لا يختلف تحريض بيريز - المغلّف بدفاعه عن العرب - عن موقف الشيطان عندما يقف ليعظ.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م